فصل: تفسير الآية رقم (77):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (77):

{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}
{يَعْبَأُ}
(77)- قُلْ يا محمدُ لهؤلاءِ الذينَ أُرْسِلْتَ إليهم: إنَّ الفائزينَ بِنِعَمِ الله الجَليلةِ، التي يَتَنَافَسُ فيها المُتنافِسُونَ إِنما نَالُوها بما ذُكِرَ من الصِّفاتِ الحميدةِ التي اتَّصَفُوا بها، وَلَوْلاها لم يَهْتَمَّ بهم ربُّهم، ولم يَعْتَدَّ. ولذلكَ فإنَّهُ لا يَعْبَأُ بِكُمْ إذا لم تَعْبُدُوه، فما خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ إِلا لِيَعْبُدُوا ربَّهُمْ ويُطِيعُوه وحْدَه لا شريكَ له، وما دُمْتُمْ قد خَالَفْتُم أمرَ ربِّكم، وَعَصَيْتُمْ حُكْمَهُ، وكَذَّبْتُم رَسُولَهُ، فَسَوْفَ يَلْزَمُكُمْ أَثَر تَكْذِيبِكُمْ، وهو العقابُ الذي لا مَنَاصَ منهُ، فاسْتَعِدُّوا له، وهَيِّئُوا أنفسَكُمْ لذلكَ اليومِ العصيبِ، وهو آتٍ قَريبٌ.
ما يَعْبَأُ بكم- ما يَكْتَرِثُ وما يُبَالي.
دعاؤُكم- عِبادَتُكُمْ.
يكونُ لِزَاماً- يكونُ جِزاءُ تكذِيبكُم عذَاباً دائِماً مُلازماً لكُمْ.

.سورة الشعراء:

.تفسير الآية رقم (1):

{طسم (1)}
{طَا} {سِينْ} {مِيم}
(1)- وهي تُقْرَأُ مُقَطَّعةً، كلُّ حرفٍ على حِدَة- اللهُ أعلمُ بِمُرادِهِ.

.تفسير الآية رقم (2):

{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
{آيَاتُ}
(2)- هذه الآياتُ هيَ آياتُ القُرآنِ الجَلِيِّ البيِّنِ الواضِحِ الذي يُفَرِّقُ بينَ الحقِّ والبَاطِلِ.
المُبين- المُوَضَّحُ- الجَلِيُّ.

.تفسير الآية رقم (3):

{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)}
{بَاخِعٌ}
(3) لا تُهْلِكْ يا محمدُ نفسَكَ أَسىً وحُزْناً وحَسْرةً على قومِكَ إذَا لَمْ يُؤْمِنُوا بما جئتَهُم بهِ من عندِ ربكَ.
(وفي هذا الخِطابِ تَسليةٌ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم عَمّا يُلاقِيه من قَوْمِه من عِنَادٍ وكُفْرٍ وتكذيبٍ برسالةِ ربهمْ وتَكذِيبٍ لرَسُولِهِ).
باخِعٌ- مُهْلِكٌ نَفْسَكَ حَسْرَةً وحُزْناً.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)}
{آيَةً} {أَعْنَاقُهُمْ} {خَاضِعِينَ}
(4)- ولو نَشَاءُ أن نُنَزِّلَ عليهِمْ من السَّماءِ آيةً تَضْطَرُّهُمْ إلى الإِيمانِ اضْطِرَاراً وقَهْراً لَفَعَلْنَا، كَمَا نَتَقْنا الجَبَلَ فوقَ بني إسرائيلَ، ولكنِّنَا لا نفعلُ ذلكَ، لأنَّنَا لا نُريدُ أَنْ يؤمِنَ أحدٌ إلا طَائِعاً مُخْتَاراً، مُقْتَنِعاً بصدق ما جاءَ بهِ الرُّسُلُ. وقد أنزلَنَا الكُتُبَ، وأَرسَلْنا الرَّسُلَ، لِتَقومَ الحُجَّةُ البالِغَةُ على الخَلْقِ.
وقيلَ إنَّ أَعْناقهُمْ تَعْني قَادَتَهم وَزُعَمَاءَهُم.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)}
(5)- وما يأتي هؤلاء المُشركينَ، الذين يُكَذِّبُونَكَ، شيءٌ من عندِ اللهِ يُذَكِّرهُم بالدّينِ الحَقِّ، إِلا أعْرَضُوا عنِ اسْتِمَاعِهِ وتَرَكُوا إعْمَالَ الفِكْرِ فيهِ، ولَمْ يُوَجِّهُوا هَمَّهُمْ إلى تَدَبُّرِهِ.

.تفسير الآية رقم (6):

{فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)}
{أَنبَاءُ} {يَسْتَهْزِئُونَ}
(6)- لَقَدْ كَذَّبَ هؤلاءِ المشركونَ بما جاءَهُم من ربهمْ من الحَقِّ، ثم انْتَقَلُوا منَ التَّكْذيبِ إلى الاسْتِهْزَاءِ فاصْبِرْ عليْهِمْ فَسَوْفَ يَرَوْنَ- بَعْدَ حينٍ- عَوَاقِبَ هذا التَّكذِيبِ والاستِهزاءِ، وَسَيَحِلُّ بهم العِقَابُ على ذلِكَ.
(وقدْ يكُونُ ذلكَ في الحَياةِ الدُّنْيا، وقدْ يَكُونُ ذلكَ يومَ القِيامَةِ).

.تفسير الآية رقم (7):

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7)}
(7)- كَيفَ يُصِرُّونَ على الكُفْرِ باللهِ، وعَلى تَكْذِيبِ رَسُولِه ومَا جاءَهُم بهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ، واللهُ تعالى هو الذي خَلَقَ الأرْض، وأَنْبَتَ فيها الزروعَ والثِّمارَ في أصنافٍ وطُعُومٍ مُخْتَلِفَةٍ تَبْهَرُ النَّاظِرين، وتَسْتَرْعِي أنْظَارَ الغَافِلين، أفَلَمْ يَرَ هؤلاءِ ذلكَ؟ إنَّهُمْ لو نَظَرُوا مُتَأَمِّلِينَ لاهْتَدَوْا إلى الإِيمانِ باللهِ وَحْدَه لا شَرِيكَ لهُ.
مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ- مِنْ كُلِّ صِنْفٍ حَسَنٍ كَريمٍ كَثيرِ النَّفْعِ.

.تفسير الآية رقم (8):

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)}
{لآيَةً}
(8)- وفي إخراجِ النَّبَاتِ منَ الأرضِ على هذهِ الأشْكَالِ البدِيعةِ، لدلالاتٌ، لأُولي الألْبَابِ والعُقولِ، على قُدْرَةِ الخَالِقِ على البَعْثِ والنُّشورِ، فإنَّ مَنْ أحْيَا الأرضَ بعدَ مَوْتِها، وأخرجَ النَّبَاتَ والأشْجَارَ والزّروعَ والفَوَاكِهَ مِنْها لن يُعْجِزَهُ نَشْرُ الخَلائِق من قُبورِهِمْ يومَ القِيَامَةِ ولكنَّ أكثرَ الناسِ غَفَلُوا عنْ هَذِهِ الآياتِ فجَحَدُوا بها، وكَفَرُوا باللهِ، وكَذَّبُوا رُسُلَهُ.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)}
(9)- ورَبُّكَ أيُّها الرَّسُولَ هو العزيزُ الذي لا يُنالُ، وقَد غَلَبَ كلَّ شيء، وهوَ الرَّؤوفُ الرحيمُ بِخَلْقِهِ، فلا يُعَجِّلُ بالعُقُوبةِ علَى مَنْ عَصَاهُ، بل يُؤجِّلُهُ ويُنْظِرهُ، ثمَّ يَأْخُذُهُ أخْذَ عزيزٍ مُقْتَدِرٍ، وسَيَنْتَقِمُ منْ هؤلاءِ المُكذِّبينَ.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)}
{الظالمين}
(10)- واذْكُرْ أيُّها الرسولُ لِقَوْمِكَ، قِصَّةَ مُوسى عليهِ السلامُ، حينَما نَاداهُ ربُّهُ من جَانبِ الطُّورِ الأيمنِ، وكَلَّمَهُ ونَاجَاهُ، وأمَرَهُ بالذَّهَابِ إلى القومِ الظالمينَ، الذين ظَلَمُوا أنْفُسَهُم بِكُفْرِهِمْ، والظَّالمِينَ لِبَنِي إسْرائيلَ باسْتِعْبَادِهِمْ، وذَبْحِ الذُّكُورِ من أبْنَائِهمْ.

.تفسير الآية رقم (11):

{قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)}
(11)- ثُم بَيَّنَ اللهُ تَعالى القَومَ الظَّالمينَ الذينَ أَرْسَلَ إليهم نبيَّهُ مُوسى عليه السلامْ، فقالَ: إِنَّهُمْ فرعونُ ومَلَؤُهُ (أي مَنْ حَوْلَهُ مِنْ كِبَارِ رجالِ دَوْلَتِهِ). وقالَ اللهُ تعالى لمُوسى ألا يَتَّقي هؤلاءِ الظَّالمونَ رَبَّهُمْ ويَحْذَرُونَ عِقَابَهُ، ويَخَافونَ عَاقِبَةَ بَغْيِهِمْ وكُفْرِهِمْ بهِ؟

.تفسير الآية رقم (12):

{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)}
(12)- فقالَ موسى لِرَبِّهِ: إنَّهُ يخَافُ أن يُكَذِّبَهُ فِرْعَوْنَ ومَلَؤُهُ فيما يَأْتيهِمْ بِه، كِبْراً وبَطَراً وعِنَاداً.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)}
{هَارُونَ}
(13)- وإنَّهُ يخافُ إذا كَذَّبوهُ أن يَضِيق صَدْرُهُ، تَأَثُّراً، ويَتَلَجْلَجَ لسانُهُ، وهو يُجَادِلُهُمْ ويُناقِشُهُمْ ويَدْعُوهُمْ إلى اللهِ، ثم رَجَا رَبَّهُ أنْ يُرْسِلَ مَعَهُ أخَاه هارونَ، ويجعَلَهُ نَبِيّاً مَعهُ يُؤازِرُهُ ويَشُّدُّ بهِ عَضُدَهُ.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)}
(14)- ثُمَّ عَادَ يَعْتَذِرُ إلى رَبِّهِ بأنهُ كَانَ قَتَلَ رَجُلاً مِنَ القِبْطِ وهَرَبَ مِنْ العقابِ إِلى مَدْيَنَ، ولذلكَ فَإِنَّهُ يَخَافُ أن يقْتُلُوهُ قِصَاصاً بتلكَ الجريمَةِ، إِذا جَاءَهُمْ وَحْدَهُ.

.تفسير الآية رقم (15):

{قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)}
{بِآيَاتِنَآ}
(15)- فَرَدَّ اللهُ تَعالى عَلى مُوسى قَائِلاً: لا تَخَفْ شَيئاً منْ ذلك. إِنَّنَا سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بأخِيكَ هَارونَ، فاذْهَبْ أَنْتَ وإيَّاهُ إلى فِرْعَوْنَ بالآياتِ التي آتَيْتُكُمْ، ومنْها العَصا واليَدُ، وسَأكونُ مَعَكُما حَاضِراً مُسْتَمِعاً ومُبْصِراً ما سَيَجْري، وأنتُما بِحِفْظِي ورِعَايَتي، وأنتُما الغَالِبَانِ.

.تفسير الآية رقم (16):

{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)}
{العالمين}
(16)- فاذْهَبا إلى فِرْعَوْنَ وقُولا لهُ: إِنَّ كُلاًّ منكُما مُرْسَلٌ إِليكَ وإِلى قَوْمِكَ مِنْ رَبِّ العَالَمين.
(وكَلِمةُ رَسُولٍ تُسْتَعْمَلُ لِلفَرْدِ والجَمْعِ).

.تفسير الآية رقم (17):

{أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)}
{إِسْرَائِيلَ}
(17)- وهوَ يَأْمُرُكَ بأنْ تُطْلِقَ بني إسرائيلَ مِنْ قَبْضَتِكَ وإسَارِكَ وقَهْرِكَ وتَكُفَّ عَنْ تَعْذِيبِهِمْ، فإنَّهُمْ عبَادُ اللهِ المُؤْمِنُون، وأًنْ تَتْرُكَهُمْ يَذْهَبُونَ مَعَنا إِلى الأرضِ المُقَدَّسَةِ.

.تفسير الآية رقم (18):

{قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)}
(18)- فَرَدَّ فرعَونُ على مُوسى بازْدِرَاءٍ، وعَدَمِ اكْتِرَاثٍ، وقَالَ لَهُ: أَمَا أنْتَ الذي رَبَّيْنَاهُ في بَيْتِنا، وَهُوَ طِفْلٌ صغيرٌ، وأنَعْمَنَا عليهِ عَدَداً مَن السنينَ؟

.تفسير الآية رقم (19):

{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)}
{الكافرين}
(19)- ثم قابَلْتَ ذلكَ الإحسانَ بقَتْلِ رجُلٍ مِنَّا، وجَحَدْتَ نِعْمَتَنا عليكَ وكَفَرْتَ بها.
الكَافِرينَ- الجَاحِدينَ للنِّعْمَةِ.

.تفسير الآية رقم (20):

{قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)}
(20)- فَقَالَ موسى مُجِيباً: قَدْ فَعَلْتُ تِلْكَ الفَعْلَةَ- وهيَ قَتْلُ القِبْطيِّ- وأنَا إذْ ذَاكَ منَ الجَاهلينَ أنَّ وَكْزَتِي سَتَقْضِي عليهِ.
وقيل إنَّ المَعْنى هُو: لقدْ فعلْتُها وأنَا في تِلكَ الحَالِ (إذاً) قَبْلَ أَنْ يُوحِي اللهُ إليَّ بالرِّسَالَةِ، والنُّبُوَّةِ وكُنْتُ جَاهِلاً.
الضَّالِّين- المُخْطِئِينَ عَيرِ المُتَعَمِّدِينَ.

.تفسير الآية رقم (21):

{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
(21)- فَهَرَبْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُ أن تَبْطِشُوا بِي، فاخْتَارَنِي اللهُ لِحَمْلِ رِسَالَتِه، ووَهَبَنِي عِلْماً بالأشْيَاءِ على وجْهِ الصَّوَابِ، وجَعَلَنِي رَسُولاً لِهِدَايَةِ العِبَادِ، وأمَرَنِي بأنْ آتِيَكَ لأَدْعُوَكَ إليهِ، فإنْ أَطَعْتَهُ سَلِمْتَ، وإن خَالَفْتَهُ هَلَكْتَ.