فصل: شرح الكلمات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (94- 104):

{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)}

.شرح الكلمات:

{فكبكبوا فيها}: أي ألقوا على وجوههم في جهنم ودحرجوا فيها حتى انتهوا إلى قعرها.
{والغاوون}: جمع غاوٍ وهو الفاسد القلب المدنس الروح من الشرك والمعاصي.
{وجنود إبليس}: أي أتباعه وأنصاره وأعوانه من الإِنس والجن.
{إذ نسويكم برب العالمين}: أي في العبادة فعبدناكم كما يعبد الله جل جلاله.
{ولا صديق حميم}: أي يهمه أمرنا وتنفعنا صداقته نحتمى به من أن نعذب.
{فلو أن لنا كرة}: أي رجعة إلى الدنيا لنؤمن ونوحد ونعبد ربنا بما شرع لنا.

.معنى الآيات:

قوله تعالى: {فكبكبوا} بعد ذلك الاستفهام التوبيخي التقريعي الذي تقدم في قوله تعالى: {وقيل له أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون} وفشلوا في الجواب ولم يجيدوه إذ هو غير ممكن فأخبر تعالى عنه مبأنهم كبكبوا في جهنم- أي كبوا على جوههم ودحرجوا فيها هم والغاوون جمع غاوٍ أ يفاسد العقيدة والعمل وجنود إبليس أجمعون من أتابع الشيطان وأعوانه من دعاة الشرك والمعاصي والجريمة في الأرض من الإِنس والجن قوله تعالى: {قالوا وهم فيها يختصمون} أي وهم في جهنم يختصمون كل واحد يحمل الثاني التبعة والمسؤولية فقال المشركون لمن أشركوا بهم {تالله إن كنا لفي ضلال مبين} أي ظاهر بين لا يختلف فيه، وذلك {إذ كنا نسويكم برب العالمين} عز وجل فنعبدكم معه، {وما أضلنا إلا المجرمون} وهم دعاء الشرك والشر والضلال الذين أجرموا على أنفسهم فأفسدوها، وأجرموا علينا فأفسدوا نفوسنا بالشرك والمعاصي، وقوله تعالى: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} هذا قولهم أيضاً قرروا فيه حقيقة أخرى وهي أنه ليس لهم في هذا اليوم من شافعين يشفعون لهم عند الله تعالى لا من الملائكة ولا من الإِنس والجن إذ لا شفاعة تنفع من مات على الشرك والكفر، وقولهم ولا صديق حميم أي وليس لنا أي من صديق حميم تنفعنا صداقته وولايته.
وقالوا متمنين بعد اليأس من وجود شافعين {فلو أنّ لنا كرّة} أي رجعة إلى دار الدنيا {فنكون من المؤمنين} فنؤمن ونوحد ونتبع الرسل. وهذا آخر ما أخبر تعالى به عنهم من كلامهم في جهنم وقوله تعالى: {إن في ذلك} أي المذكور من كبكبة المشركين والغوين وجنود إبليس أجمعين في جهنم وخصومتهم فيها وما قالوا وتمنوه وحرمانهم من الشفاعة وخلودهم في النار {لآية} أي لعبرة لمن يعتبر بغيره، {وما كان أكثرهم مؤمنين} ولم يكن أكثر قومك يا رسولنا مؤمنين وإلا لانتفعوا بهذه العبر فآمنوا ووحدوا وأسلموا {وإن ربك لهو العزيز الرحيم} أي الغالب على أمره يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد الرحيم بعباده إنْ أنابوا إليه وأخلصوا العبادة له يكرمهم في جواره في جنات النعيم.

.من هداية الآيات:

1- تقرير أن دعاة الزنى والربا والخرافة والشركيات من الناس هم من جند إبليس.
2- تقرير أن المجرمين هم الذين أفسدوا نفوسهم ونفوس غيرهم بدعوتهم إلى الضلال. وحملهم عل المعاصي.
3- تقرير أن الشفاعة لن تكون لمن مات على الشرك والكفر.
4- لا تنفع العبر والمواعظ والآيات في هداية قوم كتب الله أزلاً شقاءهم وعلم منهم أنهم لا يؤمنون فكتب ذلك عليهم.