فصل: تفسير الآيات (57- 62):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (57- 62):

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)}

.شرح الكلمات:

{مشفقون}: أي خائفون.
{لا يشركون}: أي بعبادته أحداً.
{يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}: أي خائفون أن لا يقبل منهم ذلك.
{أنهم إلى ربهم راجعون}: أي لأنهم إلى ربهم راجعون فيحاسبهم ويسألهم ويجزيهم.
{وهم لها سابقون}: أي بإذن الله وفي علمه.
{ولا نكلف نفساً إلاَّ وسعها}: إلا طاقتها وما تقدر عليه.
{ولدينا كتاب ينطق بالحق}: وهو ما كتبه الكرام الكاتبون فإنه ناطق بالحق.
{وهم لا يظلمون}: أي بنقض حسنة من حسناتهم ولا بزيادة سيئة على سيآتهم.

.معنى الآيات:

لما ذكر تعالى حال الذين فرقوا الذين فرقوا دينهم فذهبت كل فرقة منهم بكتاب ومذهب ولقب ونعى عليهم ذلك التفرق وأمر رسوله أن يتركهم في غمرة خلافاتهم ويدعهم إلى حين يلقون جزاءهم عاجلاً أو آجلاً: أثنى تبارك وتعالى على عباده المؤمنين من أهل الخشية، فقال وقوله الحق: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} أي من عذابه خائفون من الوقوف بين يديه فهذه صفة لهم وآخرى {والذين هم بآيات ربهم يؤمنون} أي بحجج الله تعالى التي تضمنتها آياته يؤمنون أي يوقنون وثالثة: {والذين هم بربهم لا يشركون} أي في ذاته ولا صفاته ولاعباداته فيعبدونه بما شرع لهم موحدينه في ذلك ورابعة: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون}. أي يؤتون الزكاة وسائر الحقوق والواجبات وقلوبهم خائفة من ربهم أن يكونوا قد قصروا فيما أوجب عليهم وخائفة أن لا يقبل منهم عملهم، وذلك ناجم لهم من قوة إيمانهم برجوعهم إلى ربهم ووقوفهم بين يديه ومساءلته لهم: لم قدمت؟ لم أخرت؟ وقوله تعالى: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} في هذا بشرى لهم إذ أخبر تعالى أنهم يسارعون في الخيرات، وأنهم سبق ذلك لهم في الأزل فهنيئاً لهم. وقوله تعالى: {ولا نكلف نفساً إلا وسعها} فيه قبول عذر من بذل جهده في المسارعة في الخيرات ولم يلحق بغيره أعذره ربه فإنه لا خوف عليه ما دام قد بذلك جهده إذ هو تعالى {لا يكلف نفساً إلا وسعها} أي طاقتها وما يتسع له جهده.
وقوله: {ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون} فيه وعدٌ لأولئك المسارعين بالخيرات بأنَّ أعمالهم مكتوبة لهم في كتاب ينطق بالحق لا يخفى حسنة من حسناتهم ويستوفونها كاملة وفيه وعيد لأهل الشرك واللمعاصي بأنَّ أعمالهم محصاة عليهم قد ضمها كتاب صادق وسوف يجزون بها وهم لا يظلمون فلا تكتب عليهم سيئة لم يعملوها قط ولا يجزون إلاَّ بما كانا يكسبون.

.من هداية الآيات:

1- فضيلة الخشية والإيمان والتوحيد والتواضع والمراقبة لله تعالى.
2- بشرى الله تعالى لأهل الإيمان والتقوى.
3- تقرير قاعدة رفع الحرج في الدين.
4- تقرير كتابة أعمال العباد وإحصاء أعمالهم ومجازاتهم العادلة.