فصل: تفسير الآية رقم (23):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.تفسير الآيات (19- 22):

{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)}
لما ذكر إنكارهم البعث واحتج عليهم بوصف قدرته وعلمه، أعلمهم أن ما أنكروه وجحدوه هم لاقوه عن قريب عند موتهم وعند قيام الساعة، ونبه على اقتراب ذلك بأن عبر عنه بلفظ الماضي. وهو قوله: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ} {وَنُفِخَ فِي الصور}، وسكرة الموت: شدّته الذاهبة بالعقل. والباء في بالحق للتعدية، يعني: وأحضرت سكرة الموت حقيقة الأمر الذي أنطق الله به كتبه وبعث به رسله. أو حقيقة الأمر وجلية الحال: من سعادة الميت وشقاوته. وقيل: الحق الذي خلق له الإنسان، أن كل نفس ذائقة الموت. ويجوز أن تكون الباء مثلها في قوله: {تَنبُتُ بالدهن} [المؤمنون: 20] أي وجاءت ملتبسة بالحق، أي: بحقيقة الأمر. أو بالحكمة والغرض الصحيح، كقوله تعالى: {خَلَقَ السموات والأرض بالحق} [الأنعام: 73] وقرأ أبو بكر وابن مسعود رضي الله عنهما {سكرة الحق بالموت} على إضافة السكرة إلى الحق والدلالة على أنها السكرة التي كتبت على الإنسان وأوجبت له، وأنها حكمة. والباء للتعدية؛ لأنها سبب زهوق الروح لشدتها، أو لأنّ الموت يعقبها؛ فكأنها جاءت به. ويجوز أن يكون المعنى: جاءت ومعها الموت.
وقيل سكرة الحق سكرة الله، أضيفت إليه تفظيعاً لشأنها وتهويلاً. وقرئ: {سكرات الموت} {ذَلِكَ} إشارة إلى الموت، والخطاب للإنسان في قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان} [الحجر: 26] على طريق الالتفات. أو إلى الحق والخطاب للفاجر {تَحِيدُ} تنفر وتهرب.
وعن بعضهم: أنه سأل زيد بن أسلم عن ذلك فقال: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فحكاه لصالح بن كيسان فقال: والله ما سنّ عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، هو للكافر. ثم حكاهما للحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس فقال: أخالفهما جميعاً: هو للبر والفاجر {ذَلِكَ يَوْمَ الوعيد} على تقدير حذف المضاف، أي: وقت ذلك يوم الوعيد، والإشارة إلى مصدر نفخ {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} ملكان: أحدهما يسوقه إلى المحشر، والآخر يشهد عليه بعمله. أو ملك واحد جامع بين الأمرين، كأنه قيل: معها ملك يسوقها ويشهد عليها؛ ومحل {مَّعَهَا سَائِقٌ} النصب على الحال من كل لتعرّفه بالإضافة إلى ما هو في حكم المعرفة. قرئ: {لقد كنت} عنكِ غطائكِ فبصركِ، بالكسر على خطاب النفس، أي: يقال لها لقد كنتِ. جعلت الغفلة كأنها غطاء غطى به جسده كله أو غشاوة غطى بها عينيه فهو لا يبصر شيئاً؛ فإذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت الغفلة عنه وغطاؤها فيبصر ما لم يبصره من الحق. ورجع بصره الكليل عن الإبصار لغفلته: حديداً لتيقظه.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)}
{وَقَالَ قَرِينُهُ} هو الشيطان الذي قيض له في قوله: {نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: 36] يشهد له قوله تعالى: {قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} [ق: 27]. {هذا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ} هذا شيء لديّ وفي ملكتي عتيد لجهنم. والمعنى: أن ملكاً يسوقه وآخر يشهد عليه، وشيطاناً مقروناً به، يقول: قد أعتدته لجهنم وهيئته لها بإغوائي وإضلالي.
فإن قلت: كيف إعراب هذا الكلام؟ قلت: إن جعلت {مَا} موصوفة، فعتيد: صفة لها: وإن جعلتها موصولة، فهو بدل، أو خبر بعد خبر. أو خبر مبتدأ محذوف.

.تفسير الآيات (24- 26):

{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)}
{أَلْقِيَا} خطاب من الله تعالى للملكين السابقين: السائق والشهيد: ويجوز أن يكون خطاباً للواحد على وجهين: أحدهما قول المبرد: أن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما، كأنه قيل: ألق ألق: للتأكيد.
والثاني: أنّ العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان، فكثر على ألسنتهم أن يقولوا: خليليّ وصاحبيّ، وقفا وأسعدا، حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين عن الحجاج أنه كان يقول: يا حرسيّ، اضربا عنقه.
وقرأ الحسن {ألقين} بالنون الخفيفة. ويجوز أن تكون الألف في {أَلْقِيَا} بدلاً من النون: إجراء للوصل مجرى الوقف {عَنِيدٍ} معاند مجانب للحق معاد لأهله {مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ} كثير المنع للمال على حقوقه، جعل ذلك عادة له لا يبذل منه شيئاً قط. أو مناع لجنس الخير أن يصل إلى أهله يحول بينه وبينهم. قيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يمنع بني أخيه من الإسلام، وكان يقول: من دخل منكم فيه لم أنفعه بخير ما عشت {مُعْتَدٍ} ظالم متخط للحق {مُرِيبٍ} شاك في الله وفي دينه {الذى جَعَلَ} مبتدأ مضمن معنى الشرط، ولذلك أجيب بالفاء. ويجوز أن يكون {الذى جَعَلَ} منصوباً بدلاً من {كُلَّ كَفَّارٍ} ويكون {فألقياه} تكريراً للتوكيد.

.تفسير الآية رقم (27):

{قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27)}
فإن قلت: لم أخليت هذه الجملة عن الواو وأدخلت على الأولى؟ قلت: لأنها استؤنفت كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كما رأيت في حكاية المقاولة بين موسى وفرعون.
فإن قلت: فأين التقاول هاهنا؟ قلت: لما قال قرينه: {هذا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ} وتبعه قوله: {قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} وتلاه: {لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ} [ق: 28]: علم أنّ ثم مقاولة من الكافر، لكنها طرحت لما يدل عليها، كأنه قال: رب هو أطغاني، فقال قرينه: ربنا ما أطغيته. وأمّا الجملة الأولى فواجب عطفها للدلالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول، أعني مجيء كل نفس مع الملكين: وقول قرينه ما قال له: {مَا أَطْغَيْتُهُ} ما جعلته طاغياً، وما أوقعته في الطغيان، ولكنه طغى واختار الضلالة على الهدى كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سلطان إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِى} [إبراهيم: 22].

.تفسير الآيات (28- 29):

{قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)}
{قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ} استئناف مثل قوله: {قَالَ قرِينُهُ} [ق: 27] كأن قائلاً قال: فماذا قال الله؟ فقيل: قال لا تختصموا. والمعنى: لا تختصموا في دار الجزاء وموقف الحساب، فلا فائدة في اختصامكم ولا طائل تحته، وقد أوعدتكم بعذابي على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي، فما تركت لكم حجة عليَّ، ثم قال: لا تطمعوا أن أبدل قولي ووعيدي فأعفيكم عما أوعدتكم به {وَمَا أَنَاْ بظلام لّلْعَبِيدِ} فأعذب من ليس بمستوجب للعذاب. والباء في {بالوعيد} مزيدة مثلها في {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التهلكة} أو معدية، على أن (قدّم) مطاوع بمعنى (تقدّم) ويجوز أن يقع الفعل على جملة قوله: {مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ وَمَآ أَنَاْ بظلام لِّلْعَبِيدِ} ولأن {بالوعيد} حالاً، أي: قدّمت إليكم هذا ملتبساً بالوعيد مقترناً به. أو قدّمته إليكم موعداً لكم به.
فإن قلت: إنّ قوله: {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم} واقع موقع الحال من {لاَ تَخْتَصِمُواْ} والتقديم بالوعيد في الدنيا والخصومة في الآخرة واجتماعها في زمان واحد واجب.
قلت: معناه ولا تختصموا وقد صح عندكم أني قدمت إليكم بالوعيد، وصحة ذلك عندهم في الآخرة، فإن قلت: كيف قال: {بظلام} على لفظ المبالغة؟ قلت: فيه وجهان، أحدهما: أن يكون من قولك: هو ظالم لعبده، وظلام لعبيده.
والثاني: أن يراد لو عذبت من لا يستحق العذاب لكنت ظلاماً مفرط الظلم. فنفى ذلك.

.تفسير الآية رقم (30):

{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)}
قرئ: {نقول} بالنون والياء.
وعن سعيد بن جبير: يوم يقول الله لجهنم.
وعن ابن مسعود والحسن: يقال. وانتصاب اليوم بظلام أو بمضمر. نحو: أذكر وأنذر. ويجوز أن ينتصب بنفخ، كأنه قيل: ونفخ في الصور يوم نقول لجهنم. وعلى هذا يشار بذلك إلى يوم نقول، ولا يقدّر حذف المضاف. وسؤال جهنم وجوابها من باب التخييل الذي يقصد به تصوير المعنى في القلب وتثبيته، وفيه معنيان، أحدهما: أنها تمتلئ مع اتساعها وتباعد أطرافها حتى لا يسعها شيء ولا يزاد على امتلائها، لقوله تعالى: {لأَ مْلاَنَّ جَهَنَّمَ} [السجدة: 13] والثاني: أنها من السعة بحيث يدخلها من يدخلها وفيها موضع للمزيد. ويجوز أن يكون {هَلْ مِن مَّزِيدٍ} استكثاراً للداخلين فيها واستبداعاً للزيادة عليهم لفرط كثرتهم. أو طلباً للزيادة غيظاً على العصاة. والمزيد: إما مصدر كالمحيد والمميد، وإما اسم مفعول كالمبيع.

.تفسير الآيات (31- 35):

{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)}
{غَيْرَ بَعِيدٍ} نصب على الظرف، أي: مكاناً غير بعيد. أو على الحال، وتذكيره لأنه على زنة المصدر، كالزئير والصليل؛ والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث. أو على حذف الموصوف، أي: شيئاً غير بعيد، ومعناه التوكيد، كما تقول: هو قريب غير بعيد، وعزيز غير ذليل. وقرئ: {تُوعَدُونَ} بالتاء والياء، وهي جملة اعتراضية. و{لِكُلّ أَوَّابٍ} بدل من قوله للمتقين، بتكرير الجارّ كقوله تعالى: {لِلَّذِينَ استضعفوا لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ} [الأعراف: 75]، وهذا إشارة إلى الثواب. أو إلى مصدر أزلفت. والأوّاب: الرجاع إلى ذكر الله تعالى، والحفيظ: الحافظ لحدوده تعالى. و{مَّنْ خَشِىَ} بدل بعد بدل تابع لكل. ويجوز أن يكون بدلاً عن موصوف أوّاب وحفيظ، ولا يجوز أن يكون في حكم أوّاب وحفيظ؛ لأنّ من لا يوصف به ولا يوصف من بين الموصولات إلا بالذي وحده. ويجوز أن يكون مبتدأ خبره: يقال لهم ادخلوها بسلام، لأنّ {مَّنْ} في معنى الجمع. ويجوز أن يكون منادى كقولهم: من لا يزال محسناً أحسن إليّ، وحذف حرف النداء للتقريب {بالغيب} حال من المفعول، أي: خشيه وهو غائب لم يعرفه، وكونه معاقباً إلا بطريق الاستدلال. أو صفة لمصدر خشى، أي خشية خشية ملتبسة بالغيب، حيث خشي عقابه وهو غائب، أو خشية بسبب الغيب الذي أوعده به من عذابه، وقيل: في الخلوة حيث لا يراه أحد.
فإن قلت: كيف قرن بالخشية اسمه الدال على سعة الرحمة؟ قلت: للثناء البليغ على الخاشي وهو خشيته، مع علمه أنه الواسع الرحمة. كما أثنى عليه بأنه خاش، مع أنّ المخشى منه غائب، ونحوه: {والذين يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] فوصفهم بالوجل مع كثرة الطاعات. وصف القلب بالإنابة وهي الرجوع إلى الله تعالى؛ لأنّ الاعتبار بما ثبت منها في القلب. يقال لهم: {ادخلوها بِسَلامٍ} أي سالمين من العذاب وزوال النعم. أو مسلماً عليكم يسلم عليكم الله وملائكته {ذَلِكَ يَوْمُ الخلود} أي يوم تقدير الخلود، كقوله تعالى: {فادخلوها خالدين} [الزمر: 73] أي مقدرين الخلود {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} هو ما لم يخطر ببالهم ولم تبلغه أمانيهم، حتى يشاؤه. وقيل: إن السحاب تمرّ بأهل الجنة فتمطرهم الحور، فتقول: نحن المزيد الذي قال الله عز وجل: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)}
{فنقبوا} وقرئ بالتخفيف: فخرقوا في البلاد ودوّخوا. والتنقيب: التنقير عن الأمر والبحث والطلب. قال الحارث بن حلزة:
نَقَّبُوا فِي الْبِلاَد مِنْ حَذَرِ الْمَو ** تِ وَجَالُوا فِي الأَرْضِ كُلَّ مَجَالِ

ودخلت الفاء للتسبيب عن قوله: {هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً} أي: شدّة بطشهم أبطرتهم وأقدرتهم على التنقيب وقوّتهم عليه. ويجوز أن يراد: فنقب أهل مكة في أسفارهم ومسايرهم في بلاد القرون، فهل رأوا لهم محيصاً حتى يؤملوا مثله لأنفسهم، والدليل على صحته قراءة من قرأ: {فنقبوا} على الأمر، كقوله: {فَسِيحُواْ فِي الأرض} [التوبة: 2] وقرئ بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن يتنقب خف البعير. قال:
مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلاَ دَبَرْ

والمعنى: فنقبت أخفاف إبلهم. أو: حفيت أقدامهم ونقبت، كما تنقب أخفاف الإبل لكثرة طوفهم في البلاد {هَلْ مِن مَّحِيصٍ} من الله، أو من الموت.