فصل: حديث: أمرنا أن نتركهم وما يدينون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)



.حديث: من عشق فعف وكتم مات شهيدا:

الفتوى رقم (337):
1- ما مدى صحة حديث: «من عشق فعف وكتم مات شهيدا» (*) وهل يقصد بالعشق الحلال (زوجة الإنسان أو يقصد به خلاف ذلك)؟
2- أن تقويم أم القرى كتب هذا الحديث في التقويم، فهل هو مستند على صحة هذا الحديث أو يريد تعبئة الأوراق فقط؟
3- أن هذا الحديث يضل به بعض الناس حيث يستبيح لغة العشق فيقع في الحرام، فما رأيك؟
ج1: هذا الحديث روي من عدة طرق بألفاظ مختلفة لكن لا يصح شيء منها. فروي من طريق سويد بن سعيد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن طريق سويد عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أنكر على سويد رواية هذا الحديث جماعة من أئمة الحديث منهم أبو أحمد بن عدي والبيهقي والحاكم وابن طاهر ويحيى بن معين وقال: هو ساقط كذاب، وذكر ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، وقال الإمام أحمد في سويد بن سعيد: إنه متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه، وقال ابن حبان: يأتي بالمعضلات عن الثقات يجب اجتناب ما روى، وقال أبو حاتم الرازي: صدوق كثير التدليس، واعتذر مسلم عن إخراجه حديثه في صحيحه بأنه لم يأخذ عنه إلا ما كان عاليا وتوبع عليه، ولأجل هذا أعرض عن رواية هذا الحديث في صحيحه.
وقد روى هذا الحديث الحاكم من طريق محمد بن داود بن علي الظاهري عن أبيه عن سويد وتعجب منه، وأخرجه ابن الجوزي من طريق محمد بن المرزبان عن أبي بكر الأزرق عن سويد، وما تقدم من الطعن في سويد كاف في رد هذا الحديث من طريقه، وقد روي هذا الحديث من غير طريق سويد فرواه ابن الجوزي في العلل من طريق ابن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس، وضعف أحمد بن حنبل يعقوب، ورواه الخطيب من طريق الزبير بن بكار عن عبدالملك بن الماجشون عن عبدالعزيز بن أبي حازم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس، وعبدالملك: هو ابن عبدالعزيز الماجشون كان فقيها لكنه ضعيف في الحديث، قال أبو داود: كان لا يعقل الحديث، وقال الساجي: ضعيف الحديث صاحب رأي، وقال مصعب الزبيري: كان يفتي وكان ضعيفا في الحديث، قال ابن حجر في التلخيص الحبير: وهذه الطريق غلط فيها بعض الرواة فأدخل إسنادا في إسناد، وقد قوى بعضهم هذا الخبر، حتى يقال: إن أبا الوليد الباجي نظم في ذلك:
إذا مات المحب جوى وعشقا ** فتلك شهادة يا صاح حقا

رواه لنا ثقات عن ثقات ** إلى الحبر ابن عباس ترقا

ولكن ما تقدم من الجرح المبين في سويد بقبوله التلقين بعد أن عمي وبتدليسه، وقد عنعن في روايته عمن فوقه، وبالكذب، ورواية المناكير كاف في الحكم بعدم صحة هذا الحديث على كل الطرق التي تدور عليه، كما تقدم أنه غير صحيح من طريق يعقوب بن عيسى وطريق الزبير بن بكار لضعف يعقوب وعبدالملك بن الماجشون، يضاف إلى هذا ما ذكره ابن قيم الجوزية وابن معين والحاكم وغيرهم من نكارة متنه، حتى قال أبو عبدالله ابن القيم: إن نكارة متنه كافية في رده.
ج2: كما تقدم في الجواب عن الفقرة الأولى من السؤال يتبين أن الحديث غير صحيح لضعف أسانيده ونكارة متنه، وأما كتابة من يتولى تقويم أم القرى لهذا الحديث في أوراق التقويم فربما كان لعدم معرفته لضعف هذا الحديث، ولعلهم إذا تبين لهم ضعفه وكذبه تركوه؛ حماية لأنفسهم من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن التغرير بالناس، وسدا لذريعة الشر، فإن الناس في حاجة إلى ما يفطمهم عن الشر ويعصمهم منه لا إلى ما يغريهم به ويوقعهم فيه.
ج3: ما ذكره السائل من أن نشر هذا الحديث يفتح على الناس باب الفتنة ويغريهم بالشر وارتكاب المنكرات كلام صحيح يؤيده الواقع، فيجب القضاء على ذلك قدر المستطاع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (*) رواه أحمد ومسلم وأصحاب السنن من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن منيع
الفتوى رقم (5773):
س: هناك تقويم توزعه وكالة سيكو للساعات للحصيني وشركاه يوزع مجانا، دعاية لتجارتهم في هذا النوع من التجارة والحاصل أن في تاريخ 23 من المحرم 1403هـ في نفس الورقة التي بالتقويم والتي تحمل التاريخ المذكور في الخلف منها مكتوب حديث مكتوب فيه بالخط العريض ما يلي: من أقوال الرسول الكريم: «من عشق فعف وكتم مات شهيدا»، وهذا الحديث في ظاهره أنه غير صحيح والله أعلم، قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم} [يوسف: 76] وقد كتبت هذا الخطاب إلى سماحتكم؛ براءة للذمة لما أعلم مما ورد في الوعيد الشديد في الكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم، فمثل هذه التقاويم والصحف والنشرات والكتيبات يجب على وزارة الإعلام الانتباه فيما يكتبونه من الآيات والأحاديث، والتأكد من صحة ذلك، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ونرجو من سماحتكم الأمر على من يهمه الأمر بما ترونه صالحا وترون فيه خيرا.
ج: هذا الحديث رواه الخطيب في ترجمة عطية بن الفضل لكن بلفظ: «من عشق فعف ثم مات مات شهيدا»، وفي سنده أحمد بن محمد بن مسروق، ذكره الذهبي في الضعفاء، وقال: لينه الدارقطني، وفيه أيضا سويد بن سعيد الدقاق وهو منكر الحديث، وإن كان قد أخرج له مسلم في المتابعات، فقد قال فيه الإمام أحمد: متروك، وفيه أيضا أبو يحيى القتات ضعفه غير واحد.
وقال فيه ابن حبان: فحش غلطه وكثر وهمه حتى سلك مسلك غير العدول في الروايات، ورواه الخطيب أيضا في ترجمة عثمان المروزي بلفظ: «من عشق فكتم وعف ومات مات شهيدا»، وفي سنده سويد بن سعيد، وقد قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته، وقال ابن الجوزي: مدار الحديث عليه فهو لا يصح من أجله، ورواه الحاكم من طرق كلها هذا الطريق أمثلها، وقال ابن القيم: هذا الحديث والذي قبله كل منهما موضوع.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.حديث: أمرنا أن نتركهم وما يدينون:

الفتوى رقم (7902):
س: أتقدم لفضيلتكم راجيا منكم حفظكم الله ذخرا للإسلام أن تجيبوا على هذا السؤال الآتي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرنا أن نتركهم وما يدينون» السؤال: هل هذا الحديث وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإن كان واردا ما هي درجة صحته؟ وهل يعمل به الآن؟ أم نسخ الحديث غيره، هذا إذا كان واردا أو كان مكذوبا فأرجو إيضاح ذلك.
ج: لا نعلم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «أمرنا أن نتركهم وما يدينون»، ولا بمعناه، بل هو مخالف للكتاب والسنة الصحيحة الآمرة بإبلاغ الشريعة، وجهاد من لم يستجب لها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.حديث: يا علي لا تنم قبل أن تأتي أشياء:

السؤال الأول من الفتوى رقم (9604):
س1: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي... لا تنم إلا أن تأتي أشياء وهي:
أ- قراءة القرآن كله.
ب- التصدق بأربعة آلاف درهم.
ج- زيارة الكعبة.
د- حفظ مكانك في الجنة.
هـ- إرضاء الخصوم»
.
فقال علي كرم الله وجهه: وكيف ذلك يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما تعلم أنك إذا قرأت: {قل هو الله أحد} ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله، وإذا قرأت (الفاتحة) أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم، وإذا قلت: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات فقد زرت الكعبة، وإذا قلت: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة، وإذا قلت: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) فقد أرضيت الخصوم»، فضيلة الشيخ: الرجاء من فضيلتكم توضيح سند هذا الحديث، وهل هو حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ج1: هذا الحديث لا أصل له، بل هو من الموضوعات، من كذب بعض الشيعة كما نبه على ذلك أئمة الحديث.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي