فصل: تفسير الآيات (17- 20):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.سورة البلد:

.تفسير الآيات (1- 7):

{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)}
أقسم الله سبحانه بالبلد الحرام وما بعده على أن الإنسان خلق مغموراً في مكابدة المشاق والشدائد؛ واعترض بين القسم والمقسم عليه بقوله: {وَأَنتَ حِلٌّ بهذا البلد (2)} يعني: ومن المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك يستحل بهذا البلد الحرام كما يستحل الصيد في غير الحرم. عن شرحبيل: يحرّمون أن يقتلوا بها صيداً ويعضدوا بها شجرة، ويستحلون إخراجك وقتلك وفيه تثبيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة، وتعجيب من حالهم في عداوته، أو سلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بالقسم ببلده، على أنّ الإنسان لا يخلو من مقاساة الشدائد؛ واعترض بأن وعده فتح مكة تتميماً للتسلية والتنفيس عنه. فقال: وأنت حلّ بهذا البلد، يعني: وأنت حلّ به في المستقبل تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر. وذلك أنّ الله فتح عليه مكة وأحلّها له، وما فتحت على أحد قبله ولا أحلّت له فأحلّ ما شاء وحرّم ما شاء. قتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة. ومقيس بن صبابة وغيرهما، وحرّم دار أبي سفيان، ثم قال: «إنّ الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام إلى أن تقوم الساعة، لم تحل لأحد قبلي ولن تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلاّ ساعة من نهار، فلا يعضد شجرها، ولا يختلي خلاها، ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلاّ لمنشد» فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر فإنه لقيوننا وقبورنا وبيوتنا؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «إلاّ الإذخر» فإن قلت: أين نظير قوله: {وَأَنتَ حِلٌّ} في معنى الاستقبال؟ قلت: قوله عزّ وجل: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ} [الزمر: 30] ومثله واسع في كلام العباد، تقول لمن تعده الإكرام والحباء: أنت مكرم محبو، وهو في كلام الله أوسع؛ لأن الأحوال المستقبلة عنده كالحاضرة المشاهدة. وكفاك دليلاً قاطعاً على أنه للاستقبال، وأن تفسيره بالحال محال: أن السورة بالاتفاق مكية، وأين الهجرة عن وقت نزولها، فما بال الفتح؟ فإن قلت: ما المراد بوالد وما ولد؟ قلت: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ولده، أقسم ببلده الذي هو مسقط رأسه وحرم أبيه إبراهيم ومنشأ أبيه إسماعيل، وبمن ولده وبه.
فإن قلت: لم نكر؟ قلت: للإبهام المستقل بالمدح والتعجب.
فإن قلت: هلا قيل ومن ولد؟ قلت: فيه ما في قوله: {والله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} [آل عمران: 36] أي: بأي شيء وضعت، يعني موضوعاً عجيب الشأن. وقيل: هما آدم وولده. وقيل: كل والد وولد.
والكبد: أصله من قولك: كبد الرجل كبداً، فهو أكبد: إذا وجعت كبده وانتفخت، فاتسع فيه حتى استعمل في كل تعب ومشقة.
ومنه اشتقت المكابدة، كما قيل: كبته بمعى أهلكه. وأصله: كبده، إذا أصاب كبده. قال لبيد:
يَا عَيْنُ هَلاَّ بكيتِ أَرْبَدَ إذْ ** قُمْنَا وَقَامَ الْخُصُومُ فِي كَبَدِ

أي: في شدة الأمر وصعوبة الخطب.
والضمير في {أَيَحْسَبُ} لبعض صناديد قريش الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكابد منهم ما يكابد. والمعنى: أيظن هذا الصنديد القوي في قومه المتضعف للمؤمنين: أن لن تقوم قيامة، ولن يقدر على الانتقام منه وعلى مكافأته بما هو عليه، ثم ذكر ما يقوله في ذلك اليوم، وأنه يقول: {أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} يريد كثرة ما أنفقه فيما كان أهل الجاهلية يسمونها مكارم، ويدعونها معالي ومفاخر {أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)} حين كان ينفق ما ينفق رئاء الناس وافتخاراً بينهم، يعني: أن الله كان يراه وكان عليه رقيباً. ويجوز أن يكون الضمير للإنسان، على أن يكون المعنى: أقسم بهذا البلد الشريف، ومن شرفه أنك حلّ به مما يقترفه أهله من المآثم متحرج بريء، فهو حقيق بأن أعظمه بقسمي به {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِي كَبَدٍ (4)} أي: في مرض: وهو مرض القلب وفساد الباطن، يريد: الذين علم الله منهم حين خلقهم أنهم لا يؤمنون ولا يعملون الصالحات. وقيل: الذي يحسب أن لن يقدر عليه أحد: هو أبو الأشد، وكان قوياً يبسط له الأديم العكاظي فيقوم عليه ويقول: من أزالني عنه فله كذا، فلا ينزع إلاّ قطعاً ويبقى موضع قدميه. وقيل: الوليد بن المغيرة {لبدا} قرئ بالضم والكسر: جمع لبدة ولبدة، وهو ما تلبد يريد الكثرة: وقرئ: {لبداً} بضمتين: جمع لبود. ولبدا: بالتشديد جمع لا بد.

.تفسير الآيات (8- 16):

{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}
{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8)} يبصر بهما المرئيات {وَلِسَاناً} يترجم به عن ضمائره {وَشَفَتَيْنِ} يطبقهما على فيه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب والنفخ وغير ذلك {وهديناه النجدين} أي: طريقي الخير والشر. وقيل: الثديين {فَلاَ اقتحم العقبة} يعني: فلم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة: من فك الرقاب وإطعام اليتامى والمساكين، ثم بالإيمان الذي هو أصل كل طاعة، وأساس كل خير؛ بل غمط النعم وكفر بالمنعم. والمعنى: أن الإنفاق على هذا الوجه هو الإنفاق المرضي النافع عند الله، لا أن يهلك مالاً لبداً في الرياء والفخار، فيكون مثله {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ...} [آل عمران: 117] الآية.
فإن قلت: قلما تقع (لا) الداخلة على الماضي إلاّ مكرره، ونحو قوله:
فَأَيُّ أَمْرٍ سَيِّئٍ لاَ فَعَلَه

لا يكاد يقع، فما لها لم تكرر في الكلام الأفصح؟ قلت: هي متكرّرة في المعنى؛ لأن معنى {فَلاَ اقتحم العقبة (11)} فلا فكّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك. وقال الزجاج قوله: (ثم كان من الذين أمنوا) يدل على معنى: {فَلاَ اقتحم العقبة (11)}، ولا آمن. والاقتحام: الدخول والمجاوزة بشدّة ومشقة. والقحمة: الشدة، وجعل الصالحة: عقبة، وعملها: اقتحاماً لها، لما في ذلك من معاناة المشقة ومجاهدة النفس.
وعن الحسن: عقبة والله شديدة. مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدّوه الشيطان. وفكّ الرقبة: تخليصها من رق أو غيره. وفي الحديث: أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دلني على عمل يدخلني الجنة. فقال: «تعتق النسمة وتفك الرقبة» قال: أو ليسا سواء؟ قال: «لا، إعتاقها أن تنفرد بعتقها. وفكها: أن تعين في تخليصها. من قود أو غرم» والعتق والصدقة: من أفاضل الأعمال.
وعن أبي حنيفة رضي الله عنه: أن العتق أفضل من الصدقة. وعند صاحبيه: الصدقة أفضل والآية أدل على قول أبي حنيفة لتقديم العتق الصدقة وعن الشعبي في رجل عنده فضل نفقة: أيضعه في ذي قرابة، أو يعتق رقبة؟ قال: الرقبة أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فك رقبة فك الله بكل عضو منها عضواً منه من النار» قرئ: {فك رقبة أو إطعام} على: هي فك رقبة، أو إطعام. وقرئ: {فك رقبة} أو أطعم، على الإبدال من اقتحم العقبة. وقوله: {وَمآ أَدْرَاكَ مَا العقبة (12)} اعتراض، ومعناه: أنك لم تدرِكُنْهَ صعوبتها على النفس وكنه ثوابها عند الله. والمسغبة، والمقربة، والمتربة: مفعلات من سغب: إذا جاع. وقرب في النسب، يقال: فلان ذو قرابتي. وذو مقربتي. وترب: إذا افتقر، ومعناه. التصق بالتراب. وأما أترب فاستغنى، أي: صار ذا مال كالتراب في الكثرة، كما قيل: أثري.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {ذَا مَتْرَبَةٍ} الذي مأواه المزابل، ووصف اليوم بذي مسغبة نحو ما يقول النحويون في قولهم: هم ناصب: ذو نصب.
وقرأ الحسن: {ذا مسغبة} نصبه بإطعام. ومعناه: أو إطعام في يوم من الأيام ذا مسغبة.

.تفسير الآيات (17- 20):

{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين ءَامَنُواْ} جاء بثم لتراخي الإيمان وتباعده في الرتبة والفضيلة عن العتق والصدقة، لا في الوقت؛ لأن الإيمان هو السابق المقدّم على غيره، ولا يثبت عمل صالح إلاّ به. والمرحمة: الرحمة، أي: أوصى بعضهم بعضاً بالصبر على الإيمان والثبات عليه. أو بالصبر عن المعاصي وعلى الطاعات والمحن التي يبتلى بها المؤمن، وبأن يكونوا متراحمين متعاطفين. أو بما يؤدي إلى رحمة الله. الميمنة والمشأمة: اليمين والشمال. أو اليمن والشؤم، أي: الميامين على أنفسهم والمشائيم عليهنّ. قرئ: {موصدة} بالواو والهمزة، من وصدت الباب وآصدته: إذا أطبقته وأغلقته.
وعن أبي بكر بن عياش: لنا إمام يهمز مؤصدة؛ فأشتهي أن أسدّ أذني إذا سمعته.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ لا أقسم بهذا البلد أعطاه الله الأمان من غضبه يوم القيامة».

.سورة الشمس:

.تفسير الآيات (1- 10):

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
ضحاها: ضؤوها إذا أشرقت وقام سلطانها؛ ولذلك قيل: وقت الضحى، كأن وجهه شمس الضحى. وقيل: الضحوة ارتفاع النهار. والضحى فوق ذلك. والضحاء بالفتح والمد: إذا امتد النهار وقرب أن ينتصف {إِذَا تلاها} طالعاً عند غروبها آخذاً من نورها؛ وذلك في النصف الأوّل من الشهر. وقيل: إذا استدار فتلاها في الضياء والنور {إِذَا جلاها} عند انتفاخ النهار وانبساطه، لأن الشمس تنجلي في ذلك الوقت تمام الانجلاء. وقيل: الضمير للظلمة، أو للدنيا، أو للأرض، وإن لم يجر لها ذكر، كقولهم: أصبحت باردة: يريدون الغداة، وأرسلت: يريدون السماء إذا يغشاها، فتغيب وتظلم الآفاق، فإن قلت: الأمر في نصب (إذا) معضل: لأنك لا تخلو إما أن تجعل الواوات عاطفة فتنصب بها وتجر، فتقع في العطف على عاملين في نحو قولك: مررت أمس بزيد، واليوم عمرو. وإما أن تجعلهن للقسم، فتقع فيما اتفق الخليل وسيبويه على استكراهه.
قلت: الجواب فيه أن واو القسم مطرح معها إبراز الفعل إطراحاً كلياً، فكان لها شأن خلاف شأن الباء، حيث أبرز معها الفعل وأضمر، فكانت الواو قائمة مقام الفعل والباء سادّة مسدهما معاً، والواوات العواطف نوائب عن هذه الواو، فحققن أن يكن عوامل على الفعل والجار جميعاً، كما تقول: ضرب زيد عمراً، وبكر خالداً؛ فترفع بالواو وتنصب لقيامها مقام ضرب الذي هو عاملهما. جعلت (ما) مصدرية في قوله: {وَمَا بناها} {وَمَا طحاها} {وَمَا سَوَّاهَا} وليس بالوجه لقوله: {فَأَلْهَمَهَا} وما يؤدي إليه من فساد النظم، والوجه أن تكون موصولة، وإنما أوثرت على من لإرادة معنى الوصفية، كأنه قيل: والسماء، والقادر العظيم الذي بناها، ونفس، والحكيم الباهر الحكمة الذي سواها، وفي كلامهم: سبحان ما سخركن لنا.
فإن قلت: لم نكرت النفس؟ قلت: فيه وجهان، أحدهما: أن يريد نفساً خاصة من بين النفوس وهي نفس آدم، كأنه قال: وواحدة من النفوس.
والثاني: أن يريد كل نفس وينكر للتكثير على الطريقة المذكورة في قوله: {عَلِمَتْ نَفْسٌ} [التكوير: 14]. ومعنى إلهام الفجور والتقوى: إفهامهما وإعقالهما، وأنّ أحدهما حسن والآخر قبيح، وتمكينه من اختيار ما شاء منهما بدليل قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زكاها (9) وَقَدْ خَابَ مَن دساها (10)} فجعله فاعل التزكية، والتدسية ومتوليهما والتزكية: الإنمار والإعلاء بالتقوى. والتدسية: النقص والإخفاء بالفجوز. وأصل دسى: دسس، كما قيل في تقضض: تقضى. وسئل ابن عباس عنه فقال: أتقرأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تزكى}، [الأعلى: 14] {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} [طه: 111]. وأما قول من زعم أنّ الضمير في زكّى ودسى لله تعالى، وأنّ تأنيث الراجع إلى (من) لأنه في معنى النفس: فمن تعكيس القدرية الذين يورّكون على الله قدراً هو بريء منه ومتعال عنه، ويحيون لياليهم في تمحل فاحشة ينسبونها إليه، فإن قلت: فأين جواب القسم؟ قلت: هو محذوف تقديره: ليدمدمنّ الله عليهم، أي: على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود لأنهم كذبوا صالحاً. وأما {قَدْ أَفْلَحَ مَن زكاها (9)} فكلام تابع لقوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)} على سبيل الاستطراد، وليس من جواب القسم في شيء.