فصل: تفسير الآيات (32- 35):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (32- 35):

{قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)}

.شرح الكلمات:

{افتوني في أمري}: بينوا لي فيه وجه الصواب، وما هو الواجب اتخاذه إزاءه.
{ما كنت قاطعة أمراً}: أي قاضيته.
{حتى تشهدون}: أي تحضروني وتبدوا رأيكم فيه.
{وأولوا باس شديد}: أي اصحاب قوة هائلة مادية وأصحاب باس شديد في الحروب.
{إذا دخلوا قرية}: أي مدينة وعاصمة ملك.
{أفسدوها}: أي خربوها إذا دخلوها عنوة بدون مصالحة.
{وكذلك يفعلون}: أي وكالذي ذكرت لكم يفعل مرسلو هذا الكتاب.

.معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم عن حديث قصر الملكة بلقيس وها هي ذي تقول لرجال دولتها ما حكاه تعالى عنها بقوله: {قالت يا أيها الملأ افتوني في أمري} أي اشيروا علي بما ترونه صالحاً {ما كنت قاطعة أمراً} أي قاضية باتَّةً فيه {حتى تشهدون} أي تحضروني وتبدوا فيه وجهة نظركم. فأجابها رجالها بما أخبر تعالى به عنهم {قالوا نحو أولوا قوة} عسكرية منسلاح وعتاد وخبرة {وأولوا بأس شديد} عند خوضنا المعارك {والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين} به فأمري ننفّذْ إنا طوع يديك.
فأجابتهم بما حكاه الله تعالى عنها {قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية} أي مدينة عنوة بدون صلح. {أفسدوها} أي خربوا معالمها وبدلوا وغيروا فيها، {وجعلوا أعزة أهلها أذلة} بضربهم وإهانتهم وخلعهم من مناصبهم. {وكذلك} أصحاب هذا الكتاب {يفعلون} {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون} أي الذين نرسلهم من قبول الهدية ورفضها وعلى ضوء ذلك نتصرف فإنهم إن قبلوا الهدية المالية فهم اصحاب دنيا، وإن رفضوها فهم أصحاب دين، وعندها نتخذ ما يلزم حيالهم، ولا شك أن هذه الهدية كانت فاخرة وثمينة.

.من هداية الآيات:

1- تقرير مبدأ الشورى في الحكم.
2- مشروعية إبداء الراي بصدق ونزاهة ثم ترك الأمر لأهله.
3- مشروعية إعداد العدة وتوفير السلام وتدرب الرجال على حمله واستعماله.
4- دخول العدو المحارب الغالب البلاد عنوة ذو خطورة فلذا يتلافى الأمر بالمصالحة.
5- بيان حسن سياسة الملكة بلقيس وفطنتها وذكائها ولذا ورثت عرش أبيها.