فصل: تفسير الآيات (7- 9):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (7- 9):

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (7) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)}

.شرح الكلمات:

{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات}: أي أهل مكة من كفار قريش، والآيات آيات القرآن والبينات الواضحات.
{قال الذين كفروا للحق لما جاءهم}: أي من كفار قريش للحق أي القرآن لما قرأه عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{هذا سحر مبين}: أي قالوا في القرآن سحر مبين أي ظاره لما رأوا من تأثيره على النفوس.
{أم يقولون افتراه}: أي بل أيقولون افتراه أي اختلقه من نفسه.
{قل إن افتريته}: أي قل لهم يا نبينا إن اختلقته من نفسي.
{فلا تملكون لي من الله شيئاً}: أي فأنتم لا تملكون لي من الله شيئا إن أراد أن يعذبني.
{هو أعلم بنا تفيضون فيه}: أي هو تعالى أعلم بما تخوضون فيه من القدح والطعن فيَّ وفي القرآن.
{كفى به شهيداً بيني وبينكم}: أي كفى به تعالى شهيدا بيني وبينكم.
{ما كنت بْيني وبينكم}: أي لم أكن أول رسول فأكون بدعا من الرسل بل سبقني رسل كثيرون.
{وما أدري ما يفعل بي ولا بكم}: أي في هذه الحياة هل أخرج من بلدي، أو أُقتل، وهل تُرجمون بالحجارة أو يُخسف بكم.
{إن أتبع إلا ما يوحى إليّ}: أي ما أتبع إلا ما يوحيه إليّ ربي فأقول وأفعل ما يأمرني به.
{وأما أنا إلا نذير مبين}: أي وما أنا إلا نذير لكم بين الأنذار.

.معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في دعوة العرب عامةوقريش خاصة إلى الإيمان والتوحيد فإذا قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن دعوة لهم إلى الإِيمان والتوحيد قالوا ردّاًَ عليه ما أخبر به تعالى في قوله: {وإذا تتلى عليهم} أي على كفار قريش {آياتنا بيّناتٍ} أي ظاهرات الدلالة واضحات المعاني {قال الذين كفروا} بالله وبرسوله ولقائه وتوحيده قالوا {للحق} وهو القرآن {لما جاءهم هذا سحر مبين} بل قالوا ما هو أشنع في الكذب وأبشع في لانظر إذ قالوا ما أخبر به تعالى عنهم في قوله: {أم يقولون افتراه} أي بل أيقولون افتارهأي اختلقه وتخرصه من نفسه وليس هو بكلام الله ووحيه إليه. وقوله تعالى: {قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً} أي على فرض أنني افتريته على الله وقلت أوحيَ إليَّ ولم يُوحَ إليَّ وأراد الانتقام مني بتعذيبي، فهل أنتم أو غيركم يستطيع دفع العذاب عني، وعليه فكيف أُعرِّض نفسي للعذاب بالافتراء على الله تعالى، فهذا لن يكون مني أبداً. وقوله تعالى: {هو أعلم بما تفيضون فيه} أي الله جل جلاله هو أعلم من كل أحد بما تخوضون فيه مندفعين في الكلام تطعنون فيَّ وفي القرآن فتقولون فيَّ ساحر وفي القرآن سحر مبين وتقولون فيَّ مفترٍ وفي القرآن افتراء إلى غير ذلك من المطاعن والنقائض {وفي به شهيدا بيني وبينكم} أي كفى بالله شهيدا عليَّ وعليكم فيما أقول وفيما تقولون وسيجزي لكا بما عمل {وهو الغفور الرحيم} لمن تاب فتوبوا إليه يغفر كفركم وخوضكم في الباطل ويرحمكم فإنه تعالى غفور لمن تاب رحيما بمن آمن وأناب.
وقوله تعالى في الآية (9): {قل ما كنت بدعاً من الرسل} يأمر تعالى رسوله أن يقول لأولئك المشركين المفيضين في الطعن في القرآن والرسول في أغلب أوقاتهم وأكثر مجالسهم {ما كنت بدعاً من الرسل} أي ما أنا بأول عبد نُبئ وأُرسل فأكون بدعاً في هذا الشأن فينكر عليَّ أو يستغرب مني بل سبقتني رسل كثيرة. وقوله: {وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم} أي وقل لهم أيضا أني لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي مستقبلا فهل أخرج من هذه البلاد أو أُقتل أو تقبل دعوتي وأنصر ولا ما يفعل بي مستقبلا فهل أخرج من هذه البلاد أو أُقتل {إن أتبع إلا ما يوحي إليَّ وما أنا إلاّ نذير مبين} أي ما أنا بالذي يملك شيئا لنفسه أو لغيره من خير أو ضير وإنما أنا نذير من عواقب الكفر والتكذيب والشرك والمعاصي فمن قبل إنذاري فكف عما يسبب العذاب نجا، ومن رفض إنذاري فأمره إلى ربيّ إن شاء عذبه وإن شاء تاب عليه وهداه ورحمه.