فصل: حمد الله والثناء عليه من أجل الذكر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)



.ثعلبة رضي الله عنه وما نسب إليه عن الزكاة:

س2: لقد ورد في (تفسير الطبري) عن ابن عباس: أن ثعلبة موجود. ولقد قال لي بعض الإخوان: إنه غير موجود، نفاه المحقق الحافظ ابن حجر، هل هي من القصص المكذوبة أم هي موجودة، علما بأنهم كانوا يسمونه حمامة المسجد، وهو من الأنصار. ما الصحيح في ذلك؟
ج 2: ما ورد في سبب نزول قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} [سورة التوبة الآية 75] الآية أنه: ثعلبة بن حاطب- لا يصح سنده. وثعلبة بن حاطب أنصاري معدود في البدريين، استشهد يوم أحد، كما حقق ذلك جماعة من أهل العلم، منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو: عبد الله بن غديان
عضو: صالح الفوزان
عضو: بكر أبو زيد

.الأدعية والأذكار:

.حمد الله والثناء عليه من أجل الذكر:

الفتوى رقم (18883)
س: اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، ملء نور وجهك الكريم، وملء ما انتهى إليه بصرك، وليس له نهاية، وملء الجنة وملء الكرسي والعرش وملء ما بينهما، وملء السماوات والأرضين وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد.
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه عدد خلقك أبدا، وعدد حركاتهم وسكناتهم، وعدد كل سنة تمر على كل واحد منهم، وعدد مداد كلماتك وعدد حروف كلماتك وعدد ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد.
اللهم لك الحمد بمحامدك كلها ما علمنا منها وما لم نعلم.
السؤال: هل هذه المحامد التي ذكرت هي لا تخالف الشرع وجائزة أم غير جائز التلفظ بها؟
ج: حمد العبد لربه وثناؤه عليه من أجل الذكر وأحبه إلى الله، ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ولا أحد أحب إليه المدح من الله» (*) من أجل ذلك أثنى الله على نفسه فقال في أول سورة الفاتحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الفاتحة الآية 2] وقال تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام الآية 45] وحمد نفسه في خلق السماوات والأرض بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [سورة الأنعام الآية 1] وحمد نفسه بكمال ملكه لما في السماوات والأرض، فقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [سورة سبأ الآية 1] وحمد نفسه لانفراده بابتداء الخلق من غير مثال سابق في قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [سورة فاطر الآية 1] وثناء العبد على ربه لا يستغرق جميع المحامد ولا يستطيع أن يحصي أحد الثناء عليه، ونبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق تعظيما لله وحمدا له كان من دعائه: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (*) وفي الثناء على الله بعد الرفع من الركوع: «اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد» (*) وما ذكر في هذا السؤال من ذلك التحميد والثناء، مثل قول: ملء نور وجهك وملء ما انتهى إليه بصرك وليس له نهاية وملء الجنة وملء الكرسي والعرش.. إلخ ليس مشروعا؛ إذ ليس مستغرقا للثناء، والحمد لله. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو: صالح بن فوزان الفوزان

.قراءة آية {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} في الصلاة على النبي:

الفتوى رقم (1760)
س1: إذا أراد المسلم أن يصلي على النبي وقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة الأحزاب الآية 56] هل هذه بدعة؟
ج1: إن قرأ المسلم هذه الآية ليرشد من حوله إلى فضيلة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وينبههم إلى ذلك حتى يحرصوا على العمل بهذه الفضيلة رجاء الثواب- فليس ببدعة، بل هو مشكور ومأجور، وإذا صلى المخاطبون عليه صلى الله عليه وسلم كان له مثل أجرهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» (*) رواه مسلم في (الصحيح).
وإن كان اتخذ قراءة هذه الآية عادة له عند رغبته في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد أصحابه، ولم يعرف عن أئمة السلف، فينبغي تركه.

.قول: إنك لا تخلف الميعاد عقب الذكر الذي يقال بعد الأذان:

س 2: إذا قال المسلم بعد الأذان: «اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد» (*) فهل قوله في ذلك: (إنك لا تخلف الميعاد) بدعة؟
ج 2: الأصل في الأذكار المقيدة وسائر العبادات التوقيف عند ما ورد من عباراتها وكيفياتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لما رواه البخاري وغيره عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم» قال فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت» (*) فأبى النبي صلى الله عليه وسلم على البراء بن عازب أن يضع كلمة (ورسولك) مكان كلمة (ونبيك) في الذكر والدعاء عند النوم. وكلمة: (إنك لا تخلف الميعاد) وإن لم ترد في دعاء طلب الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان في دواوين السنة الستة، ولكن رواها البيهقي في (سننه) من طريق علي بن عياش قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وذكر الحديث، وزاد في آخره: «إنك لا تخلف الميعاد» البيهقي في (السنن) 1/ 410. وعلى هذا لا تكون زيادتها في دعاء طلب الوسيلة بعد الأذان للنبي صلى الله عليه وسلم بدعة.