فصل: أبواب الرُّؤْيَا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قوت المغتذي على جامع الترمذي



.أبواب الرُّؤْيَا:

616- [2270] «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ» قال في النِّهاية: أراد اقتراب الساعة، وقيل: اعتدال اللَّيل والنَّهار، وتكون الرؤيا فيه صحيحة لاعتدال الزمان، واقترَبَ: افْتَعَلَ، من القُرْبِ.
617- [2276] «مِنْ رَآني في المنام فقد رآني» قال الشيخ تقي الدِّين السبكي في شرح المنهاج: تعبير الرؤيا علم شريف. وقال ابن الرفعة: إنه شرعي، وما أظنه كما قال؛ فإنَّ حقيقته راجعة إلى معرفة معنى رُؤية المنام، وما هو المرئي فيها، وذلك يتعلق بالحِكمة ومعرفة حقائق الأمور، وَقلَّ من يعرفها، وتعز معرفته بالاكتساب بل هو هبَة من الله تعالى.
وانظر إلى تعبير يوسف عليه الصلاة والسلام.
وكان النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ رَأى منكم اللَّيلة رُؤيا»، وكان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه حظ وافر من هذا العِلم؛ وللنَّفس في حال النَّوم تجرد لم يكن حال اشتغالها بالبدن حالة اليقظة، وهو شبيه بتجردها بعد الموت، وإن كان بينهما فرق كبير، فإذا تجردت حالة النوم ورأت ما لَمْ تكن تراه، ويختلف النَّاس في ذلك التجرد اختلافًا كثيرًا عَلى قدر مراتبهم.
وتارةً تكون الرؤيا صحيحة من الله تعالى، ومن المَلك الذي وكله الله بالرؤيا فيكون لها تعبير صحيح، أو تقع كما هي من غير تعبير، وتارةً لا تكون صحيحه، بأن تكون من الشَّيطان، أو حديث نفس، والذي تراه في الرؤيا الصحيحة يبعد أن يكون هو ذلك الشخص الذي وقع في نفس النائم أنه رآه بعينه؛ لأنا نرى شخصًا ميتًا أو حيًّا لا علم له برؤيتنا له، هذا أمر قطعي، فالمرئي حينئذٍ على ما يظهر لنا صُورة مخلوقة لله تعالى على مثال تلك الصُورة، ثم تلك الصورة إما مع عين روحانية- وهو بعيد-؛ لأنه لو كان كذلك لكان عنده شعور بها، ونحن نراه ثم نسأله عن ذلك فلا يكون عنده علم منهُ البتة، فلم يبق إلاَّ أنَّ الله تعالى خلق حقيقة مشتملة على مثال صورته وروحانيته، وأرانا إيَّاها وأوقع في نفسنا مخاطبتنا إيَّاها، أو جعلهَا تخاطبنا حقيقة، وقد يختلف المرئيون فمنهم من يكون المرئي مثال صورتهِ ومعناه، ومنهم من يكون مثال صورته وحقيقته معناه، بأن يكون جعل الله لها ذلك، ومنهم من ينتزع من صورته ومعناه بعينها حقيقة مطابقة لتلك الحقيقة ويرينا إيَّاها، وإنما ذكرنا هذه الاحتمالات ليفهم بها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي في المنامِ فقد رآني حقًّا» فقوله: رءاني في الشرط والجزاء ليس من الرؤية البصرية، ولا العلميَّة، بل من الرؤيا المناميَّة، فالمعنى من تعلقت رؤياه بي فهو تعلق صحيح، فإنَّ الشيطان لا يتمثل به، ولكن الشرط والجزاء لابد من تغايرهما، فالمعنى من تعلقت رؤياه بي في اعتقاده فهي رؤيا صحيحة، فعلى هذا متى وقع في نفس الرائي أنه رأى النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو قد رآه، سواء كان على هيئته المنقولة في اليقظة أم لا، وقد كنتُ أقمت دهرًا أظن أنَّ هذا إنما يكون فيما إذا رأى تلك الصورة بعينها، وإنما يعلم بذلك الصحابة الذين رأوهُ في اليقظة، أو من وفقه الله لذلك من غيرهم، ثم اعترضت على نفسِي بأنَّ ذلك إنما يكون لو كانت رؤيا بصرية وإنما هي حلمية، ثم باتحاد الشرط والجزاء- ولابد من تغايرهما- فسلكت الطريقة المتقدمة، ومع ذلك إذا وقع في نفسِهِ أو في سمعه في المنام أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره بأمرٍ، لا يجب العمل به؛ لأنَّ الذي أخبره به النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي رؤيته، ولم يخبرنا بأنه يقول له ويكلمه، والنَّائم ليس على يقين من كلامه ولا من كلام تلك الصُّورة المرئية، وليست تلك رؤية بصريَّة بل رؤيا حلميَّة أكثر النَّاس لا يعرفون حقيقتها؛ فلذلك لا يجب الأخذ بها، لكن إذا لم يكن فيها مخالفة لحكم الظاهر يحسن العمل بها أدبًا مع صُورته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثالَهَا، ولا تقول أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ وَلاَ خَاطَبَهُ ولا انتقل من مكانه، ولا أحاط علمه الشريف بذلك البتة، وإنما الله أراه إياه لحكمة علمها قد يكون ذلك، وقد يكون عن علم من النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الله أعلم أي الحالتين كان.
وقد يختلف بعض الرائين مع بعض في ذلك، وقد يقع في نفس نائم أنه رأى ولَم يكن رأى، فلا يوجد الشرط الذِي رتب النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه الجزاء.
والحاصل أنَّ ارتباط الرؤيا- وهي تعلق النَّفس بالمرئي- بارتباط الجزاء- بمعنى أنَّ المرئي لا يتمثل به الشيطان- صحيح قطعًا، وما عدا ذلك يمكن أن يقع للنَّائم غلط فيه.
والصور المختلفة التي يرى النَّائم النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها يجوز أن يتكون أحوالاً يعرض لحقيقته، والحقيقة هي المشار إليها ثانيًا، وهي الأجزاء الأصليَّة وعناصِرها مع الروح، ولها مثال يطابق موكل به ملك الرؤيا، يعصم به عن تمثل الشيطان به. انتهى كلام السُبكي.
618- [2277] «الرؤيا من الله والحلم من الشَّيطان» قال في النِّهاية: الرؤيا والحلم: عبارة عما يراه النَّائم في نومه من الأشياء، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير، والشيء الحسن، وغلب الحُلم على ما يرَاه من الشرِّ والقبيح.
19 6- [2278] «وهي على رِجْلِ طائرٍ» قال في النِّهاية: أي أنها على رِجْلِ قدَرٍ جارٍ وقضاء ماض، من خير أو شرٍّ وإنَّ ذلك هو الذي قسمها لصاحبها، من قولهم: اقتسموا دارًا فطار سهم فلان في ناحيتها، أي وقع سهمه وخرج.
وكل حركةٍ من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر، والمراد أنَّ الرؤيا هي التي يَعْبُرها المعبِّر الأوَّل، فكأنَّها كانت على رجل طائر فسقطت ووقعت حيث عبرت، كما يسقط الذي يكون على رجل الطائر بأدنى حركة.
وقال الطيبي: التركيب من باب التشبيه التمثيلي، شبَّه الرؤيا بالطائر السريع طيرانه، وقد عُلق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة؛ فينبغي أن يتوهم للمشبَّه حالات متعددة مناسبة لهذه الحالات، وهي أنَّ الرؤيا مستقرَّة على ما يسوقه التقدير إليه من التعبير.
فإذا كانت في حكم الواقع قيَّضَ وألهم من يتكلم بتأويلها على ما قدَّر فيقع سريعًا، وإن لم يكن في حكمه لم يقدر لهَا من يعبرها.
620- [2289] «ذَنُوبًا» هي الدلو التي فيها ماء.
«فاستحالتْ غرْبًا» بفتح العين المعجمة وسكون الراء وموحدة وهي الدلو العظيمة التي تتَّخذ من جلد ثور.
قال في النِّهاية: وهذا تمثيل، ومعناه أنَّ عمر لمَّا أخذ الدلو ليستقي عظُمت في يده؛ لأنَّ الفتوح كانت في زمنه أكثر منها في زمن أبي بكر، ومعنى استحالت: انقلبت من الصِّغر إلى الكبر.
«فلم أر عبقريًّا» هو سيد القوم وكبيرهم، وقويّهم، والأصل في العبقري فيما قيل: أنَّ عبقر قرية سكنها الجن فيما يزعُمون، فكلما رأوا شيئًا فائقًا غريبًا مما يصعب عمله ويدق، أو شيئًا عظيمًا في نفسِه نسبوه إليها، فقالوا: عبقري، ثم اتَّسع فيه حتى سُمِي به السيد والكبير.
«يفري فريهُ» أي: يعمل عمله، ويقطع قَطْعَهُ.
و«فرِيَّه» روي بكسر الراء وتشديد المثناة من تحت وسكون الراء، والتخفيف؛ وحُكِي عن الخليل أنه أنكر التثقيل وغلط قائله.
وأصل الفرى القطع، يقال: فريت الشيء أفريه فريًا: إذا شققته وقطعته للإصلاح، وأفريته: إذا شققته على جهة الإفساد.
621- [2290] «ثَائِرَةَ الرَّأْسِ» أي: منتشرة الشعر قائمته.
«بمَهْيَعَةٍ» بفتح الميم، وإسكان الهاء، وفتح الياء التحتية، والعين المهملة: اسم للجُحْفَة.
622- [2293] «ظُلَّةً» من السحَاب.
«يَنْطِفُ» بِكسر الطاء وضمها، أي: يقطر.
«سببًا» هو الحبل.

.أبواب الشهادات:

623- [2298] «صاحب غِمْر» بكسر الغين وسكون الميم: وهو الحقد.

.أبواب الزُّهد:

قال ابن القيم: الفرق بين الزُّهد والورع، أنَّ الزُّهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع: ترك ما يخشى ضرره في الآخرة.
624- [2304] «نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من النَّاس: الصحة والفراغ».
قال ابن الخازن: النعمة ما يتنعَّم به الإنسان ويستلذه، والغبن: أن يشتري بأضعاف الثمن، أو يبيع بدُون ثمن المثل، فمن صحَّ بدنه وتفرغ للأشغال العائقة، ولم يَسْعَ لإصلاح آخرته فهو كالمغبُون في البيع.
625- [2306] «بادِرُوا بالأعْمَالِ سَبْعًا»
قال الطيبي: أي سابقوا وقوع الفتن، بالاشتغال بالأعمال الصالحة، واهتموا بها قبل نُزُولها.
«أو هَرمٍ مُفَنِّدٍ» قال في النِّهاية: الفند في الأصل الكذب، وأفند تكلم بالفند. ثم قالوا: الشيء إذا هرم: قد أفند، لأنه يتكلَّم بالمحرَّف من الكلام عن سنن الصِّحه، وأفنده الكبر: إذا أوقعهُ في الفند.
«أو موتٍ مُجْهزٍ» بجيم وزاي آخره: أي سَريع.
يقال: أجهز على الجريح، يجهز، إذا أسرع قتله.
626- [2307] «أكْثروا ذكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ» بالذال المعجمة، أي قاطعها.
«الموتَ» قال المُظهري: بالجر عطف بيان، وبالرفع خبر مبتدأ محذوف، وبالنصب على تقدير: أَعنِي.
627- [2308] «أفظع» بفاء وظاء معجمة وعين مهملة؛ أي أشد وأشْنع.
628- [2312] «أطَّتِ السَّمَاءُ» بفتح الهمزة والطاء المهملة المشددة، قال في النهاية: الأطيط صوت الأقتاب، وأطيط الإبل؛ وهو من جوامع الكلم التي أعطيها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قالى ابن عبد البر: كلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا من الكلام الجامع للمعاني الكثيرة الجليلة في الألفاظ القليلة، وهو مما لم يقله أحد قبله، إلاَّ أنه روي في صحف شيث: من عدَّ كلامَه مِنْ عَمَلِهِ، قلَّ كلامُهُ إلاَّ فيما يَعينه.
قال الفاكهاني: هذا خاص بالكلام، وأما الحديث فهو أعمّ من الكلام؛ لأنَّ مما لا يعينه التوسع في الدنيا، وطلب المناصب والرئاسة، وحب المحمدة والثناء وغير ذلك.
630- [2322] «إِنَّ الدُّنيا ملْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيْهَا إِلاَّ ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاَهُ، وَعَالِمٌ، أَوْ مُتَعَلِّمٌ» هُمَا منْصُوبَانِ؛ لأنَّ الاستثناء من موجب، وكتب بلا ألف على طريقة كثير من المحدثين.
631- [2323] «فِي اليَمِّ» هو البحر، وقيل: إنه معرَّب.
632- [2325] «مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ».
قال الشيخ عزُّ الدِّين بن عبد السلام في أماليه: معناه أنَّ ابن آدم لا يضيع له شيءٌ، ومَا لم ينتفع به في دنياه انتفع به في أُخراه، فالإنسان إذا كان له داران فحوَّل بعض ماله من إحدى داريه إلى الأخرى، لا يقال ذلك البعض المحوَّل نقصَ من ماله، وقد كان بعض السَّلف يقول إذا رأى السائلين: مرحبًا بمن جاء يُحَوِّل ما لَنَا من دُنيانا لأخرانا؛ فهذا معنى الحديث، وليس معناه أنَّ المال لا ينقص في الحس ولا أنَّ الله يخلف عليه؛ لأنَّ ذلك معنى مستأنف. انتهى.
633- [2328] «لاَ تَتَّخِذوا الضَّيْعَةَ»، قَال في النِّهاية: هي مَا يَكُونُ منه المَعاش، كالصنعة والتجارة، والزراعة، وغير ذلك.
634- [2332] «لاَ تقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمانُ، فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ» الحديث.
قال في النِّهاية: أراد: يطيب الزمان حتى لا يُستطال، وأيام السُّرُورِ والعافية قصِيرة، وقيل: يَقَعُ كناية عن قصر الأعمار وقلة البركة.
«كالضَّرمَة بالنَّارِ» بفتح الضاد المعجمة.
قال في النِّهاية: الضَّرْمَةُ؛ بالتَّحريكِ: النَّارُ.
وفي القاموس: ضرمت النَّار اشتعلت.
635- [2341] «وَجلف الخبز».
قال في النِّهاية: الجِلْفُ: الخُبزُ وَحده لا أُدْمَ مَعهُ، وقيل: الخبز الغليظُ اليابِسُ، ويُروى بفتح اللام- جمع جِلْفَة- وَهِيَ الكِسْرَةُ مِنَ الخُبْز.
636- [2344] «لَوْ أَنَّكُمْ كنْتُمْ تَوكَّلونَ علَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرُزِقْتمْ كَمَا يُرزَقُ الطيْرُ: تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» أي: تغدُو بكرة وهي جِيَاع، وتروح عشاء وهي ممتلئة البطون. وَالخِمَاص؛ بِكَسْرِ الخَاء المعجَمة وآخرهُ صاد مُهملة جمع خميص: وهو الضامر البطنِ.
والبِطَان؛ بِكسر الموحدة، جمع بطين: وهو العظيم البطن.
قال البيهقي في شعب الإيمان: ليس في هذا الحديث دلالة على القُعود عن الكسْبِ، بل فيه ما يدُل على طلب الرزق؛ لأنَّ الطير إذَا غدت فإنما تغْدُوا لطلب الرزق، وإنما أراد- والله أعلم- لو توكلوا على الله في ذهابهم، ومجيئهم وتصرُّفهم، ورأوا أنَّ الخير بيده ومن عنده، لم ينصرفوا إلاَّ سالمين غانمين كالطير تغدُوا خِمَاصًا وترُوحُ بطَانًا، لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم، ويغشون ويكذبون ولا ينصحون، وهذا خلاف التوكل.
637- [2346] «آمِنًا في سِربِه» قال: في النِّهاية: بكسر السين: أي في نفسه.
قال: ويروى بالفتح، وهو المسلك والطَّريق.
638- [2347] «خَفِيْفُ الحَاذِ» بحاء مُهملة وآخره ذال معجمة خفيفة، قال في النِّهاية: الحاذُ، والحال واحد، وأصل الحاذ: طريقة المتن؛ وهو ما يقع عليه اللَّبْدُ من ظَهرِ الفرس: أي خفيف الظَّهر من العِيَال.
«وَكَانَ غامِضًا فِي النَّاسِ» بإعجام الغين والضاد معًا؛ أي: مغمورًا غير مشهور، وفي بعض النُّسخ بإهمال الصَّاد، فهو فاعل بمعنى مفعول، أي مغمُوصًا، بمعنى محتقرًا مزدرى، وضبطه الحكيم في نوادره بالوجهين.
639- [2350] «تِجْفَافًا».
قال في النِّهاية: التجفاف: ما جُلِّلَ به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح، والتاء فيه زائدة والجمع تجافيف.
640- [2351] «فُقَراء المهاجرين يدخلون الجنَّة قبل أغنيائهم
بخمسمائة عامٍ»
.
روى أبو محمَّد الحسن بن محمَّد بن الحسن الخلاَّل في كتابه فضل الفقير والفقراء: من حديث القاضي بدر بن الهيثم: حدثنا سليمان بن الربيع، حدَّثنا الحارث بن إدريس، عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال: «بعث الفقراء إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ...» الحديث، وفيه: «يدخل الفقراء الجنَّة قبل الأغنياء بنصف يوم، وهو خمسمائة عام».
قال الحارث: قال سفيان: تفسيره: أنَّ في الجنَّةِ ثماني أبواب، ما بين الباب إلى الباب خمسمائة عام لكل باب أهل، فينسى الغَنِيُّ بابه فيجيء إلى باب غيره، فيقول البواب؛ ارجع إلى بابك، فيرجع إلى بابه وهو خمسمائة عام.
641- [2362] «كَان لا يَّدخر شيئًا لِغَدٍ» قال البيهقي في شعب الإيمان: قال أبو سهل محمَّد بن سُليمان في إملائه على هذا الحديث؛ فإن قال قائل: كان النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرجع إلى ملبس ومفرش، وكان يعد للجميع ما يعده، وكان له الدرع والسَّيف والقوس، والفرس والبغل والحمار، وكان يُنْبَذُ له بالعشي فيشربه بالغداة وينبذ له بالغداة فيشربه بالعشي، وكان يَحْبِسُ لنسائه قوت سنة مما أفاء الله تعالى عليه، وكل هذا ادخار، فكيف يسلم على هذه الأخبار هذا الخبر المأثور؟ قال الأستاذ أبو سهل: الرواية صحيحة، وعلى حكم الدراية مستقيمة، والتنافي عن هذه الرواية منصرف، ووجه ذلك أنه كان يتعامل فيما بينه وبين مولاه على حسن الظن والانتظار دون الحبس والادخار، وكان لا يحتجز لنفسه ليومه من أمسِهِ.
فأما ثيابه فإنما يعدَها لدينه لا على بقاء عليها لِغَد، وكذا آلات الحرب كان يحبسها لنَصْرِ الأولياء وكبت الأعداء على حكم الاستعمال مما تصدق به في حياته.
ولهذا قال: «إنَّا لا نورث، ما تركنا صدقة».
وأما ما كان ينبذ له فإنما نساؤه كنَّ ينبذن له ما صار في ملكهن، ويَدهِن تمليكًا وتمويلاً منه لهن، وقد صحَّ أنه لم يكن يدخر شيئًا لغد، فإن احتبس عنده شيئًا فلا على نية الغد. ولكن... وتصرفه في نائبة من نوائب الدين، وقيل: لا يَدَّخِر مُلكًا بل يدَّخِرُ تَمْلِيكًا.
وقيل: لم يكن يدخره على أمل البقاء إلى غد. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في أجوبته: قد حسنه الترمذي وكأنه حسنه لأنَّ له شاهدًا من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه ابن ماجه، وصححه الحاكم.
قلتُ: وله شاهد آخر من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه الطبراني والبيهقي في سننه.
وقال القاضي تاج الدِّين السبكي في التوشيح: سمعت الشَّيخ الإمام الوالد يقول: لم يكن رسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقيرًا من المال قط، ولا كانت حاله حال فقير، كان أغنى النَّاس بالله، قد كفي دنياه في نفسه وعِيَاله، وكان في قوله: «اللَّهم أحيني مسكينًا» أنَّ المراد به استكانة القلب، لاَ المسكنة التي هي نَوْع من الفقر، وكان يشدد النكير على من كان يعتقد خلاف ذلك.
وقال البيهقي في سُننه: الذي يدُل عليه حاله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند وفاته، أنه لم يسأل المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة، فقد مات مكفيا بما أفاء الله عليه، وإنما سأل المسكنة التي يَرجع معناها إلى الإخبات والتواضع، وكأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأل الله تعالى أن لا يجعله من الجبارين المتكبرين، وأن لا يحشره في زمرة الأغنياء المترفين.
قال القتبي: المسكنة: حرف مأخوذ من السكون، يقال: تمسكن، أي تخشع وتواضع.
643- [2364] «نُثَرِّيهِ» بالمثلثة، أي نَبُلُّهُ بالماء.
644- [2365] «والحُبْلَةَ» بضم الحاء وسُكون الباء الموحدة ثمر السمر، وقيل: ثمر القضاه.
«يُعَزِّرُونِي فِي الدِّيْنِ» قال في النِّهاية: أي توقفني عليه، وقيل: توبخني على التقصير فيه.
645- [2368] «مِنَ الخَصَاصَةِ».
قال في النِّهاية: أي: الجوع والضعف، وأصلها الفقر والحاجة إلى الشيء.
«حتى تقولَ الأعْرَاب: هَؤلاءِ مَجَانِينُ، أَو مَجَانُونُ».
قال في النِّهاية: المجانين، جمع تكسير لمجنون، وأما مجانون فشاذ، كما شذَّ شياطون في شياطين.
646- [2369] «بِقِربَةٍ يَزْعَبُهَا» بزاي وعين مهملة وباء مُوحدة؛ أي: يتدافع بها ويحمله لثقلها، وقيل: زعب بحمله إذا استقام.
647- [2371] «وَرَفَعنَا عنْ بُطُونِنَا عن حَجَرٍ حَجَرٍ» الحكمة في ذلك أنه يخف ببرد الحجَر حرارة الجوع.
648- [2372] «من الدَّقَلِ» بفتح الدال المهملة والقاف: هو رديءُ التمر ويابسه.
649- [2378] مُوسى بن ورِدان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المَرءُ على دِيْنِ خَلِيْلِهِ فلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ».
هذا حديث غريب، هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني في المصابيح وزعم أنه موضوع.
وقال الحافظ صَلاح الدِّين العَلائي: نسبَة هذا الحديث إلى كونه مَوضوعًا جهلٌ قبيحٌ، بل هو حَسنٌ كما ذكره الترمذي، فإنَّ موسى ابن وردان وثَّقه العجلي وأبو داود، وقال فيه أحمد بن حنبل: لا أعلم إلاَّ خيرًا. وقال أبو حاتم والدارقطني: لا بأس به، ولم يتكلم فيه أحد، وزهير بن محمَّد هو المروزي، وثقه أحمد وابن معين، وتكلم فيه غيرهما، واحتج به الشيخان في الصحيحين، وذلك يدفع ما تكلم به فيه، فتفرده يكون حسنًا غريبًا ولا ينتهي إلى الضعف، فضلاً عن الوضع. انتهى.
650- [2380] «مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا من بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابن آدَمَ أُكُلَاتٌ» بضم الهمزة والكاف جمع أُكلة بالضم: وهي اللقمة.
«يُقِمْنَ صُلْبَهُ» فإنْ كان لا محَالَةَ، فثلُثٌ لِطعامه، وثُلث لشرابه، وثُلث لِنفْسِهِ.
قال ابن القيم في الهدي: الأمراض نوعان: أمراض حادثة تكون عن زيادة مادة أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعيَّة وهي الأمراض الأكثرية؛ وسببها إدخال الطعام على البدن قبل هضم الأول، والزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيب المتنوعة.
وإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية واعتاد ذلك، أورثته أمراضًا متنوعة.
فإذا توسط في الغذاء وتناول منه قدر الحاجة- وكان معتدلاً في كميته وكيفيته- كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير.
ومراتب الغذاء ثلاثة: أحدها: مرتبة الحاجة.
والثانية: مرتبة الكفاية.
والثالثة: مرتبة الفَضْلَة.
فأخبر النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسْقط قُوَّته ولا يَضعُفُ معها، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثلث للنفس؛ وهذا من أنفع ما للبدن والقلب، فإنَّ البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب والتعب بحمله، بمنزلة حامِلِ الحِمْلِ الثقيل؛ والشبع المفرط يُضعف القُوى والبدن، وإنما يَقْوى البدن بحسب ما يقبل من الغذاء لا بحسب كثرته، ولما كان في الإنسان جزء أرضيّ وجزء مائي، وجزء هوائي، قسم النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعامه وشرابه ونفسه إلى الأجزاء الثلاثة، فإن قيل: فأين الحظ الناري؟ قيل: هذه مسألة خلاف.
فمن النَّاس من قال: ليس في البدن جزء ناري، وعليه طائفة من الأطبَّاء وغيرهم، ومنهمِ من أثبته. انتهى.
651- [2382] «نَشَغَ» بنون وشين وغين معجمتين، قال في النِّهاية: النشيغ في الأصل: الشهيق حتى يكاد يبلغ به الفشي، وإنما يفعل لإنسان ذلك تشوقًا إلى شيءٍ فائت وأسَفًا عليه.
بل أَردَتْ أَنْ يُقَال: فُلانٌ قَارِئٌ، فقد قيل ذاك سُئل الشَّيخ تقي الدِّين بن الصَّلاح عن معنى هذا الحديث، وهل هو محمُول على أنه لم يكن له حسنة غير العلم، أو على أنَّ له حسنات غيره، فاحبطت نيته في العِلم حسناته، وهذا خلاف قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}؟ فأجاب: كان بمثابة لو أخلص في عمله، لنَجَّاه عمله من العذاب الذي وُجِد مُقْتَضِيه، فلما لم يخلص نزل به مُوجِب المقتضى لعذابه.
أو هذا فيمن ترجحت سيئات ريَائه بالعِلم على حسناته، فلم تدفع عنه حسناتُه عذاب ذنب الرياء، فعذب والله أعلم.
652- [2384] «الرَّجل يَعْمَل العَمل فَيُسِرُّهُ، فإِذَا اطُّلِعَ علَيْهِ أَعْجَبه».
قال في النِّهاية: أي: نرميه يريد به الخيبة، وأن لا يعطوا عليه شيئًا، ومنهم من يخبر به على ظاهره، فيرمي فيها التراب.
655- [2404] «يَخْتَلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّيْنِ».
قال في النِّهاية: أي: يطلبون الدنيا بعمل الآخرة.
يقال: ختله يختلهُ، إذا خدعه ورَاوغه، وختل الذئب الصيد إذا تخفي له.
656- [2405] «أتيحنهم فِتْنَةً» يقال: أتاح الله لفلان كذا، أي قدره له وأنزله به.
657- [2406] «أَمْلِكْ عَليْكَ لِسَانَكَ» أي لا تُجِره إلاَّ بما يكون لك لا عليك.
658- [2407] «فَإِنَّ الأعْضَاءَ كُلَّهَا تكَفِّرُ اللِّسَانَ».
قال في النِّهاية: أي تذل وتخضع.
والتكفير: هو أن يَنْحَنِيَ الإنْسَانُ وَيُطَاطِئَ رَأسه قريبًا من الرُّكُوعِ كما يفعَلُ من يُريدُ تعظيم صَاحِبِه.
659- [2413] «مُتَبذلة» التبذل ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة.
قال في النِّهاية: يُرْوى متبذلة ومبتذلة، وهما بمعنى.
660- [2415] «تَرجُمَانٌ» بفتح التاء وضم الجيم.
«ثُمَّ يَنْظُرَ أَيْمَن مِنْهُ» بالنَّصب على الظرف؛ أي: عن يمينه.
«ثُمَّ يَنْظُرَ أَشْأَمَ مِنْهُ» أي: عن شماله.
2261- [2420] «لِلْشَاةِ الجَلْحَاءِ» هي التي لا قرن لها.
662- [2421] «فتَصْهُرُهُمْ الشَّمْسُ» أي: تذيبهم.
ويحتمل أن يكون معناه: تَقْرُب منهم، وتَدْنُو.
663- [2423] «غُرْلاً» بغين مضمُومَة وراء ساكنة ولام: أي: غير مختونين، جمع أغرل.
664- [2426] «مَنْ نوقِشَ الحِسَابَ» أي من استُقْصِيَ في مُحاسبته وَحُوقق.
665- [2427] «كَأنَّهُ بَذجٌ» بفتح الموحدة والذال المعجمة وجيم؛ وهو ولد الضأن، وجمعه بِذْجَانٌ.
666- [2428] «وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ» يقال: رأس القوم، يرأسهم رياسة، إذا صار رئيسهم ومُقَدَّمَهم.
«وَتَربَعُ» أي: تأخذ ربع الغنيمة، يقال: رَبَعت القَوم أَرْبَعُهُم: إِذَا أَخَذْتُ رُبْع أَمْوَالِهِم، يريد جعلتك رئيسًا مطاعًا؛ لأنَّ الملِك كان يأخذ الرُّبع من الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه.
667- [2434] «فَنهس مِنْهَا نَهْسَةً» النَّهس بالسين المهملة: أخذ اللحم بأطراف أَسنانه.
«وَيَنْفُذُهُمْ البَصَر». قال في النِّهاية: قال أبو حاتم: أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإنما هو بالمهملة: أي يبلغ أولهم وآخرهم حتى يراهم كلَّهم ويستوعبهم، من نفذ الشيء وأنْفَدْته.
قيل: المراد به ينفدهم بصر الرَّحمن حتى يأتي عليهم كُلِّهم، وقيل: أراد ينفدهم بصر النَّاظر؛ لاستواء الصعيد، وحمل الحديث على بَصر المبصِر أولى من حمله على بصر الرَّحمن، لأنَّ الله يجمع النَّاس يوم القيامة في أرض يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبد الواحد على انفراده، ويرون ما يصير إليه.
668- [2436] «شفاعتِي لأِهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي».
قال النووي في الأذكار: روى النّحاس عن أبي بكر محمَّد بن أبي يحيى قال: وكان من الفقهاء الأدباء العلماء.
قال: لا تقل اللَّهم ارزقنا شفاعة النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنما يشفع لمن استوجب النَّار.
وقال النووي: هذا خطأ فاحش، وجهالة بيِّنة ولولا خوف الاغترار بهذا اللَّفظ، وكونه قد ذُكر في كتب مصنِفه لما تجاسرت على حكايته، فكم من حديث في الصحيح جاء في ترغيب المؤمنين الكاملين بوعدهم شفاعة النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإنَّما يشفع لمن استوجب النَّار. «من قال مثل ما يقولُ المؤذن حلت له شفاعتي» وغير ذلك.
ولقد أحسنَ الإمام الحافظ الفقيه أبو الفضل عياض رحمه الله في قوله: قد عرف بالنقل المستفيض سُؤال السلف الصَّالح رضي الله عنهم شفاعة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورغبتهم فيها، قال: وعلى هذا لا يلتفت إلى كراهة من كره ذلك- لكونها لا تكون إلاَّ للمذنبين- لأنه ثبت في الأحاديث في صحيح مسلم وغيره إثبات الشفاعة لأقوام في دخولهم الجنَّة بغير حساب، ولقوم في زيادة درجاتهم في الجنَّة. قال: ثم كل عاقل- يعترف بالتقصير فيحتاج إلى العفو- مشفقٌ من كونه من الهالكين.
ومنهم: من يشفع للعُصبَةِ هم الجماعة من النَّاس إلى العشرة إلى الأربعين ولا واحد لها من لفظها.
669- [2444] «إِلى عمَّانَ البَلْقَاءِ» قال في النِّهاية: هي بفتح العين وتشديد الميم: مدينة قديمه بالشَّام من أرض البلقاء، فأمَّا بالضم والتخفيف فهو سُقْع عند البحرين.
السدد جمع سدة وهي كالظلة على الباب، لتقي الباب من المطر، وقيل: هي البَاب نفسه، وقيل: هي الساحة بين يديه.
670- [2445] «لَم يَظْمأ آخِرَ مَا عَلَيهِ» قال أبو البقاء: هو منصوب على الظرف، والتقدير لم يظمأ أبدًا، وقد جاء في حديث آخر بهذا اللَّفظ، والمعنى لم يظمأ ذلك الشَّارب إلى آخر مدة بقائه، ومعلومٌ أنه يبقى أبدًا، فيكون معناه أنه لم يظمأ أبدًا.
وذكر البطليوسي مثله، وقال: والحقيقة تقديره: لم يظمأ آخر ما عليه أن يبقى، والعرب تستعمل الآخر، يريد به معنى الأبد، كقول الشَّاعر:
أَمَا لَكَ عَمْرٌ إنَّما أَنت حيَّة ** إذا هي لم تُقتل تعش آخر الدَّهر

671- [2446] عُكَّاشة بضم أوله، وتشديد الكاف وتخفيفها أيضًا.
672- [2446] «تخيَّلَ، واخْتَال» هما تفعل وافتعل، من الخيلاء وهو الكبر والعجب.
673- [2450] «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ» يقال: أدلج بالتخفيف: إذا سار أول اللَّيل، وأدَّلَج بالتشديد إذا سار من آخره.
674- [2453] «شِرَّةٌ» بكسر الشِّين وتشديد الراء: النشاط والرغبة.
«الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ» أي: أذلها واستعبدها، وقيل: حاسبها.
675- [2460] «يَكتشرونَ» الكشر بالشين المعجمة ظهور الأسنَان للضحك.
676- [2461] «على رَمل حَصِيرٍ» بفتح الراء والميم: هو السَّعف المنسُوج.
677- [2468] «قِرَامُ سِتْرٍ» بِكَسْرِ القاف وراء: الستر الرقيق، وقيل: الصفيق من صوف ذي ألوان، والإضافة فيه، كقولك: ثوب قميص، وقيل: القرام: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ، ولذلك أضافه.
«سَمَلُ قَطِيْفَةٍ» السَّمَلُ: الخَلَقُ مِن الثِّيَاب.
678- [2471] «إِنْ كُنَّا» هي المخففة من الثقيلة.
«آل محمَّدٍ» بالنَّصب على الاختصاص.
- 2473 «إهابًا معْطونًا» هو النتن المُتمزق من الشعر يقال: عطِنَ الجلد فهو عطنٌ ومعطون، إذا مزقت شعره وأنتن في الدباغ.
«فجَوَّبْتُ وَسطهُ» بالجيم وتشديد الواو، أي: قطعته.
«وهو يَسْقي بِبَكرةٍ» بسكون الكاف.
679- [2476] «مَرقوعة بِفَرْوٍ».
680- [2477] «ولا يأوُون» أي لا يلتفتُون، ولا يعطون.
681- [2485] «انْجَفل النَّاسُ إليه» أي: ذهبوا مسرعين نحوه.
682- [2487] «وَأَشْرَكُونَا في المَهْنَإِ» أي: الأمر الهنيء؛ قال في القاموس: الهَنِيءُ، والمَهْنَأُ؛ مما أتاك الله بلا مشقة.
683- [2489] «في مَهْنَةِ أَهلِهِ» بفتح الميم وسكون الهاء، وهي الخدمة.
قال الأصمعي: ولا يقال بالكسر.
وقال الزمخشري: الكسر خطأ عند الأثبات.
684- [2492] «أمثال الذرِّ» هو النمل الأحمر الصغير، الواحد ذرَّة، وسئل ثعلب عنها، فقال: إنَّ مائة نملة وزن حبَّة.
«تَعْلوهُمْ نَارُ الأَنْيارِ». قال أبو البقاء في إعراب الحديث: كذا وقع في هذه الرواية، ويريد بذلك جمع نار، والأشبه أنه حمل الأنيار على النيران حيث شاركها في الجمع، كما قال بعضهم في جمع ريح: أرياح، لما رآهم قالوا: رياح.
685- [2498] «دوِّيَّة» بالتشديد نسبة إلى الدوّ؛ وهي الصحراء التي لا نبات بها.
686- [2506] حدثنا سَلمة بن شبيب، حدثنا أميه بن القاسم، ثنا حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُظهرِ الشَّمَاتَةَ لأِخِيْكَ، فيرحَمَهُ اللهُ ويَبْتَلِيْكَ».
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، ومكحول قد سمع من واثلة.
هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح، وزعم أنه موضوع. وقال الحافظ صلاح الدِّين العلائي: هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: تفرد به عمر بن إسماعيل بن مجالد وهو متروك، عن حفص بن غياث وعُمر بن إسماعيل كما ذكر اتَّفقوا على ضعفه ووهائه، لكن لم ينفرد به، فقد رواه الترمذي من طريق أميه بن القاسم عن حفص قال: شيخنا المزي في الأطراف: كذا وقع في جميع الروايات، أميَّة بن القاسم وهو خطأ، وصوابه القاسم بن أميَّة الحذَّاء العبدِي، رواه عنه محمَّد بن غالب ابن حرب بن تمام فقال: حدثنا القاسم بن أميَّة الحذاء بالبصرة، فذكره، وقد ذكرهُ عبد الرَّحمن بن أبي حاتم في كتابه وقال: سئل أبي عنه، فقال: ليس به بأس صدوق وسُئل أبو زرعة عنه، فقال: كان صدُوقًا.
قال العلائي: فَبَرِئَ عمر بن إسماعيل بن مجالد من عهدته، وبقي الحديث حسنًا كما قال الترمذي، لكنه غريب لتفرد القاسم بن أميَّة به.
قال: والعجب أنَّ شيخنا المزي ذكر هذا في الأطراف، ولم يذكر في التهذيب سوى أميَّة بن القاسم في حرف الألف، ولم يزد على أن قال: روى عن حفص بن غياث، روى عنه سلمة بن شبيب، روى له الترمذي ولم يذكر في حرف القاف، القاسم بن أميَّة، لأنه لم يجئ في كتاب الترمذي هكذا، ولم ينبه عليه في حرف الألف كما فعل في الأطراف. انتهى.
687- [2514] «عَافَسْنَا الأزْوَاج» المعافسة، المعالجة، والممارسة، والملاعبة، والضَّيعة: المعاش.
«ولكن يا حَنْظَلَةُ سَاعةٌ وَسَاعَة» قال أبو البقاء: يجوز النَّصب على معنى تذْكُر ساعةً، وتلهُو ساعةً، والرفع على تقدير: لنا ساعةٌ، ولله ساعةٌ.
وقال الحكيم في نوادره: أي: ساعة للذكر، وساعة للنفس.
688- [2516] «احفظِ الله يحفظك».
قال الفاكهاني: معناه؛ احفظ أمر الله واتقه، فلا يراك حيث نهاك، واحفظ حدود الله ومراسمه التي أوجبها عليك، فلا تُضيع منها شيئًا، فإذا فعلت ذلك حفظك الله في نفسك ودينك ودنياك. وهذا من أحسنِ العبارات عن هذا المعنى وأبلغها وأجزلها، وهو من جوامع الكلم التي أوتيها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
«احفظ الله تَجِدْة تجَاهَكَ». قال الفاكهاني: معنا تجده معَك بالحفظ والإحاطة والتأييد حيث ما كنت، وهو من أبلغ المجاز وأحسنه، إذ الجهة في حقه تعالى محال، وخصَّ اتجاه دون غيره من الجهات الست؛ لأنَّ الإنسان مُسافر إلى الآخرة، والمسافر إنما يطْلبُ تُجَاهه لا غير، وكان المعنى: تجده حيث ما توجهت.
«رُفعَتِ الأَقْلامُ، وَجَفتِ الصُّحُفُ». قال الفاكهاني: معناه أنَّ ذلك أمر ثابت لا يبدل، ولا ينسخ، ولا يغير عمَّا هو عليه.
689- [2517] «اعقلها وتوكَّلْ» قال ابن الخازن: قال أهل التأويل: أراد طمأنينة النفس في حالة الشدة والرخاء.
690- [2518] «دَعْ مَا يَريبك إلى ما لا يريبك» قال في النِّهاية: يروى بفتح الياء وضمها؛ أي دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك فيه.
691- [2519] «لا يعْدَلُ بالرِّعَةِ» هو الورع، يقال: ورِعَ يَرِعُ وَرِعَةً؛ مثل وثق ثقة.
692- [2520] «وَأمن النَّاسِ بَوَائِقهُ» أي: غوائله وشروره، وأحدها بائقة وهي الداهية.