فصل: أبواب الأدب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي



.أبواب الاستنذان والآداب:

752- [2688] «لا تدخلوا الجنَّة حَتَّى تُؤمنُوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا» فيه حذف النون من: «لا تدخلوا»، و«لا تؤمنوا» من غير ناصب ولا جازم على حد قول الشاعر:
أبيت أسرى وتبيتي تدلكي

ذكره ابن مالك.
753- [2689] «فقال النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عشْرٌ» قال الطيبي: أي له عشر حسنات، أو كتب له عشر حسنات، أو المكتوب له.
754- [2694] «أولاهُمَا باللهِ»
قال الطيبي: أي: أقربهما إلى رحمة الله.
755- [2701] «السَّامُ» هو الموت، وألفهُ منقلبة عن واو.
756- [2703] «يُسَلِّمُ الرَّاكِب على الماشِي، والماشِي على القاعِدِ».
قال الماوردي: للإيذان بالسلامة وإزالة الخوف، قال: والقليل على الكثير للتواضع.
«وَيُسَلم الصَّغير علي الكبيرِ» للتوقير، والتعظيم.
757- [2706] «ثم إذَا قَامَ فَلْيسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الأوَلى بأَحقِّ من الآخرَةِ».
قال الطيبي: وقيل: كما أنَّ التسليمة الأولى إخبارٌ عن سلامتهم من شره عند الحضور، فكذلك الثانية إخبار عن سلامتهم من شرِّه عند الغيبة، وليست السلامة عند الحضور أولى من السلامة عند الغيبة بل الثانية أولى.
758- [2710] «وضَغَابِيسَ» قال في النِّهاية: هي صغار القثاء، واحدها ضغبوس، وقيل: هي نبت في أصول التُّمام يشبه الهلْيَوْنَ يسلق بالخل، والزيت ويؤكل.
759- [2713] حدثنا محمود بن غيلان حدثنا شبابة عن حمزة عن أبي الزبير، عن جابر أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إذا كتب أحدكم كتابًا فليترِّبه فإنه أنجح لحاجته».
هذا حديثٌ منكرٌ لا نعرفه عن أبي الزبير إلاَّ من هذا الوجه وحمزة عندي هو ابن عمرو النصيبي، وهو ضعيف في الحديث.
هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: هذا ليس من الحسان قطعًا فهو مما ينكر على صاحب المصابيح جعلها منها، وقد اعترض الحفاظ على الترمذي، وقالوا: بل حمزة هذا هو ابن أبي حمزة ميمون النصيبي قال فيه ابن معين: لا يساوى فلسًا، وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك وقال ابن عدي: عامة رواياته موضوعة.
وله طريق ثانٍ أخرجه ابن ماجه، من طريق ابن هارون، عن بقية، عن أبي أحمد، عن أبي الزبير به، وبقيَّة يروي عن المجاهيل، وشيخه أبو أحمد مجهولٌ، وقد رواه عمار بن نصر، أبو ياسر عن بقيَّة، عن عمر، عن أبي عمر، عن أبي الزبير، ذكره شيخنا المزي في الأطراف ثم قال: وقيل عنه عن بقية، عن عُمر بن موسى، عن أبي الزبير، قال العلائي: إن كان أبو أحمد هو عمر بن أبي عمر فقد قال فيه ابن عدي: منكر الحديث، وساق له من رواية بقيَّة عنه أحاديث واهية، وإن كان عمر بن موسى، فهو الوجيهي، روى عنه بقية أيضًا، قال فيه ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متنًا، وإسنادًا وأيًا ما كان فالحديث ضعيف منكر، وله سند آخر ذكره ابن أبي حاتم في العِلل من رواية بقيَّة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، رفعه، وذكر عن أبيه، أبي حاتم أنه قال: هذا حديث باطل. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر: كذا قال الترمذي: أنَّ حمزة هو ابن عمرو النصيبي، وقال المزي: المحفوظ أنه حمزة بن ميمون، وكأن الترمذي عرف ذلك، وخالف فيه، ومن ثم قيَّد بقوله: «عندي» وقد ورد من رواية غيره عن شيخه أبي الزبير فأخرجه ابن ماجه من طريق أبي أحمد بن علي الكلاعي عن أبي الزبير عن جابر، وأخرجه البيهقي من طريق عمر بن أبي عمر فقيل: إنَّ عمر هذا هو أبو أحمد الكلاعي، وقيل غيره، والحديث عنده من رواية بقيَّة بن الوليد عنه فقال: تارةً عن أبي أحمد بن علي وقال: تارة عن عمر بن أبي عمر، فقيل: هما واحد، وقيل: اثنان، وعلى الحالتين يمكن أن يخرج الحديث عن كونه موضوعًا بوجوده بسندين مختلفين. انتهى.
قال في النِّهاية: قوله فليترِّبه؛ أي ليجعل عليه التراب، وقال الطيبي: أي ليسقطه على التراب حتى يصير أقرب إلى المقصد.
قال أهل التحقيق: إنما أمره بالإسقاط على التراب اعتمادًا على الحق سُبحانه وتعالى في إيصاله إلى المقصد.
وقيل: المراد به ذرّ التراب على المكتوب، وقيل: معناه فليخاطب الكاتب خطابًا على غاية التواضع، والمراد بالتتريب المبالغة في التواضع في الخطاب.
765- [2714] «ضعِ القَلَمَ علَى أُذُنِكِ فإنَّه أَذكَرُ للمُمْلِي».
قال الطيبي: قيل: السِّرُّ في ذلك أنَّ القلم أحد اللِّسانين المترجمين عمَّا في القلب من الكلام، وفنون العبارات، فتارةً يترجم عنه اللِّسان اللحمي المعبِّر عنه بالقول، وتارةً يعبر عنه بالقلم وهو المسمَّى بالكتابة، وكل واحد من اللِّسانين يسمع ما يريد من القول وفنون الكلام من القلب، ومحل الاستماع الأذن، واللِّسان موضوع دائمًا على محل الاستماع، ودرج القلب، فلم يزل يسمع منه الكلام، والقلم منفصِل عنه خارج عن محل الاستماع، فيحتاج في الاستماع إلى القرب من محل الاستماع، والدنو إلى طريقه ليستمع من القلب ما يريد من العبارات، وفنون الكلام، ويكتب. وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وأعلهُ بعنبسة فلم يصب، وقد ورد من طريق آخر من حديث أنس، أخرجه ابن عساكر في تاريخه، وقد تقدم في كلام الحافظ ابن حجر أنَّ الحديث يخرج عن كونه موضوعًا بوجوده بسندين مختلفين.
761- [2721] «إنَّ عليك السَّلاَمُ تَحِيَّةُ المَيِّتِ» هذا يشعر بأنَّ السنة في السلام على الموتى، أن يقال: عليكم السلام بتقديم الصلة، وقد صحَّ الحديث أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهم: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين» فيحتاج إلى الجمع حتى أنَّ بعضهم قال: هذا أصح من حديث النَّهي.
وذهب آخرون إلى أنَّ السنة ما دلَّ عليه حديث النَّهي، قال ابن القيم في البدائع: وكل من الفريقين إنما أُتُوا من عدم فهم مقصود الحديث فإنَّ قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عليك السَّلام تحية الميت» ليس تشريعًا منه وإخبارًا عن أمر شرعي، وإنما هو إخبار عن الواقع المعتاد الذي جرى على ألسنة النَّاس في الجاهلية، فإنهم كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء، كما قال الشَّاعر:
عليك سلام الله قيس بن عاصِم

وقول الذي رثي عمر بن الخطاب:
عليك سلام من أمير وباركت

وهو في أشعارهم كثير، والإخبار عن الواقع لا يدُل على الجواز فضلاً عن الاستحباب، فتعين المصير إلى ما ورد عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تقديم لفظ السلام حين يسلم على الأموات.
قال: فإن تخيَّل متخيل في الفرق أنَّ السلام على الأحياء يتوقع جوابه فقدم الدعاء على المدعو له بخلاف الميت، قلنا: والسلام على الميت يتوقع جوابه أيضًا، كما ورد به الحديث.
762- [2732] «واللهِ ما رَأيته عُريانًا قبْلهُ، ولا بعدهُ».
قال البيضاوي: لعلها أرادت ما رأيته عريانًا استقبل رجلاً واعتنقه، فاختصرت الكلام لدلالة الحال.
763- [2733] «اذهب بِنا».
قال الطيبي: الباء في: «بنا» بمعنى المصاحبة.
لو سمعك كان لهُ أربعةُ أَعينٍ.
قال التوربشتي: أي لسرَّ بقولك سرورًا يزداد به نورًا إلى نوره، كذي عينين أصبح يبصر بأربع.
وقال الطيبي: هو كناية عن السرور المضاعف؛ لأنهم يكنون عن السرور بقرة العين.
«فسألاهُ عن تسعِ آيات بيِّناتٍ فقال لهم: لاَ تُشركوا بالله شيئًا» إلى آخره.
قال الطيبي: كان عند اليهود عشر كلمات تسع منها مشتركة بينهم وبين المسلمين وواحدة مختصَّة بهم، فسألوا عن التسع المشتركة، وأضمرُوا ما كان مختضًا بهم، فأجابهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما سألوه وعما أضمروه ليكون أدل على معجزته ولذلك قبَّلا يديه.
«وَتَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلى ذِي سُلطَانٍ»
قال الطيبي: الباء في: «ببريء» للتعدية؛ أي لا تتكلموا بسوء فيمن ليس له ذنب.
«وعليكم خاصَّةً، اليهُودَ، أن لا تعتدُوا في السَّبتِ» قال الطيبي: «عليكم» خبر لـ: «أنَ لا تعتدُوا»، وقيل هي كلمة الإغراء.
«وأن لا تعتدُوا» مفعوله أي: الزموا، واحفظوا، ترك الاعتداء.
«وَخَاصَّةً» منوَّن حال.
«واليهُود» نصب على التخصيص؛ أي أعني اليهود، ويجوز أن يكون خاصَّة بمعنى خصوصًا، فيكون اليهود معمولاً لفعله أي: أخص اليهُود خصوصًا، وفي رواية، يهودُ، مضمومًا بلا لام على أنه منادى.

.أبواب الأدب:

764- [2736] «للمسلمِ على المسلم ستٌّ بالمعرُوفِ».
قال الطيبي: بالمعروف، صفة بعد صفة لموصوف محذوف أي ست ملتبسة بالمعروف، وهو ما عرف في الشرع.
765- [2753] «لَعَنَ اللهُ علَى لِسَانِ مُحَمدٍ من قعد وسْطَ الحَلْقَةِ».
قال الخطابي: هذا مؤوَّلْ على وجهين: أحدهما: أن يأتي حلقة قوم فيتخطى رقابهم ويقعد وسطها، ولا يقعد حيث ينتهي به المجلس، والثاني: أن يقعد وسط الحلقة فيحُول بين الوجوه، ويحجب بعضهم من بعض، فيتضررون.
766- [2762] «كان يَأخذُ مِنْ لِحيتِهِ من عَرضِهَا، وَطَولِهَا».
قال الطيبي: هذا لا ينافي قوله: «اعفُو اللحى» لأنَّ المنهي عنه هو قصَّها كفعل الأعاجم، والأخذ من الأطراف قليلاً لا يكون من القص في شيء.
767- [2768] «إنَّ هذه ضجعَةٌ لا يُحِبُّهَا اللهُ» هي بكسر الضاد، الهيئة، وبفتحها المرة، والأوجه هنا الكسر.
768- [2774] «أَنْمَاطٌ» هي ضرب من البسط له خمل رقيق واحدها نمط.
769- [2776] «عن نَظْرَةِ الفُجأةِ» هي أن يقع النظر إلى الأجنبيهَ من غير قصد بغتة.
770- [2777] «لا تُتْبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّ لكَ الأولى وليسَتْ لَك الآخِرَة».
قال الطيبي: يدل على أنَّ الأولى نافعة كما أنَّ الثانية ضارة لأنَّ الناظر إذا أمسك عنان نظره ولم يتبع الثانية أُجِرَ.
771- [2787] «وَخَيْرُ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ»
قال البغوي في شرح السنة: حملوا ذلك على مَا إذا أرَادَت أن تخرج، فأما إذا كانت عند زوجها فَلْتَتَطَيَّبْ بما شاءت.
772- [2799] «نظفُوا أفنيتكم» جمع فناء، وهو المتَّسع أمام الدار.
773- [2806] «قِرَامُ» ستر، قال في النِّهاية: القِرام: الستر الرقيق، وقيل: الصَّفيق من صُوف ذي ألوان، والإضافة فيه كقولك: ثوب قميص وقيل: القرام: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ، ولذلك أضافه.
774- [2811] «فِي لَيْلَةٍ إضْحِيَانٍ».
قال في النِّهاية: أي مضيئةِ مُقمِرَة، يقال: ليلة إِضْحِيَانٌ وَإضحيَانَةٌ، والألف والنون زائدتان.
وقال في الفائق: هو بكسر الهمزة، وإفعلان مما قلَّ في كلامهم.
775- [2813] «مِرْطٌ» هو الكساء.
776- [2814] «أَسْمَالَ مليقين» قال في النِّهاية: أسمال جمع سمل وهو الخلق من الثياب وميلتين؛ تثنية ملية وهي تصغير الملاءة، وهي الإزار.
777- [2822] «المستشار مؤتمنٌ» قال الطيبي: معناه أنه أمين فيما يسأل من الأمور ولا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصْلَحَته.
778- [2817] «مَنْ لَبِسَ الحَرِيْرَ في الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسَهُ في الآخرَة»
زاد ابن حبان: «وإن دخل الجنَّة لبسه أهل الجنَّة ولم يلبسه هو»
قال القرطبي: وهذا نص صريح في أنه يحرمه إذا دخل الجنَّة إذا لم يتب، فإن كانت هذه الجملة من قول النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو الغاية في البيان وإن كان من قول الراوي- على ما ذُكر أنه موقوف- فهو أعلم بالمقال وأقعد بالحال، ومثله لا يُقالُ من جهة الرأي، وقد قيل إنَّ حرمانه ذلك إنما هو في الوقت الذي يعذب في النَّار، فإذا خرج منها، وأدخل الجنة لم يحرم منها شيئًا، لا حريرَا، ولا خمرًا، ولا غيره لأنَّ حرمان شيء من لذات الجنة لمن كان في الجنة نوع عقوبة ومؤاخذة، والجنة ليست بدار عقوبة، ولا مؤاخذة فيها بوجه من الوجوه، والحديث يرد هذا القول، وكما لا يشتهي منزلة من هو أرفع منهُ وليس ذلك بعقوبة كذلك لا يشتهي خمر الجنة، ولا حريرها، ولا يكون ذلك عقوبة. انتهى.
779- [2829] «الحَزَوَّز» قال في النِّهاية: الحَزَوَّرُ؛ الذي قارب البُلُوغ.
780- [2832] «وَوضعِ الأذى عنْهُ» قال في النِّهاية: يريد الشعر، والنجاسة وما يخرج على رأس الصبي حين يولد، يحلق عنه يوم سابعهِ. «يُنَافِحُ» عنه بالحاء المهمله، أي يكافح ويدافع.
782- [2848] «كَانَ يَتَمَثَّل بشِعْرِ ابن رَوَاحَة، ويَتَمَثَّلُ:
ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ».

في مسند أحمد، ومصنف ابن أبي شيبة عن عائشة قالت: «كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفة:
ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ».

وروى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، عن قتادة، قال: «بلغني أنه قيل لعائشة: هل كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمثل بشيءٍ من الشِّعر، قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل أوَّله آخره وآخره أوله، يقول:
ويأتيك من لم تزود بالأخبار».

فقال له أبو بكر: ليس هذا فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنِّي والله ما أنا بشاعر، وما ينبغي لي.
783- [2851] «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحًا يريْهِ».
قال في النِّهاية: هو من الوَرْي، قال الأزهري: الورى، مثل الري: داء يداخل الجوف غير مهمُوز، قال الجوهري: ورَوى القيح جَوْفَهُ، يَريَه، ورْيًا: أكله، وقال قوم: معناه حتَّى يصيب رِئته.
«خيْر لَهُ مِنْ أَنْ يمتَلئَ شِعْرًا».
قال النووي: قالوا: المراد منه أن يكون الشعر غالبًا عليه مُستوليًا بحيث يشغله عن القرآن، أو غيره من العلوم الشرعية وذكر الله تعالى.
784- [2853] «إنَّ الله يَبْغَضُ البَليغَ من الرِّجَالِ الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ البَقَرَةُ» قال في النِّهاية: هو الذي يتشدق في الكلام، ويلفه بلسانه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفًّا.
785- [2858] «إذا سَافَرْتمْ فِي الخِصْبِ» بكسر أوله.
«فَأعْطُوا الإبل حظَّهَا من الأرضِ».
قال البيضاوي: يعني دعوها ساعةً فساعةً ترعى.
«وَإِذَا سافَرتُمْ في السَّنَةِ» أي في الجدب.
«فبادِرُوا بنَقْيهَا» أي أسرعوا السير عليها ما دامت قوتها باقية.
النقي، وهي بكسر النون وسكون القاف المخ، قاله النووي.
قال التوربتشي: ومن النَّاس من يرويه نقبها، بالباء الموحدة بعد القاف، وهو تصحيف.
وقال الأشرفي: قال في الصحاح: نقب البعير- بالكسر- إذا رقت أخفافه.
فيمكن أن يجعل هذا اللفظ بهذا المعنى، فلا يكون تصحيفًا.
وقال الحافظ العراقي في شرح الألفية: قرأ عليَّ بعض العجم في المصابيح حديثًا: «إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حقها، وإذا سافرتم في الجدب فبادرُوا بها نقبها»؛ بفتح النون، وبالباء الموحَّدة بعد القاف، فقلتُ: إنَّما هو نقْيها بالكسر، وبالياء آخر الحروف. فقال: هكذا ضبطها بعض الشُّيوخ في طرَّة الكتاب فأخذت منه الكتاب، وإذا على الحاشية كما ذكر، وقال: النَّقب الطريق الضيِّق بين جبلين، فقلتُ هذا خطأ وتصحيف فاحش، وإنما هو النَّقِيُّ، أي: المخ الذي في العظم، ومنه قوله في حديث أم زرع: «لا سمين فينتقي» وفي حديث الأضحية: «والعجفاء التي لا تنقي».
قال: فليحذر طالب العلم، ضبط ذلك من الحواشي إلاَّ إذا كان بخط من يعرف خطه من الأئمة. انتهى.
وقال الطيبي: نِقيهَا يحتمل الحركات الثلاث، أن يكون منصوبًا مفعولاً به وبها حال منه؛ أي بادروا نقيها مستعينين بسيرهَا، وأن يكون مرفُوعًا فاعلاً للظرف، وهو حال؛ أي: بادروا إلى المقصد ملتبسين بها نقيها، أو مبتدأ والجار والمجرور خبره، والجملة حال، كقولهم: فُوه إلى فِيَّ، وأن يكون مجرورًا بدلاً من الضمير المجرور والمعنى سارعُوا بها إلى المقصد باقية النَّقْي فالجار والمجرور الحال.
قال: وليت شعري كيف يستقيم المعنى مع إرادة نقب الخف.
«وَإِذَا عَرَّسْتُمْ» التعريس، النزول آخر اللَّيل.
786- [2855] «يتَخوَّلنا بِالمَوْعِظَةِ» بالخاء المعجمة، قال في النِّهاية: أي: يتعهدنا، من قولهم: فلان حائل مالٍ، وهو الذي يصلحه ويقوم به.
وقال أبو عمر: الصواب: يتخوَّلنا بالحاء المهملة؛ أي يطلب الحال التي ينشطون بها للموعظة فيعِظهم فيها، ولا يُكْثِرُ عليهم فيملُّون، وكان الأصمعي يرويه: يتخوَّنُنا بالنون، أي: يتعهَّدنا.