فصل: تفسير الآيات (18- 24):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»



.تفسير الآيات (18- 24):

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)}
{وأنَّ المساجدَ للَّهِ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: يعني الصلوات للَّه، قاله ابن شجرة.
الثاني: أنها الأعضاء التي يسجد عليها للَّه، قاله الربيع.
الثالث: أنها المساجد التي هي بيوت اللَّه للصلوات، قاله ابن عباس.
الرابع: أنه كل موضع صلى فيه الإنسان، فإنه لأجل السجود فيه يسمى مسجداً.
{فلا تَدْعُوا مع اللَّهِ أحَداً} أي فلا تعبدوا معه غيره، وفي سببه ثلاثة أقاويل:
أحدها: ما حكاه الأعمش أن الجن قالت: يا رسول الله ائذن لنا نشهد معك الصلاة في مسجدك، فنزلت هذه الآية.
الثاني: ما حكاه أبو جعفر محمد بن علّي أن الحمس من مشركي أهل مكة وهم كنانة وعامر وقريش كانوا يُلبّون حول البيت: لبيّك اللهم لبيّك، لبيّك لا شريك لك، إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، فأنزل اللَّه هذه الآية نهياً أن يجعل للَّه شريكاً، وروى الضحاك عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قدّم رجله اليمنى وقال: «وأن المساجد للَّه فلا تدعوا مع اللَّه أحداً اللهم أنا عبدك وزائرك، وعلى كل مزور حق وأنت خير مزور فأسألك برحمتك أن تفك رقبتي من النار» وإذا خرج من المسجد قدم رجله اليسرى وقال: «اللهم صُبَّ الخير صبّاً ولا تنزع عني صالح ما أعطيتني أبداً ولا تجعل معيشتي كدّاً واجعل لي في الخير جداً».
{وأنه لما قام عبدُ اللَّهِ يدعوه} يعني محمداً، وفيه وجهان:
أحدهما: أنه قام إلى الصلاة يدعو ربه فيها، وقام أصحابه خلفه مؤتمين، فعجبت الجن من طواعية أصحابه له، قاله ابن عباس.
الثاني: أنه قام إلى اليهود داعياً لهم إلى اللَّه، رواه ابن جريج.
{كادوا يكونون عليه لِبَداً} فيه وجهان:
أحدهما: يعني أعواناً، قاله ابن عباس.
الثاني: جماعات بعضها فوق بعض، وهو معنى قول مجاهد، ومنه اللبد لاجتماع الصوف بعضه على بعض، وقال ذو الرمة:
ومنهلٍ آجنٍ قفرٍ مواردهُ ** خُضْرٍ كواكبُه مِن عَرْمَصٍ لَبِدِ.

وفي كونهم عليه لبداً ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم المسلمون في اجتماعهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ابن جبير. الثاني: أنهم الجن حين استمعوا من رسول اللَّه قراءته، قاله الزبير بن العوام. الثالث: أنهم الجن والإنس في تعاونهم على رسول اللَّه في الشرك، قاله قتادة.
{قلْ إني لا أَمْلِكُ لكم ضَرّاً ولا رَشَداً} يعني ضراً لمن آمن ولا رشداً لمن كفر، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: عذاباً ولا نعيماً.
الثاني: موتاً ولا حياة.
الثالث: ضلالاً ولا هدى.
{قل إني لن يُجيرَني مِنَ اللَّهِ أَحدٌ} روى أبو الجوزاء عن ابن مسعود قال: انطلقتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى أتى الحجون فخط خطاً ثم تقدم عليهم فازدحموا عليه، فقال سيد لهم يقال له وردان: أنا أزجلهم عنك، فقال: {إني لن يجيرني من اللَّه أحد}
ويحتمل وجهين:
أحدهما: لن يجيرني مع إجارة اللَّه لي أحد.
الثاني: لن يجيرني مما قدره الله علي أحد.
{ولن أجدَ مِن دُونهِ مَلْتَحداً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: يعني ملجأ ولا حرزاً، قاله قتادة.
الثاني: ولياً ولا مولى، رواه أبو سعيد.
الثالث: مذهباً ولا مسلكاً، حكاه ابن شَجرة، ومنه قول الشاعر:
يا لهفَ نفْسي ولهفي غيرُ مُجْديةٍ ** عني وما مِن قضاءِ اللَّهِ مُلْتَحَدُ.

{إلا بلاغاً مِن اللَّه ورسالاتِه} فيه وجهان:
أحدهما: لا أملك ضراً ولا رشداً إلا أن أبلغكم رسالات اللَّه، قاله الكلبي.
الثاني: لن يجيرني من الله أحد إن لم أبلغ رسالات اللَّه، قاله مقاتل.
روى مكحول عن ابن مسعود: أن الجن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة، وكانوا سبعين ألفاً، وفرغوا من بيعته عند انشقاق الفجر.

.تفسير الآيات (25- 28):

{قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)}
{عالِمُ الغيْب} فيه أربعة أوجه:
أحدها: عالم السر، قاله ابن عباس.
الثاني: ما لم تروه مما غاب عنكم، قاله الحسن.
الثالث: أن الغيب القرآن، قاله ابن زيد.
الرابع: أن الغيب القيامة وما يكون فيها، حكاه ابن أبي حاتم.
{فلا يُظْهِرُ على غيْبه أَحَداً إلا من ارتضى من رسول} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: إلا من ارتضى من رسول الله هو جبريل، قاله ابن جبير.
الثاني: إلا من ارتضى من نبي فيما يطلعه عليه من غيب، قاله قتادة.
{فإنه يَسْلُكُ مِن بَيْن يَدَيْه ومِنْ خَلْفه رَصَداً} فيه قولان:
أحدهما: الطريق، ويكون معناه فإنه يجعل له إلى علم بعض ما كان قبله وما يكون بعده طريقاً، قاله ابن بحر.
الثاني: أن الرصد الملائكة، وفيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم حفظة يحفظون النبي صلى الله عليه وسلم من الجن والشياطين من أمامه وورائه، قاله ابن عباس وابن زيد، قال قتادة: هم أربعة.
الثاني: أنهم يحفظون الوحي فما جاء من الله قالوا إنه من عند الله، وما ألقاه الشيطان قالوا إنه من الشيطان، قاله السدي.
الثالث: يحفظون جبريل إذا نزل بالوحي من السماء أن يسمعه الجن إذا استرقوا السمع ليلقوه إلى كهنتهم قبل أن يبلغه الرسول إلى أمته، قاله الفراء.
{ليعْلَمَ أنْ قد أبْلَغوا رسالاتِ ربِّهم} فيه خمسة أوجه:
أحدها: ليعلم محمد أن قد بلغ جبريل إليه رسالات ربه، قاله ابن جبير، وقال: ما نزل جبريل بشيء من الوحي إلا ومعه أربعة من الملائكة.
الثاني: ليعلم محمد أن الرسل قبله قد بلغت رسالات الله وحفظت، قاله قتادة.
الثالث: ليعلم من كذب الرسل أن الرسل قد بلغت عن ربها ما أمرت به، قاله مجاهد.
الرابع: ليعلم الجن أن الرسل قد بلغوا ما أنزل الله عليهم، ولم يكونوا هم المبلغين باستراق السمع عليهم، قاله ابن قتيبة.
الخامس: ليعلم الله أن رسله قد بلغوا عنه رسالاته، لأنبيائه، قاله الزجاج.
{وأحاط بما لديهم} قال ابن جريج: أحاط علماً.
{وأحْصى كُلَّ شيءٍ عَدَداً} يعني من خلقه الذي يعزب إحصاؤه عن غيره.

.سورة المزمل:

.تفسير الآيات (1- 9):

{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9)}
قوله تعالى: {يا أيها المزمِّلُ} قال الأخفش: أصله المتزمل فأدغم التاء في الزاي، وكذا المدثر.
وفي أصل المزمل: قولان:
أحدهما: المحتمل، يقال زمل الشيء إذا حمله، ومنه الزاملة التي تحمل القماش.
الثاني: المزمل هو المتلفف، قال امرؤ القيس:
كأن ثبيراً في عرائين وبْله ** كبيرُ أناسٍ في بجادٍ مُزَمّلِ.

وفيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يا أيها المزمل بالنبوة، قاله عكرمة.
الثاني: بالقرآن، قاله ابن عباس.
الثالث: بثيابه، قاله قتادة.
قال إبراهيم: نزلت عليه وهو في قطيفة.
{قُمِ الليلَ إلا قليلاً} يعني صلِّ الليل إلا قليلاً، وفيه وجهان:
أحدهما: إلا قليلاً من أعداد الليالي لا تقمها.
الثاني: إلا قليلاً من زمان كل ليلة لا تقمه وقد كان فرضاً عليه.
وفي فرضه على مَنْ سواه من أُمّته قولان:
أحدهما: فرض عليه دونهم لتوجه الخطاب إليه، ويشبه أن يكون قول سعيد ابن جبير.
الثاني: أنه فرض عيله وعليهم فقاموا حتى ورمت أقدامهم، قاله ابن عباس وعائشة.
وقال ابن عباس: كانوا يقومون نحو قيامه في شهر رمضان ثم نسخ فرض قيامه على الأمة، واختلف بماذا نسخ عنهم على قولين:
أحدهما: بالصلوات الخمس وهو قول عائشة.
الثاني: بآخر السورة، قاله ابن عباس.
واختلفوا من مدة فرضه إلى أن نسخ على قولين:
أحدهما: سنة، قال ابن عباس: كان بين أول المزمل وآخرها سنة.
الثاني: ستة عشر شهراً، قالته عائشة، فهذا حكم قيامه في فرضه ونسخه على الأمة.
فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان فرضاً عليه، وفي نسخه عنه قولان:
أحدهما: المدة المفروضة على أمته في القولين الماضيين.
الثاني: أنها عشر سنين إلى أن خفف عنها بالنسخ زيادة في التكليف لتميزه بفضل الرسالة، قاله سعيد بن جبير.
قوله {قم الليلَ إلاّ قليلاً} لأن قيام جميعه على الدوام غير ممكن فاستثنى منه القليل لراحة الجسد، والقليل من الشيء ما دون النصف.
حكي عن وهب بن منبه أنه قال: القليل ما دون المعشار والسدس.
وقال الكلبي ومقاتل: القليل الثلث.
وَحدُّ الليل ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر الثاني.
ثم قال تعالى: {نِصْفَهُ أو انقُصْ مِنْهُ قليلاً} فكان ذلك تخفيفاً إذا لم يكن زمان القيام محدوداً، فقام الناس حتى ورمت أقدامهم، فروت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الليل فقال: أيها الناس اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن اللَّه لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل، وخير الأعمال ما ديم عليه.
ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {عَلِم أنْ لن تُحْصوه فتابَ عليكم فاقْرَؤوا ما تيسّر من القرآن}.
{أوزِدْ عليه ورَتِّل القرآنَ تَرْتيلاً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: بيّن القرآن تبياناً، قاله ابن عباس وزيد بن أسلم.
الثاني: فسّرْه تفسيراً، قاله ابن جبير.
الثالث: أن تقرأه على نظمه وتواليه، لا تغير لفظاً ولا تقدم مؤخراً مأخوذ من ترتيل الأسنان إذا استوى نبتها وحسن انتظامها، قاله ابن بحر.
{إنّا سنُلْقي عليكَ قوْلاً ثَقيلاً} وهو القرآن، وفي كونه ثقيلاً أربعة تأويلات:
أحدها: أنه إذا أوحي إليه كان ثقيلاً عليه لا يقدر على الحركة حتى ينجلي عنه، وهذا قول عائشة وعروة بن الزبير.
الثاني: العمل به ثقيل في فروضه وأحكامه وحلاله وحرامه، قاله الحسن وقتادة.
الثالث: أنه في المزان يوم القيامة ثقيل، قاله ابن زبير.
الرابع: ثقل بمعنى كريم، مأخوذ من قولهم: فلان ثقيل عليّ أي كريم عليّ، قاله السدي.
ويحتمل تأويلً خامساً: أن يكون ثقيل بمعنى ثابت، لثبوت الثقيل في محله، ويكون معناه أنه ثابت الإعجاز لا يزول إعجازه أبداً.
{إنّ ناشئةَ الليل هي أَشدُّ وطْئاً} فيها ستة تأويلات:
أحدها: أنه قيام الليل، بالحبشية، قاله ابن مسعود.
الثاني: أنه ما بين المغرب والعشاء، قاله أنس بن مالك.
الثالث: ما بعد العشاء الآخرة، قاله الحسن ومجاهد.
الرابع: أنها ساعات الليل لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة، قاله ابن قتيبة.
الخامس: أنه بدء الليل، قاله عطاء وعكرمة.
السادس: أن الليل كل ناشئة، قال ابن عباس: لأنه ينشأ بعد النهار.
وفي {أشد وطْئاً} خمسة تأويلات:
أحدها: مواطأة قلبك وسمعك وبصرك، قاله مجاهد.
الثاني: مواطأة قولك لعملك، وهو مأثور.
الثالث: مواطأة عملك لفراغك، وهو محتمل.
الرابع: أشد نشاطاً، قاله الكلبي، لأنه زمان راحتك.
الخامس: قاله عبادة: أشد وأثبت وأحفظ للقراءة.
وفي قوله: {وأَقْوَمُ قِيلاً} ثلاثة تأويلات:
أحدها: معناه أبلغ في الخير وأمعن في العدل، قاله الحسن.
الثاني: أصوب للقراءة وأثبت للقول لأنه زمان التفهم، قاله مجاهد وقتادة، وقرأ أنس بن مالك {وأهيأ قيلاً} وقال أهيأ وأقوم سواء.
الثالث: أنه أعجل إجابة للدعاء، حكاه ابن شجرة.
{إن لك في النهارِ سَبْحاً طويلاً} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني فراغاً طوياً لنَومك وراحتك، فاجعل ناشئة الليل لعبادتك، قاله ابن عباس وعطاء.
الثاني: دعاء كثيراً، قاله السدي وابن زيد والسبح بكلامهم هو الذهاب، ومنه سبح السابح في الماء.
{واذكر اسم ربك} فيه وجهان:
أحدهما: اقصد بعملك وجه ربك.
الثاني: أنه إذا أردت القراءة فابدأ بسم الله الرحمن الرحيم، قاله ابن بحر. ويحتمل وجهاً ثالثاً: واذكر اسم ربك في وعده ووعيده لتتوفر على طاعته وتعدل عن معصيته.
{وتَبتَّلْ إليه تَبْتِيلاً} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: أخلص إليه إخلاصاً، قاله مجاهد.
الثاني: تعبد له تعبداً، قاله ابن زيد.
الثالث: انقطع إليه انقطاعاً، قاله أبو جعفر الطبري، ومنه مريم البتول لانقطاعها إلى الله تعالى، وجاء في الحديث النهي عن التبتل الذي هو الانقطاع عن الناس والجماعات.
الرابع: وتضرّع إليه تضرّعاً.
{ربُّ المشْرِقِ والمْغرِبِ} فيه قولان:
أحدهما: رب العالَمِ بما فيه لأنهم بين المشرق والمغرب، قاله ابن بحر.
الثاني: يعني مشرق الشمس ومغربها.
وفي المراد بالمشرق والمغرب ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه استواء الليل والنهار، قاله وهب بن منبه.
الثاني: أنه دجنة الليل ووجه النهار، قاله عكرمة.
الثالث: أنه أول النهار وآخره، لأن نصف النهار أوله فأضيف إلى المشرق، ونصفه آخره فأضيف إلى المغرب.
{فاتّخِذْهُ وَكيلاً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: مُعيناً.
الثاني: كفيلاً.
الثالث: حافظاً.