فصل: تفسير الآيات (50- 53):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (50- 53):

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}

.شرح الكلمات:

{اسجدوا لادم}: أي حيوه بالسجود كما أمرتكم طاعة لي.
{إلا إبليس}: أي الشيطان أبى السجود ورفضه وهو معنى {فسق عن أمر ربه} أي خرج عن طاعته، ولم يكن من الملائكة، بل كان من الجن، لذا أمكنه أن يعصي ربه!
{أفتتخذونه وذريته أولياء}: الأستفهام للاستنكار، ينكر تعالى على بني آدم اتخاذ الشيطان وأولاده أولياء يطاعون ويوالون بالمحبة والمناصرة، وهم لهم عدو، عجباً لحال بني آدم كيف يفعلون ذلك!؟.
{بئس للظاليمن بدلاً}: قبح بدلاً طاعة إبليس وذريته عن طاعة الله ورسوله.
{المضلين عضداً}: أي ما كنت متخذ الشياطين من الانس والجن أعواناً في الخلق والتدبير، فكيف تطيعونهم وتعصونني.
{موبقاً}: أي وادياً من أودية جهنم يهلكون فيه جميعاً إذا دخلوا النار، أما ما قبلها فالموبق، حاجز بين المشركين، وما كانوا يعبدون بدليل قوله: {ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها}.
{مواقعوها}: أي واقعوان فيها ولا يخرجون منها أبداً.
{ولم يجدوا عنها مصرفاً}: أي مكاناً غيرها ينصرفون اليه لينجوا من عذابها.

.معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في إرشاد بني آدم وتوجيههم إلى ما ينجيهم من العذاب ويحقق لهم السعادة في الدارين، قال تعالى في خطاب رسوله واذكر لهم {إذ قلنا للملائكة} وهم عبادنا المكرمون {اسجدو لآدم} فامتثلوا أمرنا وسجدوا الا إبليس. لكن إبليس الذي يطيعه الناس اليوم كان من الجن وليس من الملائكة لم يسجد، ففسق بذلك عن أمرنا وخرج عن طاعتنا. {أفتتخذونه} أي أيصح منكم يا بني آدم أن تتخذوا عدو أبيكم وعدو ربكم وعدوكم أيضاً ولياً توالونه وذريته بالطاعة لهم والاستجابة لما يطلبون منكم من انواع الكفر والفسق {بئس للظالمين} أنفسهم {بدلاً} طاعة الشيطان وذريته وولايتهم عن طاعة الله ورسوله وولايتهما.
وقوله تعالى: {ما أشهدتهم خق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً} يخبر تعالى بأنه المنفرد والتدبير ليس له وزير معين فكيف يعبد الشيطان وذريته، وأنا الذي خلقتهم وخلقت السموات والأرض وخلقت هؤلاء الذين يعبدون الشيطان، ولم أكن {متخذ المضلين} وهم الشياطين من الجن والإنس الذين يضلون عبادنا عن طريقنا الموصل إلى رضانا وجنتنا، أي لم أكن لأجعل منهم معيناً لي يعضدني ويقوي أمري وخلاصة ما في الآية ان الله تعالى ينكر على الناس عبادة الشياطين وهي طاعتهم وهم مخلوقون وهو خالقهم وخالق كل شيء.
وقوله تعالى: {ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم} أي أذكر يا رسولنا لهؤلاء المشركين المعرضين عن عبادة الله إلى عبادة عدوه الشيطان، اذكر لهم يوم يقال لهم في عرصات القيامة {نادوا شركائي الذين} اشركتموهم في عبادتي زاعمين أنهم يشفعون لكم في هذا اليوم فيخلصونكم من عذابنا.
قال تعالى: {فدعوهم} يا فلان!! يا فلان...
{فلم يستجيبوا لهم} إذ لا يجرؤ أحد ممن عبد من دون الله أن يقول رب هؤلاء كانوا يعبدونني. قال تعالى: {وجعلنا بينهم موبقاً} أي حاجزاً وفاصلاً من عداوتهم لبعضهم. وحتى لا يتصل بعضهم ببعض في عرصات القيامة. وقوله تعالى: {ورأى المجرمون النار} أي يؤتى بها تجر بالسلاسل حتى تبرز لأهل الموقف فيشاهدونها وعندئذ يظن المجرمون أي يوقنوا {أنهم مواقعوها} أي داخلون فيها. {ولم يجدوا عنها مصرفاً} أي مكاناً ينصرفون إليه لأنهم محاطون بالزبانية، والعياذ بالله من النار وعذابها.

.من هداية الآيات:

1- تقرير عداوة إبليس وذريته لبني آدم.
2- العجب من بني آدم كيف يطيعون عدوهم ويعصون ربهم!!
3- لا يستحق العبادة العبادة أحد سوى الله عز وجل لأنه الخالق لكل مبعود مما عُبد من سائر المخلوفات.
4- بيان خزي المشركين يوم القيامة حيث يطلب إليهم أن يدعوا شركاءهم لاغاثتهم فيدعونهم فلا يستجيبون لهم.
5- جمع الله تعالى المشركين وما كانوا يعبدون من الشياطين في موبق واحد في جهنم وهو وادي من شر أودية جهنم وأسواها.