فصل: تفسير الآيات (11- 20):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (11- 20):

{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}

.شرح الكلمات:

{فلا اقتحم}: أي فهلا تجاوز.
{العقبة}: أي الطريق الصعب في الجبل، والمراد به النجاة من النار.
{فك رقبة}: أي اعتق رقبة في سبيل الله تعالى.
{في يوم ذي مسغبة}: أي في يوم ذي مجاعة وشدة مؤونة.
{يتيما ذا مقربة}: أي أطعم يتيما من ذوي قرابته.
{مسكينا ذا متربة}: أي أطعم فقيراً لاصقا بالتراب ليس له شيء.
{وتواصوا بالصبر}: أي أوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله.
{وتواصوا بالمرحمة}: أي أوصى بعضهم بعضا برحمة الفقراء والمساكين.
{اصحاب الميمنة}: أي اصحاب اليمين وهم المؤمنون المتقون.
{اصحاب المشأمة}: أي أصحاب الشمال وهم الكفار الفجار.
{مؤصدة}: أي مطبقة لا نافذة لها ولا كوة فلا يدخلها هواء.

.معنى الآيات:

قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة} فهلا أنفق أبو الأشدين ما أنفقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم هلا أنفقه في سبيل الله فاقتحم بها العقبة فتجاوزها، وقوله تعالى: {وما أدراك ما العقبة} هذا تفخيم لشأنها وتعظيم له وقوله: {فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أومسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة} بهذه الأمور الأربعة تقتحم العقبة وتجتاز فينجو صاحبها من النار والأمور الأربعة هي:
1- فك رقبة وقد ورد من اعتق رقبة مؤمنة فداؤه من النار.
2- إطعام في يوم ذي مسغبة أي مجاعة يتيما ذا مقربة أي قرابة أو مسكينا ذا متربة أي ذا لصوق بالأرض لحاجته وشدة فقره.
3- إيمان صادق بالله ورسوله وآيات الله ولقائه يحيا به قلبه.
4- تواصى بالصبر أي مع المؤمنين المستضعفين بالثبات على الحق ولزوم طريقه وتواصي بالمرحمة مع أهل المال أن يرحموا الفقراء والمساكين فيسدوا خلتهم ويقضوا حاجتهم.
بهذه الربعة تجتاز العقبة وينجو المرء من عذاب الله، وفي مثل هذا تنفق الأموال لا أن تنفق في الدسائس والمكر بالصالحين وخداع المؤمنين.
وقوله تعالى: {والذين كفروا بآياتنا} لما ذكر الإِيمان والعمل الصالح وهما المنجيان من عذاب الله تعالى ذكر ضدهما وهما الكفر والمعاصي وهما المهلكان الشرك والمعاصي لأن الكفر بآيات الله لازمه البقاء على الشرك المنافي للتوحيد، والعصيان المنافي للطاعة وقوله تعالى: {أولئك أصحاب المشأمة} أي الشمال {عليهم نار مؤصدة} مغلقة الأبواب مطبقة هي جزاؤهم لأنهم كفروا بآيات الله وعصوا رسوله.

.من هداية الآيات:

1- التنديد بمن ينفق ماله في معصية الله ورسوله، والنصح له بالإِنفاق في الخير فإِنه أجدى له، وأنجى من عذاب الله.
2- بيان أن عقبة عذاب الله يوم القيامة تقتحم وتجتاز بالإِنفاق في سبيل الله وبالإِيمان والعمل الصالح والتواصي به.
3- التنديد بالكفر والوعيد الشديد لأهله.