فصل: تفسير الآية رقم (26):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (26):

{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)}
{يَوْمَئِذٍ} {الكافرين}
(26)- وَيَكُونُ المالِكُ الحقُّ فِي ذَلِكَ اليومِ هُوَ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، ولا مَلِكَ غَيْرُهُ. وَهُوَ يَوْمٌ صَعْبٌ شَدِيدُ الهَوْلِ عَلَى الكَافِرِينَ، لأَنَّهُ يَوْمُ عدلٍ، وَقَضَاءٍ، وَفَصْلٍ، وَيَعْلَمُونِ فِي ذَلِكَ اليومِ مَا قَدَّمُوا مِنْ سَيِّئِ العَمَلِ، وَمَا أَسْلَفُوا مِنْ كُفْرٍ بِرَبِّ العِبَادِ، وَتَكْذِيبٍ لأَنْبِيائِهِ، وَمِنْ عَمَلٍ أَثِيمٍ.

.تفسير الآية رقم (27):

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)}
{ياليتني}
(27)- وَيَنْدَمُ فِي ذَلِكَ اليومِ الظَّالِمُونَ الكَافِرُونَ، الذين تَرَكُوا طَريقَ الرَّسُولِ، وَكَفُرُوا بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالَى مِنَ الحَقِّ المُبِينِ، وَيَعَضُّونَ عَلَى أَيْدِيهِمْ نَدَماً عَلَى مَا فَرَّطُوا فِي جَنْبِ اللهِ، وَيَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا اتَّبَعْنَا طَرِيقَ الرَّسُولِ المُوصِلِ إِلى الجَنَّةِ، وَلَكِنَّ النَّدَمَ لا يَنْفَعُهُمْ حِيْنَئِذٍ.
(وَيُرَوَى أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي عُقْبَةَ بن أَبِي مُعَيْطٍ، إِذْ كَانَ يَزْجُرُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفَ لِحَضُورِهِ مَجْلِسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم).

.تفسير الآية رقم (28):

{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)}
{ياويلتى}
(28)- وَيَقُولَ الظَالِمُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ مُتَحَسِّراً: يَا خَسَارَهُ وَيَا هَلاكَهُ، وَيَا لَيْتَهُ لَمْ يَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً وَصَدِيقاً (وَيَذْكُرُ اسمَ من أَضَلَّهُ وَصَرَفَهُ عَنِ الحَقِّ والهُدَى)، وَيَتَمَّنى لَوْ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَمِعْ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَسْتَجِبْ لِدَعْوَتِهِ.

.تفسير الآية رقم (29):

{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}
{الشيطان} {لِلإِنْسَانِ}
(29)- لَقَدْ أَضْلَّنِي هَذَا الصَّدِيقُ عَنِ الإِيْمَانِ بالقُرْآنِ بَعْدَ بُلُوغِهِ إِلَيَّ، وَمَنَّانِي بالنَّصْرِ والفَلاحِ، وَمِنْ عَادَةِ الشَّيْطَانِ أَنْ يُمَنِّي وَيَعِدَ، وَيُمَنِّي كَذِباً وَغُرُوراً، وَأَنْ يَخْذُلَ الإِنْسَانَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيَتْرِكَهُ لِمَصِيرِهِ، وَيَقُولَ لأَوْلِيَائِهِ: {إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ.} (وَقِيلَ بَلْ إِنَّ المَقْصُودَ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ: أَنَّ الشَّيْطَانَ يُخَذِّلُ الإِنْسَانَ عَنِ الحَقِّ، وَيَصْرِفُهُ عَنْهُ، وَيَسْتَعْمِلُهُ فِي البَاطِل وَيَدْعُوهُ إلَيْهِ).
خَذُولاً- كَثِيرَ الخِذْلان لِمَنْ يُوَالِيهِ.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)}
{يارب} {القرآن}
(30)- وَقَالَ الرَّسُولُ مُشْتَكِياً إِلَى رَبِّهِ: يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمي اتَّخُذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً، أَيْ أَنَّ قَوْمِي الّذِينَ بَعَثْتَني إِلَيْهِمْ لأَدْعُوَهُمْ إِلى تَوْحِيدِكَ، وَأَمَرْتَني بِإِبْلاغِ القُرْآنِ إِلَيْهِم، قَدْ هَجرُوا كِتَابَكَ، وَتَرَكُوا الإِيمانَ بِكَ، وَلَمْ يَأَبَهُوا بِوَعِيدِكَ، بل أعْرَضُوا عنِ استماعِهِ واتِّبَاعِهِ.
مَهْجُوراً- مَتْرُوكاً مُهْمَلاً.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)}
(31)- وكَمَا جَعَلْنَا لَكَ أعْدَاءً من المُشْرِكينَ يَتَقَوَّلُونَ عليكَ الترّهَاتِ والأبَاطِيلَ، كذلكَ جعَلْنَا لكلِّ نَبيٍّ من الأنبياءِ السَّابِقِينَ أعداءً لهُمْ من شَياطينِ الإِنسِ والجنِّ، يُقَاوِمُون دعْوَتَهم، ويُزْعِجُونَهم، وَيُكَذِّبُونَهُمْ، فلا تَحْوَنْ يَا مُحَمَّدُ عَلَيهِمْ، فَهَذا دَأْبُ الأنبياءِ قَبْلَكَ، فاصبِرْ كما صَبَرُوا. وحَسْبُكَ بِرَبِّكَ هادِياً لَكَ إلى مَصَالِح الدين والدُّنْيَا، وسينصُرُك على أعدائِكَ، ويُبَلِّغُكَ غايةَ ما تَطْلُبُ، ولا يَهُولَنَّكَ كَثْرَةُ عَدَدِهِم فإِنَّه تعالى جَاعلٌ كلمَتَه هي العُلْيا لا مَحَالَة.

.تفسير الآية رقم (32):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}
{القرآن} {وَاحِدَةً} {وَرَتَّلْنَاهُ}
(32)- وقالً اليَهُودُ: هَلا أُنْزِلَ القرآنُ على مُحَمدٍ دُفَعةً واحِدةُ كما أُنْزِلت الكُتبُ السابقةُ على الأنبيَاءِ. وَيُرُدُّ اللهُ تَعالى عَلى قَوْلِهِمْ هذا، قائلاً: إنهُ إنما أُنزلَ القُرآنُ مُنَجَّماً في ثَلاثٍ وعِشرينَ سَنةً بحَسَبِ الوَقَائِعِ، وما يُحْتَاجَ إليه منَ الأَحكَامِ لِيُثَبِّتَ قُلوبَ المُؤمنينَ بهِ، ويُثَبِّتَ قَلْبَ الرّسولِ صلى الله عليه وسلم، وقد أنزَلَهُ اللهُ على مَهْلٍ هكَذا على رَسُوله، وقَرَأَهُ عليهِ، بلِسانِ جِبريلَ عليهِ السَّلامُ، شَيئاً فَشَيئاً لِيتَمَكنَّ مِنْ حِفْظَهِ واسْتِيعابِهِ.
رتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً- فَرَقْنَاه آيةً بعدَ آيةٍ، أَو بَيَّنَّاهُ.

.تفسير الآية رقم (33):

{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)}
{جِئْنَاكَ}
(33)- ويَقُولُ اللهُ تَعَالى لنبيهِ: إِنَّ هؤلاءِ الكُفَّارَ لا يَأْتُونَ بِحُجَّةٍ وشُبْهَةٍ (مَثَلٍ)، ولا يقُولُونَ قَوْلاً يُعارِضُونَ بهِ الحَقَّ، إلا آتَى اللهُ نَبيَّهُ من الحَقِّ ما يَدْحَضُ بِه شُبَهَهُمْ، ويدْفَعُ بِهِ حُجَجَهُمْ وتَعَنُّتُهمْ، ويكُونُ ذلكَ أوْضَحَ وأفْصَحَ مِنْ مَقَالَتِهِمْ.
(وقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: ولا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ يَلْتَمسُونَ بِهِ عَيْبَ القُرآنِ والرَّسُولِ إِلا أَنْزَلَ جِبْرِيلَ بِجَوَارِيِهِمْ).
أحْسَنَ تَفْسيراً- أصدقَ بيَاناً وَتْفْصِيلاً.

.تفسير الآية رقم (34):

{الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)}
{أولئك} (34)- وإنِّي لا أقول لَكُمْ كما تَقُولونَ، ولا أصِفُكُمْ بمِثْلِ ما تَصِفُونَنِي بهِ، بلْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الذينَ يُسْحَبُون إِلى جَهنَّمَ، ويُجَرُّونَ فيها بالسَلاسِلِ والأغْلالِ على وُجُوهِهمْ، هُمْ شَرُّ مَكَاناً، وأضلُّ سَبيلاً. فَفَكِّرُوا وقُولوا قَوْلَ مُنِصِفٍ: مَنْ هُوَ الأَوْلَى مِنَّا ومِنْكُم بهذهِ الأوصَافِ.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)}
{آتَيْنَا} {الكتاب} {هَارُونَ}
(35)- ولقَدْ أنْزَلنا التوراةَ على مُوسَى، كما أنزلْنَا عليكَ القرآنَ يا مُحمدُ، وجعلنا مَعَهُ أخَاهُ هارونَ وزيراً وظَهِيراً ومُعِيناً.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)}
{بِآيَاتِنَا} {فَدَمَّرْنَاهُمْ}
(36)- وأرْسَلَهُمَا اللهُ تَعالى إلى فِرعَونَ وقَوْمِهِ، فَكَذَّبُوا بآياتِ اللهِ، فَدَمَّرَهُمُ اللهُ تَدْمِيراً، وأغْرَقَهُمْ في صَبيحةٍ واحدةٍ.
التَّدْمِيرُ- كَسْرُ الشَّيءِ كَسْراً لا جَبْرَ لَهُ.

.تفسير الآية رقم (37):

{وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}
{أَغْرَقْنَاهُمْ} {وَجَعَلْنَاهُمْ} {آيَةً} {لِلظَّالِمِينَ}
(37)- وَاذْكُرْ قَوْمَ نُوحٍ حِينَ كَذَّبُوا رَسُولَهُمْ نُوحاً عليهِ السَّلامُ، وقَدْ لَبِثَ فيهمْ أمَداً طَويلاً يَدْعُوهُم إلى اللهِ، ويُحَذِّرُهُمْ نِقَمَهُ، فلَم يُؤْمِنْ لَهُ إلا قليلٌ منهمْ (كما جَاءَ في آيةٍ أُخْرى)، فأغْرَقَهُمُ اللهُ جَمِيعاً بالطُّوفان، ولمْ يُبْقِ مِنْهُم إلا مَنْ كَانَ في السَّفينةِ مَعَ نُوحٍ، وَجَعَلُهُمُ اللهُ عِبْرَةً للنَّاسِ، وقَدْ أعَدَّ اللهُ للكَافرينَ الظَّالمينَ عَذَاباً أليماً في الدُّنيا والآخِرَةِ.
(وفي هذا تَحْذيرٌ لقُرَيِشٍ بأَنَّهُمْ سَيَحِلُّ بهِمْ ما حَلَّ بالأُمَمِ السَّالِفَةِ).

.تفسير الآية رقم (38):

{وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)}
{وَثَمُودَاْ} {وَأَصْحَابَ}
(38)- وقَدْ كَذَّبَ قومُ عَادٍ رَسُولَهُمْ هُوداً عليهِ السَّلامُ، وكَذَّبَ قومُ ثَمُودَ نَبيَّهمْ صَالحاً، وكذَّبَ أصحابُ الرَّسِّ رسولَهُم، وقد كَذَّبَتْ جميعُ هذه الأقوامِ رسُلَهَا فأهْلَكَها الله، كما أهْلَكَ أُمَماً وأقْواماً آخَرينَ (قُروناً) غيرَ هؤلاءِ لَمَّا كَذَّبُوا رسُلَهُمْ.
الرَّسذُ- البِئْرُ غيرُ المَطْوِيَّةِ أي غَيْرُ المَبْنِيَّةِ.
وقِيل الرَّسُّ وادٍ- مِنْ قَوْلِهِمْ «فَعُنَّ ووادي الرَّسِ كاليَدِ للْفَمِ».
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: الرَّسُّ قَرْيَةٌ مِنْ قُرى ثَمودَ.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
{ضَرَبْنَا}
(39)- وقد بَيَّنَ اللهُ تعالى لهؤلاءِ الأقْوَامِ جميعاً الآياتِ والحُجَجَ والبراهينِ الدَّالةَ عَلى صِدْقِ مما جَاءَتْهُم بهِ النُّبُّواتُ، فلَمْ يَتَّعِظُوا ولم يُؤْمنوا، فأَهْلَكَهُمُ اللهُ إهْلاكاً عَجِيباً.
التَّتْبِيرُ- التَفْتِيتُ والتَّكْسِيرُ والإِهْلاكُ.

.تفسير الآية رقم (40):

{وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}
(40)- ويقولُ اللهُ تَعالى لرَسُولِه الكريم: إِنَّ قَوْمَكَ يا مُحَمدُ مَرُّوا بقُرَى قومِ لوطٍ، ورَأَوْا كيفَ أَهْلَكَها اللهُ ودمَّرَها، وأَمْطَرَ عليها حِجَارَةً من سِجِّيْلٍ (قِرْمِيدٍ مَشْوِيٍّ) بسََبَبِ ظُلمِ أهْلِها، وكُفْرِهِمْ، وفَسَادِهِمْ، فَهَلا اعتَبَرُوا بما حَلَّ بِهؤلاءِ مِنَ العَذَابِ والنَّكَالِ؟ إِنَّ الذين مرُّوا بها رَأَوْا بأعْيُنِهِمْ ما حَلَّ بها ولكنَّهُمْ لم يَعْتَبِرُوا لأنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ والمَعَادِ يومَ القيامةِ، ولا يَعتقِدُون أنهُمْ سيُنْشَرُون، وأنّ الله تَعالى سَيُعيدُ خَلْقَهُم ليحاسِبَهُم على أعمالِهمْ في الحياةِ الدُّنْيا، ولذِلكَ فإِنَّهُمْ لا يُوقِنِون بأنهُ سَيكونُ هناكَ ثوابٌ وعقابٌ وحسابٌ فَيَرْدَعُهُمْ عن كفْرِهِمْ ومعاصِيهِمْ.
مَطَرَ السَّوْءِ- حجارةً مُهْلِكَةً من السَّماءِ.
لا يَرْجُونَ نُشُوراً- يُنْكِرُون البَعْثَ ولا يَتَوقَّعُونَهُ.

.تفسير الآية رقم (41):

{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)}
(41)- وإذا رآك هَؤلاءِ المُشْرِكُونَ الذينَ قَصَصْتُ عليكَ قِصَّتَهُمْ اتَّخَذُوكَ مَوْضِعَ هُزْءٍ وَسُخْرِيَةٍ، وقالوا مستهزئين: أهذا الذي بعثَهُ اللهُ إلينا رسُولاً لِنَتَّبِعَهُ ونُؤمِنَ برسالَتِهِ؟
هُزُواً- مَهْزَوءاً بِه.

.تفسير الآية رقم (42):

{إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}
{آلِهَتِنَا}
(42)- ويَقُولُ بعضُهُم لِبَعضٍ: إِنَّ هذا الرَّسولَ كادَ أَن يَثْنِيَهُمْ عن عبادةِ أصْنَامِهِم، بقوَّةِ حُجَّتِهِ، وحُسْنِ بَيَانِهِ، لَولا أنَّهُمْ صَبَرُوا وتَجَلَّدُوا واستَمَرَّوا على عبادَتِها.
ويردُّ اللهُ تعالى على قولِهِمْ هذا مُتَوَعِّداً: إنَّهُم يُكذِّبُون الآنَ بما جَاءَهُمْ بهِ الرَّسُولُ من دَعْوَةٍ إلى الإيمانِ باللهِ وكُتُبِه ورُسُلِهِ، ولكنَّهُم حِين يَرَوْنَ العَذَابَ الأليمَ في نارِ جهنَم، يُدْرِكون أنَّ الرّسولَ صَدَقَهُمُ القَوْلَ، والدَّعوةَ والتَّحذيرَ، وأنهُ كَانَ عَلى هُدىً وحَقٍّ، وأَنَّهم كَانُوا عَلى ضَلالٍ بِرَفْضِهِمُ الاستجَابةَ إليهِ، واتباعَ رسَالَتِه.