فصل: الفصل الثاني: أساليب التنظيمات اليهودية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنظمات اليهودية ودورها في إيذاء عيسى عليه السلام (نسخة منقحة)



.الفصل الثاني: أساليب التنظيمات اليهودية:

مدخل: (الجمعيات السرية):
الجمعيات السرية الخطيرة كانت ولا تزال من أهم المؤسسات التي اعتمد عليها اليهود لتنفيذ أغراضهم والوصول إلى أهدافهم، وقد ينشئ اليهود جمعيات لهذا الغرض، أو يوعزون بإنشائها لغيرهم، وقد يجد اليهود جمعيات قامت لغرض أو لآخر فيندسون فيها، وينفثون فيها سمومهم، ويوجهون أتباعها وجهتهم التي يريدونها، ولا تكاد توجد جمعية ذات أسرار وأخطار إلا كان اليهود يعيشون فيها خلف الستار.
والمراجع العديدة التي اعتمدنا عليها في هذا الباب توحي بأن اليهود كانوا خلف الحركات التي هبت في وجه المسيحية والإسلام، فقد كانوا خلف جمعية (فرسان المعبد) وجمعية: القداس الأسود (وجمعية الصليب الوردي)، وجمعية (البنائين الأحرار) التي تسمى (الماسونية) وغيرها من الجمعيات التي وجهت نشاطها للنيل من المسيحية.
وكانوا خلف القرامطة، وغلاة الشيعة، وغيرهما من الجمعيات التي ناصبت المسلمين العداء، رغبة النيل من الإسلام.
وفي مكان آخر- يقول الدكتور أحمد شلبي: لم أقبل تعبير (غلاة الشيعة) وقلت: إن هؤلاء ليسوا شيعة، وليسوا مسلمين، وإنما هم جماعة من أعداء الإسلام تظاهروا بالدخول فيه وتظاهروا بالتشيع، فجعلوا من اسم الشيعة ستارا لهم، ونسجوا خلفه ألوانا من الترهات والأباطيل بقصد الكيد للإسلام والمسلمين.
وينبغي لي أن أوضح شيئا خطيرا يصنعه أعداء الإسلام للنيل منه، ذلك أنهم على اختلاف مشاربهم أدركوا أن من العسير جدا أن يرتد المسلم عن الإسلام إلى سواه من الأديان، وأن محاولة ذلك تكلفهم جهدا كبيرا ومالا ضخما دون أمل، ومن هنا اكتفى هؤلاء من المسلم بتضليله، ودفعه إلى الانحراف والبعد عن الإسلام الصحيح إن لم يعتنق دينا سواه. ومن وسائلهم لذلك أن يكلموه عن الإنسانية والعمل لخيرها مع الإيمان بالله وتوحيده، ويجعل هؤلاء شعارهم (الله) أو (الإنسانية).
ومن وسائلهم أن يصوروا له أن الأديان (أفيون) الرعاع، فينحدروا به إلى اللادينية، ومنها أن يزجوا به إلى مذهب منحرف من المذاهب التي تربط نفسها بالإسلام، كالأحمدية، والإسماعلية، والبهائية، والبابية...
واليهود خلف هذه الطرق جميعا بطريق مباشر، كأن يؤسسوا هذه الجمعيات أو ينضموا إليها، وبطريق غير مباشر، كأن يدفعوا الاستعمار إلى تأييد مثل هذه الجمعيات، والهدف واحد هنا وهناك.
وإذا تركنا الماضي وعنينا بالحاضر وجدنا اليهود خلف كثير من الجمعيات السرية الخطرة، يوجهـها للنيل من الإسلام في أرض الإسلام، ومن المسيحيين في بلاد الغرب، ومن كل دين وخلق.
[اليهودية، د/ أحمد شلبي، صـ 331، 332، بتصرف].
فمما لا شك فيه- وهذا أمر ثابت تاريخيا أنه ظهر خلال حقب التاريخ المختلفة (جمعيات سرية) كانت تغرق في السرية، والرمزية، كلما ازداد أعداؤها في اضطهاد عناصرها وظلمهم.
وكثيرا ما تعرضت هذه الجمعيات لافتضاح أمرها، أو اعتقال أفرادها، ومن ثم شيوع طرق تنظيمها وإفشاء أسرارها.
ومن الطبيعي أن التنظيمات اللاحقة تستفيد من أخطاء التنظيمات السابقة، وتتأثر بها وتتحاشى هناتها ولو تغيرت الغايات والأهداف، فإذا ما تشابهت الأهداف، فمن الطبيعي أن تتشابه (الرموز) و (الطقوس) وربما التسميات.
ومن المعروف تاريخيا أنه كان لبنى إسرائيل دولة بمعنى الدولة في زمن النبي (سليمان عليه السلام) فقط، ومنذ سنة 587 قبل الميلاد، حينما أغار بختنصر على مملكة يهوذا، وساق أهلها أسرى إلى بابل، لم يستطع اليهود إقامة دولة رغم محاولاتهم المتكررة التي كان يعقب كلا منها تشتت جديد، وتشرد في مختلف أنحاء العالم، وهناك في (بابل)- في الأسر- اخترع زعماؤهم فكرة (الوعد)، ورسخوا في أذهانهم خرافة (شعب الله المختار) ليحافظوا على وحدة الشعب وصفائه العنصري ويعيدوا إليه ثقته في نفسه.
لذا لا يستبعد عقليا أن يعمد اليهود إلى تأسيس جمعية سرية تعمل على تحقيق أهدافهم، بل أكثر من ذلك ولا يستبعد تشكيلهم لحكومة عالمية سرية، تتألف من قادتهم ذوي الأطماع الكبيرة في السيطرة على شعوب العالم التي يسمونها (غوييم)، وهم الذين يعتقدون أن اليهود (شعب الله المختار).
وهذا ما يجعلنا لا نستغرب، بل نميل إلى الاعتقاد بأنه يوجد لليهود (حكومة عالمية سرية) لا وطن لها ولا أرض ولا سلطات، وهم الذين قضت عليهم طبيعتهم أن لا تكون لهم حكومة فعلية أو وطن أو أرض أو دولة. لكن يجدر بنا أن نتساءل: ما هو مدى سيطرة هذه المنظمة السرية، أو (الحكومة الخفية) على الحكومات الحقيقية، وعلى التنظيمات العالمية خاصة تلك التي ارتبط اسمها بالصهيونية العالمية وأخص بالذكر (الماسونية).
[حكومة العالم الخفية، شيريب سبيريد وفيتش، ترجمة: مأمون سعيد، صـ 9- 11، ط/ دار النفائس (السادسة)، عام 1405هـ/ 1985م].
والحقيقة التي لا مراء فيها أن جذور الماسونية إنما هي جذور توراتية تلمودية، بدليل أن جميع الرموز والإشارات والأسماء المستخدمة في جميع درجاتها مأخوذة من التوراة والتلمود. كما أنها تخدم مخططات اليهود، بدليل أن الأعضاء المتقدمين فيها يقسمون عند التكريس للدرجات العليا على التوراة، بعد أن يختفي القرآن والإنجيل اللذان كانا يظهران في الدرجات الدنيا إلى جانب التوراة، ويقسمون على ماذا؟ يقسمون على العمل لبناء الهيكل وقيام إسرائيل، وحمايتها بكافة الوسائل عند قيامها.
[القوى الخفية لليهودية العالمية، (الماسونية) صـ 9].
فاليهود يعتمدون اعتمادا كبيرا في بلوغ غايتهم ونشر مفاسدهم على الجمعيات السرية، والحركات الهدامة، والمنظمات الخفية.
وإن الدور الذي قام به اليهود في بث روح الثورة وإنشاء الجمعيات السرية، وإثارة الحركات الهدامة عظيم جدا، وإن كان من الصعب أن نعينه بالتحقيق، فمنذ أقدم العصور نرى أن أثر التعاليم اليهودية الفلسفية السرية ظاهر في معظم الحركات الثورية والسرية. والمصدر الذي تجتمع فيه التقاليد اليهودية السرية إنما هو فلسفة (الكابالا) وهي كلمة عبرية معناها (ما يتلقى) أعني التقاليد.
و (الكابالا) هي مزيج من الفلسفة والتعاليم الروحية والشعوذة والسحر المتعارف عليه عند اليهود من أقدم العصور، والواقع أن الدور الذي لعبه اليهود- عن طريق الجمعيات السرية- في الثورات الحديثة ظاهر لا سبيل إلى إنكاره، وبالبحث والاستعراض نرى أنه دور مزدوج فهو يستند إلى المال والخفاء معا.
ذلك أن اليهود منذ العصور الوسطى امتلكوا ناصية الشئون المالية في معظم الجمعيات الأوربية، وسلطوا عليها في نفس الوقت سيلا من ضروب السحر والخفاء..
وإذا عرفنا أن هذه الجمعيات والحركات الهدامة ترمي إلى سحق نظم المجتمع الحاضر من دينية وسياسية وأخلاقية، ذكرنا في نفس الوقت أن هذه هي الغاية الأساسية التي تعمل لها اليهودية العالمية منذ عصور.
[الجمعيات السرية والحركات الهدامة للأستاذ محمد عبد الله عنان، صـ 115، بتصرف].
هذا وإن الجمعيات السرية اليهودية تتطور بتطور العصر، وتتزايد بتزايد الأيام، ومن الجمعيات السرية زيادة على ما ذكر، أندية الروتاري، والأنرهيل والروتراكت، والليونز.... إلخ.
ذلك فضلا عن اختلاط الأنساب والصلات المحرمة بين الصهيونية والصليبية التبشيرية، والشيوعية، والرأسمالية، والعلمانية، واليهودية، والبهائية، والقاديانية، والإبراهيمية ودعاة السلام العالمي، وتوحيد الأديان واللغات وأندية البحر المتوسط، وغيرهم.
[الروتاري في قفص الاتهام، أبو إسلام أحمد عبد الله، صـ 16، بتصرف، دار الاعتصام (الأولى)].
وإذا افتضح أي أسلوب لتلك الجمعيات السرية، بحثوا عن ثوب جديد يسترون به سوآتهم وحقدهم وخبثهم ومكرهم للأديان، يدعون كسر الحواجز العقدية كلها بين البشر، فاخترعت أندية (شهود يهوه) و (بناي بريث) و (مدارس الإليانس) و (مدارس سان جورج) و (التسلح الخلقي) و (الاتحاد والترقي) و (اليوجا) و (المتفائلات) و (محفل الفاهمين) و (السوروبتسمت) و غير ذلك مما تعرفه حكومات الشرق والغرب.
[المرجع السابق، صـ 158، بتصرف].
وإن حديث هذه الجمعيات هو عن الخدمات التي تقدمها للبشرية والسلام بين الشعوب، ونبذ العنصريات والعصبيات لجنس أو لون أو دين، وأن الميادين التي تدعو إليها هي (الإخاء- الحرية- المساواة).
[المرجع السابق، صـ 206، بتصرف].
والذي يجب أن معرفة أن وجود ناد واحد من هذه الأندية في بلادنا يحدد بوضوح وجلاء ملامح علاقة أعضاء هذه الأندية بالنشاط الدولي والخفي للصهيونية العالمية، وإن خفي ذلك على (عمياننا) فلن يخفى على ذوي الأنوف السليمة.
[المرجع السابق، صـ 223، بتصرف].
هذا... ولقد لعب العمل السري المنظم دورا كبيرا، بل وهاما في تاريخ البشرية، ولقد أثر العمل السري أعظم الأثر في توجيه تطورات كثيرة في حياة المجتمعات في السلم والحرب على حد سواء، بل كان من أقوى الوسائل إلى الإعداد لقيادة التغيير بهدف الإصلاح والعمران والتطور، أو بقصد الاستغلال والهدم والتدمير في حياة المجتمعات الآمنة والمستقرة، وذلك بالعمل على هز أركانها، وزعزعة مقومات الأمن وعوامل الثقة بين أبنائها بتفكيك روابطها والعمل على مسخ الغايات المثلي لأبنائها.
ومن عجب أن تاريخ الجمعيات السرية يفيض بسحر خاص، وجاذبية قوية تشد فريقا من النـاس للعمل السري، ولقد بلغ سحر التعلق بالانخراط في عضوية العمل السري إلى نوع من المجازفة والمخاطرة، وتنفيذ غرائب الأعمال، بل القيام بأعظم التضحيات الشخصية وذلك في ظل طاعة عمياء، واستسلام مطلق لمصادر وقيادات التوعية لمهام العمل السري في ضوء مخططه العام.
وتاريخ الجمعيات السرية يقول لنا: إنه كلما كان العمل المنوط به العضو محاطا بأسلوب من السرية. وجو من الكتمان، وكلما كانت المهام المكلف بها العضو ستمثل لغزا شخصيا له نتيجة إعداده التنظيمي، كان ارتباط العضو بالعمل قويا وشديدا.
والجمعيات أو التنظيمات الماسونية كمذهب (سري) يقوم على أساس من تراث ديني وسياسي متوارث عند اليهود، لتعبر هذه الجمعيات والتنظيمات عما يؤمن به أولئك الغلاة من المتطرفين الذين يرون في أنفسهم: أنه عن طريق اصطفائهم وانتقاء عنصرهم هم الصفوة المنتقاة من البشر الذين من حقهم أن يصنعوا بالمثل العليا للإنسان والقيم والمعتقدات، ما يرونه كفيلا بتهيئة الأرض السياسية والدينية التي يقوم عليها سلطان الجنس اليهودي المدعي، وسيادة الشعب المختار!!
حتى ولو كان الأسلوب أو التنظيم الذي تراه القوي اليهودية جيلا بعد جيل مسخا وتشويها لكل قيم الوجوه الإنساني، وذلك بهدم الأديان ورفض القيم والأخلاق وإنكار الرسالات والتجرد من كل عرف أو مألوف إلا ما يساعد على نشر سيادة عقيدة الجنس اليهودي، والتمكين لأطماعه في الأرض والبشر، وذلك بفرض أساليب الغزو الفكري والوجداني للبشر قبل فرض السيادة المدعاة.
والجمعيات الماسونية، أو التنظيم الماسوني هو من أدق وأعقد الأساليب الخفية والمستترة في استقطاب حركة المجتمعات وتوجيهها، إلى حيث تريد لها القوى اليهودية في مخططها العالمي الذي يتمثل في الحركة العنصرية التي تقيم دعواها على أساس من معتقد مصطنع، وتاريخ مزيف في السيطرة على العالم وعلى مقدراته، وانطلاقا متعاقبا ومتواليا عبر مراحل التاريخ، من أرض الدين والتاريخ، المدعى لبني إسرائيل من فلسطين كبداية للسيطرة على العالم ومقدراته.
[الماسونية ذلك العالم المجهول (دراسة في الأسرار التنظيمية اليهودية العالمية) د/ صابر طعيمة، صـ 7- 9، بتصرف].