فصل: شرح الكلمات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (21- 24):

{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)}

.شرح الكلمات:

{لا يرجون لقاءنا}: أي المكذبون بالبعث إذ لقاء العبد ربه يكون يوم القيامة.
{لولا أنزل علينا الملائكة}: أي هلاَّ أنزلت علينا ملائكة تشهد لك بأنك رسول الله.
{أو نرى ربنا}: أي فيخبرنا بأنك رسول وأن علينا أن نؤمن بك.
{استكبروا في أنفسهم}: أي في شأن أنفسهم ورأوا أنهم أكبر شيء وأعظمه غروراً منهم.
{وعتوا عتواً كبيراً}: أي طغوا طغياناً كبيراً حتى طالبوا بنزول الملائكة ورؤية الرب تعالى.
{ويقولون حجراً محجوراً}: أي تقول لهم الملائكة حراماً محرماً عليكم البشرى.
{وقدمنا إلى ما عملوا}: أي عمدنا إلى أعمالهم الفاسدة التي لم تكن على علم وإخلاص.
{هباء منثوراً}: الهباء ما يرى من غبار في شعاع الشمس الداخل من الكوى.
{وأحسن مقيلاً}: المقيل مكان الاستراحة في نصف النهار في أيام الحر.

.معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ذكر أقوال المشركين من قريش فقال تعالى: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} وهم المكذبون بالبعث المنكرون للحياة الثانية بكل ما فيها من نعيم وعذاب {لولا أنزل عيلنا الملائكة} أي هلا أنزل الله علينا الملائكة تشهد لمحمد بالنبوة {أو نرى ربنا} فيخبرنا بأن محمداً رسوله وأن علينا أن نؤمن به وبما جاء به ودعا إليه. قال تعالى: {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً} أي وعزتنا وجلالنا لقد استكبر هؤلاء المشركون المكذبون بالبعث في شأن أنفسهم ورأوا أنهم شيء كبير وعتوا أي طغوا طغياناً كبيراً في قولهم هذا الذي لا داعي إليه إلا الشعور بالكبر، والطغيان النفسي الكبير، وقوله: {يوم يرون الملائكة} أي الذين يطالبون بنزولهم عليهم، وذلك يوم القيامة. لا بشرى يومئذ للمجرمين أي الذين أجرموا على أنفسهم فأفسدوها بالشرك والظلم الفساد: {ويقولون} أي وتقول لهم الملائكة {حجراً محجوراً} أي حراماً محرماً عليكم البشرى بل هي للمؤمنين المتقين.
وقوله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً} أي وعمدنا إلى أعمالهم التي لم تقم على مبدأ الإيمان والإخلاص والموافقة للشرع فصيرناها هباءً منثوراً كالغبار الذي يرى في ضوء الشمس الداخل مع كوة أو نافذة لا يقبض باليد ولا يلمس بالأصابع لدقته وتفرقه فكذلك أعمالهم لا ينتفعون منها بشيء لبطلانها وعدم الاعتراف بها.
وقوله تعالى: {أصحاب الجنة} أي أهلها الذين تأهلوا لها بالإيمان والتقوى يومئذ أي يوم القيامة الذي كذب به المكذبون خير مستقراً أي مكان استقرار وإقامة وأحسن مقيلا أي مكان استراحة من العناء في نصف النهار أي خير وأحسن من أهل النار المشركين المكذبين وفي هذا التعبير إشارة إلى أن الحساب قد ينقضي في نصف يوم الحساب وذلك أن الله سريع الحساب.

.من هداية الآيات:

1- بيان ما كان عليه غلاة المشركين من قريش من كبر وعتو وطغيان.
2- إثبات رؤية الملائكة عند قبض الروح، ويوم القيامة.
3- نفي البشرى عن المجرمين وإثباتها للمؤمنين المتقين.
4- حبوط عمل المشركين وبطلانه حيث لا ينتفعون بشيء منه البتة.
5- انتهاء حساب المؤمنين قبل نصف يوم الحساب الذي مقداره خمسون ألف سنة.