فصل: باب وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ قَالَ مُجَاهِدٌ يَسَّرْنَا هَوَّنَّا قِرَاءَتَهُ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري **


*3*سورة اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ

قَالَ مُجَاهِدٌ مُسْتَمِرٌّ ذَاهِبٌ مُزْدَجَرٌ مُتَنَاهٍ وَازْدُجِرَ فَاسْتُطِيرَ جُنُونًا دُسُرٍ أَضْلَاعُ السَّفِينَةِ لِمَنْ كَانَ كُفِرَ يَقُولُ كُفِرَ لَهُ جَزَاءً مِنْ اللَّهِ مُحْتَضَرٌ يَحْضُرُونَ الْمَاءَ وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ مُهْطِعِينَ النَّسَلَانُ الْخَبَبُ السِّرَاعُ وَقَالَ غَيْرُهُ فَتَعَاطَى فَعَاطَهَا بِيَدِهِ فَعَقَرَهَا الْمُحْتَظِرِ كَحِظَارٍ مِنْ الشَّجَرِ مُحْتَرِقٍ ازْدُجِرَ افْتُعِلَ مِنْ زَجَرْتُ كُفِرَ فَعَلْنَا بِهِ وَبِهِمْ مَا فَعَلْنَا جَزَاءً لِمَا صُنِعَ بِنُوحٍ وَأَصْحَابِهِ مُسْتَقِرٌّ عَذَابٌ حَقٌّ يُقَالُ الْأَشَرُ الْمَرَحُ وَالتَّجَبُّرُ

الشرح‏:‏

‏(‏سورة اقتربت الساعة‏.‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏)‏ كذا لأبي ذر، ولغيره ‏(‏اقتربت الساعة‏)‏ حسب، وتسمى أيضا سورة القمر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال مجاهد مستمر ذاهب‏)‏ وصله الفريابي من طريقه ولفظه ‏"‏ في قوله‏:‏ ‏(‏اقتربت الساعة وانشق القمر‏)‏ قال‏:‏ رأوه منشقا فقالوا هذا سحر ذاهب ‏"‏ وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس فذكر الحديث المرفوع، وفي آخره ‏"‏ تلا الآية إلى قوله‏:‏ ‏(‏سحر مستمر‏)‏ قال‏:‏ يقول ذاهب، ومعنى ذاهب أي سيذهب ويبطل، وقيل سائر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مزدجر متناهي‏)‏ وصله الفريابي بلفظه عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏(‏ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر‏)‏ قال‏:‏ هذا القرآن‏.‏

ومن طريق عمر بن عبد العزيز قال ‏"‏ أحل فيه الحلال وحرم فيه الحرام ‏"‏ وقوله ‏"‏ متناهي ‏"‏ بصيغة الفاعل أي غاية في الزجر لا مزيد عليه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وازدجر استطير جنونا‏)‏ وصله الفريابي بلفظه عن مجاهد فيكون من كلامهم معطوفا على قولهم مجنون، وقيل هو من خبر الله عن فعلهم أنهم زجروه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏دسر أضلاع السفينة‏)‏ وصله الفريابي بلفظه من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وروى ابن المنذر وإبراهيم الحربي في ‏"‏ الغريب ‏"‏ من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال‏:‏ الألواح ألواح السفينة، والدسر معاريضها التي تشد بها السفينة‏.‏

ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏(‏ودسر‏)‏ قال‏:‏ المسامير‏.‏

وبهذا جزم أبو عبيدة‏.‏

وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة‏:‏ الألواح مقاذيف السفينة والدسر دسرت بمسامير‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لمن كان كفر يقول كفر له جزاء من الله‏)‏ وصله الفريابي بلفظ ‏"‏ لمن كان كفر بالله ‏"‏ وهو يشعر بأنه قرأها كفر بفتحتين على البناء للفاعل، وسيأتي توجيه الأول‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏محتضر يحضرون الماء‏)‏ وصله الفريابي من طريق مجاهد بلفظ ‏"‏ يحضرون الماء إذا غابت الناقة ‏"‏ قوله‏:‏ ‏(‏وقال ابن جبير مهطعين النسلان، الخبب السراع‏)‏ وصله ابن أبي حاتم من طريق شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله‏:‏ ‏(‏مهطعين إلى الداع‏)‏ قال‏:‏ هو النسلان‏.‏

وقد تقدم ضبط النسلان في تفسير الصافات‏.‏

وقوله ‏"‏الخبب ‏"‏ بفتح المعجمة والموحدة بعدها أخرى تفسير النسلان، والسراع تأكيد له‏.‏

وروى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله مهطعين قال‏:‏ ناظرين‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ المهطع المسرع‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال غيره فتعاطى فعاطى بيده فعقرها‏)‏ في رواية غير أبي ذر ‏"‏ فعاطها ‏"‏ قال ابن التين‏:‏ لا أعلم لقوله فعاطها وجها، إلا أن يكون من المقلوب لأن العطو التناول، فكأنه قال‏:‏ تناولها بيده‏.‏

قلت‏:‏ ويؤيده ما روى ابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس ‏(‏فتعاطى فعقر‏)‏ تناول فعقر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏المحتظر كحظار من الشجر محترق‏)‏ وصله ابن المنذر من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مثله، ومن طريق سعيد بن جبير قال‏:‏ التراب يسقط من الحائط‏.‏

وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ‏(‏كهشيم المحتظر‏)‏ قال‏:‏ كرماد محترق‏.‏

وروى الطبري من طريق زيد بن أسلم قال ‏"‏ كانت العرب تجعل حظارا على الإبل والمواشي من يبس الشوك ‏"‏ فهو المراد من قوله كهشيم المحتظر‏.‏

وروى الطبري من طريق سعيد بن جبير قال‏:‏ هو التراب المتناثر من الحائط‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ حظار بكسر المهملة وبفتحها والظاء المشالة خفيفة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وازدجر افتعل من زجرت‏)‏ هو قول الفراء، وزاد بعده‏:‏ صارت تاء الافتعال فيه دالا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏كفر فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوح وأصحابه‏)‏ هو كلام الفراء بلفظه، وزاد‏:‏ يقول أغرقوا لنوح أي لأجل نوح، وكفر أي أجحد‏.‏

ومحصل الكلام أن الذي وقع بهم من الغرق كان جزاء لنوح وهو الذي كفر أي جحد، وكذب فجوزي بذلك لصبره عليهم، وقد قرأ حميد الأعرج ‏(‏جزاء لمن كان كفر‏)‏ بفتحتين فاللام في لمن على هذا لقوم نوح‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مستقر عذاب حق‏)‏ هو قول الفراء، وعند ابن أبي حاتم بمعناه عن السدي، وعند عبد بن حميد عن قتادة في قوله‏:‏ ‏(‏عذاب مستقر‏)‏ استقر بهم إلى نار جهنم‏.‏

ولابن أبي حاتم من طريق مجاهد قال ‏(‏وكل أمر مستقر‏)‏ قال يوم القيامة‏.‏

ومن طريق ابن جريج قال‏:‏ مستقر بأهله‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ويقال الأشر المرح والتجبر‏)‏ قال أبو عبيدة في قوله‏:‏ ‏(‏سيعلمون غدا من الكذاب الأشر‏)‏ قال‏:‏ الأشر المرح والتجبر‏.‏

وربما كان من النشاط، وهذا على قراءة الجمهور‏.‏

وقرأ أبو جعفر بفتح المعجمة وتشديد الراء أفعل تفضيل من الشر، وفي الشواذ قراءة أخرى، والمراد بقوله غدا يوم القيامة‏.‏

*3*باب وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا‏)‏ سقطت هذه الترجمة لغير أبي ذر‏.‏

ثم ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن ابن مسعود وفيه ‏"‏ فرقتين ‏"‏ ومن حديث ابن عباس ‏"‏ انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وبكر فيه هو ابن مضر، وجعفر هو ابن ربيعة‏.‏

ومن حديث أنس ‏"‏ سال أهل مكة أن يريهم آية، وقد تقدم شرحه‏.‏

ومن وجه آخر عن أنس ‏"‏ انشق القمر فرقتين ‏"‏ وقد تقدم الكلام عليه مستوفي في أوائل السيرة النبوية‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ وَفِرْقَةً دُونَهُ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْهَدُوا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا‏)‏ سقطت هذه الترجمة لغير أبي ذر‏.‏

ثم ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن ابن مسعود وفيه ‏"‏ فرقتين ‏"‏ ومن حديث ابن عباس ‏"‏ انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وبكر فيه هو ابن مضر، وجعفر هو ابن ربيعة‏.‏

ومن حديث أنس ‏"‏ سال أهل مكة أن يريهم آية، وقد تقدم شرحه‏.‏

ومن وجه آخر عن أنس ‏"‏ انشق القمر فرقتين ‏"‏ وقد تقدم الكلام عليه مستوفي في أوائل السيرة النبوية‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ فَقَالَ لَنَا اشْهَدُوا اشْهَدُوا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا‏)‏ سقطت هذه الترجمة لغير أبي ذر‏.‏

ثم ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن ابن مسعود وفيه ‏"‏ فرقتين ‏"‏ ومن حديث ابن عباس ‏"‏ انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وبكر فيه هو ابن مضر، وجعفر هو ابن ربيعة‏.‏

ومن حديث أنس ‏"‏ سال أهل مكة أن يريهم آية، وقد تقدم شرحه‏.‏

ومن وجه آخر عن أنس ‏"‏ انشق القمر فرقتين ‏"‏ وقد تقدم الكلام عليه مستوفي في أوائل السيرة النبوية‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي بَكْرٌ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا‏)‏ سقطت هذه الترجمة لغير أبي ذر‏.‏

ثم ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن ابن مسعود وفيه ‏"‏ فرقتين ‏"‏ ومن حديث ابن عباس ‏"‏ انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وبكر فيه هو ابن مضر، وجعفر هو ابن ربيعة‏.‏

ومن حديث أنس ‏"‏ سال أهل مكة أن يريهم آية، وقد تقدم شرحه‏.‏

ومن وجه آخر عن أنس ‏"‏ انشق القمر فرقتين ‏"‏ وقد تقدم الكلام عليه مستوفي في أوائل السيرة النبوية‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمْ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا‏)‏ سقطت هذه الترجمة لغير أبي ذر‏.‏

ثم ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن ابن مسعود وفيه ‏"‏ فرقتين ‏"‏ ومن حديث ابن عباس ‏"‏ انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وبكر فيه هو ابن مضر، وجعفر هو ابن ربيعة‏.‏

ومن حديث أنس ‏"‏ سال أهل مكة أن يريهم آية، وقد تقدم شرحه‏.‏

ومن وجه آخر عن أنس ‏"‏ انشق القمر فرقتين ‏"‏ وقد تقدم الكلام عليه مستوفي في أوائل السيرة النبوية‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا‏)‏ سقطت هذه الترجمة لغير أبي ذر‏.‏

ثم ذكر حديث انشقاق القمر من وجهين عن ابن مسعود وفيه ‏"‏ فرقتين ‏"‏ ومن حديث ابن عباس ‏"‏ انشق القمر في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وبكر فيه هو ابن مضر، وجعفر هو ابن ربيعة‏.‏

ومن حديث أنس ‏"‏ سال أهل مكة أن يريهم آية، وقد تقدم شرحه‏.‏

ومن وجه آخر عن أنس ‏"‏ انشق القمر فرقتين ‏"‏ وقد تقدم الكلام عليه مستوفي في أوائل السيرة النبوية‏.‏

*3*باب تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

قَالَ قَتَادَةُ أَبْقَى اللَّهُ سَفِينَةَ نُوحٍ حَتَّى أَدْرَكَهَا أَوَائِلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر‏)‏ زاد غير أبي ذر الآية التي بعدها، وهي التي تناسب قول قتادة المذكور فيه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏قال قتادة‏:‏ أبقى الله سفينة نوع حتى أدركها أوائل هذه الأمة‏)‏ وصله عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بلفظه وزاد ‏"‏ على الجودي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال ‏"‏ أبقى الله السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة نظرا، وكم من سفينة بعدها فصارت رمادا‏"‏‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

*3*باب وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ قَالَ مُجَاهِدٌ يَسَّرْنَا هَوَّنَّا قِرَاءَتَهُ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه كَانَ يَقْرَأُ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

*3*باب أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا سَأَلَ الْأَسْوَدَ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ أَوْ مُذَّكِرٍ فَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقْرَؤُهَا فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ قَالَ وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ دَالًا

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

*3*باب فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ الْآيَةَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

*3*باب وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ إِلَى فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

*3*باب وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن الأسود‏)‏ في الرواية التي بعده ما يدل على سماع أبي إسحاق له منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أنه كان يقرأ فهل من مدكر‏)‏ أي بالدال المهملة، وسبب ذكر ذلك أن بعض السلف قرأها بالمعجمة، وهو منقول أيضا عن قتادة‏.‏

ثم ذكر المصنف لهذا الحديث خمس تراجم في كل ترجمة آية من هذه السورة، ومدار الجميع على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وساق في الجميع الحديث المذكور ليبين أن لفظ ‏"‏ مدكر ‏"‏ في الجميع واحد‏.‏

وقد تكرر في هذه السورة قوله‏:‏ ‏(‏فهل من مدكر‏)‏ بحسب تكرر القصص من أخبار الأمم استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا‏.‏

وقال في الأولى ‏"‏ وقال مجاهد يسرنا هونا قراءته ‏"‏ وقال في الثانية عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود‏:‏ فهل من مدكر أو مذكر‏؟‏ أي بمعجمة أو مهملة، فذكر الحديث وفي آخره ‏"‏ دالا ‏"‏ أي مهملة‏.‏

ولفظ الثالث والرابع كالأول، ولفظ الخامس عن عبد الله ‏"‏ قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم من مذكر - أي بالمعجمة - فقال‏:‏ فهل من مدكر ‏"‏ أي بالمهلة‏.‏

وأثر مجاهد وصله الفريابي وسيأتي في التوحيد، وقوله ‏"‏مدكر ‏"‏ أصله مذتكر بمثناة بعد ذال معجمة، فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أهملت المعجمة لمقاربتها ثم أدغمت، وقوله في الطريق الرابع ‏"‏ حدثنا محمد حدثنا غندر ‏"‏ كذا وقع محمد غير منسوب وهو ابن المثنى أو ابن بشار أو ابن الوليد البسري، وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية محمد بن بشار بندار، وقوله في الخامسة ‏"‏ حدثنا يحيى ‏"‏ هو ابن موسى

*3*باب قَوْلُهُ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب قوله سيهزم الجمع الآية‏)‏ ذكر فيه حديث ابن عباس في قصة بدر، وقد تقدم بيانه في المغازي

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوْشَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ وُهَيْبٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ اللَّهُمَّ إِنْ تَشَأْ لَا تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَاب قَوْلِهِ بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ يَعْنِي مِنْ الْمَرَارَةِ

الشرح‏:‏

وقوله ‏"‏حدثنا محمد بن حوشب ‏"‏ هو محمد بن عبد الله نسب لجده، وثبت كذلك لغير أبي ذر‏.‏

وقوله ‏"‏ح وحدثني محمد حدثنا عفان بن مسلم ‏"‏ كذا للأكثر، ومحمد هو الذهلي وسقط لابن السكن فصار عن البخاري حدثنا عفان‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ هذا من مرسلات ابن عباس لأنه لم يحضر القصة، وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة ‏"‏ أن عمر قال‏:‏ لما نزلت ‏(‏سيهزم الجمع ويولون الدبر‏)‏ جعلت أقول‏:‏ أي جمع يهزم‏؟‏ فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول ‏(‏سيهزم الجمع‏)‏ الآية، فكأن ابن عباس حمل ذلك عن عمر، وكأن عكرمة حمله عن ابن عباس عن عمر، وقد أخرج مسلم من طريق سماك بن الوليد عن ابن عباس‏:‏ حدثني عمر ببعضه قوله‏:‏ ‏(‏بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر‏)‏ يعني من المرارة هو قول الفراء، قال في هذه الآية‏:‏ معناه أشد عليهم من عذاب يوم بدر، وأمر من المرارة‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ قَالَ إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏يوسف بن ماهك‏)‏ تقدم ذكره قريبا من سورة الأحقاف‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏إني عند عائشة أم المؤمنين قالت‏:‏ لقد نزل على محمد‏)‏ كذا ذكره هنا مختصرا، وفيه قصة حذفها، وسيأتي مطولا في فضائل القرآن إن شاء الله تعالى‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَوْمَ بَدْرٍ أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ وَقَالَ حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ فِي الدِّرْعِ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ

الشرح‏:‏

حديث ابن عباس المذكور في الباب الذي قبله، وإسحاق شيخه فيه هو ابن شاهين، وخالد الأول هو الطحان، والذي فوقه هو خالد الحذاء

*3*سورة الرَّحْمَنِ

وَقَالَ مُجَاهِدٌ بِحُسْبَانٍ كَحُسْبَانِ الرَّحَى وَقَالَ غَيْرُهُ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ يُرِيدُ لِسَانَ الْمِيزَانِ وَالْعَصْفُ بَقْلُ الزَّرْعِ إِذَا قُطِعَ مِنْهُ شَيْءٌ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ فَذَلِكَ الْعَصْفُ وَالرَّيْحَانُ رِزْقُهُ وَالْحَبُّ الَّذِي يُؤْكَلُ مِنْهُ وَالرَّيْحَانُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الرِّزْقُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَالْعَصْفُ يُرِيدُ الْمَأْكُولَ مِنْ الْحَبِّ وَالرَّيْحَانُ النَّضِيجُ الَّذِي لَمْ يُؤْكَلْ وَقَالَ غَيْرُهُ الْعَصْفُ وَرَقُ الْحِنْطَةِ وَقَالَ الضَّحَّاكُ الْعَصْفُ التِّبْنُ وَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الْعَصْفُ أَوَّلُ مَا يَنْبُتُ تُسَمِّيهِ النَّبَطُ هَبُورًا وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْعَصْفُ وَرَقُ الْحِنْطَةِ وَالرَّيْحَانُ الرِّزْقُ وَالْمَارِجُ اللَّهَبُ الْأَصْفَرُ وَالْأَخْضَرُ الَّذِي يَعْلُو النَّارَ إِذَا أُوقِدَتْ وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ مُجَاهِدٍ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ لِلشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ مَشْرِقٌ وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ مَغْرِبُهَا فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ لَا يَبْغِيَانِ لَا يَخْتَلِطَانِ الْمُنْشَآتُ مَا رُفِعَ قِلْعُهُ مِنْ السُّفُنِ فَأَمَّا مَا لَمْ يُرْفَعْ قَلْعُهُ فَلَيْسَ بِمُنْشَأَةٍ وَقَالَ مُجَاهِدٌ كَالْفَخَّارِ كَمَا يُصْنَعُ الْفَخَّارُ الشُّوَاظُ لَهَبٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ النُّحَاسُ الصُّفْرُ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَيُعَذَّبُونَ بِهِ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَتْرُكُهَا مُدْهَامَّتَانِ سَوْدَاوَانِ مِنْ الرِّيِّ صَلْصَالٍ طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الْفَخَّارُ وَيُقَالُ مُنْتِنٌ يُرِيدُونَ بِهِ صَلَّ يُقَالُ صَلْصَالٌ كَمَا يُقَالُ صَرَّ الْبَابُ عِنْدَ الْإِغْلَاقِ وَصَرْصَرَ مِثْلُ كَبْكَبْتُهُ يَعْنِي كَبَبْتُهُ فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ الرُّمَّانُ وَالنَّخْلُ بِالْفَاكِهَةِ وَأَمَّا الْعَرَبُ فَإِنَّهَا تَعُدُّهَا فَاكِهَةً كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى فَأَمَرَهُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى كُلِّ الصَّلَوَاتِ ثُمَّ أَعَادَ الْعَصْرَ تَشْدِيدًا لَهَا كَمَا أُعِيدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ وَمِثْلُهَا أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَقَدْ ذَكَرَهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَوَّلِ قَوْلِهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَقَالَ غَيْرُهُ أَفْنَانٍ أَغْصَانٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ مَا يُجْتَنَى قَرِيبٌ وَقَالَ الْحَسَنُ فَبِأَيِّ آلَاءِ نِعَمِهِ وَقَالَ قَتَادَةُ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَعْنِي الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ يَغْفِرُ ذَنْبًا وَيَكْشِفُ كَرْبًا وَيَرْفَعُ قَوْمًا وَيَضَعُ آخَرِينَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَرْزَخٌ حَاجِزٌ الْأَنَامُ الْخَلْقُ نَضَّاخَتَانِ فَيَّاضَتَانِ ذُو الْجَلَالِ ذُو الْعَظَمَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ مَارِجٌ خَالِصٌ مِنْ النَّارِ يُقَالُ مَرَجَ الْأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذَا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَيُقَالُ مَرَجَ أَمْرُ النَّاسِ مَرِيجٍ مُلْتَبِسٌ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ اخْتَلَطَ الْبَحْرَانِ مِنْ مَرَجْتَ دَابَّتَكَ تَرَكْتَهَا سَنَفْرُغُ لَكُمْ سَنُحَاسِبُكُمْ لَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَأَتَفَرَّغَنَّ لَكَ وَمَا بِهِ شُغْلٌ يَقُولُ لَآخُذَنَّكَ عَلَى غِرَّتِكَ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏سورة الرحمن‏)‏ كذا لهم، زاد أبو ذر البسملة، والأكثر عدوا ‏(‏الرحمن‏)‏ آية وقالوا هو خبر مبتدأ محذوف أو مبتدا محذوف الخبر، وقيل تمام الآية ‏(‏علم القرآن‏)‏ وهو الخبر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال مجاهد بحسبان كحسبان الرحى‏)‏ ثبت هذا لأبي ذر وحده، وقد تقدم في بدء الخلق بأبسط منه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال غيره ‏(‏وأقيموا الوزن‏)‏ يريد لسان الميزان‏)‏ سقط ‏"‏ وقال غيره ‏"‏ لغير أبي ذر، وهذا كلام الفراء بلفظه، وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي المغيرة قال ‏"‏ رأى ابن عباس رجلا يزن قد أرجح، فقال‏:‏ أقم اللسان، كما قال الله تعالى‏:‏ وأقيموا الوزن بالقسط‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ‏(‏وأقيموا الوزن بالقسط‏)‏ قال‏:‏ اللسان‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والعصف بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك فذلك العصف، والريحان رزقه، والحب الذي يؤكل منه، والريحان في كلام العرب الرزق‏)‏ هو كلام الفراء أيضا لكن ملخصا، ولفظه‏:‏ العصف فيما ذكروا بقل الزرع لأن العرب تقول‏:‏ خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئا قبل أن يدرك، والباقي مثله لكن قال‏:‏ والريحان رزقه وهو الحب إلخ، وزاد في آخره‏:‏ قال ويقولون خرجنا نطلب ريحان الله‏.‏

وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال‏:‏ العصف ورق الزرع الأخضر الذي قطعوا رءوسه فهو يسمى العصف إذا يبس‏.‏

ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس‏:‏ العصف أول ما يخرج الزرع بقلا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال بعضهم‏:‏ العصف يريد المأكول من الحب، والريحان النضيج الذي لم يؤكل‏)‏ هو بقية كلام الفراء بلفظه‏.‏

ولابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال‏:‏ العصف البر والشعير، ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ الريحان حين يستوي الزرع على سوقه ولم يسنبل‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال غيره‏:‏ العصف ورق الحنطة‏)‏ كذا لأبي ذر‏.‏

وفي رواية غيره‏:‏ وقال مجاهد العصف ورق الحنطة، والريحان الرزق‏.‏

وقد وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عنه مفرقا قال‏:‏ العصف ورق الحنطة، والريحان الرزق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال الضحاك‏:‏ العصف التبن‏)‏ وصله ابن المنذر من طريق الضحاك بن مزاحم أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال أبو مالك‏:‏ العصف أول ما ينبت، تسميه النبط هبورا‏)‏ وصله عبد بن حميد من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك بهذا، وأبو مالك هو الغفاري كوفي تابعي ثقة، قال أبو زرعة‏:‏ لا يعرف اسمه‏.‏

وقال غيره‏:‏ اسمه غزوان بمعجمتين، وليس له في البخاري إلا هذا الموضع‏.‏

والنبط بفتح النون والموحدة ثم طاء مهملة هم أهل الفلاحة من الأعاجم؛ وكانت أماكنهم بسواد العراق والبطائح، وأكثر ما يطلق على أهل الفلاحة، ولهم فيها معارف اختصوا بها، وقد جمع أحمد بن وحشية في ‏"‏ كتاب الفلاحة ‏"‏ من ذلك أشياء عجيبة‏.‏

وقوله ‏"‏هبورا ‏"‏ بفتح الهاء وضم الموحدة الخفيفة وسكون الواو بعدها راء هو دقاق الزرع بالنبطية، وقد قال ابن عباس في قوله تعالى ‏(‏كعصف مأكول‏)‏ قال‏:‏ هو الهبور‏.‏

‏(‏تنبيه‏)‏ ‏:‏ قرأ الجمهور ‏"‏ والريحان ‏"‏ بالضم عطفا على الحب، وقرأ حمزة والكسائي بالخفض عطفا على العصف، وذكر الفراء أن هذه الآية في مصاحف أهل الشام ‏"‏ والحب ذا العصف ‏"‏ بعد الذال المعجمة ألف، قال ولم أسمع أحدا قرأ بها، وأثبت غيره أنها قراءة ابن عامر، بل المنقول عن ابن عامر نصب الثلاثة الحب وذا العصف والريحان فقيل عطف على الأرض لأن معنى وضعها جعلها فالتقدير وجعل الحب إلخ أو نصبه بخلق مضمرة، قال الفراء‏:‏ ونظير ما وقع في هذا الموضع ما وقع في مصاحف أهل الكوفة ‏"‏ والجار ذا القربى والجار الجنب ‏"‏ قال ولم يقرأ بها أيضا أحد انتهى‏.‏

وكأنه نفي المشهور، وإلا فقد قرئ بها أيضا في الشواذ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والمارج اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت‏)‏ وصله الفريابي من طريق مجاهد بهذا الإسناد، وسيأتي له تفسير آخر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال بعضهم عن مجاهد رب المشرقين إلخ‏)‏ وصله الفريابي أيضا‏.‏

وأخرج ابن المنذر من طريق علي ابن أبي طلحة، وسعيد بن منصور من طريق أبي ظبيان كلاهما عن ابن عباس قال‏:‏ للشمس مطلع في الشتاء ومغرب، ومطلع في الصيف ومغرب‏.‏

وأخرج عبد الرزاق من طريق عكرمة مثله وزاد قوله‏:‏ ‏(‏ورب المشارق والمغارب‏)‏ لها في كل يوم مشرق ومغرب، ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال ‏(‏المشرقين‏)‏ مشرق الفجر ومشرق الشفق، ‏(‏والمغربين‏)‏ مغرب الشمس ومغرب الشفق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏لا يبغيان لا يختلطان‏)‏ وصله الفريابي من طريق مجاهد‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على صاحبه، وتقدير قوله على هذا‏:‏ يلتقيان، أي أن يلتقيا، وحذف ‏"‏ أن ‏"‏ سائغ، وهو كقوله ومن آياته يريكم البرق، وهذا يقوي قول من قال‏:‏ أن المراد بالبحرين بحر فارس وبحر الروم لأن مسافة ما بينهما ممتدة، والحلو - وهو بحر النيل أو الفرات مثلا - يصب في الملح، فكيف يسوغ نفي اختلاطهما أو يقال بينهما بعد‏؟‏ لكن قوله تعالى ‏(‏وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج‏)‏ يرد على هذا، فلعل المراد بالبحرين في الموضعين مختلف‏.‏

ويؤيده قول ابن عباس هنا‏:‏ قوله تعالى في هذا الموضع ‏(‏يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان‏)‏ فإن اللؤلؤ يخرج من بحر فارس والمرجان يخرج من بحر الروم، وأما النيل فلا يخرج منه لا هذا ولا هذا‏.‏

وأجاب من قال‏:‏ المراد من الآيتين متحد، والبحران هنا العذب والملح بأن معنى قوله منهما أي من أحدهما كما في قوله تعال ‏(‏على رجل من القريتين‏)‏ وحذف المضاف سائغ، وقيل بل قوله ‏"‏ منهما ‏"‏ على حاله، والمعنى أنهما يخرجان من الملح في الموضع الذي يصل إليه العذب، وهو معلوم عند الغواصين، فكأنهما لما التقيا وصارا كالشيء الواحد قيل يخرج منهما‏.‏

وقد اختلف في المراد بالمرجان فقيل‏:‏ هو المعروف بين الناس الآن، وقيل‏:‏ اللؤلؤ كبار الجوهر والمرجان صغاره، وقيل بالعكس‏.‏

وعلى هذا يكون المراد بحر فارس فإنه هو الذي يخرج منه اللؤلؤ، والصدف يأوي إلى المكان الذي ينصب فيه الماء العذب كما تقدم، والله أعلم‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏المنشئات ما رفع قلعه من السفن، فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشئات‏)‏ وصله الفريابي من طريق مجاهد بلفظه، لكن قال ‏"‏ منشأة ‏"‏ بالإفراد، والقلع بكسر القاف وسكون اللام ويجوز فتحها، ومنشئات بفتح الشين المعجمة في قراءة الجمهور اسم مفعول، وقرأ حمزة وعاصم في رواية لأبي بكر عنه بكسرها أي المنشئة هي للسير، ونسبة ذلك إليها مجازية‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال مجاهد كالفخار كما يصنع الفخار‏)‏ وصله الفريابي من طريقه‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏الشواظ لهب من نار‏)‏ تقدم في صفة النار من بدء الخلق وكذا تفسير النحاس‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏خاف مقام ربه‏:‏ يهم بالمعصية فيذكر الله عز وجل فيتركها‏)‏ وصله الفريابي وعبد الرزاق جميعا من طريق منصور عن مجاهد بلفظ‏:‏ إذا هم بمعصية يذكر مقام الله عليه فيتركها‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏مدهامتان‏:‏ سوداوان من الري‏)‏ وصله الفريابي، وقد تقدم في بدء الخلق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏صلصال‏:‏ طين خلط برمل فصلصل إلخ‏)‏ تقدم في أول بدء الخلق، وسقط لأبي ذر هنا‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فيهما فاكهة ونخل ورمان‏.‏

قال بعضهم‏:‏ ليس الرمان والنخل بالفاكهة، وأما العرب فإنها تعدهما فاكهة كقوله عز وجل ‏(‏حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى‏)‏ إلخ‏)‏ قال شيخنا ابن الملقن‏:‏ البعض المذكور هو أبو حنيفة‏.‏

وقال الكرماني قيل أراد به أبا حنيفة‏.‏

قلت‏:‏ بل نقل البخاري هذا الكلام من كلام الفراء ملخصا ولفظه‏:‏ قوله تعالى ‏(‏فيهما فاكهة ونخل ورمان‏)‏ قال بعض المفسرين‏:‏ ليس الرمان ولا النخل من الفاكهة، قال‏:‏ وقد ذهبوا في ذلك مذهبا‏.‏

قلت‏:‏ فنسبه الفراء لبعض المفسرين وأشار إلى توجيهه ثم قال‏:‏ ولكن العرب تجعل ذلك فاكهة، وإنما ذكرا بعد الفاكهة كقوله تعالى ‏(‏حافظوا على الصلوات والصلاة إلخ‏)‏ والحاصل أنه من عطف الخاص على العام كما في المثالين اللذين ذكرهما‏.‏

واعترض بأن قوله هنا فاكهة نكرة في سياق الإثبات فلا عموم، وأجيب بأنها سيقت في مقام الامتنان فتعم، أو المراد بالعام هنا ما كان شاملا لما ذكر بعده‏.‏

وقد وهم بعض من تكلم على البخاري فنسب البخاري للوهم، وما علم أنه تبع في ذلك كلام إمام من أئمة اللسان العربي‏.‏

وقد وقع لصاحب ‏"‏ الكشاف ‏"‏ نحو ما وقع للفراء وهو من أئمة الفن البلاغي فقال‏:‏ فإن قلت لم عطف النخل والرمان على الفاكهة وهما منها‏؟‏ قلت‏:‏ اختصاصا وبيانا لفضلهما كأنهما - لما كان لهما من المزية - جنسان آخران كقوله‏:‏ ‏(‏وجبريل وميكال‏)‏ بعد الملائكة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال غيره أفنان أغصان، وجني الجنتين دان ما يجتني قريب‏)‏ سقط هذا لأبي ذر هنا، وقد تقدم في صفة الجنة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال الحسن‏:‏ فبأي آلاء نعمه‏)‏ وصله الطبري من طريق سهل السراج عن الحسن‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال قتادة‏:‏ وربكما تكذبان يعني الجن والإنس‏)‏ وصله ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال أبو الدرداء‏:‏ ‏(‏كل يوم هو في شأن‏)‏ يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع آخرين‏)‏ وصله المصنف في ‏"‏ التاريخ ‏"‏ وابن حبان في ‏"‏ الصحيح ‏"‏ وابن ماجه وابن أبي عاصم والطبراني عن أبي الدرداء مرفوعا، وأخرجه البيهقي في ‏"‏ الشعب ‏"‏ من طريق أم الدرداء عن أبي الدرداء موقوفا، وللمرفوع شاهد آخر عن ابن عمر أخرجه البزار، وآخر عن عبد الله بن منيب أخرجه الحسن بن سفيان والبزار وابن جرير والطبراني‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال ابن عباس‏:‏ برزخ حاجز، الأنام الخلق، نضاختان فياضتان‏)‏ تقدم كله في بدء الخلق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏ذو الجلال العظمة‏)‏ هو من كلام ابن عباس، وسيأتي في التوحيد، وقرأ الجمهور ذو الجلال الأولى بالواو صفة للوجه، وفي قراءة ابن مسعود ذي الجلال بالياء صفة للرب، وقرأ الجمهور الثانية كذلك إلا ابن عامر فقرأها أيضا بالواو وهي في مصحف الشام كذلك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وقال غيره مارج خالص من النار، يقال مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض إلخ‏)‏ سقط قوله ‏"‏ مريج مختلط ‏"‏ من رواية أبي ذر وقوله ‏"‏ مرج اختلط ‏"‏ في رواية غير أبي ذر ‏(‏مرج البحرين اختلط البحران‏"‏، وقد تقدم جميع ذلك في صفة النار من بدء الخلق‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏سنفرغ لكم سنحاسبكم، لا يشغله شيء عن شيء‏)‏ هو كلام أبي عبيدة أخرجه ابن المنذر من طريقه‏.‏

وأخرج من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال‏:‏ هو وعيد من الله لعباده وليس بالله شغل، وهو معروف في كلام العرب يقال‏:‏ لأتفرغن لك، وما به شغل، كأنه يقول لآخذنك على غرة

*3*باب قَوْلِهِ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ

الشرح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏باب قوله ومن دونهما جنتان‏)‏ سقط باب قوله ‏"‏ لغير أبي ذر، قال الترمذي الحكيم‏:‏ المراد بالدون هنا القرب، أي وقربهما جنتان أي هما أدنى إلى العرش وأقرب، وزعم أنهما أفضل من اللتين قبلهما‏.‏

وقال غيره‏:‏ معنى دونهما بقربهما، وليس فيه تفضيل‏.‏

وذهب الحليمي إلى أن الأوليين أفضل من اللتين بعدهما، ويدل عليه تفاوت ما بين الفضة والذهب‏.‏

وقد روى ابن مردويه من طريق حماد عن أبي عمران في هذا الحديث قال‏:‏ من ذهب للسابقين ومن فضة للتابعين‏.‏

وفي رواية ثابت عن أبي بكر‏:‏ من ذهب للمقربين ومن فضة لأصحاب اليمين‏.‏

الحديث‏:‏

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ

الشرح‏:‏

قول ‏(‏العمي‏)‏ بفتح المهملة وتشديد الميم، وأبو عمران الجوني بفتح الجيم وسكون الواو بعدها نون هو عبد الملك بن حبيب‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏عن أبيه‏)‏ هو أبو موسى الأشعري‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏جنتان من فضة‏)‏ وفي رواية الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني في أول هذا الحديث‏:‏ جنان الفردوس أربع ثنتان من ذهب إلخ‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلخ‏)‏ يأتي البحث فيه في كتاب التوحيد إن شاء الله تعالى‏.‏

وقوله في جنة عدن متعلق بمحذوف وهو في موضع الحال من القوم، فكأنه قال كائنين في جنة عدن