فصل: حرف الخاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


حَسَّانة المُزَنِيَّة

حسانة المزنية، كان اسمها جَثَّامة، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏بل أنت حسانة‏"‏‏.‏ كانت صديقة خديجة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصِلُها، ويقول‏:‏ ‏"‏حُسْن العهد من الإيمان‏"‏‏.‏

روى ابن أبي مُلَيكة، عن عائشة قالت‏:‏ جاءت عجوز إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال‏:‏ ‏"‏من أنت?‏"‏ قالت‏:‏ أنا جثامة المزنية، قال‏:‏ ‏"‏بل أنتِ حسانة، كيف حالكم? كيف كنتم بعدنا?‏"‏ قالت‏:‏ بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول الله‏.‏ فلما خرجت قلت‏:‏ يا رسول الله، تقبل على هذه العجوز كل هذا الإقبال?‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏إنها كانت تأتينا زمان خديجة وإن حسن العهد من الإيمان‏"‏‏.‏

أخرجه أبو عُمر، وأبو موسى قال أبو عُمر‏:‏ وهذه الرواية أولى بالصواب من رواية من روى ذلك في الحولاء بِنْت تُوَيب وروى ثابت، عن أنس قال‏:‏ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أُهديت إليه هدية قال‏:‏ ‏"‏اذهبوا ببعضها إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة أو‏:‏ إنها كانت تحب خديجة‏"‏‏.‏

حَسَنَة أم شُرَحْبيل

حسنة أم شرحبيل ابن حسنة‏.‏

ذكرت فيمن هاجر إلى أرض الحبشة‏.‏

روى إبراهيم بن سعد فيمن هاجر إلى أرض الحبشة من بني جُمح بن عَمْرو‏:‏ سُفْيان بن معُمر بن حبيب بن وهب بن حُذافة بن جُمَح، ومعه ابناه خالد وجُنادة، وامْرَأَته حسنة، وهي أمهما؛ وأخوهما لامهما شرحبيل ابن حسنة‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

حَفْصَة بِنْت حاطِب

حفصة بِنْت حاطب بن عَمْرو بن عُبَيْد بن أميَّة بن زيد الأنصارية الأوسية أخت الحَارِث بن حاطب، بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن الحبيب‏.‏

حفصة بِنْت عُمر رضي الله عنهما

حفصة بِنْت عُمر بن الخطاب رضي الله عنهما‏.‏ تقدم نسبها عند ذكر أبيها، وهي من بني عَدي بن كعب، وأمها وأم أخيها عَبْد الله بن عُمر‏:‏ زينب بِنْت مَظْعون، أخت عُثْمان بن مَظْعون‏.‏

وكانت حفصة من المهاجرات، وكانت قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت خُنيس بن حُذافة السهمي، وكان ممن شهد بدراً، وتوفي بالمدينة‏.‏ فلما تأيمت حفصة ذكرها عُمر لأبي بكر وعرضها عليه، فلم يردّ عليه أبو بكر كلمة فغضب عُمر من ذلك، فعرضها على عُثْمان حين ماتت رُقَيّة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال عُثْمان‏:‏ ما أريد أن أتزوج اليوم‏.‏ فانطلق عُمر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشكا إليه عُثْمان، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏يتزوج حفصة من هو خير من عُثْمان، ويتزوج عُثْمان من هو خير من حفصة‏"‏‏.‏ ثم خطبها إلى عُمر، فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلقي أبو بكر عُمر، رضي الله عنهما فقال‏:‏ لا تجد علي في نفسك، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلو تركها لتزوجتها‏.‏ وتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سنة ثلاث عند أكثر العلماء‏.‏ وقال أبو عُبَيْدة‏:‏ سنة اثنتين من التاريخ، وتزوجها بعد عائشة، وطلقها تطليقة ثم ارتجعها، أمره جبريل بذلك وقال‏:‏ إنها صوامة قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة‏.‏

وروى موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عُقْبَة بن عامر قال‏:‏ طلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حفصة تطليقة، فبلغ ذلك عُمر، فحثا التراب على رأسه وقال‏:‏ ما يعبأ الله بعُمر وابِنْته بعدها‏!‏ فنزل جبريل عليه السلام وقال‏:‏ ‏"‏إن الله يامرك أن تُراجع حفصة بِنْت عُمر‏.‏ رحمةً لعُمر‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن المخزومي بإسناده عن أبي يَعْلَى‏:‏ حدثنا أبو كريب، أخبرنا يونس بن بكير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عُمر قال‏:‏ دخل عُمر على حفصة وهي تبكي، فقال لها‏:‏ ما يبكيك? لعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد طلقك? أنه كان طلقك مرة ثم راجعك من أجلي، إن كان طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبداً‏.‏

وأوصى عُمر إلى حفصة بعد موته، وأوصت حفصة إلى أخيها عَبْد الله بن عُمر بما أوصى به إليها عُمر، وبصدقة تصدق بها بمال وقفته بالغابة‏.‏

روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، روى عنها أخوها عَبْد الله، وغيره‏.‏

 

أخبرنا غير واحد، بإسنادهم، عن أبي عيسى قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا معن عن مالك، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، عن المُطَّلِب بن أبي وداعة السهمي، عن حفصة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أنها قالت‏:‏ ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سُبحته قاعداً حتى كان قبل وفاته صلّى الله عليه وسلّم بعام، فإنه كان يصلي في سبحته قاعداً ويقرأ بالسورة فيُرتّلها حتى تكون أطول من أطول منها‏.‏

وأخبرنا أبو الحرم بن ريّان بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن نافع، عن ابن عُمر عن أخته حفصة‏:‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح، صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تُقام الصلاة‏.‏

وتوفيت حفصة حين بايع الحسن بن علي رضي الله عنهما مُعاوِيَة وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين‏.‏ وقيل‏:‏ توفيت سنة خمس وأربعين‏.‏ وقيل سنة سبع وعشرين‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

حَقَّة بِنْت عَمْرو

حقة بِنْت عَمْرو‏.‏ صحبت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصلت معه القبلتين‏.‏

روى شريك، عن عاصم الأحول، عن أبي مِجْلَز، عن حقة بِنْت عَمْرو، وكانت قد أدركت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وصلت معه القبلتين، وكانت إذا أحرمت أو أرادت أن تحرم قربت عَيْبَتها فلبست من ثيابها ما شاءت وفيها العصفر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

حُكَيْمة بِنْت غَيْلان

حكيمة بِنْت غيلان الثقفية، امْرَأَة يَعْلَى بن مُرَّة‏.‏ روت عن زوجها‏.‏ ما أدري أسمعت من النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أم لا‏.‏ قاله أبو عُمر، وهو انفرد بإخراجها‏.‏

حُكَيْمة‏:‏ بضم الحاء، وفتح الكاف، قاله الامير‏.‏

حليمة بِنْت أبي ذُؤَيب

حليمة بِنْت أبي ذؤيب، واسمه‏:‏ عَبْد الله بن الحَارِث بن شِجْنة بن جابر بن رِزام بن ناصرة بن سعد بن بكر بن هوازن‏.‏

كذا نقل أبو عُمر هذا النسب، ووافقه ابن أبي خيثمة‏.‏

وقال هشام بن الكلبي، وابن هشام‏:‏ شِجنة بن جابر بن رِزام بن ناصرة بن فُصَيّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن‏.‏

وهذا أصح إلا أن الكلبي قال‏:‏ اسم أبي ذؤيب‏:‏ الحَارِث بن عَبْد الله بن شجنة، والباقي مثل ابن هشام، ووافقهما البلاذَري‏.‏

وأخبرنا أبو جعفر بإسناده إلى يونس عن ابن إسحاق قال‏:‏ فدُفِع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أمه فالتمست له الرضعاء، واسترضع له من حليمة بِنْت أبي ذؤيب‏:‏ عَبْد الله بن الحَارِث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن‏.‏

وهي أم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الرضاعة‏.‏ روى عنها عَبْد الله بن جعفر بن أبي طالب‏.‏

أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد البغدادي بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال‏:‏ حدثني جَهْم بن أبي الجهم مولى لامْرَأَة من بني تميم، كانت عند الحَارِث بن حاطب، وكان يقال‏:‏ مولى الحَارِث بن حاطب قال‏:‏ حدثني من سمع عَبْد الله بن جعفر بن أبي طالب يقول‏:‏ حُدثت عن حليمة بِنْت الحَارِث أم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي أرضعته أنها قالت‏:‏ قدمت مَكَّة في نسوة من بني سعد بن بكر نلتمس الرضعاء في سنة شهباء، فقدمت على أتان قمراء كانت أذّمَّت بالركب، ومعي صبي لنا وشارف لنا، والله ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا ذاك، ما يجد في ثديي ما يغنيه، ولا في شارفنا ما يغذيه‏.‏ فقدمنا مَكَّة فوالله ما علمت منا امْرَأَة إلا وقد عُرِض عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإذا قيل‏:‏ يتيم، تركناه، وقلنا‏:‏ ماذا عسى أن تصنع إلينا أمه‏!‏ إنما نرجو المعروف من أب الولد فأما أمه فماذا عسى أن تصنع إلينا‏.‏ فوالله ما بقي من صواحبي امْرَأَة إلا أخذت رضيعاً غيري، فلم أجد غيره قلت لزوجي الحَارِث بن عَبْد العزى‏:‏ والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ليس معي رضيع لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه‏.‏ فقال‏:‏ لا عليك‏.‏ فذهبت، فأخذته، فما هو إلا أن أخذته فجئت به رحلي، فأقبل على ثدياي بما شاء من لبن، وشرب أخوه حتى روى، وقام صاحبي إلى شارفي تلك فإذا بها حافل، فحلب ما شرب، وشربت حتى روينا فبتنا بخير ليلة، فقال لي صاحبي‏:‏ يا حليمة، والله إني لأراك أخذت نَسَمة مباركة‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث، وذكر فيه من معجزاته ما هو مشهور به صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده عن أحمد بن علي بن المثنى قال‏:‏ حدثنا عَمْرو بن الضحاك بن مخلد، حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، حدثنا عَمَارَة بن ثوبان‏:‏ أن أبا الطَفيل اخبره أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كان بالجعِرّانة يقسم لحماً‏:‏ وأنا يومئذٍ غلام أحمل عضو البعير‏:‏ فأقبلت امْرَأَة بدويّة فلما دنت من النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم بسط لها رداءه فجلست عليه، فقلت‏:‏ من هذه? قالوا‏:‏ أمه التي أرضعته‏.‏

وكان اسم زوجها الذي أرضعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بلبنه‏:‏ الحَارِث بن عَبْد العُزّى بن رفاعة بن ملاّن بن ناصرة بن فُصَيّة بن نصر بن سعد بن بكر‏.‏

وقد روى عن ابن هشام في السيرة فصية بالفاء والقاف جميعاً، والصواب بالفاء، قاله ابن دُرِيد، وهو تصغير فُصْيَة‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

حَمامة

حمامة‏.‏ ذكرها أبو عُمر في جملة من كان يُعذّب في الله تعالى، واشتراها أبو بكر فأعتقها‏.‏

قاله ابن الدبّاغ‏.‏

حَمْنَة بِنْت جحش حمنة بِنْت جحش‏.‏ وقد تقدم نسبها في أخويها‏:‏ عَبْد الله وعُبَيْد‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ حمنة بِنْت جحش بن رِياب، تكنى أم حبيبة‏.‏

وقال ابن منده‏:‏ حمنة بِنْت جحش، وقيل حبيبة‏.‏

قال أبو عُمر‏:‏ حمنة بِنْت جحش، كانت تُستحاض هي وأختها أم حبيبة بِنْت جحش، وهي أخت زينب بِنْت جحش أم المؤمنين زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكانت حمنة زوج مصعب بن عُمير، فقتل عنها يوم أُحد، فتزوجها طلحة بن عُبَيْد الله، فولدت له مُحَمَّداً وعُمران ابني طلحة‏.‏

وامها أُمَيْمَة بِنْت عَبْد المُطَّلِب، عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت ممن قال في الإفك على عائشة رضي الله عنها، فعلت ذلك حَمِيّةً لأختها زينب، إلا أن زينب رضي الله عنها لم تقل فيها شيئاً، فقال بعضهم‏:‏ إنها جُلدت مع من جُلد فيه، وقيل‏:‏ لم يجلد أحد‏.‏ وكانت من المهاجرات وشهدت أُحداً فكانت تسقي العطشى، وتحمل الجرحى وتداويهم‏.‏ روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، روى عنها ابنها عُمران بن طلحة‏.‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى قال‏:‏ حدثنا مُحَمَّد بن بشار، وأخبرنا أبو عامر العَقَدي، أخبرنا زهير بن مُحَمَّد، عن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَقيل، عن إبراهيم بن مُحَمَّد بن طلحة، عن عمه، عُمران بن طلحة، عن أمه حمنة بِنْت جحش قالت‏:‏ كنت اُستحاض حيضة كثيرة شديدة، فأتيت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أستفتيه واخبره، فوجدته في بيت أختي زينب، فقلت‏:‏ يا رسول الله، إني أُستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما تامرني فيها? قد منعتني الصلاة والصيام‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أَنَعْتُ لك الكُرْسُف، فإنه يذهب الدم‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ هو أكثر من ذلك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فتلَجّمي‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ هو أكثر من ذلك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فاتخذي ثوباً‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ هو أكثر من ذلك، إنما أثجّ ثجّاً‏.‏ فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏سامرك أمرين أيّهما صنعتِ أجزأ عنكِ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ وذكر الحديث‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قد جعل ابن منده حمنة هي حبيبة وجعل أبو نعيم أم حبيبة كنية حمنة وجعلها أبو عُمر اثنتين، فطلب في الكنى، فأما أبو نعيم فلم يذكر في الكنى ما يدل على أنها هي ولا غيرها، وأما أبو عُمر فإنه كشف الامر وصرح بأنهما اثنتان، فقال‏:‏ أم حبيبة‏.‏ ويقال‏:‏ أم حبيب ابنة جحش بن رياب الأسدي، أخت زينب بِنْت جحش، وأخت حمنة أكثرهم يسقطون الهاء فيقولون‏:‏ أم حبيب، وكانت تحت عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف، وكانت تُستحاض‏.‏ وأهل السير يقولون‏:‏ إن المستحاضة حمنة‏.‏ والصحيح عند أهل الحديث أنهما كانتا تستحاضان جميعاً‏.‏ قال‏:‏ وقد قيل‏:‏ إن زينب بِنْت جحش استحيضت، ولا يصح‏.‏

وقال ابن ماكولا وذكر ابني جحش‏:‏ عَبْد الله وعُبَيْد ثم قال وأخواتهما‏:‏ زينب أم المؤمنين، كانت عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأم حبيبة كانت عند عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف، وكانت مستحاضة، وحمنة بِنْت جحش كانت عند طلحة بن عُبَيْد الله، وهي صاحبة الاستحاضة‏.‏

فهو قد وافق أبا عُمر والله أعلم ويرد ذكرها مستقصى في الكنى إن شاء الله تعالى فهذا القدر كاف في بيان أنهما اثنتان، والله أعلم‏.‏

حَمنة بِنْت أبي سُفْيان

حمنة بِنْت أبي سُفْيان بن حرب بن أميَّة‏.‏

أخبرنا أبو موسى إجازة أخبرنا أبو غالب أحمد بن العَبَّاس الكوشيديّ أخبرنا أبو بكر بن رِيذَة أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا أبو مسلم الكشِّي، أخبرنا ابن عائشة، أخبرنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بِنْت أبي سلمة، عن أم حبيبة أنها قالت‏:‏ يا رسول الله، هل لك في حمنة بِنْت أبي سُفْيان? قال‏:‏ ‏"‏أصنع ماذا?‏"‏ قالت‏:‏ تنكحها‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فهل تحِلُّ لي?‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏ الحديث‏.‏

ورواه غير واحد عن هشام، فلم يسموها وسماها بعضهم‏:‏ عَزَّة وقيل‏:‏ دُرَّة‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

حُمَيمَة بِنْت صَيْفيّ

حميمة بِنْت صيفي بن صخر من بني كعب بن سلمة من الأنصار، تزوجها البراء بن معرور، وأظنها ابنة عمه، لأن البراء بن معرور بن صخر من بني كعب بن سلمة من الأنصار ثم تزوجها بعد البراء زيد بن حارثة، أسلمت وبايعت‏.‏ قاله مُحَمَّد بن سعد كاتب الواقدي‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

حُمَينَة بِنْت أبي طلحة

حمينة بِنْت أبي طلحة بن عَبْد العُزَّى بن عُثْمان بن عَبْد الدار‏.‏

روى ابن جريج عن عكرمة في قوله تعالى‏:‏‏{‏إلاّ ما قد سَلَفَ‏}‏ النساء 22 قال عكرمة مولى ابن عباس‏:‏ فرق الإسلام بين أربع وبين أبناء بعولتهن‏:‏ حمينة بِنْت أبي طلحة، كانت تحت خلف بن أسد بن عاصم بن بياضة الخزاعي، فخلف عليها الأسود بن خلف‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

حَوَّاءُ أم بُجَيْدٍ الأنْصارِيَّة

حوّاء أم بجيد الأنصارية‏.‏ كانت من المبايعات من الأنصار، أسلمت قبل زوجها قَيْس بن الخطيم، وهي بِنْت يزيد بن السكن بن كُرْز بن زَعوراء من بني عَبْد الأشهل، قاله أبو نعيم‏.‏ قال‏:‏ وقيل‏:‏ هي حواء بِنْت رافع بن امرئ القَيْس من بني عَبْد الأشهل، قال هذا جميعه أبو نعيم، عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، فقد جعل أبو نعيم أم بجيد هي بِنْت يزيد بن السكن، وهي بِنْت رافع‏.‏ وأما ابن منده فإنه قال‏:‏ حواء بِنْت زيد بن السكن الأشهلية امْرَأَة قَيْس بن الخطيم، أسلمت وهاجرت، يقال لها أم بُجَيد‏.‏‏.‏‏.‏ وذكر ترجمة أخرى‏:‏ حواء بِنْت رافع، فقد جعلهما اثنتين‏.‏ وأما أبو عُمر فقال‏:‏ حواء بِنْت زيد بن السكن‏.‏ وترجمة ثانية‏:‏ حواء بِنْت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء امْرَأَة قَيْس بن الخطيم، وترجمة ثالثة‏:‏ حواء الأنصارية جَدَّة ابن بجيد، فقد جعلهن ثلاثاً على ما نذكره مفصلاً في التراجم بعد هذه إن شاء الله تعالى‏.‏

روى هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد، عن جدته حواء‏.‏

وكانت من المبايعات قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏"‏أسفروا بالصُّبح فإنه أعظم للأجر‏"‏ ذكر هذا الحديث أبو نعيم وأبو عُمر في هذه الترجمة، وذكراهما أيضاَ، وابن منده عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عَمْرو بن مُعاذ، عن جدّته حوّاء، عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال‏:‏ ‏"‏لا تردّوا السائل ولو بظلف مُحْرَق‏"‏‏.‏ فاستدل أبو نعيم و ابن منده بهذا، على أنهما واحدة، وأما أبو عُمر فإنه جعل هذا اختلافاً في الإسناد، فإنه قال قد ذكرت الاضطراب في هذا الإسناد في كتاب التمهيد وقال أبو عُمر‏:‏ ومنهم من يجعل هذه التي قبلها، يعني حواء بِنْت يزيد بن السكن‏.‏

أخرجها الثلاثة، إلا أن ابن منده ترجم عليها فقال‏:‏ حواء بِنْت السكن الأشهلية‏.‏

حوَّاءُ بِنْت رافِع

حواء بِنْت رافع بن امرئ القَيْس، من بني عَبْد الأشهل، بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، قاله ابن سعد‏.‏

أخرجه ابن منده مختصراً‏.‏

حواء بِنْت زَيد بن السَّكَن

حوّاء بِنْت زيد بن السكن الأنصارية، من بني عَبْد الأشهل، مَدَنية جَدَّة عَمْرو بن مُعاذ الأشهلي‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، أخبرنا رَوح أخبرنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد الأنصاري، عن جدته، عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أنها سمعته يقول‏:‏ ‏"‏ردُّوا السائل ولو بظلف مُحْرَق‏"‏‏.‏

وروى عنهما عَمْرو بن مُعاذ المذكور‏.‏ أخرج أحمد بن حنبل هذا المتن في ترجمة حواء جَدَّة عَمْرو بن مُعاذ، فعلى هذا تكون حواء جَدَّة ابن بجيد أيضاً‏.‏ وأخرج أبو نعيم وأبو عُمر هذا المتن في ترجمة حواء أم بجيد قبل هذه الترجمة، وأخرجه أبو عُمر في هذه الترجمة أيضاً، فيكون أبو عُمر قد أخرجه في ترجمتين‏.‏ وهذا يدل على أنهما واحدة، وقد جعلهما اثنتين‏.‏

 أخرج هذه أبو عُمر وابن منده‏.‏

حوّاء بِنْت يزيد بن سِنان

حواء بِنْت يزيد بن سنان بن كُرْز بن زعوراء الأنصارية‏.‏

قال مصعب‏:‏ أسلمت وكانت تكتم إسلامها من زوجها قَيْس بن الخطيم الشاعر، فلما قدم قَيْس مَكَّة حين خرجوا يطلبون الحلف من قريش، عرض عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الإسلام، فاستنظره قَيْس حتى يَقْدم المدينة فسأله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أن يجتنب زوجته حواء بِنْت يزيد، وأوصاه بها خيراً، وقال له‏:‏ إنها قد أسلمت، ففعل قَيْس، وحفظ وصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال‏:‏ ‏"‏وفي الأُدَيْعِج‏"‏‏.‏

وقد أنكر بعض العلماء هذا على مصعب، وقال منكره‏:‏ إن زوجها قَيْس بن شمّاس‏.‏ وأما قَيْس بن الخطيم فقتل قبل الهجرة‏.‏

قال أبو عُمر‏:‏ والقول قول مصعب، وقَيْس بن شماس أسن من قَيْس بن الخطيم، ولم يدرك الإسلام، وإنما أدركه ابنه، ثابت بن قَيْس بن شماس‏.‏

أخرجه أبو عُمر‏.‏

قلت‏:‏ قد وافق مصعباً ابن إسحاق، فجعلها امْرَأَة قَيْس بن الخطيم‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال‏:‏ حدثني عاصم بن عُمر بن قتادة قال‏:‏ كانت حواء بِنْت يزيد بن السكن عند قَيْس بن الخطيم بالمدينة، وكانت أمها عقرب بِنْت مُعاذ، أخت سعد بن مُعاذ، فأسلمت حواء فحسُنَ إسلامها، وكان زوجها قَيْس على كفره، وكان يدخل عليها فيراها تصلّي، فيأخذ ثيابها فيضعها على رأسها ويقول‏:‏ إنك لتدينين ديناً لا ندري ما هو‏.‏ وذكر وصية النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، بأن يكف الأذى عنها، فكفَّ الأذى عنها، وأظن أن قول مصعب وابن إسحاق صحيح، لأنه عالم، ومن أهل المدينة، ويروى عن عاصم، وهو أيضاً من أعلم الناس بأخبار الأنصار، وأهل مَكَّة أخبر بشعابها، والله أعلم‏.‏

جعل أبو عُمر هذه زوج قَيْس بن الخطيم، وجعلها ابن منده وأبو نعيم الأولى، كما ذكرنا في ترجمتها فلْيتامل‏.‏ وذكرها العدوي فقال‏:‏ حواء بِنْت يزيد بن السكن بن كرز بن زعوراء بن عَبْد الأشهل، وهي أم ثابت بن قَيْس بن الخطيم، وذكر نحو ما ذكرناه من وصية النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقد وافق أبا عُمر في أنها زوج قَيْس بن الخطيم، وكان يقال لها حواء، وكان يصدها عن الإسلام، فأخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بإسلامها فلما كان الموسم أتاه النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره بإسلامها، وقال‏:‏ ‏"‏أحب أن لا تعرض إليها‏"‏ ففعل‏.‏

فقد جعل أبو عُمر حواء ثلاثاً‏:‏ حواء الأنصارية أم بجيد، وحواء بِنْت زيد بن السكن، وحواء بِنْت يزيد بن سنان، وجعلهن ابن منده اثنتين‏:‏ حواء بِنْت زيد بن السكن أم بجيد، وحواء بِنْت رافع‏.‏ وجعلهن أبو نعيم واحدة‏:‏ حواء بِنْت زيد بن السكن، وهي أم بجيد، وهي بِنْت رافع‏.‏ وقد أخرجنا تراجم الجميع، والله أعلم‏.‏

الحَوْلاءُ بِنْت تُوَيْتٍ

الحولاء بِنْت تويت بن حبيب بن أسد بن عَبْد العزَّى بن قصَيّ القُرَشِيَّة الأَسَدِيَّة‏.‏ هاجرت إلى المدينة، وكانت كثيرة العبادة‏.‏

أخبرنا عَبْد الله بن أحمد بن مُحَمَّد بن عَبْد القاهر، أخبرنا جعفر بن أحمد أخبرنا الحسن بن شاذان، أخبرنا عُثْمان بن أحمد، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا عُثْمان بن عُمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن عُروَة، عن عائشة‏:‏ أن الحولاء بِنْت تويت مرَّت بها وعندها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت‏:‏ هذه الحولاء يزعمون أنها لا تنام الليل‏.‏ فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسام الله حتّى تساموا‏"‏‏.‏

وروى أبو عاصم النَّبِيّل، عن صالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت‏:‏ استأذنت الحولاء على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأذن لها، وأقبل عليها، وقال‏:‏ ‏"‏كيف أنت?‏"‏ فقلت‏:‏ أتقبل على هذه، هذا الإقبال? فقال‏:‏ ‏"‏إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإنّ حُسْنَ العهد من الإيمان‏"‏‏.‏

قال أبو عُمر‏:‏ هكذا رواه مُحَمَّد بن موسى الشامي، عن أبي عاصم فقال‏:‏ الحولاء ولم ينسبها، ولا قال‏:‏ بِنْت تويت، وقد غلط، فإن الصواب أنها‏:‏ حسّانة المُزنية، وقد تقدم ذكرها‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

الحَوْلاء امْرَأَة عُثْمان بنِ مَظْعون

الحولاء امْرَأَة عُثْمان بن مَظْعون لها ذكر، لا تعرف لها رواية‏.‏

أخرجها ابن منده مختصراً‏.‏

الحولاء العَطّارة

الحولاء العطّارة‏.‏

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي مُحَمَّد بن علي الكاتب والحسن بن أحمد قالا‏:‏ أخبرنا أبو منصور عَبْد الرزاق بن أحمد، أخبرنا أبو الشيخ عَبْد الله بن مُحَمَّد، حدثنا إسحاق بن جميل، حدثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا القاسم بن الحكم، حدثنا جرير بن أيوب البجلي، حدثنا حماد بن أبي سليمان، عن زياد الثقفي، عن أنس بن مالك قال‏:‏ كانت امْرَأَة بالمدينة عطارة تسمى الحولاء، فجاءت حتى دخلت على عائشة، فقالت‏:‏ يا أم المؤمنين، إني لأتطيب كل ليلة، وأتزين، حتى كأني عروس أُزَفّ، فأجيء حتى أدخل في لحاف زوجي أبتغي بذلك مرضاة ربي، فيحول وجهه عني فأستقبله فيعرض عني ولا أراه إلا قد أبغضني‏.‏ فقالت لها عائشة رضي الله عنها‏:‏ لا تبرحي حتى يجيء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال‏:‏ ‏"‏إني لأجد ريح الحولاء، فهل أتتكم? هل ابتعتم منها شيئاً?‏"‏ قالت عائشة‏:‏ لا، والله يا رسول الله، ولكن جاءت تشكو زوجها، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ مالك يا حولاء?‏"‏ فقالت‏:‏ يا رسول الله، إني لأتزين وأفعل كذا وكذا، نحو ما ذكرت لعائشة، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏اذهبي أيتها المرأة فاسمعي وأطيعي زوجك‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ يا رسول الله، فما لي من الأجر? الحديث‏.‏‏.‏‏.‏ فذكر من حق الزوج على المرأة، وحق المرأة على الزوج، وما في الحمل والولادة والفطام من الأجر‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

الحُوَيصَلَةُ بِنْت قُطْبَةَ

الحويصلة بِنْت قطبة ذكرها أبو عُمر في ترجمة قطبة أبيها أنه قال للنبي صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ أبايعك على نفسي وعلى الحويصلة‏.‏

حَيَّةُ بِنْت أبي حَيّة

حية بِنْت أبي حية‏.‏

روى حديثها عَبْد الله بن عون، عن عَمْرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن عَمْرو بن جرير، عن حية بِنْت أبي حيّة قالت‏:‏ دخل عليّ رجل فقلت‏:‏ من أنت? قال‏:‏ أبو بكر الصديق‏.‏ قلت‏:‏ صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم? قال‏:‏ نعم‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

قال الامير أبو نصر‏:‏ أما حية أوله حاءٌ مهملة، بعدها ياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها، فهي حية بِنْت أبي حية، روت عن أبي بكر الصديق، روى عنها أبو زرعة بن عَمْرو بن جرير‏.‏

حرف الخاء

خالِدَةُ بِنْت الأسْوَدِ

خالدة بِنْت الأسود بن عَبْد يغوث بن وهب بن عَبْد مناف بن زهرة القُرَشِيَّة الزهرية‏.‏

أخبرنا عُمر بن مُحَمَّد بن المعُمر، أخبرنا أبو القاسم الجريري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن خلف بن بخيت، حدثنا إسماعيل بن موسى الحاسب، حدثنا جُبارة بن مُغَلِّس عن ابن المبارك عن مَعُمر عن الزهري، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن عتبة، عن عائشة‏:‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل عليها فرأى عندها امْرَأَة فقال‏:‏ ‏"‏من هذه?‏"‏ قالت‏:‏ بِنْت الأسود بن عَبْد يغوث‏.‏ فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏يُخرجُ الحيَّ من الميِّت‏"‏‏.‏

وقد روي من طريق آخر، وفيه فقال‏:‏ ‏"‏من هذه?‏"‏ فقالت‏:‏ إحدى خالاتك خالدة بِنْت الأسود‏.‏

وقال ابن حبيب‏:‏ وممن هاجر‏:‏ خالدة بِنْت الأسود، وكانت امْرَأَة صالحة‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

خالدة بِنْت أَنَس

خالدة بِنْت أنس الأنصارية الساعدية أم بني حزْم‏.‏

روى مُحَمَّد بن عَمَارَة، عن أبي بكر بن مُحَمَّد‏:‏ أن خالدة بِنْت انس جاءت إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فعرضت عليه الرقى، فامر بها‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

خالدة بِنْت الحَارِث، أو خَلْدَةُ

خالدة أو خلدة بِنْت الحَارِث، عمة عَبْد الله بن سلام‏.‏

ذكر مُحَمَّد بن إسحاق في قصة عَبْد الله بن سلام أنها أسلمت وحسن إسلامها، أوردها الحافظ إسماعيل بن مُحَمَّد بن الفضل في تفسير قوله تعالى‏:‏ ‏"‏وَلَئِنْ أَتَيْتَ الذين أُوتوا الكتابَ بكلِّ آيةٍ‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ الآية‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

خَدّامةُ بِنْت جَنْدَلٍ

خدامة بِنْت جندل الأَسَدِيَّة، وقيل جُدامة هاجرت إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يعرف لها رواية‏.‏ قاله عروة بن الزبير، وابن إسحاق‏.‏

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

خديجةُ بِنْت خُوَيْلِد

خديجة بِنْت خويلد بن أسد بن عَبْد العُزى بن قصيّ القُرَشِيَّة الأَسَدِيَّة أم المؤمنين، زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، أول امْرَأَة تزوجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين، لم يتقدمها رجلٌ ولا امْرَأَة‏.‏

قال الزبير‏:‏ كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة‏.‏ وأمها فاطِمَة بِنْت زائدة بن الأصم، واسمه جُندب بن هذم بن رواحة بن حُجْر بن عَبْد بن مَعيص بن عامر بن لؤي‏.‏ وكانت خديجة قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت أبي هالة بن زرارة بن نبّاش بن عَديّ بن حبيب بن صُرَد بن سلامة بن جِروة أُسيِّد بن عُمر بن تميم التميمي‏.‏ كذا نسبه الزبير‏.‏

وقال علي بن عَبْد العزيز الجرجاني‏:‏ كانت خديجة عند أبي هالة‏:‏ هِنْد بن النباش بن زُرارة بن وَقدان بن حبيب بن سلامة بن جِروَة بن أُسَيّد بن عَمْرو بن تميم‏.‏

ثم اتفقا فقالا‏:‏ ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عابد بن عَبْد الله بن عُمر بن مخزوم المخزومي‏.‏ ثم خلف عليها بعد عتيق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

وقال قتادة‏:‏ كانت خديجة تحت عتيق بن عابد بن عَبْد الله بن عُمر بن مخزوم، ثم خلف عليها بعده أبو هالة هِنْد بن زرارة بن النباش‏.‏

قال قتادة‏:‏ والقول الأول أصح إن شاء الله تعالى، قاله أبو عُمر‏.‏

وروى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال‏:‏ وتزوج خديجة قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي بكر‏:‏ عتيق بن عابد بن عَبْد الله بن عُمر بن مخزوم، ثم هلك عنها فتزوجها بعده أبو هالة النباش بن زرارة‏.‏ قال‏:‏ وكانت خديجة قبل أن ينكحها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت عتيق بن عابد بن عَبْد الله، فولدت له هِنْد بِنْت عتيق، ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة التميمي الأسدي، حليف بني عَبْد الدار بن قصي، فولدت له هِنْد بِنْت أبي هالة، وهالة ابن أبي هالة، فهِنْد بِنْت عتيق، وهِنْد وهالة ابنا أبي هالة كلهم أخوة أولاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من خديجة‏.‏

كل ذلك ذكره الزبير، وهذا عكس ما نقله أبو عُمر عن الزبير، فإن أبا عُمر نقل عن الزبير أنها كانت عند أبي هالة أوّلاً ثم بعده عند عتيق‏.‏

ونقل أبو نعيم عن الزبير فقدَّم عتيقاً على أبي هالة، وأما الذي رويناه في نسب قريش للزبير قال‏:‏ وكانت يعني خديجة قبل النَّبِيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند عتيق بن عابد بن عَبْد الله بن عُمر بن مخزوم فولدت له جارية، وهلك عنها عتيق، فتزوجها أبو هالة بن مالك، أحد بني عَمْرو بن تميم، ثم أحد بني أُسيد‏.‏

قال الزبير‏:‏ وبعض الناس يقول‏:‏ أبو هالة قبل عتيق‏.‏

وتزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خديجة رضي الله عنها قبل الوحي وعُمره حينئذ خمس وعشرون سنة وقيل‏:‏ إحدى وعشرون سنة، زوّجها منه عمها عَمْرو بن أسد‏.‏ ولما خطبها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال عمها‏:‏ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَبْد المُطَّلِب يخطب خديجة بِنْت خويلد، هذا الفحل لا يُقدَع أنفه‏.‏

وكان عُمرها حينئذ أربعين سنة وأقامت معه أربعاً وعشرين سنة‏.‏

وكان سبب تزوجها برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال‏:‏ كانت خديجة امْرَأَة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها تضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه‏.‏ فلما بلغها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما بلغها من صدق حديثه وعِظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعَرَضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجراً، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له‏:‏ ميسرة، فقبله منها وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة، حتى قدم الشام فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ظل شجرة قريباً من صومعة راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال‏:‏ من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة? قال‏:‏ هذا الرجل من قريش من أهل الحرم‏.‏ فقال له الراهب‏:‏ ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلاّ نبي‏.‏ ثم باع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد، ثم أقبل قافلاً إلى مَكَّة، فلما قدم على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فأضعف أو قريبا، وحدّثها ميسرة عن قول الراهب‏.‏ وكانت خديجة امْرَأَة حازمة لبيبة شريفة مع ما أراد الله بها من كرامتها‏.‏ فلما اخبرها ميسرة بعثت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت له‏:‏ أني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها، وكانت أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً‏.‏ فلما قالت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قالت، ذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه حمزة بن عَبْد المُطَّلِب حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فولدت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولده كلهم قبل أن ينزل عليه الوحي‏:‏ زينب، وأم كُلْثُوم، وفاطِمَة، ورقية، والقاسم، والطاهر، والطيب‏.‏ فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا قبل الإسلام، وبالقاسم كان يكنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأما بناته فأدركن الإسلام، فهاجرن معه واتبعنه وأمنّ به‏.‏

وقيل إن الطاهر والطيب ولدا في الإسلام‏.‏

وقد تقدم أن عمها عُمراً زوجها، وأن أباها كان قد مات، قاله الزبير وغيره‏.‏

واختلف العلماء في أولاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منها، فروى معُمر عن الزهري قال‏:‏ زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولداً يسمى الطاهر، وقال‏:‏ قال بعضهم‏:‏ ما نعلمها ولدت له إلاّ القاسم وبناته الأربع‏.‏

وقال عقيل، عن ابن هشام، وذكر بناته وقال‏:‏ والقاسم والطاهر‏.‏

وقال قتادة‏:‏ ولدت له خديجة غلامين، وأربع بنات‏:‏ القاسم وبه كان يكنى، وعاش حتى مشى، وعَبْد الله مات صغيراً‏.‏

وقال الزبير‏:‏ ولدت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم والقاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عَبْد الله وكان، يقال له الطيب، ويقال له الطاهر، ثم مات القاسم بمَكَّة، وهو أول ميت مات من ولده، ثم عَبْد الله مات أيضاً بمَكَّة‏.‏

وقال الزبير أيضاً‏:‏ حدثني إبراهيم بن المنذر، عن ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن‏:‏ أن خديجة بِنْت خويلد ولدت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم القاسم، والطاهر، والطيب، وعَبْد الله، وزينب ورقية، وأم كُلْثُوم، وفاطِمَة‏.‏

وقال علي بن عَبْد العزيز الجرجاني‏:‏ أولاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب، قال‏:‏ وقال الكلبي‏:‏ زينب والقاسم، ثم أم كُلْثُوم، ثم فاطِمَة، ثم رقية، ثم عَبْد الله وكان يقال له الطيب والطاهر‏.‏ قال‏:‏ وهذا هو الصحيح، وغيره تخليط‏.‏

وقال الكلبي‏:‏ ولد عَبْد الله في الإسلام، وكل ولده منها ولد قبل الإسلام‏.‏

وأما إسلامها فأخبرنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد سرايا بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى مُحَمَّد بن إسماعيل‏:‏ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عروة عن عائشة أم المؤمنين قالت‏:‏ أوّل ما بُدئ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الوحي الرؤيا الصالحة، في النوم، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح‏.‏‏.‏‏.‏ وذكر الحديث، قال‏:‏ يعني جبريل، عليه السلام ‏:‏ ‏"‏اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَق‏"‏ فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال‏:‏ ‏"‏زمّلوني‏"‏، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وقال لخديجة وأخبرها الخبر‏:‏ ‏"‏لقد خشيت على نفسي‏"‏ فقالت خديجة‏:‏ كلا، والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتُكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق‏.‏ وانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل، وكان أمرأ تنصر في الجاهلية، ويكتب الكتاب العبراني، ويكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، فقالت له خديجة‏:‏ يا ابن عمّ، اسمع من ابن أخيك‏.‏ فقال له ورقة‏:‏ ماذا ترى? فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال‏:‏ يا ليتني فيها جَذَعاً، ليتني أكون حيّاً إذ يخرجك قومك‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده إلى يونس، عن ابن إسحاق قال‏:‏ وكانت خديجة أول من أمن بالله ورسوله، وصدّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرّج الله عنه بها إذا رجع إليها تُثبِّته وتخفف عنه، وتصدّقه وتهوّن عليه أمر الناس، رضي الله عنها‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير‏:‏ أنه حُدّث، عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ يا ابن عم، هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك? قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ فبينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندها إذ جاءه جبريل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏هذا جبريل قد جاءني‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ أتراه الآن? قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ اجلس على شِقّي الأيسر‏.‏ فجلس، فقالت‏:‏ هل تراه الآن? قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فاجلس على شقي الأيمن‏.‏ فجلس فقالت‏:‏ هل تراه الآن? قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فتحول فاجلس في حجري‏.‏ فتحول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجلس، فقالت‏:‏ هل تراه? قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فتحسرت وألقت خمارها، فقالت‏:‏ هل تراه? قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ ما هذا شيطان، إن هذا لمَلَك يا ابن عم، اثبت وأبشر ثم أمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق‏.‏

أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن علي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عَبْد الملك المؤذّن، أخبرنا الحُسَيْن بن فاذشاه، أخبرنا أبو القاسم الطبراني حدثنا القاسم بن زكريا المطرّز، حدثنا يوسف بن موسى القطان، حدثنا تميم بن الجعد حدثنا أبو جعفر الرازي، عن ثابت، عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏خير نساء العالمين مَرْيَم بِنْت عُمران، وآسية بِنْت مزاحم، وخديجة بِنْت خويلد، وفاطِمَة بِنْت مُحَمَّد صلّى الله عليه وسلّم‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبو صالح، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي الواعظ، أخبرنا أحمد بن جعفر، أخبرنا عَبْد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو عَبْد الرَّحْمَن، حدثنا داود، عن علباء، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال‏:‏ خط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الأرض أربع خطوط، قال‏:‏ ‏"‏أتدرون ما هذا?‏"‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏أفضل نساء أهل الجنة خديجة بِنْت خويلد، وفاطِمَة بِنْت مُحَمَّد، ومَرْيَم بِنْت عُمران، وآسية بِنْت مزاحم امْرَأَة فرعون‏"‏‏.‏

قال‏:‏ في أصل الشيخ‏:‏ داود مُصَلِّح، ورواه عارم‏:‏ داود بن أبي الفرات، عن عِلباء بن أحمر‏.‏

أخبرنا إبراهيم وإسماعيل وغيرهما بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى‏:‏ أخبرنا الحُسَيْن بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود وعَبْد الوهاب بن أبي حبّة بإسنادهما إلى مسلم‏:‏ حدثنا أبو كريب، أخبرنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عَبْد الله بن جعفر قال‏:‏ سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏"‏خير نسائها خديجة بِنْت خويلد، وخير نسائها مَرْيَم بِنْت عُمران‏"‏‏.‏ قال أبو كريب‏:‏ وأشار وكيع إلى السماء والأرض‏.‏

أخبرنا أبو الفضل عَبْد الله بن أحمد بن مُحَمَّد الطوسي، أخبرنا أبو جعفر بن أحمد السراج، حدثنا أبو علي بن شاذان، حدثنا أبو عَمْرو عُثْمان بن أحمد الدقاق، حدثنا ابن أبي العوّام، حدثنا الوليد بن القاسم، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى‏:‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا نَصَب فيه ولا صَخَب‏.‏

أخبرنا عَبْد الله بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن بدران الحلواني قال‏:‏ قرئ على أبي الحُسَيْن مُحَمَّد بن أحمد بن مُحَمَّد الأبنوسي وأنا أسمع، أخبركم أبو الحُسَيْن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن جعفر الدينوري فأقرّ به، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن غيلان الخزاز، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت‏:‏ ما غِرتُ على أحد من أزواج النَّبِيّ ما غرت على خديجة، وما بي أن أكون أدركتها، وما ذاك إلا لكثرة ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لها، وإن كان مما تذبح الشاة يتّبع بها صدائق خديجة، فيهديها لهنّ‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما عن مسام قال‏:‏ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كُريب وابن نُمير قالوا‏:‏ حدثنا ابن فُضيل، عن عَمَارَة، عن أبي زُرعة قال‏:‏ سمعت أبا هريرة قال‏:‏ أتى جبريل النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال‏:‏ يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك ومعها إناء فيه إذام‏.‏ أو طعام أو شراب‏.‏ فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها، ومنّي، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب‏.‏ قال أبو بكر في روايته‏:‏ عن أبي هريرة ولم يقل سمعت، ولم يقل في الحديث‏:‏ ومني‏.‏

وروى مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها‏.‏ فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت‏:‏ هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها‏!‏ فغضب حتى اهتز مُقدّم شعره من الغضب، ثم قال‏:‏ ‏"‏لا، والله ما أبدلني الله خيراً منها، أمنت إذ كفر الناس، وصدّقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولادَ النساء‏"‏‏.‏ قالت عائشة‏:‏ فقلت في نفسي‏:‏ لا أذكرها بسيئة أبداً‏.‏

وروى الزبير بن بكار، عن مُحَمَّد بن الحسن، عن يَعْلَى بن المغيرة عن ابن أبي رواد قال‏:‏ دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على خديجة في مرضها الذي ماتت فيه، فقال لها‏:‏ ‏"‏بالكُره مني ما أثني عليكِ يا خديجة، وقد يجعل الله في الكره خيراً كثيراً، أما علمت أن الله تعالى زوجني معك في الجنة مَرْيَم بِنْت عُمران، وكَلْثَم أخت موسى، وآسية امْرَأَة فرعون‏"‏‏.‏ فقالت‏:‏ وقد فعل ذلك يا رسول? قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ بالرفاء والبنين‏.‏

أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال‏:‏ ثم إن خديجة توفيت بعد أبي طالب وكانا ماتا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المصائب بهلاك خديجة وأبي طالب، وكانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام كان يسكن إليها‏.‏

وقال أبو عُبَيْدة معُمر بن المثنى‏:‏ توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين، وقيل‏:‏ بأربع سنين‏.‏ وقال عروة وقتادة‏:‏ توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين‏.‏ وهذا هو الصواب‏.‏ وقالت عائشة‏:‏ توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة‏.‏ قيل‏:‏ إن وفاة خديجة كانت بعد أبي طالب بثلاثة أيام وكان موتها في رمضان، ودفنت بالحجون‏.‏ قيل‏:‏ كان عُمرها خمساً وستين سنة‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

خَرْقاء

خرقاء، امْرَأَة سوداء كانت تقُمّ المسجد، مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ لها ذكر في حديث حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس‏.‏ قاله ابن منده وأبو نعيم‏.‏

وقال أبو عُمر‏:‏ الخرقاء روى عنها أبو السفر سعيد بن مُحَمَّد، ذكرها ابن السكن في الصحابيات، وليس في حديثها ما يدل على صحبتها ولا على رؤيتها‏.‏

 خُزَيْمة بِنْت جَهْم

خزيمة بِنْت جهم بن قَيْس العَبْدرية، من بني عَبْد الدار بن قُصيّ‏.‏

هاجرت مع أبيها وأمها خَوْلَة بِنْت الأسود أم حَرَمْلَة إلى أرض الحبشة‏.‏

أخرجها أبو عُمر‏.‏

خَضْرة

خضرة، خادمة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

روى أبو كريب، عن مُعاوِيَة بن هشام، عن سُفْيان، عن جعفر بن مُحَمَّد، عن أبيه قال‏:‏ كان للنبي صلّى الله عليه وسلّم خادمة يقال لها‏:‏ خضرة‏.‏

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

خُلَيْدة بِنْت الحُباب

خليدة بِنْت الحباب بن سعد بن مُعاذ الأنصارية، ثم من بني ظَفَر‏.‏ بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

خُلَيْدة بِنْت قَعْنَب

خليدة بِنْت قعنب الضّبّية‏.‏ كانت من المهاجرات، بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

أخبرنا يحيى بن محمود كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال‏:‏ حدثنا مُحَمَّد بن معُمر، عن حُميد بن حمّاد بن أبي الخوّار، عن ثعلبة بِنْت الخوار، عن خالتها خليدة بِنْت قعنب‏:‏ أنها كانت في النسوة اللاتي أتين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يبايعنه، فأتته امْرَأَة في يدها سوار من ذهب فأبى أن يبايعها، فخرجت من الزحام فرمت بالسوار، ثم جاءت إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فبايعها، قالت‏:‏ فخرجت فطلبت السوار، فإذا هو قد ذُهِب به‏.‏

أخرجها ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خُلَيْسة جارية حفصة

خليسة، جارية حفصة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

روى حديثها عُلَيّه بِنْت الكميت، عن جدتها، عن خليسة جارية حفصة أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما كانتا جالستين تتحدثان، فأقبلت سودة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت إحداهما للأخرى‏:‏ أما ترى سودة? ما أحسن حالها‏!‏ لنفسِدَنّ عليها‏.‏ وكانت من أحسنهن حالا، كانت تعمل الأديم الطائفي‏.‏ فلما دنت منهما قالتا لها‏:‏ يا سودة، أما شعرت? قالت‏:‏ وما ذلك? قالتا‏:‏ خرج الأعور الدجال‏.‏ ففزعت وخرجت حتى دخلت خيمة لهم يوقدون فيها، وكأن في مآقيها زعفران‏.‏ فأقبل النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلما رأتاه استضحكتا وجعلتا لا تستطيعان أن تكلماه، حتى أومأت إليه فذهب حتى قام على باب الخيمة، فقالت‏:‏ يا نبي الله، خرج الدجال الأعور? فقال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏‏.‏ وكان قد خرج فخرجت، وجعلت تنفض عنها نسج العنكبوت‏.‏

أخرجها ابن منده وأبو نعيم‏.‏

خُلَيْسة مولاة سلمان الفارسي

خليسة، مولاة سلمان الفارسي‏.‏

لها ذكر في قصة إسلام سلمان، رواه أبو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَن، عن سلمان الفارسي، وذكر قصة إسلامه قال‏:‏ فمر بي أعراب من كلب فاحتملوني، حتى أتوا بي يثرب، فاشترتني امْرَأَة يقال لها خليسة بِنْت فلان حليف بني النجار بثلاثمائة درهم، قال‏:‏ فمكثت معها ستة عشر شهراً حتى قدم مُحَمَّد صلّى الله عليه وسلّم المدينة، قال‏:‏ فأتيته وذكر إسلامه قال‏:‏ فأرسل إليها النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب يقول لها‏:‏ أما أن تُعتقي سلمان وأما أن أعتقه‏.‏ وكانت قد أسلمت، فقالت‏:‏ قل للنبي صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ إن شئت أعتقته، وإن شئت فهو لك‏.‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏أعتقيه أنتِ‏"‏ فأعتقته، قال‏:‏ فغرس لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاثمائة فسيلة‏.‏

أخرجه أبو موسى أتم من هذا في الطولات، وهذا غريب، فإن المشهور في مكاتبته تقدم في ترجمة سلمان رضي الله عنه‏.‏

خنساء بِنْت خِدَام

خنساء بِنْت خدام بن خالد الأنصارية، من بني عَمْرو بن عَوْف‏.‏ وقيل‏:‏ خنساء بِنْت خدام بن وديعة‏.‏

ورد ذكرها في حديث أبي هريرة‏.‏ روى عنها عَبْد الرَّحْمَن ومُجَمِّع ابنا يزيد‏.‏ أن أباها زوّجها وهي بِنْت فكرهت ذلك، فجاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرد نكاحها‏.‏ وقد اختلفت الرواية في حالها عند تزويجها هذا‏.‏

أخبرنا أبو الحرم مكي بن رَبّان بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن عَبْد الرَّحْمَن بن القاسم، عن أبيه، عن عَبْد الرَّحْمَن ومجمّع ابني يزيد بن جارية، عن خنساء‏:‏ أن أباها زوجها وهي ثيّب فكرهت ذلك، فأتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرد نكاحه‏.‏

ورواه الثوري، عن عَبْد الرَّحْمَن بن القاسم، عن عَبْد الله بن يزيد بن وديعة، عن خنساء بِنْت خدام‏:‏ أنها كانت يومئذٍ بكراً‏.‏

وحديث مالك أصح‏.‏

وروى مُحَمَّد بن إسحاق، عن حجاج بن السائب، عن أبيه، عن جدته خنساء بِنْت خدام بن خالد قال‏:‏ وكانت قد أيّمت من رجل، فزوجها أبوها من رجل من بني عَمْرو بن عَوْف، وأنها خطبت إلى أبي لُبَابَة بن عَبْد المنذر، فارتفع شأنهما إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فامر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أباها أن يلحقها بهواها، فتزوجت أبا لُبَابَة‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

خنساء بِنْت عَمْرو

خنساء بِنْت عَمْرو بن الشريد بن رباح بن ثعلبة بن عُصَيّة بن خُفاف بن امرئ القَيْس بن بُهثة بن سُلَيم السَّلَمية الشاعرة‏.‏ كذا نسبها أبو عُمر‏.‏

وقال هشام بن الكلبي‏:‏ صخر ومُعاوِيَة وخنساء‏.‏ واسمها تُماضَر‏:‏ بنو عَمْرو بن الشريد بن رباح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القَيْس بن سليم‏.‏

قال‏:‏ ولها يقول دُرَيد بن الصِّمة‏:‏

حَيّوا تُماضِرَ واربعوا صَحْبي

قدَمَت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع قومها فأسلمت معهم، فذكروا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشده ويقول‏:‏ ‏"‏هيه يا خُناس‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ وكانت تقول في أول أمرها البيتين والثلاثة، حتى قُتل أخوها مُعاوِيَة وهو شقيقها قتله هاشم وزيد المُريِّان، وقتل صخر وهو أخوها لأبيها، وكان أحبهما إليها، وكان حليماً جواداً محبوباً في العشيرة، طعنه أبو ثور الأسدي، فمرض منها قريباً من سنة، ثم مات‏.‏ فلما مات أكثرت أخته من المراثي، فأجادت من قولها في صخر أخيها‏:‏

أعَيْنَيَّ جودا ولا تجْـمُـدا ** ألا تبكيانِ لصخرِ النّـدى?

ألا تبكيان الجريءَ الجميلَ‏؟‏ ** ألا تبكيان الفتى السَّـيّدا?

طويلَ العِماد عظيمَ الرَّمـا ** دِ سادَ عشـيرتَـهُ أمـردا

ولها فيه‏:‏

أشَمُّ أبْلَجُ يأتمُّ الـهُـداةُ بـهِ ** كأنه علمٌ في رأسه نـارُ

وإنَّ صخراً لمولانا وسيّدُنا ** وإنّ صخراً إذا نشتو لنَحّارُ

وأجمع أهل العلم والشعر أنه لم تكن امْرَأَة قبلها ولا بعدها أشعر منها‏.‏

وذكر الزبير بن بكار، عن مُحَمَّد بن الحسن المخزومي، عن عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله عن أبيه عن أبي وَجْزة، عن أبيه‏:‏ أن الخنساء شهدت القادسية ومعها أربعة بنين لها، فقالت لهم أول الليل‏:‏ يا بنيّ، إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امْرَأَة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم، ولا هجّنت حسبكم، ولا غيّرت نسبكم‏.‏ وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين‏.‏ واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عَزَّ وجَلّ‏:‏ ‏"‏يا أيها الذي أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون‏"‏‏.‏ فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين‏.‏ وإذا رأيتم الحرب قد شمّرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سِياقها، وجُلِّلت ناراً على أرواقها، فتيمّموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغُنْم والكرامة، في دار الخلد والمقامة‏.‏ فخرج بنوها قابلين لنُصْحها، وتقدموا فقاتلوا وهم يرتجزون، وأبلوا بلاءً حسناً، واستشهدوا رحمهم الله‏.‏ فلما بلغها الخبر قالت‏:‏ الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مُستقَرّ رحمته‏.‏

وكان عُمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة، لكل واحد مائة درهم، حتى قُبِض رضي الله عنه‏.‏

أخرجها أبو عُمر‏.‏