فصل: باب ما جاء في الإقسام على الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


باب ما جاء في الأقسام على الله

الإقسام‏:‏ مصدر أقسم يُقسم إذا حلف

والحلف له عدة اسماء، وهي‏:‏ يمين، وآلية، وحلف، وقسم، وكلها بمعنى واحد، قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلا أقسم بمواقع النجوم‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏75‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏للذين يؤلون من نسائهم‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 226‏]‏، أي‏:‏ يحلفون، وقال تعالى‏:‏‏{‏ولا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 225‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يحلفون بالله لكم ليرضوكم‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏62‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وأقسموا بالله جهد أيمانهم‏}‏ ‏[‏النور‏:‏53‏]‏‏.‏

واختلف أهل العلم في ‏(‏لا‏)‏ في قوله ‏(‏لا أقسم‏)‏‏.‏

فقيل‏:‏ أنها نافية على الأصل، وأن معنى الكلام‏:‏ لا أقسم بهذا الشيء على المُقسم به، لأن الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم، وهذا فيه تكلف، لأن من قرأ الآية عرف أن مدلولها الإثبات لا النفي‏.‏

وقيل‏:‏ إن ‏(‏لا‏)‏ زائدة، والتقدير اقسم‏.‏

وقيل‏:‏ إن ‏(‏لا‏)‏ للتنبيه، وهذا بمعنى الثاني، لأنها من حيث الإعراب زائدة‏.‏

وقيل إنها نافية لشيء مقدر، أي‏:‏لا صحة لما تزعمون من انتفاء البعث، وهذا في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏لا أقسم بيوم القيامة‏}‏ فيه شيء من التكلف، والصواب أنها زائدة للتنبيه‏.‏

والإقسام على الله‏:‏ أن تحلف على الله أن يفعل، أو تحلف عليه أن لا يفعل، مثل‏:‏ والله، ليفعلن كذا، أو والله، لا يفعل الله كذا‏.‏

والقسم على الله ينقسم إلى أقسام‏:‏

الأول‏:‏ أن يقسم على ما أخبر به ورسوله من نفي وإثبات، فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به رسوله، مثل‏:‏ والله، ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة، ومثل‏:‏ والله، لا يغفر الله لمن أشرك به‏.‏

الثاني‏:‏ أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه، فهذا جائز لإقرار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك في قصة الربيّع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضى الله عنهما ‏(‏حينما كسرت ثنية جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالقصاص، فعرضوا عليهم الصلح، فأبوا، فقام أنس بن النضر، فقال‏:‏ أتكسر ثنية الربيع‏؟‏ والله يا رسول الله لا تكسر سنية الربيع‏.‏ وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي، فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏يا أنس‏!‏ كتاب الله القصاص‏)‏، يعني السن بالسن‏.‏ قال والله، لا تكسر ثنية الربيع‏)‏، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك‏.‏

فلما عرفوا أنه مصمم ألقى الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏)‏ ‏[‏البخاري‏:‏ كتاب الصلح / باب الصلح في الدية، ومسلم‏:‏ كتاب القسامة / باب لإثبات القصاص في الأسنان‏.‏

‏]‏، فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع، فألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمموا أمام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على القصاص، فعفوا وأخذوا الأرش‏.‏

فثناء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبر قسمه ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال‏:‏ بأنه يجد ريح الجنة دون أحد، ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه ‏[‏ مسلم كتاب البر والصلة باب النهي عن تقنيط الإنسان رحمة الله

‏]‏، وهي الربيع هذه، رضى الله عن الجميع وعنا معهم‏.‏

ويدل أيضا لهذا القسم قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏و رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره‏)‏ ‏[‏ مسلم‏:‏ كتاب البر والصلة / باب فضل الضعفاء‏.‏

‏]‏‏.‏

القسم الثالث‏:‏ أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله - عز وجل - سوء الظن به تعالى، فهذا محرم، وهو وشيءك بأن يحبط الله عمل هذا المُقسم، وهذا القسم هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله‏.‏

مناسبة الترجمة لكتاب التوحيد

أن تألى على الله - عز وجل - فقد أساء الأدب معه وتحجر فضله وأساء الظن به، وكل هذا ينافي كمال التوحيد، وربما ينافي أصل التوحيد،، فالتألي على من هو عظيم يعتبر تنقصا في حقه‏.‏

عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه؛ قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏قال رجل والله لا يغفر الله لفلان؛ فقال الله عز وجل، من ذا الذي يتألي علي أن لا اغفر لفلان‏؟‏ إني قد غفرت له واحبطت عملك ‏)‏‏.‏ رواه مسلم

* * *

قوله‏:‏ ‏(‏قال رجل‏)‏‏.‏ يحتمل أن يكون الرجل الذي ذكر في حديث أبي هريرة الآتي أو غيره‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏والله يغفر لفلان‏)‏‏.‏ هذا يدل على اليأس من روح الله، واحتقار عباد الله عند هذا القائل، وإعجابه بنفسه‏.‏

والمغفرة‏:‏ ستر الذنوب والتجاوز عنه، مأخوذة من المغفر الذي يغطي به الرأس عند الحرب، وفيه وقاية وستر‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏من ذا الذي يتألي على أن لا أغفر لفلان‏)‏‏.‏ ‏(‏من‏)‏‏:‏ اسم استفهام مبتدأ، ‏(‏ذا‏)‏ ملغاة، ‏(‏الذي‏)‏‏:‏ اسم موصول خبر مبتدأ، يتألى‏:‏ يحلف، أي‏:‏ من ذا الذي يتحجر فضلي ونعمتي أن لا أغفر لمن أساء من عبادي، والاستفهام، للإنكار‏.‏

والحديث ورد مبسوطا في حديث أبي هريرة ‏[‏يأتي ‏(‏ص 1090‏)‏‏.‏

‏]‏ أن هذا الرجل كان عابدا وله صاحب مسرف على نفسه، وكان يراه على المعصية، فيقول‏:‏ أقصر‏.‏ فوجده يوما على ذنب، فقال أقصر‏.‏ خلني وربي، أبُعث علىّ رقيبا‏؟‏ فقال‏:‏ والله، لا يغفر الله لك‏.‏

وهذا يدل على أن المسرف عنده حسن الظن بالله ورجاء له، ولعله كان بفعل الذنب ويتوب فيما بينه وبين ربه، لأنه قال‏:‏ خلني وربي، والإنسان إذا فعل الذنب ثم تاب توبة نصوحا ثم غلبته عليه نفسه مرة أخرى، فإن توبته الأولى صحيحة، فإذا تاب ثانية فتوبته صحيحة، لأن من شروط التوبة أن يعزم أن لا يعود، وليس من شروط التوبة أن لا يعود‏.‏

وهذا الرجل الذي قد غفر الله له، إما أن يكون قد وجدت منه أسباب المغفرة بالتوبة، أو أن ذنبه هذا كان دون الشرك فتفضل الله عليه فغفر له، أما لو كان شركا ومات بدون توبة، فإنه لا يغفر له، لأن الله يقول‏:‏ ‏{‏إن الله لا يغفر أن يشرك به‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏116‏]‏‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏وأحبطت عملك‏)‏‏.‏ ظاهر الإضافة في الحديث‏:‏ أن الله أحبط عمله كله، لأن المفرد المضاف إلى الأصل فيه أن يكون عاما‏.‏

ووجه إحباط الله عمله على سبيل العموم - حسب فهمنا والعلم عند الله - أن هذا الرجل كان يتعبد لله وفي نفسه إعجاب بعمله، وإدلال بما عمل على الله كأنه يمن على الله بعمله، وحينئذ يفتقد ركنا عظيما من أركان العبادة، لأن العبادة مبنية على الذل والخضوع، فلا بد أن تكون عبدا لله- عز وجل - بما تعبدك به وبما بلغك من كلامه، وكثير من الذين يتعبدون لله بما تعبدهم به قد لا يتعبدون بوحيه، قد يصعب عليهم أن يرجعوا على رأيهم إذا تبين لهم الخطأ من كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويحرفون النصوص من أجله، والواجب أن تكون لله عبدا فيما بلغك من وحيه، بحيث تخضع له خضوعا كاملا حتى تحقق العبودية‏.‏

ويحتمل معنى ‏(‏أحبطت عملك‏)‏، أي‏:‏ عملك الذي كنت تفتخر به على هذا الرجل، وهذا أهون، لأن العمل إذا حصلت فيه إساءة بطل وحده دون غيره، لكن ظاهر حديث أبي هريرة يمنع هذا الاحتمال، حيث جاء فيه أن الله تعالى قال‏:‏ أذهبوا به إلى النار‏.‏

ونظير هذا مما يحتمل العموم والخصوص قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ في حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده فيمن منع الزكاة‏:‏‏(‏فإنا آخذوها وشطر ماله عزمه من عزمات ربنا‏)‏ ‏[‏الإمام أحمد في ‏(‏المسند‏)‏ ‏(‏5/ 2،4‏)‏، وأبو داود‏:‏ كتاب الزكاة / باب زكاة السائمة، والنسائي‏:‏ كتاب الزكاة / باب عقوبة مانع الزكاة / باب عقوبة مانع الزكاة، والحاكم ‏(‏1/555‏)‏ - صححه على شرطهما ووافقه الذهبي‏.‏‏]‏‏.‏

فقوله ‏(‏وشطر ماله‏)‏ هل المراد جميع ماله، أو ماله الذي منع زكاته‏؟‏

يحتمل الأمرين، فمثلا‏:‏ إذا كان عنده عشرون من الإبل، فزكاتهما أربع شيءاه، فمنع الزكاة، أو كان عنده أموال أخرى من بقر وغنم ونقود نأخذ نصف جميع ذلك مع الزكاة‏؟‏

اختلف في ذلك‏:‏

فقيل‏:‏ نأخذ نصف ماله الذي وقعت فيه المخالفة‏.‏

وقيل‏:‏ نأخذ نصف جميع المال‏.‏

والراجح أنه راجع إلى الإمام حسب المصلحة، فإن كان أخذُ نصف المال الذي حصلت فيه المخالفة‏.‏

و في حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد‏.‏ قال أبو هريرة‏:‏ ‏(‏‏(‏تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته‏)‏‏)‏

* * *

قوله‏:‏ ‏(‏تكلم بكلمة‏)‏‏.‏ يعني قوله‏:‏ والله، لا يغفر الله لك‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏أوبقت‏)‏‏.‏ أي‏:‏ أهلكت، ومنه حديث‏:‏ ‏(‏اجتنبوا السبع الموبقات‏)‏ ‏[‏الإمام أحمد في المسند ‏(‏2/323‏)‏ ، وأبو داوود كتاب الأدب / باب في النهي عن البغي

‏]‏ ، أي المهلكات‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏دنياه وآخرته‏)‏‏.‏ لأن من حبط عمله، فقد خسر الدنيا والآخرة‏.‏

أما كونها أوبقت آخرته، فالأمر ظاهر، لأنه من أهل النار والعياذ بالله، وأما كونها أوبقت دنياه، فلأن دنيا الإنسان حقيقة هي ما اكتسب فيها عملا صالحا، وإلا، فهي خسارة، قال تعالى‏:‏ ‏{‏والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر‏}‏ ‏[‏العصر‏:‏ 1-3‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏15‏]‏، فمن لم يوفق للإيمان والعمل الصالح، فقد خسر دنياه حقيقة، لأن مآلها للفناء، وكل شيء فان فكأنه لم يوجد، واعتبر هذا بما حصل لك مما سبق من عمرك تجده مر عليك وكأنه لم يكن، وهذا من حكمة الله - عز وجل - لئلا يركبن إلى الدنيا‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏قال أبو هريرة‏)‏‏.‏ يعني في الحديث الذي أشار إليه المؤلف رحمه الله‏.‏

* * *

* فيه مسائل‏:‏

* الأولى‏:‏ التحذير من التألى على الله‏.‏ لقوله‏:‏‏(‏من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان‏)‏، وكونه أحبط عمله بذلك‏.‏

* الثانية‏:‏ كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله‏.‏

* الثالثة‏:‏ أن الجنة مثل ذلك‏.‏

هاتان المسألتان ذكرهما المؤلف تؤخذان من حبوط عمل المتألي والمغفرة للمسرف على نفسه، ثم أشار إلى حديث رواه البخاري عن ابن مسعود رضى الله عنه‏:‏ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ قال الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك‏)‏ ويقصد بها تقريب الجنة أو النار، والشراك‏:‏ سير النعل الذي يكون بين الأبهام والأصابع‏.‏

* الرابعة‏:‏ فيه شاهد لقوله‏:‏ ‏(‏إن الرجل ليتكلم بالكلمة‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ إلى آخره‏.‏ يشيءر المؤلف إلى حديث‏:‏ ‏(‏إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى أن تبلغ حيث بلغت يهوى بها في النار سبعين خريفا‏)‏ ‏[‏أخرجه أحمد في ‏(‏المسند‏)‏ ‏(‏2/ 297،355‏)‏، والترمذي‏:‏ كتاب الزهد / باب فيمن تكلم بكلمة ليضحك بها الناس ‏(‏7/76‏)‏ - وقال ‏(‏حسن غريب‏)‏‏.‏

‏]‏ ، أو ‏(‏أبعد مما بين المشرق والمغرب‏)‏ ‏[‏البخاري‏:‏ كتاب الرقاق /باب حفظ اللسان، ومسلم‏:‏ كتاب الزهد / باب التكلم بكلمة يهوى بها في النار، ولفظه عند مسلم‏.‏ ‏(‏إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب‏)‏‏]‏،

وهذا فيه الحذر من مزلة اللسان، فقد يسبب الهلاك، ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏من يضمن لي ما بين لحييه وبين رجليه أضمن له الجنة‏)‏ ‏[‏البخاري‏:‏ كتاب الرقاق / باب حفظ اللسان‏.‏

‏]‏ ، وقال لمعاذ كف عليك هذا - يعني لسانه-‏)‏ قلت‏:‏ يارسول الله‏!‏ وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏ثكلتك أمك يا معاذّ وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال‏:‏ على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم‏؟‏‏)‏‏.‏ ‏[‏الإمام في ‏(‏المسند‏)‏‏(‏5/231‏)‏، والترمذي‏:‏ كتاب الإيمان / باب ما جاء في حرم الصلاة‏.‏

‏]‏

ولا سيما إذا كانت هذه الزلة ممن يقتدي به، كما يحدث من دعاة الضلال والعياذ بالله، فإن عليه وزره ووزر من تبعه إلى يوم القيامة‏.‏

* الخامسة‏:‏ أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه‏.‏ فإنه قد غفر له بسبب هذا التأنيب، وهذه لم تظهر لي من الحديث ولعلها تؤخذ من قوله‏:‏ ‏(‏قد غفرت له‏)‏‏.‏

ولا شك أن الإنسان قد يغفر له بشيء هو من أكره الأمور إليه، مثل الجهاد في سبيل الله، قال تعالى‏:‏ ‏{‏كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 216‏]‏‏.‏

* * *