فصل: تفسير الآيات (33- 34):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.تفسير الآيات (31- 32):

{ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32)}
{قَرْناً ءَاخَرِينَ} هم عاد قوم هود: عن ابن عباس رضي الله عنهما. وتشهد له حكاية الله تعالى قول هود: {واذكروا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} [الأعراف: 69] ومجيء قصة هود على أثر قصة نوح في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء.
فإن قلت: حق أرسل أن يعدّى بإلى، كأخواته التي هي: وجه، وأنفذ، وبعث. فما باله عدّي في القرآن بإلى تارة، وبقي أخرى، كقوله: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ} [الرعد: 30]، و{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مّن نَّذِيرٍ} [سبأ: 34]. {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً} أي في عاد. وفي موضع آخر {وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: 65]، [هود: 50]؟ قلت: لم يعدّ بفي كما عدّي بإلى، ولم يجعل صلة مثله، ولكن الأمّة أو القرية جعلت موضعاً للإرسال، كما قال رؤبة:
أَرْسَلْتُ فِيهَا مُصْعَباً ذَا إقْحَامْ

وقد جاء (بعث) على ذلك في قوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً} [الفرقان: 51]. {أَنِ} مفسرة لأرسلنا، أي: قلنا لهم على لسان الرسول: {اعبدوا الله}.

.تفسير الآيات (33- 34):

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34)}
فإن قلت: ذكر مقال قوم هود في جوابه في سورة الأعراف وسورة هود بغير واو: {قَالَ الملا الذين كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ} [الأعراف: 66]، {قَالُواْ يا هُودٍ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ} [هود: 53] وههنا مع الواو، فأي فرق بينهما؟ قلت: الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل قال: فما قال قومه؟ فقيل له: قالوا كيت وكيت. وأما الذي مع الواو، فعطف لما قالوه على ما قاله. ومعناه: أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل، وشتان بينهما {بِلِقَاء الأخرة} بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب، كقولك: يا حبذا جوار مكة: أي جوار الله في مكة.
حذف الضمير، والمعنى: من مشروبكم، أو حذف منه لدلالة ما قبله عليه {إِذاً} واقع في جزاء الشرط وجواب للذين قاولوهم من قومهم، أي: تخسرون عقولكم وتغبنون في آرائكم.

.تفسير الآيات (35- 38):

{أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)}
ثنى {أَنَّكُمْ} للتوكيد، وحسن ذلك لفصل ما بين الأوّل والثاني بالظرف. ومخرجون: خبر عن الأول. أو جعل {أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ} مبتدأ، و{إِذَا مِتٌّمْ} خبراً، على معنى: إخراجكم إذا متم، ثم أخبر بالجملة عن إنكم، أو رفع {أنكم مخرجون} بفعل هو جزاء للشرط، كأنه قيل: إذا متم وقع إخراجكم. ثم أوقعت الجملة الشرطية خبراً عن إنكم. وفي قراءة ابن مسعود: {أيعدكم إذا متم}.
قرئ: {هيهات} بالفتح والكسر والضم، كلها بتنوين وبلا تنوين، وبالسكون على لفظ الوقف فإن قلت: ما توعدون هو المستبعد، ومن حقه أن يرتفع بهيهات، كما ارتفع في قوله:
فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ العَقِيقُ وَأَهْلُهُ

فما هذه اللام: قلت قال الزجاج في تفسيره: البعدُ لما توعدون، أو بعدٌ لما توعدون فيمن نوّن فنزله منزلة المصدر. وفيه وجه آخر: وهو أن يكون اللام لبيان المستبعد ما هو بعد التصويت بكلمة الاستبعاد، كما جاءت اللام في {هيت لك} [يوسف: 23] لبيان المهيت به.
{إِنْ هِىَ} هذا ضمير لا يعلم ما يعني به إلا بما يتلوه من بيانه. وأصله إن الحياة {إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا} ثم وضع {هِىَ} موضع الحياة، لأنّ الخبر يدلّ عليها ويبينها. ومنه: هي النفس تتحمل ما حملت، وهي العرب تقول ما شاءت. والمعنى: لا حياة إلا هذه الحياة؛ لأن (إن) النافية دخلت على (هي) التي في معنى الحياة الدالة على الجنس فنفتها، فوازنت (لا) التي نفت ما بعدها نفي الجنس {نَمُوتُ وَنَحْيَا} أي يموت بعض ويولد بعض، ينقرض قرن ويأتي قرن آخر، ثم قالوا: ما هو إلا مفتر على الله فيما يدعيه من استنبائه له، وفيما بعدنا من البعث، وما نحن بمصدقين.

.تفسير الآيات (39- 41):

{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)}
{قَلِيلٌ} صفة للزمان، كقديم وحديث، في قولك: ما رأيته قديماً ولا حديثاً. وفي معناه: عن قريب. و{مَا} توكيد قلة المدّة وقصرها {الصيحة} صيحة جبريل عليه السلام: صاح عليهم فدمّرهم {بالحق} بالوجوب؛ لأنهم قد استوجبوا الهلاك. أو بالعدل من الله، من قولك: فلان يقضي بالحق إذا كان عادلاً في قضاياه: {فجعلناهم غُثَآءً} شبههم في دمارهم بالغثاء: وهو حميل السيل مما بلي واسودّ من العيدان والورق. ومنه قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاء أحوى} [الأعلى: 5] وقد جاء مشدّداً في قول امريء القيس:
مِنَ السَّيْلِ وَالْغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ

بعداً، وسحقاً، ودفراً ونحوها؛ مصادر موضوعة مواضع أفعالها، وهي من جملة المصادر التي قال سيبويه: نصبت بأفعال لا يستعمل إظهارها. ومعنى {فَبُعْدًا}: بعدوا، أي: هلكوا يقال: بعد بعداً وبعداً، نحو رشد رشداً ورشداً. و{لّلْقَوْمِ الظالمين} بيان لمن دعي عليه بالبعد، نحو: {هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23]. و{لِمَا تُوعَدُونَ} [المؤمنون: 36].

.تفسير الآيات (42- 43):

{ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
{قُرُوناً} قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: بني إسرائيل {أَجَلَهَا} الوقت الذي حدّ لهلاكها وكتب.

.تفسير الآية رقم (44):

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}
{تترى} فعلى: الألف للتأنيث؛ لأن الرسل جماعة. وقرئ: {تترىً}، بالتنوين، والتاء بدل من الواو، كما في: تولج، وتيقور، أي: متواترين واحداً بعد واحد، من الوتر وهو الفرد: أضاف الرسل إليه تعالى وإلى أممهم {وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بالبينات} [المائدة: 32] {وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات} [الأعراف: 101] لأنّ الإضافة تكون الملابسة، والرسول ملابس المرسل والمرسل إليه جميعاً بالملابسة {فَأَتْبَعْنَا} الأمم أو القرون {بَعْضُهُم بَعْضاً} في الإهلاك {وجعلناهم} أخباراً يسمر بها ويتعجب منها. الأحاديث: تكون اسم جمع للحديث. ومنه: أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتكون جمعاً للأحدوثة: التي هي مثل الأضحوكة والألعوبة والأعجوبة. وهي: مما يتحدّث به الناس تلهياً وتعجباً، وهو المراد ههنا.

.تفسير الآيات (45- 46):

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}
فإن قلت: ما المراد بالسلطان المبين؟ قلت: يجوز أن تراد العصا، لأنها كانت أمّ آيات موسى وأُولاها، وقد تعلقت بها معجزات شتى: من انقلابها حية، وتلقفها ما أفكته السحرة، وانفلاق البحر، وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها، وكونها حارساً، وشمعة، وشجرة خضراء مثمرة، ودلوا ورشاء. وجعلت كأنها ليست بعضها لما استبدت به من الفضل، فلذلك عطفت عليها كقوله تعالى: {وَجِبْرِيلَ وميكال} [البقرة: 98] ويجوز أن تراد الآيات أنفسها، أي: هي آيات وحجّة بيّنة {عالين} متكبرين {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرض} [القصص: 4]، {لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرض} [القصص: 83] أو متطاولين على الناس قاهرين بالبغي والظلم.

.تفسير الآيات (47- 48):

{فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}
البشر يكون واحداً وجمعاً: {بَشَراً سَوِيّاً} [مريم: 17]، {لِبَشَرَيْنِ}، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر} [مريم: 26] و (مثل) و (غير) يوصف بهما: الاثنان، والجمع، والمذكر، والمؤنث: {إِنَّكُمْ إِذاً مّثْلُهُمْ} [النساء: 140]، {وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] ويقال أيضاً: هما مثلاه، وهم أمثاله: {إِنَّ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأعراف: 194]. {وَقَوْمُهُمَا} يعني بني إسرائيل، كأنهم يعبدوننا خضوعاً وتذللاً. أو لأنه كان يدعي الإلهية فادعى للناس العبادة، وأن طاعتهم له عبادة على الحقيقة.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
{مُوسَى الكتاب} أي قوم موسى التوراة {لَعَلَّهُمْ} يعملون بشرائعها ومواعظها، كما قال: {على خَوْفٍ مّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ} [يونس: 83] يريد آل فرعون، وكما يقولون: هاشم، وثقيف، وتميم، ويراد قومهم. ولا يجوز أن يرجع الضمير في {لَعَلَّهُمْ} إلى فرعون وملئه، لأنّ التوراة إنما أوتيها بنو إسرائيل بعد إغراق فرعون وملئه: {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَى الكتاب مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا القرون الأولى} [القصص: 43].

.تفسير الآية رقم (50):

{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}
فإن قلت: لو قيل آيتين هل كان يكون له وجه؟ قلت: نعم، لأنّ مريم ولدت من غير مسيس، وعيسى روح من الله ألقي إليها، وقد تكلم في المهد وكان يحيي الموتى مع معجزات أخر، فكان آية من غير وجه، واللفظ محتمل للتثنية على تقدير {وَجَعَلْنَا ابن مَرْيَمَ} آية {وَأُمَّهُ ءَايَةً} ثم حذفت الأولى لدلالة الثانية عليها. الربوة والرباوة في رائهما الحركات. وقرئ: {ربوة ورباوة} بالضم. و {رباوة} بالكسر وهي الأرض المرتفعة. قيل: هي إيليا أرض بيت المقدس، وأنها كبد الأرض وأقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا ً عن كعب. وقيل: دمشق وغوطتها.
وعن الحسن: فلسطين والرملة.
وعن أبي هريرة: الزموا هذه الرملة رملة فلسطين، فإنها الربوة التي ذكرها الله. وقيل: مصر. والقرار: المستقرّ من أرض مستوية منبسطة.
وعن قتادة: ذات ثمار وماء، يعني أنه لأجل الثمار: يستقرّ فيها ساكنوها. والمعين: الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض. وقد اختلف في زيادة ميمه وأصالته، فوجه من جعله مفعولاً أنه مدرك بالعين لظهوره، من عانه: إذا أدركه بعينه، نحو: ركبه، إذا ضربته بركبته. ووجه من جعله فعيلاً: أنه نفاع بظهوره وجريه، من الماعون: وهو المنفعة.

.تفسير الآية رقم (51):

{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)}
هذا النداء والخطاب ليسا على ظاهرهما، وكيف والرسل إنما أرسلوا متفرّقين في أزمنة مختلفة. وإنما المعنى: الإعلام بأنّ كلّ رسول في زمانه نودي لذلك ووصى به، ليعتقد السامع أنّ أمراً نودي له جميع الرسل ووصوا به، حقيق أن يؤخذ به ويعمل عليه. والمراد بالطيبات: ما حلّ وطاب. وقيل: طيبات الرزق حلال وصاف وقوام، فالحلال: الذي لا يعصى الله فيه، والصافي: الذي لا ينسى الله فيه، والقوام: ما يمسك النفس ويحفظ العقل. أو أريد ما يستطاب ويستلذ من المآكل والفواكه. ويشهد له مجيئه على عقب قوله: {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} [المؤمنون: 50] ويجوز أن يقع هذا الإعلام عند إيواء عيسى ومريم إلى الربوة، فذكر على سبيل الحكاية، أي: أويناهما وقلنا لهما هذا، أي: أعلمناهما أنّ الرسل كلهم خوطبوا بهذا، فكلا مما رزقناكما واعملا صالحاً اقتداء بالرسل.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)}
قرئ: (وإنّ) بالكسر على الاستئناف. وأَنّ بمعنى ولأنّ. وأن مخففة من الثقيلة، و{أُمَّتُكُمْ} مرفوعة معها.

.تفسير الآية رقم (53):

{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)}
وقرئ: {زُبُراً} جمع زبور، أي: كتباً مختلفة، يعني: جعلوا دينهم أدياناً، وزبراً قطعاً: استعيرت من زبر الفضة والحديد، وزبراً: مخففة الباء، كرسل في رسل، أي: كلّ فرقة من فرق هؤلاء المختلفين المتقطعين دينهم، فرح بباطله، مطمئنّ النفس، معتقد أنه على الحق.