فصل: تفسير الآيات (6- 7):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.تفسير الآيات (15- 16):

{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)}
الخطاب لأهل مكة {شاهدا عَلَيْكُمْ} يشهد عليكم يوم القيامة بكفركم وتكذيبكم.
فإن قلت: لم نكر الرسول ثم عرف؟ قلت: لأنه أراد: أرسلنا إلى فرعون بعض الرسل، فلما أعاده، وهو معهود بالذكر أدخل لام التعريف إشارة إلى المذكور بعينه {وَبِيلاً} ثقيلاً غليظاً، من قولهم: كلأ وبيل وخم لا يستمرأ لثقله. والوبيل: العصا الضخمة ومنه: الوابل للمطر العظيم.

.تفسير الآيات (17- 18):

{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)}
{يَوْماً} مفعول به، أي: فكيف تقون أنفسكم يوم القيامة وهو له، إن بقيتم على الكفر. ولم تؤمنوا وتعملوا صالحاً. ويجوز أن يكون ظرفاً، أي: فكيف لكم بالتقوى في يوم القيامة إن كفرتم في الدنيا ويجوز أن ينتصب بكفرتم على تأويل جحدتم، أي فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء، أن تقوى الله خوف عقابه {يَجْعَلُ الولدان شِيباً} مثل في الشدة يقال في اليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال والأصل فيه: أنّ الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب. قال أبو الطيب:
وَالْهَمُّ يَخْتَرِمُ الْجَسِيمَ نَحَافَةً ** وَيُشِيبُ نَاصِيَةَ الصَّبِيِّ وَيُهْرِمُ

وقد مرّ بي في بعض الكتب أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب. وأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثغامة، فقال: أريت القيامة والجنة والنار في المنام، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار، فمن هول ذلك أصبحت كما ترون. ويجوز أن يوصف اليوم بالطول. وأنّ الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة والشيب {السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} وصف لليوم بالشدّة أيضاً. وأنّ السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه، فما ظنك بغيرها من الخلائق. وقرئ: {منفطر ومتفطر} والمعنى: ذات انفطار. أو على تأويل السماء بالسقف أو على تأويل السماء شيء منفطر والباء في {بِهِ} مثلها في قولك: فطرت العود بالقدوم فانفطر به، يعني: أنها تنفطر بشدة ذلك اليوم وَهَوْله كما ينفطر الشيء بما يفطر به. ويجوز أن يراد السماء مثقلة به إثقالاً يؤدّي إلى انفطارها لعظمه عليها وخشيتها من وقوعه، كقوله: {ثَقُلَتْ فِي السموات والأرض} [الأعراف: 187]، {وَعْدَهُ} من إضافة المصدر إلى المفعول، والضمير لليوم. ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل وهو الله عز وعلا، ولم يجر له ذكر لكونه معلوماً.

.تفسير الآية رقم (19):

{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}
{إِنَّ هذه} الآيات الناطقة بالوعيد الشديد {تَذْكِرَةٌ} موعظة {فَمَن شَآءَ} اتعظ بها. واتخذ سبيلاً إلى الله بالتقوى والخشية. ومعنى اتخاذ السبيل إليه: التقرّب والتوسل بالطاعة.

.تفسير الآية رقم (20):

{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)}
{أدنى من ثُلُثَىِ الَّيْلِ} أقل منهما؛ وإنما استعير الأدنى وهو الأقرب للأقل؛ لأن المسافة بين الشيئين إذا دنت: قل ما بينهما من الأحياز؛ وإذا بعدت كثر ذلك. وقرئ {ونصفه وثلثه} بالنصب على أنك تقوم أقل من الثلثين، وتقوم النصف والثلث: وهو مطابق لما مرّ في أوّل السورة: من التخيير بين قيام النصف بتمامه وبين قيام الناقص منه- وهو الثلث- وبين قيام الزائد عليه- وهو الأدنى من الثلثين. وقرئ {ونصفه}، وثلثه: بالجرّ، أي: تقوم أقل من الثلثين وأقل من النصف والثلث، وهو مطابق للتخيير بين النصف: وهو أدنى من الثلثين والثلث: وهو أدنى من النصف. والربع: وهو أدنى من الثلث، وهو الوجه الأخير {وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الذين مَعَكَ} ويقوم ذلك جماعة من أصحابك {والله يُقَدّرُ اليل والنهار} ولا يقدر على تقدير الليل والنهار ومعرفة مقادير ساعاتهما إلا الله وحده؛ وتقديم اسمه عز وجل مبتدأ مبنياً عليه {يقدّر}، هو الدال على معنى الاختصاص بالتقدير؛ والمعنى: إنكم لا تقدرون عليه، والضمير في {لَّن تُحْصُوهُ} لمصدر يقدّر، أي علم أنه لا يصح منكم ضبط الأوقات ولا يتأتى حسابها بالتعديل والتسوية، إلا أن تأخذوا بالأوسع للاحتياط: وذلك شاق عليكم بالغ منكم {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} عبارة عن الترخيص في ترك القيام المقدّر. كقوله: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فالن باشروهن} [البقرة: 187] والمعنى: أنه رفع التبعة في تركه عنكم، كما يرفع التبعة عن التائب. وعبر عن الصلاة بالقراءة؛ لأنها بعض أركانها، كما عبر عنها بالقيام والركوع والسجود يريد: فصلوا ما تيسر عليكم، ولم يتعذر من صلاة الليل؛ وهذا ناسخ للأوّل، ثم نسخا جميعاً بالصلوات الخمس. وقيل: هي قراءة القرآن بعينها؛ قيل: يقرأ مائة آية ومن قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجه القرآن، وقيل: من قرأ مائة آية كتب من القانتين. وقيل: خمسين آية. وقد بين الحكمة في النسخ. وهي تعذر القيام على المرضى، والضاربين في الأرض للتجارة، والمجاهدين في سبيل الله. وقيل: سوّى الله بين المجاهدين والمسافرين لكسب الحلال.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً، فباعه بسعر يومه: كان عند الله من الشهداء.
وعن عبد الله بن عمر: ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إليّ من أن أموت بين شعبتي رجل: أضرب في الأرض أبتغى من فضل الله. و{عَلِمَ} استئناف على تقدير السؤال عن وجه النسخ {وَأَقِيمُواْ الصلاة} يعني المفروضة والزكاة الواجبة وقيل: زكاة الفطر؛ لأنه لم يكن بمكة زكاة. وإنما وجبت بعد ذلك. ومن فسرها بالزكاة الواجبة جعل آخر السورة مدنيا {وَأَقْرِضُواُ الله قَرْضاً حَسَناً} يجوز أن يريد: سائر الصدقات وأن يريد: أداء الزكاة على أحسن وجه: من إخراج أطيب المال وأعوده على الفقراء، ومراعاة النية وابتغاء وجه الله، والصرف إلى المستحق، وأن يريد: كل شيء يفعل من الخير مما يتعلق بالنفس والمال {خَيْرًا} ثاني مفعولي وجد.
وهو فصل. وجاز وإن لم يقع بين معرفتين. لأنّ أفعل من أشبه في امتناعه من حرف التعريف المعرفة.
وقرأ أبو السمال {هو خير وأعظم أجراً} بالرفع على الابتداء والخبر.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة المزمّل دفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة».

.سورة المدثر:

.تفسير الآيات (1- 5):

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)}
{المدثر} لابس الدثار، وهو ما فوق الشعار: وهو الثوب الذي يلي الجسد. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «الأنصار شعار والناس دثار» وقيل: هي أوّل سورة نزلت. وروى جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كنت على جبل حراء فنوديت: يا محمد، إنك رسول الله، فنظرت عن يميني ويساري فلم أر شيئاً، فنظرت فوقي فرأيت شيئا» وفي رواية عائشة: «فنظرت فوقي فإذا به قاعد على عرش بين السماء والأرض»- يعني الملك الذي ناداه- «فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت: دثروني دثروني، فنزل جبريل وقال: {يا أيها المدثر}» وعن الزهري: أوّل ما نزل: سورة {اقرأ باسم رَبّكَ} إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلو شواهق الجبال، فأتاه جبريل فقال: إنك نبيّ الله، فرجع إلى خديجة وقال: دثروني وصبوا عليّ ماء بارداً، فنزل: يا أيها المدثر. وقيل: سمع من قريش ما كرهه فاغتم، فتغطى بثوبه مفكراً كما يفعل المغموم. فأمر أن لا يدع إنذارهم وإن أسمعوه وآذوه.
وعن عكرمة أنه قرأ على لفظ اسم المفعول. من دثره. وقال: دثرت هذا الأمر وعصب بك، كما قال في المزمّل: قم من مضجعك أو قم قيام عزم وتصميم {فَأَنذِرْ} فحذر قومك من عذاب الله إن لم يؤمنوا. والصحيح أنّ المعنى: فأفعل الإنذار من غير تخصيص له بأحد {وَرَبَّكَ فَكَبّرْ} واختص ربك بالتكبير: وهو الوصف بالكبرياء؛ وأن يقال: الله أكبر. ويروى: أنه لما نزل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر» فكبرت خديجة وفرحت، وأيقنت أنه الوحي؛ وقد يحمل على تكبير الصلاة، ودخلت الفاء لمعنى الشرط كأنه قيل: وما كان فلا تدع تكبيره {وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ} أمر بأن تكون ثيابه طاهرة من النجاسات؛ لأنّ طهارة الثياب شرط في الصلاة لا تصح إلا بها، وهي الأولى والأحب في غير الصلاة، وقبيح بالمؤمن الطيب أن يحمل خبثاً. وقيل: هو أمر بتقصيرها، ومخالفة العرب في تطويلهم الثياب وجرهم الذيول، وذلك ما لا يؤمن معه إصابة النجاسة. وقيل: هو أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من العادات. يقال: فلان طاهر الثياب وطاهر الجيب والذيل والأردان إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق. وفلان دنس الثياب للغادر؛ وذلك لأنّ الثوب يلابس الإنسان ويشتمل عليه، فكنى به عنه. ألا ترى إلى قولهم: أعجبني زيد ثوبه، كما يقولون: أعجبني زيد عقله وخلقه، ويقولون: المجد في ثوبه، والكرم تحت حلته؛ ولأنّ الغالب أنّ من طهر باطنه ونقاه عنى بتطهير الظاهر وتنقيته، وأبى إلا اجتناب الخبث وإيثار الطهر في كل شيء {والرجز} قرئ بالكسر والضم، وهو العذاب، ومعناه: اهجر ما يؤدي إليه من عبادة الأوثان وغيرها من المآثم. والمعنى: الثبات على هجره؛ لأنه كان بريئاً منه.

.تفسير الآيات (6- 7):

{وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)}
قرأ الحسن {ولا تمنّ} {وتستكثر} مرفوع منصوب المحل على الحال، أي: ولا تعط مستكثراً رائياً لما تعطيه كثيراً، أو طالباً للكثير: نهى عن الاستغزار: وهو أن يهب شيئاً وهو يطمع أن يتعوّض من الموهوب له أكثر من الموهوب، وهذا جائز. ومنه الحديث: «المستغزر يثاب من هبته» وفيه وجهان، أحدهما: أن يكون نهياً خاصاً برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ الله تعالى اختار له أشرف الآداب وأحسن الأخلاق، والثاني: أن يكون نهى تنزيه لا تحريم له ولأمته وقرأ الحسن {تستكثر} بالسكون. وفيه ثلاثة أوجه: الإبدال من تمنن. كأنه قيل: ولا تمنن لا تستكثر؛ على أنه من المنّ في قوله عز وجل: {ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى} [البقرة: 262] لأنّ من شأن المنان بما يعطي أن يستكثره، أي: يراه كثيراً ويعتدّ به، وأن يشبه ثرو بعضد، فيسكن تخفيفاً، وأن يعتبر حال الوقف.
وقرأ الأعمش بالنصب بإضمار (إن) كقوله:
أَلاَ أَيُّهذَا الزَّاجِرِى أحْضُرَ الْوَغَى

وتؤيده قراءة ابن مسعود {ولا تمنن أن تستكثر} ويجوز في الرفع أن تحذف (إن) ويبطل عملها، كما روي: أحضر الوغى بالرفع، {وَلِرَبّكَ فاصبر} ولوجه الله فاستعمل الصبر. وقيل: على أذى المشركين. وقيل: على أداء الفرائض.
وعن النخعى: على عطيتك، كأنه وصله بما قبله، وجعله صبراً على العطاء من غير استكثار، والوجه أن يكون أمراً بنفس الفعل، وأن يتناول على العموم كل مصبور عليه ومصبور عنه، ويراد الصبر على أذى الكفار؛ لأنه أحد ما يتناوله العام.

.تفسير الآيات (8- 10):

{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)}
والفاء في قوله: {فَإِذَا نُقِرَ} للتسبيب، كأنه قال: اصبر على أذاهم فبين أيديهم يوم عسير يلقون فيه عاقبة أذاهم، وتلقى فيه عاقبة صبرك عليه. والفاء في {فَذَلِكَ} للجزاء فإن قلت: بم انتصب إذا، وكيف صح أن يقع {يَوْمَئِذٍ} ظرفاً ليوم عسير؟ قلت: انتصب إذا بما دلّ عليه الجزاء، لأنّ المعنى: فإذا نقر في الناقور عسر الأمر على الكافرين، والذي أجاز وقوع {يَوْمَئِذٍ} ظرفاً ليوم عسير: أنّ المعنى: فذلك وقت النقر وقوع يوم عسير، لأنّ يوم القيامة يأتي ويقع حين ينقر في الناقور. واختلف في أنها النفخة الأولى أم الثانية. ويجوز أن يكون يومئذ مبنياً مرفوع المحل، بدلا من {ذلك} و{يَوْمٌ عَسِيرٌ} خبر، كأنه قيل: فيوم النقر يوم عسير.
فإن قلت: فما فائدة قوله: {غَيْرُ يَسِيرٍ} و{عَسِيرٌ} مغن عنه؟ قلت: لما قال: {عَلَى الكافرين} فقصر العسر عليهم قال: {غَيْرُ يَسِيرٍ} ليؤذن بأن لا يكون عليهم كما يكون على المؤمنين يسيراً هيناً، ليجمع بين وعيد الكافرين وزيادة غيظهم وبشارة المؤمنين وتسليتهم ويجوز أن يراد أنه عسير لا يرجى أن يرجع يسيراً، كما يرجى تيسر العسير من أمور الدنيا.