فصل: تفسير الآيات (65- 74):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير



.تفسير الآيات (65- 74):

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74)}

.شرح الكلمات:

{قل}: أي يا رسولنا لمشركي قومك أي مخوفاً من عذاب الله.
{وما من إله إلا الله الواحد القهار}: أي وليس هناك من إله قط إلا الله الواحد القهار.
{العزيز الغفار}: أي الغالب الذي لا يمانع في مراده الغفار للتائبين من عباده.
{قل هو نبأ عظيم}: أي قل يا رسولنا لكفار مكة القرآن نبأ عظيم وخبر جسيم.
{أنتم عنه معرضون}: لا ترغبون في سماعه ولا في تدبر معانيه.
{بالملأ الأعلى}: أي بالملائكة عندما شوورُوا في خلق آدم.
{إذ قال ربك للملائكة}: أي اذكر لهم تدليلا على انه يوحى إليك القرآن إذ قال ربك للملائكة.
{خالق بشرا من طين}: أي خالق آدم من مادة الطين وقيل فيه بشر لبدُوُّ بشرته.
{من روحي}: الروح جسم لطيف يسري في الجسم سريان النار في الفحم أو الماء في الشجر أو الكهرباء في الأسلاك.
{إلا إبليس}: أي لم يسجد.
{استكبر}: عن السجود لآدم كبراً وحسداً له.

.معنى الآيات:

بعد كل ذلك العرض للقصص ولما في الجنة والنار وما تقرر به من التوحيد والنبوة والبعث والجزاء أمر تعالى رسوله أن يقول لمشركي قريش {إنما أنا منذر} أي مخوف من عذاب الله الواجب لكل من كفر به وكذب بآياته ولقاه وترك عبادته وعبد الشيطان عدوه، كما أخبركم مقررا أنه ليس هناك من إله قط إلا الله الواحد في ذاته وصفاته وربوبيته وعبادته القهار لكل قاهر والجبار لكل جبار رب السموات والأرض وما بينهما أي مالك لها متصرف فيها دون شريك له في ذلك. العزيز الانتقام ممن كفر به وعصاه الغفار لمن أناب إليه واتبع هداه. وقوله تعالى: {قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون} أي يأمر تعالى رسوله أن يقول للمشركين من أهل مكة هو أي القرآن وما حواه من تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجزاء وعرض القصص والأحداث ووصف الجنة والنار نبأ عظيم أي خبر ذو شأن عظيم أنتم عنه معرضون تأبون سماعه والإِيمان به والاهتداء بهديه. بدعوى أني اختلقته وافتريته وهي حجة داحضة وأدلتكم في ذلك واهية. كيف يكون ما اتلوه عليكم من القرآن افتراء منّي عليكم وعلى الله ربي وربكم. وانه ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون عندما قال الله للملائكة {إني خالق بشراً من طين} وقال: {أني جاعل في الأرض خليفة} فقال الملائكة {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كيف عرفت أنا هذا وحدثت به لو لم يكن وحياً من الله أوحاه إليَّ. يا قوم إنه ما يوحى إليَّ إلا انما أنا نذير مبين أي بيَّن النذارة. فلم يوح إليَّ الأمر بالتسلط عليكم وأخذكم بالشدة لأستعبدكم وتكونوا خولا لي وخدماً لا، لا. إنما يوحى إليَّ لتقرير حقيقة واحدة وهي أني نذير لكم ولغيركم من عذاب الله المعدّ لمن كفر به وأشرك في عبادته، وفسق عن طاعته.
وقوله تعالى في الآية (71): {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين} هو آدم عليه السلام {فإِذا سويته} أي أتممت خلقه {ونفخت فيه من روحي} فحييى وصار بشراً سوياً {فقعوا له ساجدين} أي خروا على الأرض ساجدين له طاعة لأمرنا وتحيّة لعبدنا، {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} سواء من كان منهم في السموات أو في الأرض {إلا إبليس} استكبر عن السجود لآدم لزعمه الكاذب أنه خير منه لكونه من النار وآدم من طين، ولحسده أيضا حيث فضله وفٌُضِّل عليه، وكان بذلك الكبر الحسد من الكافرين إذ جحد معلوما من طاعة الله بالضرورة وكيف وهو يتلقى الخطاب من الله تعالى بلا واسطة.

.من هداية الآيات:

1- تقرير التوحيد بأدلته.
2- تقرير النبوة والوحي بشواهده من نبأ الملأ الأعلى.
3- عداوة إبليس لآدم وأن الحامل عليها الحسد والكبر وهما من شر صفات العبد.
4- تقرير أن من القياس وما هو شر وباطل كقياس إبليس إذ قاس النار على التراب فرأى أن النار أفضل فهلك بذلك، إذ التراب أفضل النار تحرق والتراب يحيي، وشتان ما بين الموت والحياة.