فصل: تفسير الآية رقم (8):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (2):

{لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}
{لِّلْكَافِرِينَ}
(2)- وَهَذَا العَذَابُ الذِي سَيََقَعُ هُوَ مُرْصَدٌ لِلْكَافِرِينَ، وَمُعَدٌّ لَهُمْ، وَلا دَافِعَ لَهُ إِذَا أَرَادَ اللهُ وُقُوعَهُ بِهِمْ.

.تفسير الآية رقم (3):

{مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
(3)- وَلَيْسَ لِهَذَا العَذَابِ الصَّادِرِ عَنِ اللهِ دَافِعٌ مِنْ جِهَتِهِ إِذَا جَاءَ وَقْتُهُ، فَإِذَا اقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ تَعَالَى وُقُوعَهُ امْتَنَعَ أَلا يَفْعَلَهُ. وَاللهُ سُبْحَانَهُ هُوَ صَاحِبُ النِّعَمِ والأَفْضَالِ التِي تَصِلُ إِلَى النَّاسِ عَلَى دَرَجَاتٍ مُتَفَاوِتَةٍ وَمَرَاتِبَ مُخْتَلِفَةٍ.
المَعَارِجِ- المَرَاتِبِ والدَّرَجَاتِ والمَصَاعِدِ.

.تفسير الآية رقم (4):

{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}
{الملائكة}
(4)- وَتَصْعَدُ المَلائِكَةُ وَجِبْرِيلُ فِي هَذِهِ المَعَارِجِ فِي زَمَنٍ قَلِيلٍ، مَعَ أَنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا لَوْ أَرَادُوالصُّعُودَ فِيهَا لاقْتَضَاهُمْ ذَلِكَ زَمَناً طَوِيلاً (خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ- وَقِيلَ إِنَّ ذِكْرَ الخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لا يَعْنِي هُنَا زَمَناً مُحَدَّداً وَإِنَّمَا هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ طُولِ المُدَّةِ).
(وَقِيلَ إِنَّ المَقْصُودَ بِهَذَا اليَوْمِ هُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ فَإِنَّهُ يَخِفُّ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ مِنْ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، يُصَلِّيهَا فِي الدُّنْيَا مُؤْمِنٌ، وَيَشُقُّ عَلَى الكَافِرِينَ- كَمَا جَاءَ فِي الأَثَرِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-). (رَوَاهُ أَحْمَدُ).
تَعْرُجُ- تَصْعَدُ فِي تِلْكَ المَعَارِجِ.
الرُّوحُ- جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ.
فِي يَوْمٍ- إِمَّا أَنْ يَكُونَ المَعْنَى مُدَّةَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَ القِيَامَةِ.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}
(5)- فَاصْبِرْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى تَكْذِيبِ قَوْمِكَ لَكَ، وَعَلَى اسْتِعْجَالِهِم العَذَابَ اسْتِبْعَاداً لِوُقُوعِهِ، وَاحْتَمِلْ أَذِاهُمْ لَكَ بِلا جَزَعٍ وَلا شَكْوَى، لأَنَّ وُقُوعَ العَذَابِ بِهِمْ أَمْرٌ مُحَقَّقٌ، وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ.
صَبْراً جَمِيلاً- لا شَكْوَى فِيهِ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
(6)- إِنَّ الكَافِرِينَ يَرَوْنَ قِيَامَ السَّاعَةِ، وَوقُوعَ العَذَابِ أَمْراً مُسْتَبْعَداً.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}
{نَرَاهُ}
(7)- وَيَعْتَقِدُ المُؤْمِنُونَ أَنَّهُ حَاصِلٌ قَرِيبُ الوُقُوعِ، وَإِنْ كَانَ مَوْعِدُ حُصُولِهِ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللهُ تَعَالَى، لأَنَّ كُلَّ مَا هُوَ آتٍ فَهُوَ قَرِيبٌ.
(أَوْ إِنَّ المَعْنَى- وَنَرَاهُ هَيِّناً فِي قُدْرَتِنَا، غَيْرَ مُتَعَذَّرٍ عَلَيْنَا).

.تفسير الآية رقم (8):

{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8)}
(8)- وَتَقُومُ السَّاعَةُ، وَيَقَعُ العَذَابُ بِالكَافِرِينَ حِينَمَا تُصْبحُ السَّمَاءُ كَعَكَرِ الزَّيْتِ.
المَهْلُ- عَكَرُ الزَّيْتِ، وَقِيلَ إِنَّهُ الفِضَّةُ الذَّائِبَةُ.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)}
(9)- وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ تُصْبِحُ الجِبَالُ هَشَّةً غَيْرَ مُتَمَاسِكَةٍ وَكَأَنَّهَا الصُّوفُ المَتْفُوشُ إِذَا لَعِبَتْ بِهِ الرِّيحُ.
العِهْنِ- الصُّوفِ المَنْفُوشِ أَوِ المَصْبُوغِ أَلْواناً.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)}
{يَسْأَلُ}
(10)- وَلا يَسْأَلُ قَرِيبٌ مُشفِقٌ قَرِيباً مُشْفِقاً عَنْ حَالِهِ، وَلا يُكَلِّمُهُ، لأَنَّ كَلَّ وَاحِدٍ مِنَ الخَلْقِ مُنْشَغِلٌ بِمَا هُوَ فِيهِ.
الحَمِيمُ- القَرِيبُ المُشْفِقُ.

.تفسير الآية رقم (11):

{يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)}
{يَوْمِئِذٍ}
(11)- وَيُبْصِرُ الأَقَارِبُ بَعْضَهُمْ بَعْضاً، فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، وَيَتَعَارَفُونَ، ثُمَّ يَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَيَتَمَنَّى الكَافِرُ لَوْ أَنَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَفْدِيَ نَفْسَهُ مِنْ عَذَابِ ذَلِكَ اليَوْمِ بِأبْنَائِهِ، وَهُمْ أَعَزُّ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَيْدْفَعُ بِهِمْ إِلَى العَذَابِ لِيَنْجُوَ هُوَ مِنْهُ.
يُبَصَّرُونَهُمْ- يَجْعَلُونَهُمْ يُبْصِرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)}
{صَاحِبَتِهِ}
(12)- أَوْ أَنْ يُقَدِّم فِدَاءً عَنْهُ زَوْجَتَهُ أَوْ أَخَاهُ.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13)}
{تُؤْوِيهِ}
(13)- أَوْ أَنْ يُقَدِّمَ جَمِيعَ أَفْرَادِ عَشِيرَتِهِ التِي تَضُمُّهُ إِلَيْهَا.
فَصِيلَتِهِ- عَشِيرَتِهِ الأَقْرَبِينَ.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)}
(14)- أَوْ أَنْ يُقَدِّمَ جَمِيعَ أَهْلِ الأَرْضِ فِدَاءً لَهُ لِيَخْلُصَ هُوَ مِنْ ذَلِكَ العَذَابِ.

.تفسير الآية رقم (15):

{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15)}
(15)- كَلا لا يُقْبَلُ فِدَاءٌ مِنَ الكَافِرِ، وَلَوْ أَنَّهُ افْتَدَى بِجَمِيعِ أَهْلِ الأَرْضِ، وَبِجَمِيعِ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ ذَهَبٍ وَمَالٍ، إِنَّهَا النَّارُ الشَّدِيدَةُ الحَرَارَةِ.
اللَّظَى- النَّارُ ذَاتُ اللَّهَبِ.

.تفسير الآية رقم (16):

{نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16)}
(16)- تَحْرُقُ كُلَّ شَيءٍ بَارِزٍ مِنْ جِسْمِ الإِنْسَانِ فَتُزِيلُهُ وَكَأَنَّهَا تَنْزِعُهُ انْتِزَاعاً.
الشَّوَى- الأَطْرَافُ البَارِزَةُ كَاليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ والرَّأْسِ. وَقِيلَ إِنَّهَا جِلْدَةُ الرَّأْسِ.

.تفسير الآية رقم (17):

{تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17)}
{تَدْعُواْ}
(17)- إِنَّهَا النَّارُ المُحْرِقَةُ تُنَادِي إِلَيهَا أَصْحَابَهَا مِنَ الكَفَرَةِ الذِينَ خَلَقَهُمُ اللهُ لَهَا، وَهُمُ الذِينَ تَوَلَّوْا حِينَمَا دَعَاهُمْ رُسُلَهُمْ إِلَى الإيْمَانِ بِاللهِ، وَوَلّوْا مُدْبِرِينَ.

.تفسير الآية رقم (18):

{وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)}
(18)- وَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ الذِي جَمَعَ المَالَ وَأَوْدَعَهُ فِي الأَوْعِيَةِ كَانِزاً لَهُ، وَلَمْ يُنْفِقْهُ فِي وُجُوهِ البِرِّ والطَّاعَاتِ والخَيْرِ.
أَوْعَى- أَوْدَعَ مَالَهُ فِي وِعَاءٍ حِرْصاً عَلَيْهِ.

.تفسير الآية رقم (19):

{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)}
{الإنسان}
(19)- إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ سَرِيعَ الانْفِعَالِ والتَّأَثُّرِ، فَهُوَ شَدِيدُ الجَزَعِ، إِذَا مَسَّهُ مَكْرُوهٌ، كَثِيرُ المَنْعِ، إِذَا نَزَلَتْ بِهِ نِعْمَةٌ.
نَاقَةٌ هَلُوعٌ- سَرِيعَةُ السَّيْرِ.
وَالهَلُوعُ- الكَثِيرُ الجَزَعِ الشَّدِيدُ الحِرْصِ.

.تفسير الآية رقم (20):

{إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)}
(20)- ثُمَّ فَسَّرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ والتِي بَعْدَهَا مَعْنَى قَوْلِهِ: {هَلُوعاً}، فَقَالَ: إِنَّ الإِنْسَانَ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ والضُّرُّ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الحُزْنُ، وَانْخَلَعَ قَلْبُهُ مِنْ شِدَّةِ الرُّعْبِ، وَيَئِسَ مِنْ أَنْ يَصِلَ إِلَيهِ خَيْرٌ بَعْدَهَا أَبَداً.
الجَزُوعُ- الكَثِيرُ الجَزَعِ.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)}
(21)- وَإِذَا حَصَلَتْ لَهُ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ بَخِلَ بِهَا عَلَى غَيْرِهِ، وَمَنَعَ حَقَّ اللهِ فِيهَا.
المَنُوعُ- الكَثِيرُ المَنْعِ والإِمْسَاكِ.

.تفسير الآية رقم (22):

{إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)}
(22)- وَلا يَسْتَثْنِي اللهُ تَعَالَى مِنْ صِفَاتِ الإِنْسَانِ الذَمِيمَةِ، التِي تَتَمَثَّلُ بِالهَلَعِ وَالجَزَعِ وَالمَنْعِ، إِلا المُؤْمِنِينَ الذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ إِلَى الخَيْرِ، وَهُمْ المُصَلُّونَ.

.تفسير الآية رقم (23):

{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}
{دَآئِمُونَ}
(23)- الذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى أَدَاءِ الصَّلَوَاتِ فِي أَوْقَاتِهَا، لا يَشْغَلُهُمْ عَنْهَا شَاغِلٌ، وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى فَضْلِ المُدَاوَمَةِ عَلَى العِبَادَةِ.

.تفسير الآية رقم (24):

{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24)}
{ا أَمْوَالِهِمْ}
(24)- وَالذِينَ يَجْعَلُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَصِيباً مُعَيَّناً يُنْفِقُونَهُ تَقَرُّباً مِنَ اللهِ، وَطَلَباً لِمْرَضَاتِهِ.

.تفسير الآية رقم (25):

{لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}
{لِّلسَّآئِلِ}
(25)- يُنْفِقُونَهُ عَلَى ذَوِي الحَاجَاتِ والبَائِسِينَ الذِينَ يَسْأَلُونَهُمُ العَوْنَ.
المَحْرُومِ- مِنَ العَطَاءِ لِتَعَفُّفِهِ عَنِ السُّؤَالِ.