فصل: تفسير الآيات (19- 26):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (19- 26):

{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26)}

.شرح الكلمات:

{أفرأيتم اللات والعزى}: أي أخبروني عن أصنامكم التي اشتققتم لها أسماء من أسماء الله وأنثتموها.
{ومناة الثالثة الأخرى}: وجعلتموها بناتٍ لله، افتراء على الله وكذبا عليه.
{ألكم الذكر وله الأنثى}: أي أتزعمون أن لكم الذكر الذي ترضونه لأنفسكم ولله الأنثى التي لا ترضونها لأنفسكم.
{تلك إذاً قسمة ضيزى}: أي قسمتكم هذه إذاً قسمة ضيزى أي جائرة غير عادلة ناقصة غير تامة.
{إن هي إلا أسماء سميتموها}: أي ما اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى إلا أسماء لا حقيقة لها.
{أنتم وآباؤكم}: أي سميتموها بها أنتم وآباؤكم.
{ما أنزل الله بها من سلطان}: أي لم ينزل الله تعالى وحياً يأذن في عبادتها.
{إن يتبعون إلا الظن}: أي ما يتبع المشركون في عبادة أصنامهم إلا الظن والخرص والكذب.
{وما تهوى الأنفس}: أي وما يتبعون الا ما تهواه نفوسهم وما تميل إليه شهواتهم.
{أم للإنسان ما تمنى}: أي بل أللإِنسان ما تمنّى والجواب لا ليس له كل ما يتمنى.
{فلله الآخرة والأولى}: أي إن الآخرة والأولى كلاهما لله يهب منهما ما يشاء لمن يشاء.
{وكم من ملك في السموات}: أي وكثير من الملائكة في السموات.
{لا تغنى شفاعتهم شيئا}: أي لو أرادوا أن يشفعوا لاحد حتى يكون الله قد أذن لهم ورضى للمسموح له بالشفاعة.

.معنى الآيات:

بعد أن ذكر تعالى مظاهر قدرته وعظمته وعمله وحكمته في الملكوت الأعلى جبريل وسدرة المنتهى وما غشاها من نور الله وما أرى رسوله من الآيات الكبرى، خاطب المشركين بقوله: {أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى} أي أعميتم فرأيتم هذه الأصنام أهلاً لأن تسوَّى بمن له ملكوت السموات والأرض وعبدتموها معه على حقارتها ودناءتها، وأزددتم عمًى فاشتقتتم لها من أسماء الله تعالى أسماء فمن العزيز اشتققتم العُزى ومن الله اشتققتم اللات، وجعلتموها بنات لله افتراء على الله بزعمكم أنها تشفع لكم عند الله، أخبرونى ألكم الذكر لأنكم تحبون الذكران وترضون بهم لأنفسكم، وله الأنثى لأنكم تكرهونها ولا ترضون بها لانفسكم، إذا كان الأمر على ما رأيتم فإنها قسمة ضيزى أي جائرة غير عادلة وناقصة غير تامة فكيف ترضونها لمن عبدتم الأصنام من أجل التوسل بها إليه لقضى حوائجكم؟ إن هي الا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم. إن أصنامكم أيها المشركون لا تعدو كونها أسماء لآلهة لا وجود لها ولا حقيقة في عالم الواقع إذ لا إله إلا الله، أما اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فلم تكن آلهة تحيى وتميت وتعطى وتمنع وتضر وتنفع. إن هي أي ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان أي لم ينزل بها وحياً يأذن بعبادتها. وهنا التفت الجبار جل جلاله في الخطاب عنهم وقال: {إنْ يتَّبعون إلاَّ الظن} أي إن هؤلاء المشركين ما يتبعون في عبادة هذه الأصنام إلاَّ الظن، فلا يقين لهم في صحة عبادتها.
كما يتبعون في عبادتها {وما تهوى الأنفس} أي هوى أنفسهم {ولقد جاءهم من ربهم الهدى} فبيَّن لهم الصراط السوى فأعرضوا عنه وهو لحق من ربهم. وتعلقوا بالأمانى الكاذبة وأن أصنامهم تشفع لهم، أم للإنسان ما تمنى والجواب ليس له ما تمنى، إذ لله الآخرة والأولى يعطى منها ما يشاء ويمنع ما يشاء وكم من ملك في السماوات لا يعدون كثرة لا تغنى شفاعتهم شيئاً من الإِغناء ولو قلّ إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء أن يشفع من الملائكة وغيرهم، ويرضى عن المشفوع له، وإلاّ فلا شافع ولا شفاعة تنفع عند الله الملك الحق المبين.

.من هداية الآيات:

1- التنديد بالشرك والمشركين وتسفيه أحلامهم لعبادتهم أسماء لا مسميات لها في الخارج إذ تسمية حجراً إلهاً لن تجعله إلهاً.
2- بيان أن المشركين في كل زمان ومكان ما يتبعون في عبادة غير الله إلا أهواءهم.
3- بيان أن الإنسان لا يعطى بأمانيه، ولكن بعمله وصدقه وجده فيه.
4- بيان أن الدنيا كالآخرة لله فلا ينبغي أن يُطلب شيء منها إلا من الله مالكها.
5- كل شفاعة تُرجى فهي لا تحقق شيئاً الا بتوفر شرطين الأول أن يأذن الله للشافع في الشفاعة الثاني أن يكون الله قد رضي للمشفوع له بالشفاعة والخلاصة هى: الإِذن للشافع والرضا عن المشفوع.