فصل: تفسير الآية رقم (15):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (15):

{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15)}
{إِنَّمَا أموالكم وأولادكم فِتْنَةٌ} لكم شاغلة عن أمور الآخرة {والله عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} فلا تفوتوه باشتغالكم بالأموال والأولاد.

.تفسير الآية رقم (16):

{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)}
{فاتقوا الله مَا استطعتم} ناسخة لقوله: {اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ} [102: 3] {واسمعوا} ما أمرتم به سماع قبول {وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ} في الطاعة {خَيْراً لأَنفُسِكُمْ} خبر يكن مقدّرة جواب الأمر {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فأولئك هُمُ المفلحون} الفائزون.

.تفسير الآية رقم (17):

{إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)}
{إِن تُقْرِضُواْ الله قَرْضاً حَسَناً} بأن تتصدّقوا عن طيب قلب {يضاعفه لَكُمْ} وفي قراءة {يضعِّفه} بالتشديد بالواحدة عشراً إلى سبعمائة وأكثر [261: 2] {وَيَغْفِرْ لَكُمْ} ما يشاء {والله شَكُورٌ} مجاز على الطاعة {حَلِيمٌ} في العقاب على المعصية.

.تفسير الآية رقم (18):

{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
{عالم الغيب} السرّ {والشهادة} العلانية {العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه.

.سورة الطلاق:

.تفسير الآية رقم (1):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)}
{ياأيها النبى} المراد أمته بقرينة ما بعده، أو قل لهم {إِذَا طَلَّقْتُمُ النسآء} أي أردتم الطلاق {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} لأوّلها بأن يكون الطلاق في طهر لم تمس فيه لتفسيره صلى الله عليه وسلم بذلك، رواه الشيخان {وَأَحْصُواْ العدة} احفظوها لتراجعوا قبل فراغها {واتقوا الله رَبَّكُمْ} أطيعوه في أمره ونهيه {لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلاَ يَخْرُجْنَ} منها حتى تنقضي عدّتهنّ {إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بفاحشة} زنا {مُّبَيِّنَةٍ} بفتح الياء وكسرها: أي بينت، أو بينة فيخرجن لإِقامة الحدّ عليهنّ {وَتِلْكَ} المذكورات {حُدُودُ الله وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِى لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذلك} الطلاق {أمْراً} مراجعة فيما إذا كان واحدة أو اثنتين.

.تفسير الآية رقم (2):

{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)}
{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} قاربن انقضاء عدّتهنّ {فَأَمْسِكُوهُنَّ} بأن تراجعوهن {بِمَعْرُوفٍ} من غير ضرار {أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} اتركوهنّ حتى تنقضي عدّتهنّ ولا تضارّوهنّ بالمراجعة {وَأَشْهِدُواْ ذَوَىْ عَدْلٍ مِّنْكُمْ} على المراجعة أو الفراق {وَأَقِيمُواْ الشهادة لِلَّهِ} لا للمشهود عليه أو له {ذلكم يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بالله واليوم الأخر وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} من كرب الدنيا والآخرة.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)}
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} يخطر بباله {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله} في أُموره {فَهُوَ حَسْبُهُ} كافيه {إِنَّ الله بالغ أَمْرِهِ} مراده. وفي قراءة بالإِضافة {قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَئ} كرخاء وشدّة {قَدْراً} ميقاتاً.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)}
{والائى} بهمزة وياء، وبلا ياء في الموضعين {يَئِسْنَ مِنَ المحيض} بمعنى الحيض {مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ارتبتم} شككتم في عدّتهنّ {فَعِدَّتُهُنَّ ثلاثة أَشْهُرٍ والائى لَمْ يَحِضْنَ} لصغرهنّ فعدّتهنّ ثلاثة أشهر، والمسألتان في غير المتوفى عنهنّ أزواجهنّ، أما هنّ فعدّتهنّ ما في آية {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} {وأولات الأحمال أَجَلُهُنَّ} انقضاء عدّتهنّ مطلقات أو متوفى عنهنّ أزواجهنّ {أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} في الدنيا والآخرة.

.تفسير الآية رقم (5):

{ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)}
{ذلك} المذكور في العدّة {أَمْرُ الله} حُكمه {أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ الله يُكَفِّرْ عَنْهُ سيئاته وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}.

.تفسير الآية رقم (6):

{أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6)}
{أَسْكِنُوهُنَّ} أي المطلقات {مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم} أي بعض مساكنكم {مِّن وُجْدِكُمْ} أي سعتكم عطف بيان، أو بدل مما قبله بإعادة الجارّ وتقدير مضاف أي أمكنة سعتكم لا ما دونها {وَلاَ تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ} المساكن فيحتجن إلى الخُرُوجِ أو النَّفَقَةِ فيفتدين مِنْكُمْ {وَإنْ كُنَّ أُوْلاَتِ حَملٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حتى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ} أولادكم منهنّ {فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} على الرضاع {وَأْتَمِرُواْ بَيْنِكُمْ} وبينهنّ {بِمَعْرُوفٍ} بجميل في حق الأولاد بالتوافق على أجر معلوم للإِرضاع {وَإِن تَعَاسَرْتُمْ} تضايقتم في الرضاع فامتنع الأب من الأجرة والأم من فعله {فَسَتُرْضِعُ لَهُ} للأب {أخرى} ولا تكره الأمّ على إرضاعه.

.تفسير الآية رقم (7):

{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)}
{لِيُنفِقْ} على المطلقات والمرضعات {ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ} ضيق {عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا ءاتاه} أعطاه {الله} على قدره {لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ مَآ ءاتاها سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} وقد جعله بالفتوح.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8)}
{وَكَأَيِّن} هي كاف الجر دخلت على أي بمعنى كم {مِن قَرْيَةٍ} أي وكثير من القرى {عَتَتْ} عصت، يعني أهلها {عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فحاسبناها} في الآخرة وإن لم تجيء لتحقق وقوعها {حِسَاباً شَدِيداً وعذبناها عَذَاباً نُّكْراً} بسكون الكاف وضمها فظيعاً وهو عذاب النار.

.تفسير الآية رقم (9):

{فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9)}
{فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} عقوبته {وَكَانَتِ عاقبة أَمْرِهَا خُسْراً} خساراً وهلاكاً.

.تفسير الآية رقم (10):

{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)}
{أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} تكرير الوعيد توكيد {فاتقوا الله ياأولى الألباب} أصحاب العقول {الذين ءَامَنُواْ} نعت للمنادى أو بيان له {قَدْ أَنزَلَ الله إِلَيْكُمْ ذِكْراً} هو القرآن.

.تفسير الآية رقم (11):

{رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11)}
{رَسُولاً} أي محمداً صلى الله عليه وسلم منصوب بفعل مقدّر، أي وأرسل {يَتْلُوا عَلَيْكُمْ ءايات الله مبينات} بفتح الياء وكسرها كما تقدّم {لِّيُخْرِجَ الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} بعد مجيء الذكر والرسول {مِنَ الظلمات} الكفر الذي كانوا عليه {إِلَى النور} الإِيمان الذي قام بهم بعد الكفر {وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صالحا يُدْخِلْهُ} وفي قراءة {ندخله} بالنون {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ الله لَهُ رِزْقاً} هو رزق الجنة التي لا ينقطع نعيمها.

.تفسير الآية رقم (12):

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)}
{الله الذي خَلَقَ سَبْعَ سماوات وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ} يعني سبع أرضين {يَتَنَزَّلُ الأمر} الوحي {بَيْنَهُنَّ} بين السموات والأرض: ينزل به جبريل من السماء السابعة إلى الأرض السابعة {لِّتَعْلَمُواْ} متعلق بمحذوف، أي أعلمكم بذلك الخلق والتنزيل {أَنَّ الله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَئ عِلْمَاً}.

.سورة التحريم:

.تفسير الآية رقم (1):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}
{ياأيها النبى لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ} من أَمَتك مارية القبطية لما واقعها في بيت حفصة، وكانت غائبة فجاءت وشق عليه كون ذلك في بيتها وعلى فراشها حيث قلت: هي حرام عليَّ {تَبْتَغِى} بتحريمها {مَرْضَاتَ أزواجك} أي رضاهنّ {والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} غفر لك هذا التحريم.

.تفسير الآية رقم (2):

{قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)}
{قَدْ فَرَضَ الله} شرع {لَكُمْ تَحِلَّةَ أيمانكم} تحليلها بالكفارة المذكورة في سورة [المائدة: 5]، ومن الأيمان تحريم الأمة، وهل كفّر صلى الله عليه وسلم؟ قال مقاتل: أعتق رقبة في تحريم مارية. وقال الحسن: لم يكفر لأنه صلى الله عليه وسلم مغفور له {والله مولاكم} ناصركم {وَهُوَ العليم الحكيم}.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)}
{وَ} اذكر {إِذْ أَسَرَّ النبى إلى بَعْضِ أزواجه} هي حفصة {حَدِيثاً} هو تحريم مارية، وقال لها لا تفشيه {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} عائشة ظناً منها أن لا حرج في ذلك {وَأَظْهَرَهُ الله} أطلعه {عَلَيْهِ} على المنبأ به {عَرَّفَ بَعْضَهُ} لحفصة {وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} تكرُّماً منه {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هذا قَالَ نَبَّأَنِىَ العليم الخبير} أي الله.

.تفسير الآية رقم (4):

{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)}
{إِن تَتُوبَآ} أي حفصة وعائشة {إِلَى الله فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} مالت إلى تحريم مارية أي سرَّكما ذلك مع كراهة النبي صلى الله عليه وسلم له، وذلك ذنب، وجواب الشرط محذوف: أي تقبلاً، وأطلق (قلوب) على (قلبين) ولم يعبر به لاستثقال الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة {وَإِن تَظَاهَرَا} بإدغام التاء الثانية في الأصل في الظاء، وفي قراءة بدونها: تتعاونا {عَلَيْهِ} أي النبيّ فيما يكرهه {فَإِنَّ الله هُوَ} ضمير فصل {مولاه} ناصره {وَجِبْرِيلُ وصالح الْمُؤْمِنِينَ} أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، معطوف على محل اسم (إنَّ) فيكونون ناصريه {والملائكة بَعْدَ ذلك} بعد نصر الله والمذكورين {ظَهِيرٍ} ظهراء أعوان له في نصره عليكما.

.تفسير الآية رقم (5):

{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)}
{عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ} أي طلق النبيّ أزواجه {أَن يُبْدِلَهُ} بالتشديد والتخفيف {أزواجا خَيْراً مِّنكُنَّ} خبر (عسى) والجملة جواب الشرط ولم يقع التبديل لعدم وقوع الشرط {مسلمات} مقرات بالإِسلام {مؤمنات} مخلصات {قانتات} مطيعات {تائبات عابدات سائحات} صائمات أو مهاجرات {ثيبات وَأَبْكَاراً}.