فصل: تفسير الآية رقم (22):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (22):

{الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}
{الذي جَعَلَ} خلق {لَكُمُ الأرض فِرَاشاً} حال بساطا يُفْتَرَشُ لا غاية في الصلابة أو الليونة فلا يمكن الاستقرار عليها {والسماء بِنَاءً} سقفاً {وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ} أنواع {الثمرات رِزْقاً لَّكُمْ} تأكلونه وتعلفون به دوابكم {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً} شركاء في العبادة {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه الخالق ولا يخلقون ولا يكون إلهاً إلا من يَخْلُقُ.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)}
{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ} شك {مّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا} محمد من القرآن أنه من عند الله {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مّن مِّثْلِهِ} أي المنزلـ (ومن) للبيان أي هي مثله في البلاغة وحسن النظم والإخبار عن الغيبـ (والسورة قطعة لها أول وآخر أقلها ثلاث آيات) {وادعوا شُهَدَاءكُم} آلهتكم التي تعبدونها {مِن دُونِ الله} أي غيره لِتُعينكم {إِن كُنتُمْ صادقين} في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا ذلك فإنكم عربيون فصحاء مثله. ولما عجزوا عن ذلك قال تعالى: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ}.

.تفسير الآية رقم (24):

{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)}
{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ} ما ذُكِرَ لعجزكم {وَلَن تَفْعَلُواْ} ذلك أبداً لظهور إعجازه اعتراض- {فاتقوا} بالإيمان بالله وأنه ليس من كلام البشر {النار التي وَقُودُهَا الناس} الكفار {والحجارة} كأصنامهم منها يعني أنها مفرطة الحرارة تتَّقد بما ذكر لا كَنارِ الدنيا تتَّقد بالحطب ونحوه. {أُعِدَّتْ} هُيِّئَتْ {للكافرين} يعذبون بها، جملة مستأنفة أو حال لازمة.

.تفسير الآية رقم (25):

{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}
{وَبَشّرِ} أخبر {الذين كَفَرُواْ} صدقوا بالله {وَعَمِلُواْ الصالحات} من الفروض والنوافل {ءانٍ} أي بأن {لَهُمْ جنات} حدائق ذات أشجار ومساكن {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا} أي تحت أشجارها وقصورها {الانهار} أي المياه فيها، والنهر الموضع الذي يجري فيه الماء لأن الماء ينهره أي يحفره، وإسناد الجري إليه مجاز {كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا} أطعموا من تلك الجنات {مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هذا الذي} أي مثل ما {رُزِقْنَا مِن قَبْلُ} أي قبله في الجنة لتشابه ثمارها بقرينه {وَأُتُواْ بِهِ} أي جيئوا بالرزق {متشابها} يشبه بعضه بعضاً لوناً ويختلف طعماً {وَلَهُمْ فِيهَا أزواج} من الحور وغيرها {مُّطَهَّرَةٍ} من الحيض وكل قذر {وَهُمْ فِيهَا خالدون} ماكثون أبدا لا يفنون ولا يخرجون، ونزل ردا لقول اليهود لما ضرب الله المثل بالذباب في قوله: {وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذباب شَيْئاً} [73: 22] والعنكبوت في قوله: {كَمَثَلِ العنكبوت} [41: 29] ما أراد الله بذكر هذه الأشياء الخسيسة فأنزل الله.

.تفسير الآية رقم (26):

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26)}
{إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ} يجعل {مَثَلاً} مفعول أوّل {مَا} نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أيَّ: مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني {بَعُوضَةً} مفرد (البعوض) وهو صغار البق {فَمَا فَوْقَهَا} أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم {فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ فَيَعْلمُونَ أَنَّهُ} أي المثل {الحق} الثابت الواقع موقعه {مِن رَّبّهِمْ وَأَمَّا الذين كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ الله بهذا مَثَلاً} تمييز: أي بهذا المثل و(ما) استفهام إنكار مبتدأ، وذا بمعنى: الذي بصلته خبره أي: أيَّ فائدة فيه؟ قالالله تعالى في جوابهم {يُضِلُّ بِهِ} أي: بهذا المثل {كَثِيراً} عن الحق لكفرهم به {وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا} من المؤمنين لتصديقهم به {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفاسقين} الخارجين عن طاعته.

.تفسير الآية رقم (27):

{الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)}
{الذين} نعت {يَنقُضُونَ عَهْدَ الله} ما عهده إليهم في الكتب من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم {مِن بَعْدِ ميثاقه} توكيده عليهم {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَن يُوصَلَ} من الإيمان بالنبي والرحم وغير ذلك (وأن) بدل من ضمير (به) {وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض} بالمعاصي والتعويق عن الإيمان {أولئك} الموصوفون بما ذُكِرَ {هُمُ الخاسرون} لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم.

.تفسير الآية رقم (28):

{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)}
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ} يا أهل مكة {بالله وَ} قد {كُنتُمْ أمواتا} نطفاً في الأصلاب {فأحياكم} في الأرحام والدنيا بنفخ الروح فيكم؟ والاستفهام: للتعجب من كفرهم مع قيام البرهان أو: للتوبيخ {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} عند انتهاء آجالكم {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} بالبعث {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} تُردَّون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم. وقال دليلاً على البعث لمّا أنكروه.

.تفسير الآية رقم (29):

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)}
{هُوَ الذي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأرض} أي: الأرض وما فيها {جَمِيعاً} لتنتفعوا به وتعتبروا {ثُمَّ استوى} بعد خلق الأرض: أي قصد {إِلَى السماء فسواهن} الضمير يرجع إلى (السماء) لأنها في معنى الجملة الآيلة إليه أي صيرها كما في آية أخرى {فقضاهن} [12: 41] {سَبْعَ سموات وَهُوَ بِكُلّ شَئ عَلِيمٌ} مجملاً ومفصلاً أفلا تعتبرون أنّ القادر على خلق ذلك ابتداء وهو أعظم منكم قادر على إعادتكم.

.تفسير الآية رقم (30):

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)}
{وَ} اذكر يا محمد {إِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة إِنّى جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً} يخلفني في تنفيذ أحكامي فيها وهو آدم {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي {وَيَسْفِكُ الدماء} يريقها بالقتل كما فعل بنو الجان وكانوا فيها فلما أفسدوا أرسل الله عليهم الملائكة فطردوهم إلى الجزائر والجبال {وَنَحْنُ نُسَبّحُ} متلبسين {بِحَمْدِكَ} أي: نقول سبحان الله وبحمده {ونقدس لك} ننزهك عما لايليق بك فاللام زائدة والجملة: حال أي: فنحن أحق بالاستخلاف. {قَالَ} تعالى {إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} من المصلحة في استخلاف آدم وأن ذريته فيهم المطيع والعاصي فيظهر العدل بينهم فقالوا: لن يخلق ربنا خلقاً أكرم عليه منا ولا أعلم لسبقنا له ورؤيتنا ما لم يره فخلق الله تعالى آدم من أديم الأرض أي: وجهها بأن قبض منها قبضة من جميع ألوانها وعجنت بالمياه المختلفة وسوَّاهُ ونفخ فيه الروح فصار حيواناً حساساً بعد أن كان جماداً.

.تفسير الآية رقم (31):

{وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)}
{وَعَلَّمَ ءادَمَ الاسماء} أي: أسماء المسميات {كُلَّهَا} القصعه والقُصَيْعَة والفسوة والفُسيَّة والمِغْرَفَة بأن ألقى في قلبه علمها {ثُمَّ عَرَضَهُمْ} أي المسميات وفيه تغليب العقلاء {عَلَى الملائكة فَقَالَ} لهم تبكيتاً {أَنبِئُونِى} أخبروني {بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ} المسميات {إِن كُنتُمْ صادقين} في أني لا أخلق أعلم منكم أو: أنكم أحق بالخلافة وجواب الشرط دل عليه ما قبله.

.تفسير الآية رقم (32):

{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}
{قَالُواْ سبحانك} تنزيهاً لك عن الاعتراض عليك {لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} إياه {إِنَّكَ أَنتَ} تأكيد للكاف {العليم الحكيم} الذي لا يخرج شيء عن علمه وحكمته.

.تفسير الآية رقم (33):

{قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)}
{قَالَ} تعالى: {قَالَ يَاءادَمُ أَنبِئْهُم} أي: الملائكة {بِأَسْمَائِهِمْ} المسميات فسمى كل شيء باسمه وذكر حكمته التي خُلِقَ لها، {فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِم قَالَ} تعالى لهم موبخاً {أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِي أَعْلَمُ غَيْبَ السموات والارض} ما غاب فيهما {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ} ما تظهرون من قولكم: (أتجعل فيها) إلخ {وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} تسرون من قولكم: (لن يخلق الله أكرم عليه منا ولا أعلم)؟

.تفسير الآية رقم (34):

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)}
{وَ} اذكر {إِذْ قُلْنَا للملائكة اسجدوالأدم} سجود تحية بالانحناء {فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ} هو أبو الجنّ كان بين الملائكة {أبى} امتنع عن السجود {واستكبر} تكبر عنه وقال أنا خير منه {وَكَانَ مِنَ الكافرين} في علم الله.

.تفسير الآية رقم (35):

{وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)}
{وَقُلْنَا يَاءادَمُ اسكن أَنتَ} تأكيد للضمير المستتر ليُعْطَفَ عليه: {وَزَوْجُكَ} حوّاء بالمدّ وكان خلقها من ضلعه الأيسر {الجنة وَكُلاَ مِنْهَا} أكلا {رَغَدًا} واسعاً لا حَجْرَ فيه {حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هذه الشجرة} أي بالأكل منها وهي الحنطة أو الكرم أو غيرهما {فَتَكُونَا} فتصيرا {مِنَ الظالمين} العاصين.

.تفسير الآية رقم (36):

{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)}
{فَأَزَلَّهُمَا الشيطان} إبليس أذهبهما وفي قراءة {فأزالهما} نحّاهما {عَنْهَا} أي الجنة بأنْ قال لهما: {هل أدلّكما عَلَى شَجَرَةِ الخُلْد} [20: 120] {وقاسَمَهُمَا إنِّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين} [21: 7] فأكلا منها {فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} من النعيم {وَقُلْنَا اهبطوا} إلى الأرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذرّيتكما {بَعْضُكُمْ} بعض الذرية {لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} من ظلم بعضكم بعضاً {وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ} موضع قرار {ومتاع} ما تتمتعون به من نباتها {إلى حِينٍ} وقت انقضاء آجالكم.

.تفسير الآية رقم (37):

{فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)}
{فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كلمات} ألهمه إيَّاها وفي قراءة بنصب {آدم} ورفع {كلمات} أي جاءه وهي {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا} [23: 7] الآية فدعا بها {فَتَابَ عَلَيْهِ} قَبِلَ توبته {إِنَّهُ هُوَ التواب} على عباده {الرحيم} بهم.

.تفسير الآية رقم (38):

{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}
{قُلْنَا اهبطوا مِنْهَا} من الجنة {جَمِيعاً} كرره ليعطف عليه {فَإِمَّا} فيه إدغام نون (إن) الشرطية في (ما) الزائدة {يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى} كتاب ورسول {فَمَن تَبِعَ هُدَايَ} فآمن بي وعمل بطاعتي {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} في الآخرة بأن يدخلوا الجنة.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)}
{والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بآياتنا} كتبنا. {أُولَئِكَ أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون} ماكثون أبدا لا يفنون ولا يخرجون.

.تفسير الآية رقم (40):

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)}
{يابنى إسراءيل} أولاد يعقوب {اذكروا نِعْمَتِيَ التي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} أي على آبائكم من الإنجاء من فرعون وفلق البحر وتظليل الغمام وغير ذلك بأن تشكروها بطاعتي {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى} الذي عهدته إليكم من الإيمان بمحمد {أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} الذي عهدته إليكم من الثواب عليه بدخول الجنة {وإياى فارهبون} خافونِ في ترك الوفاء به دون غيري.