فصل: تفسير الآيات (26- 28):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (26- 28):

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)}

.شرح الكلمات:

{ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه}: أي ولقد مكنا قوم عاد من القوة التي لم نمكنكم أنتم من مثلها.
{وجعلنا لهم سمعا وأبصاراً}: وجعلنا لهم أسماعاً وأبصاراً.
{فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء}: أي من الإِغناء.
{إذ كانوا يجحدون بآيات الله}: أي لعلة هي أنهم كانوا يجحدون بآيات الله وهي حججه البيّنة.
{وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}: أي نزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به.
{ولقد أهلكنا ما حولكم من}: أي من أهل القرى كعاد وثمود وقوم لوط القرى وأصحاب مدين.
{وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون}: أي كررنا الحجج وضربنا الأمثال ونوعنا الأساليب لعلهم يرجععون إلى الحق فيؤمنون ويوحدون.
{فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة}: أي فهلا نصرهم بدفع العذاب عنهم الذين اتخذوا من دون الله آلهة يتقربون بهم إلى الله في زعمهم.
{بل ضلوا عنهم}: أي غابوا عنهم عند نزول العذاب.
{وذلك إفكهم وما كانوا يفترون}: أي خذلان آلهتهم لهم وعدم نصرته لهم بل غيابهم عنهم هو إفكهم وافتراؤهم الذي كانوا يفترونه.

.معنى الآيات:

ما زال السياق في مطلب هداية قريش انه لما قص تعالى عليهم قصة عاد وتجلت فيها عظات كثيرة وعبرة كبيرة قال لهم {ولقد مكناهم} أي قوم عاد مكناهم في الأرض فأعطيناهم من مظاهر القوة المادية {فيما إن مكناكم فيه} أنتم يا معشر كفار قريش وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة أي قلوباً فيما إني عنهم سمعهم أي أسماعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء من الإِغناء إذ كانوا يجحدون بآيات الله أي بحججه وبيّناته الدالة على وجوب توحيده وحاق أي نزل بهم العذاب الذي كانوا إذا خوفوا به وأنذروا استهزأوا وسخروا وقوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى} كعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين قوله: {وصرفنا الآيات} أي وكررنا الحجج وضربنا الأمثال ونوعنا العظات والعبر لعلهم يرجعون إلى الحق الذي انصرفوا عنه وهو التوحيد والاستقامة فأبوا إلاّ الإِصرار على الشرك والباطل فأهلكناهم. فلولا أي فهلا نصرهم الذين اتخذوهم من دون الله قرباناً آلهة يتقربون بها إلى الله في زعمهم والجواب ما نصروهم بل ضلوا عنهم أي غابوا فلم يعثروا عليهم بالكلية. قال تعالى: {وذلك إفكهم وما كانوا يفترون} أي ذلك الذي تم لهم من الخذلان والعذاب هو إفكهم أي كذبهم وافتراؤهم الذي كانوا يعيشون عليه قبل هلاكهم.

.من هداية الآيات:

1- بيان أن الإِعراض عن دين الله والإِصرار على الفسق عن أمر الله، والاستمرار على الخروج على طاعته إذ استوجب صاحبه العذاب ونزل به لم يغن عنه ذكاؤه ولا دهاؤه ولا علمه وحضارته ولا علوه وتطاوله.
2- بيان أن الآيات والحجج وضرب الأمثال وسوق العبر والعظات لا تنفع في هداية العبد، إذا لم يرد الله هدايته {إن الله لا يهدي من يضل} ويحيق به العذاب ويهلكه جزاء تكذيبه وكفره وإعراضه وفسقه.
3- بيان غياب الشركاء من الأنداد التي كانت تعبد عن عابديها فضلا عن نصرتها لهم وذلك الخذلان هو جزاء كذبهم وافترائهم في الحياة الدنيا.