فصل: تفسير الآيات (9- 16):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (9- 16):

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}

.شرح الكلمات:

{فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون}: أي كذبوا نوحا عبد الله ورسوله وقالوا هو مجنون.
{وازدجر}: أي انتهروه وزجروه بالسب والشتم.
{فدعا ربه اني مغلوب فانتصر}: أي فسأل ربه قائلاً رب إني مغلوب فانتصر أي لي.
{بماء منهمر}: أي منصب انصبابا شديداً.
{وفجرنا الأرض عيوناً}: أي تنبع نبعاً.
{فالتقى الماء}: أي ماء السماء وماء الأرض.
{على أمر قد قدر}: أي في الأزل ليغرقوا به فيهلكوا.
{وحملناه على ذات ألواح ودسر}: أي حملنا نوحاً على سفينة ذات ألواح ودسر وهو ما يدسر به الألواح من مسامير وغيرها. واحد الدسر دسار ككتاب.
{تجرى بأعيننا}: أي بِمرأًى منا أي محفوظة بحفظنا لها.
{جزاء لمن كان كفر}: أي أغرقناهم انتصاراً لمن كان كفر وهو نوح كفروا نبوته وكماله.
{ولقد تركناها}: أي إغراقنا لهم على الصورة التي تمت عليها.
{آية}: أي لمن يعتبر بها حيث شاع خبرها واستمر إلى اليوم.
{فهل من مدّكر}: أي معتبر ومتعظ بها.
{فكيف كان عذابى ونذر}: أي ألم يكن واقعاً موقعه.
{ولقد يسرنا القرآن للذكر}: أي سهلناه للحفظ، وهيأناه للتذكير.
{فهل من مدّكر}: أي فهل من متعظ به حافظ له متذكر.

.معنى الآيات:

قوله تعالى: {كذبت قبلهم قوم نوح} يخبر تعالى مسليا رسوله مخوفاً قومه فيقول {كذبت قبلهم} أي قب لقريش قومنوح وهو أول رسول أرسل إلى قوم مشركين فكذبوا عبدنا رسولنا نوحاً كذبوه في دعوة التوحيد كذبوه في دعوة الرسالة، ولم يكتفوا بتكذيبه فقالوا مجنون أي هو مجنون {وازدجر} أي انتهروه وزجروه ببذيء القول وسيّئ الفعل فدعا أي نوح ربه قائلا {أني مغلوب فانتصر} لي يا ربي، فاستجاب الله تعالى له ففتح أبواب السماء بماء منهمر أي منصب انصباباً شديداً، وفجرنا الأرض عيوناً نابعة من الأرض فالتقى الماء النازل من السماء والنابع من الأرض {على أمر قد قدر} أي قدره الله في الأزل وقضى بأن يهلكهم بماء الطوفان وقوله تعالى: {وحملناه على ذات ألواح ودسر} والدسر جمع واحده دسار ككتاب وكتب وهو ما تُدْسَرُ به الألوح من مسامير وغيرها وقوله تعالى: {تجرى} وهي حاملة لعوالم شتى {بأعيننا} أي بمرأًى منّا محفوظة بحفظنا لها وقوله: {جزاء لمن كان كفر} أي أغرقناهم انتصاراً لعبدنا نوح وجزاء له على صبره مع طول الزمن لقد أقام فيهم ألف سنة الا خمسين عاماً. وقوله: {ولقد تركناها آية} أي تلك الفعلة التي فعلنا بهم وهي إغراقنا لهم تركناها آية للاعتبار لمن يعتبر بها حيث شاع خبرها واستمر إلى اليوم.
وقوله تعالى: {فهل من مدّكر} أي معتبر ومتعظ بها. وقوله: {فكيف كان عذابى ونذر} ألم يكن واقعاً موقعه؟ بلى. وقوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} أي سهلناه للحفظ وهيأناه للتذكر. فهل من مدّكر؛ أي فهل من متعظ به افظ له والاستفهام للأمر أي فاتعظوا به واحفظوه.

.من هداية الآيات:

1- تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم.
2- تحذير قريش من الاستمرار في الكفر والمعاندة.
3- تقرير حادثة الطوفان والتي لا ينكرها الا سفيه لم يحترم عقله.
4- فضل الله على هذه الأمة بتسهيل القرآن للحفظ والتذكر.