فصل: تفسير الآيات (54- 58):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (54- 58):

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57) أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)}

.شرح الكلمات:

{واذكر في الكتاب اسماعيل}: أي ذكر في القرآن تشريفاً وتعظياً اسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام.
{صادق الوعد}: لم يخلف وعد قط.
{مرضيا}: أي رضى الله تعالى قوله وعمله ليقينه وإخلاصه.
{إدريس}: هو جد أبي نوح عليه السلام.
{ورفعناه مكاناً عليا}: إلى السماء الرابعة.
{إسرائيل}: أي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
{وممن هدينا واجتبينا}: أي من جملة من هديناهم لطريقنا واجتبيناهم بنبوتنا.
{إذا تتلى عليهم آيات الرحمن}: أي تقرأ عليهم وهم يسمعون إليها.
{سجداً وبكيا}: جمع ساجد وباك أي ساجدين وهم يبكون.

.معنى الآيات:

يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم كما ذكرت من ذكرت من مريم وابنها وإبراهيم وموسى اذكر كذلك اسماعيل فإنه {كان صادق الوعد} لم يخلف وعداً قط وكان ينتظر الموعود الليالي حتى يجئ وهو قائم في مكانه ينتظره، {وكان رسولاً نبيا} نبأة تعالى بمكة المكرمة إذ عاش بها وأرسله إلى قبيلة جرهم العربية ومنا تزوج وأنجب وكان من ذريته محمد صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى: {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة} المراد من الأهل أسرته وقومه من قبيلة جرهم والمراد من الصلاة إقامتها ومن الزكاة أداؤها، وهذا مما أعلى شأنه ورفع قدره فأستحق ذكره في القرآن العظيم، وقوله: {كان عند ربه مرضياً} موجب آخر لأكرامه والإنعام عليه بذكره في القرآن الكريم في سلسلة الأنبياء والمرسلين، ومعنى {كان عند ربه مرضياً} أي أقواله وأفعاله كلها كانت مقبولة مرضية فكان بذلك هو مرضياً من قبل ربه عز وجل. وقوله تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس} وهو جد أبي نوح واستوجب الذكر في القرآن لأنه {كان صديقاً} كثير الصدق مبالغ فيه حتى إنه لم يجر على لسانه كذب قط، وصديقاً في أفعاله وما يأتيه فلم يعرف غير الصدق في قول ولا عمل وكان نبياً من أنبياء الله، وقوله: {ورفعناه مكاناً علياً} إلى السماء الرابعة في حياته كما رفع تعالى عيسى ورفع محمد إلى ما فوق السماء السابعة. وقوله تعالى: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم} كأدريس، {وممن حملنا مع نوح} أي في الفلك كأبراهيم، {ومن ذرية إبراهيم} كإسحاق واسماعيل، {وإسرائيل} أي ومن ذرية إسرائيل كموسى وهارون وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى، {وممن هدينا} لمعرفتنا وطريقنا الموصل إلى رضانا وذلك بعبادتنا والاخلاص لنا فيها {واجتباه} لوحينا وحمل رسالتنا. وقوله: {إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا} أي أولئك الذين هديناهم واجتبينا من اجتبينا منهم. والاجتباء الاختبار والاصطفاء بأخذ الصفوة {إذا تتلى عليهم آيات الرحمن} الحاملة للعظات والعبر والدلائل والحجج {خروا سجدا} لله ربهم {وبكياً} عما يرون من التقصير أو التفريط في جنب ربهم جل وعظم سلطانه.

.من هداية الآيات:

1- تقرير النبوة الذي نبأ هؤلاء وأرسلهم لا ينكر عليه أن ينبئ محمداً ويرسله.
2- فضيلة الأمر بالصلاة والزكاة.
3- فضيلة الوفاء بالوعد والصدق في القول والعمل.
4- سُنية السجود لمن تلا هذه الآية أو تليت وهو يستمع إليها. {خروا سجداً وبكيا}
5- فضيلة البكاء حال السجود فقد كان عمر إذا تلا هذه الآية سجد ثم يقول هذا السجود فأين البكي يعني البكاء.