فصل: تفسير الآية رقم (52):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.تفسير الآية رقم (48):

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
قرئ: {أو لم يروا} و {يتفيؤا} بالياء والتاء. و{مَا} موصولة بخلق الله، وهو مبهم بيانه {مِن شَيْء يَتَفَيَّؤُاْ ظلاله} واليمين، بمعنى الأيمان. و{سُجَّدًا} حال من الظلال. {وَهُمْ داخرون} حال من الضمير في ظلاله، لأنه في معنى الجمع وهو ما خلق الله من كل شيء له ظل، وجمع بالواو، لأن الدخور من أوصاف العقلاء، أو لأن في جملة ذلك من يعقل فغلب. والمعنى: أو لم يروا إلى ما خلق الله من الأجرام التي لها ظلال متفيئة عن إيمانها وشمائلها، أي عن جانبي كل واحد منها. وشقيه استعارة من يمين الإنسان وشماله لجانبي الشيء، أي: ترجع الظلال من جانب إلى جانب منقادة لله، غير ممتنعة عليه فيما سخرها له من التفيؤ، والأجرام في أنفسها داخرة أيضاً، صاغرة منقادة لأفعال الله فيها، لا تمتنع.

.تفسير الآيات (49- 50):

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
{مِن دَابَّةٍ} يجوز أن يكون بياناً لما في السموات وما في الأرض جميعاً، على أنّ في السموات خلقاً لله يدبون فيها كما يدب الأناسي في الأرض، وأن يكون بياناً لما في الأرض وحده، ويراد بما في السموات: الخلق الذي يقال له الروح، وأن يكون بياناً لما في الأرض وحده، ويراد بما في السموات: الملائكة وكرّر ذكرهم على معنى: والملائكة خصوصاً من بين الساجدين؛ لأنهم أطوع الخلق وأعبدهم. ويجوز أن يراد بما في السموات: ملائكتهنّ. وبقوله والملائكة: ملائكة الأرض من الحفظة وغيرهم، فإن قلت: سجود المكلفين مما انتظمه هذا الكلام خلاف سجود غيرهم، فكيف عبر عن النوعين بلفظ واحد؟ قلت: المراد بسجود المكلفين: طاعتهم وعبادتهم، وبسجود غيرهم: انقياده لإرادة الله وأنها غير ممتنعة عليها، وكلا السجودين يجمعها معنى الانقياد فلم يختلفا، فلذلك جاز أن يعبر عنهما بلفظ واحد.
فإن قلت: فهلا جيء بمن دون (ما) تغليبا للعقلاء من الدواب على غيرهم؟ قلت: لأنه لوجيء بمن لم يكن فيه دليل على التغليب، فكان متناولاً للعقلاء خاصة، فجيء بما هو صالح للعقلاء وغيرهم، إرادة العموم {يَخَافُونَ} يجوز أن يكون حالاً من الضمير في {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} أي: لا يستكبرون خائفين، وأن يكون بياناً لنفي الاستكبار وتأكيداً له، لأنّ من خاف الله لم يستبكر عن عبادته {مّن فَوْقِهِمْ} إن علقته بيخافون، فمعناه: يخافونه أن يرسل عليهم عذاباً من فوقهم، وإن علقته بربهم حالا منه فمعناه: يخافون ربهم عالياً لهم قاهراً، كقوله {وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18، 61]، {وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهرون} [الأعراف: 127] وفيه دليل على أنّ الملائكة مكلفون مدارون على الأمر والنهي والوعد والوعيد كسائر المكلفين، وأنهم بين الخوف والرجاء.

.تفسير الآية رقم (51):

{وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)}
فإن قلت: إنما جمعوا بين العدد والمعدود فيما وراء الواحد والاثنين، فقالوا عندي رجال ثلاثة وأفراس أربعة؛ لأن المعدود عار عن الدلالة على العدد الخاص. وأما رجل ورجلان وفرس وفرسان، فمعدودان فيهما دلالة على العدد، فلا حاجة إلى أن يقال: رجل واحد ورجلان اثنان، فما وجه قوله إلهين اثنين؟ قلت: الاسم الحامل لمعنى الإفراد والتثنية دال على شيئين: على الجنسية والعدد المخصوص، فإذا أريدت الدلالة على أنّ المعنىّ به منهما، والذي يساق إليه الحديث هو العدد شفع بما يؤكده، فدل به على القصد إليه والعناية به. ألا ترى أنك لو قلت: إنما هو إله، ولم تؤكده بواحد: لم يحسن، وخيل أنك تثبت الإلهية لا الوحدانية {فإياي فارهبون} نقل للكلام عن الغيبة إلى التكلم، وجاز لأنّ الغالب هو المتكلم، وهو من طريقة الالتفات، وهو أبلغ في الترهيب من قوله: وإياه فارهبوه، ومن أن يجيء ما قبله على لفظ المتكلم.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)}
{الدين} الطاعة {وَاصِبًا} حال عمل فيه الظرف. والواصب: الواجب الثابت؛ لأنّ كل نعمة منه فالطاعة واجبة له على كل منعم عليه. ويجوز أن يكون من الوصب، أي: وله الدين ذا كلفة ومشقة، ولذلك سمي تكليفاً. أو: وله الجزاء ثابتاً دائماً سرمداً لا يزول، يعني الثواب والعقاب.

.تفسير الآيات (53- 55):

{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54) لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)}
{وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ} وأيّ شيء حل بكم، أو اتصل بكم من نعمة، فهو من الله {فإلَيْهِ تَجْئَرُونَ} فما تتضرعون إلا إليه، والجؤار: رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة. قال الأعشى يصف راهبا:
يُرَاوِحُ مِنْ صَلَوَاتِ الْمَلِي ** كِ طَوْراً سُجُوداً وَطَوْراً جُؤَارَا

وقرئ: {تجرون}، بطرح الهمزة وإلقاء حركتها على الجيم.
وقرأ قتادة {كاشف الضر} على: فاعل بمعنى فعل، وهو أقوى من كشف؛ لأن بناء المغالبة يدل على المبالغة.
فإن قلت: فما معنى قوله: {إِذَا فَرِيقٌ مّنْكُم بِرَبّهِمْ يُشْرِكُونَ}؟ قلت: يجوز أن يكون الخطاب في قوله: {وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ الله} عاماً، ويريد بالفريق: فريق الكفرة وأن يكون الخطاب للمشركين ومنكم للبيان، لا للتبعيض، كأنه قال فإذا فريق كافر، وهم أنتم. ويجوز أن يكون فيهم من اعتبر، كقوله {فَلَمَّا نجاهم إِلَى البر فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ} [لقمان: 32] {لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءاتيناهم} من نعمة الكشف عنهم، كأنهم جعلوا غرضهم في الشرك كفران النعمة {فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} تخلية ووعيد. وقرئ: {فيُمَتَّعوا}، بالياء مبنيا للمفعول، عطفا على {لِيَكْفُرُواْ} ويجوز أن يكون: ليكفروا فيمتعوا، من الأمر الوارد في معنى الخذلان والتخلية، واللام لام الأمر.

.تفسير الآية رقم (56):

{وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)}
{لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ} أي لآلهتهم. ومعنى لا يعلمونها: أنه يسمونها آلهة، ويعتقدون فيها أنها تضر وتنفع وتشفع عند الله، وليس كذلك. وحقيقتها أنها جماد لا يضر ولا ينفع، فهم إذاً جاهلون بها، وقيل: الضمير في {لاَّ يَعْلَمُونَ} للآلهة. أي: لأشياء غير موصوفة بالعلم، ولا تشعر أجعلوا لها نصيباً في أنعامهم وزروعهم أم لا؟ وكانوا يجعلون لهم ذلك تقرباً إليهم {لَتُسْئَلُنَّ} وعيد {عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} من الإفك في زعمكم أنها آلهة، وأنها أهل للتقرب إليها.

.تفسير الآيات (57- 59):

{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)}
كانت خزاعة وكنانة تقول: الملائكة بنات الله {سبحانه} تنزيه لذاته من نسبة الوالد إليه. أو تعجب من قولهم {وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ} يعني البنين. ويجوز في {مَّا يَشْتَهُونَ} الرفع على الابتداء، والنصب على أن يكون معطوفاً على البنات، أي: وجعلوا لأنفسهم ما يشتهون من الذكور. و{ظَلَّ} بمعنى صار كما يستعمل بات وأصبح وأمسى بمعنى الصيرورة. ويجوز أن يجيء ظل؛ لأن أكثر الوضع يتفق بالليل، فيظل نهاره مغتما مربد الوجه من الكآبة والحياء من الناس {وَهُوَ كَظِيمٌ} مملوء حنقاً على المرأة {يتوارى مِنَ القوم} يستخفي منهم {مِنْ} أجل {سُوء} المبشر به، ومن أجل تعييرهم، ويحدث نفسه وينظر أيمسك ما بشر به {على هُونٍ} على هوان وذل {أَمْ يَدُسُّهُ فِي التراب} أم يئده. وقرئ: {أيمسكها على هون أم يدسها}، على التأنيث. وقرئ: {على هوان} {أَلاَ سَآء مَا يَحْكُمُونَ} حيث يجعلون الولد الذي هذا محله عندهم لله، ويجعلون لأنفسهم من هو على عكس هذا الوصف.

.تفسير الآية رقم (60):

{لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)}
{مَثَلُ السوء} صفة السوء: وهي الحاجة إلى الأولاد الذكور وكرهة الإناث ووأدهن خشية الإملاق، وإقرارهم على أنفسهم بالشح البالغ {وَلِلَّهِ المثل الأعلى} وهو الغني عن العالمين، والنزاهة عن صفات المخلوقين وهو الجواد الكريم.

.تفسير الآية رقم (61):

{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)}
{بِظُلْمِهِمْ} بكفرهم ومعاصيهم {مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا} أي على الأرض {مِن دَابَّةٍ} قط ولأهلكها كلها بشؤم ظلم الظالمين.
وعن أبي هريرة: أنه سمع رجلاً يقول: إن الظالم لا يضرّ إلا نفسه، فقال: بلى والله، حتى أنّ الحباري لتموت في وكرها بظلم الظالم.
وعن ابن مسعود: كاد الجعل يهلك في جحره بذنب ابن آدم. أو من دابة ظالمة.
وعن ابن عباس {مِن دَابَّةٍ} من مشرك يدب عليها. وقيل: لو أهلك الآباء بكفرهم لم تكن الأبناء.

.تفسير الآية رقم (62):

{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)}
{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} لأنفسهم من البنات ومن شركاء في رياستهم، ومن الاستخفاف برسلهم والتهاون برسالاتهم. ويجعلون له أرذل أموالهم ولأصنامهم أكرمها {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ} مع ذلك {أَنَّ لَهُمُ الحسنى} عند الله كقوله {وَلَئِن رُّجّعْتُ إلى رَبّى إِنَّ لِى عِندَهُ للحسنى} [فصلت: 50].
وعن بعضهم أنه قال لرجل من ذوي اليسار: كيف تكون يوم القيامة إذا قال الله تعالى: هاتوا ما دفع إلى السلاطين وأعوانهم، فيؤتى بالدواب والثياب وأنواع الأموال الفاخرة. وإذا قال: هاتوا ما دفع إليّ فيؤتى بالكسر والخرق وما لا يؤبه له، أما تستحي من ذلك الموقف؟ وقرأ هذه الآية وعن مجاهد: {أنّ لهم الحسنى}. هو قول قريش: لنا البنون، وأن لهم الحسنى: بدل من الكذب. وقرئ {الكذب} جمع كذوب، صفة للألسنة {مُّفْرَطُونَ} قرئ مفتوح الراء ومكسورها مخففاً ومشدّداً، فالمفتوح بمعنى مقدّمون إلى النار معجلون إليها، من أفرطت فلاناً، وفرّطته في طلب الماء، إذا قدمته.
وقيل منسيون متروكون، من أفرطت فلاناً خلفي إذا خلفته ونسيته. والمكسور المخفف، من الإفراط في المعاصي. والمشدّد. من التفريط في الطاعات وما يلزمهم.

.تفسير الآية رقم (63):

{تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}
{فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم} حكاية الحال الماضية التي كان يزين لهم الشيطان أعمالهم فيها. أو فهو وليهم في الدنيا فجعل اليوم عبارة عن زمان الدنيا. ومعنى {وَلِيُّهُمُ} قرينهم وبئس القرين. أو يجعل {فَهُوَ وَلِيُّهُمُ اليوم} حكاية للحال الآتية، وهي حال كونهم معذبين في النار، أي فهو ناصرهم اليوم لا ناصر لهم غيره نفياً للناصر لهم على أبلغ الوجوه ويجوز أن يرجع الضمير إلى مشركي قريش، و أنه زين للكفار قبلهم أعمالهم، فهو ولي وهؤلاء: لأنهم منهم. ويجوز أن يكون على حذف المضاف، أي: فهو ولي أمثالهم اليوم.

.تفسير الآيات (64- 65):

{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64) وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)}
{وَهَدَىً ورَحْمَةً} معطوفان على محل {لِتُبَيّنَ} إلا أنهما انتصبا على أنهما مفعول لهما؛ لأنهما فعلا الذي أنزل الكتاب. ودخل اللام على لتبين: لأنه فعل المخاطب لا فعل المنزل. وإنما ينتصب مفعولاً له ما كان فعل فاعل الفعل المعل. والذي اختلفوا فيه: البعث؛ لأنه كان فيهم من يؤمن به، ومنهم عبد المطلب، وأشياء من التحريم والإنكار والإقرار {لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} سماع إنصاف وتدبر؛ لأنّ من لم يسمع بقلبه، فكأنه أصم لا يسمع.