فصل: تفسير الآيات (59- 64):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (59- 64):

{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)}

.شرح الكلمات:

{اصطفى}: أي اختارهم لحمل رسالته وإِبلاغ دعوته.
{الله خير}: أي لمن يعبده.
{حدائق ذات بهجة}: أي بساتين ذات منظر حسن لخضرتها وأزهارها.
{يعدلون}: أي بربهم غيره من الأصنام والأوثان.
{جعل الأرض قراراً}: أي قارة ثابتة لا تتحرك ولا تضطرب بسكانها.
{وجعل خلالها أنهاراً}: أي جعل الأنهار العذبة تتخللها للشرب والسقي.
{وجعل لها رواسي}: أي جبالاً ارساها بها حتى لا تتحرك ولا تميل.
{بين البحرين حاجزاً}: أي فاصلاً لا يختلط أحدهما بالآخر.
{ويكشف السوء}: أي الضر، المرض وغيره.
{قليلاً ما تذكرون}: أي ما تتعظون إلا قليلاً.
{بشراً بين يدي رحمته}: أي مبشرة بين يدي المطر إذ الرياح تتقدم ثم باقي المطر.
{أمن يبدأ الخلق ثم يعيده}: أي يبدؤه في الأرحام، ثم يعيده يوم القيامة.
{هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}: أي حجتكم إن كنتم صادقين أن مع الله إلهاً آخر فعل ما ذكر.

.معنى الآيات:

لما أخبر الله تعالى رسوله بإهلاك المجرمين ونجاة المؤمنين أمر تعالى رسوله أن يحمده على ذلك تعليماً له ولأمته إذا تجددت لهم نعمة أن يحمدوا الله تعالى عليها ليكون ذلك من شكرها قال تعالى: {قل الحمد لله} أي الوصف بالجميل لله استحقاقاً.
{وسلام على عباده الذين اصطفى} الله لرسالته وإبلاغ دعوته غلى عباده ليعبدوا فيكملوا ويسعدوا على ذلك في الحياتين.
وقوله تعالى: {آ الله خير أمَّا يشركون} أي آ الله الخالق الرازق المدبر القوى المنتقم من أعدائه المكرم لأوليائه؛ عبادته خير لمن يعبده بها أم عبادة من يشركون. فقوله: {أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء} أي لحاجتكم إليه غسلاً وشرباً وسقيا {فأنبتنا به حدائق} أي بساتين محدقة بالجدران والحواجز {ذات بهجة} أي حسن وجمال، {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها} أي لم يكن في استطاعتكم أن تنبتواشجرها {أ إله مع الله} لا والله {بل هم قوم يعدلون} أي يشركون بربهم اصناماً ويُسَوُّونها به في العبادات. وقوله تعالى: {أمن جعل الأرض قراراً} أي قارة ثابتة لا تتحرك بسكانها ولا تضطرب بهم فيهلكوا. {وجعل خلالها أنهاراً} أي فيما بينها. {وجعل لها رواسي} أي جبالاً تثبتها، {وجعل بين البحرين} العذب والملح {حاجزاً} حتى لا يختلط الملح بالعذب فيفسده.
{أإله مع الله} والجواب: لا والله. {بل أكثرهم لا يعلمون} ولو علموا لما أشركوا بالله مخلوقاته. وقوله تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه} أي ليكشف ضره {ويشكف السوء} أي يبعده والسوء هو ما يسوء المرء من مرض وجوع وعطش وقحط وجدب.
{ويجعلكم خلفاء الأرض} جعل جيلاً يخلف جيلاً وهكذا الموجود خلف لمن سلف وسيكون سلفاً لمن خلف {أإله مع الله والجواب لا إله مع الله} {قليلاً ما تذكرون} أي ما تتعظون إلا قليلاً بما تسمعون وترون من آيات الله.
وقوله تعالى: {أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر} في الليل بالنجوم وفي النهار بالعلامات الدالة والهادية إلى مقاصدكم {ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته} أي من يثير الرياح ويرسلها تتقدم المطر وتبشر به؟ لا أحد غير الله إذاً.. أ إله مع الله. والجواب: لا، لا.. الله وحده الإِله الحق وما عداه فباطل.
وقوله تعالى: {تعالى الله عما يشركون} نزه تعالى نفسه عن الشرك المشركين أصناماً لا تبدئ ولا تعيد ولا تخلق ولا ترزق ولا تعطي ولا تمنع. وقوله تعالى: {أمن يبدأ الخلق} أي نطفاً في الأرحام، ثم بعد حياته يميته، ثم يعيده وهو معنى {ثم يعيده}.
{ومن يرزقكم من السماء} بالمطر {والأرض} بالنبات. والجواب: الله إذاً {أ إله مع الله} والجواب: لا، لا وإن قلتم هناك آلهة مع الله {قل هاتوا برهانكم} أي حججكم {إن كنتم صادقين} أن غير الله يفعل شيئاً مما ذُكر في هذا السياق الكريم.

.من هداية الآيات:

1- وجوب حمد الله وشكره عند تجدد الشكر، والحمد لله رأس الشكر.
2- مشروعية السلام عند ذكر الأنبياء عليهم السلام فمن ذكر أحدهم قال عليه السلام.
3- التنديد بالشرك والمشركين.
4- تقرير التوحيد بأدلته الباهرة العديدة.
5- تقرير عقيدة البعث الآخر وإثباتها بالاستنباط من الأدلة المذكورة.
6- لا تثبت الأحكام إلا بالأدلة النقلية والعقلية.