فصل: فيه مسائل‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


فيه مسائل‏:‏

الأولى‏:‏ تفسير آية النور‏.‏ وهي قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصبهم عذاب أليم‏}‏‏.‏ وسبق تفسيرها

الثانية‏:‏ تفسير آية براءة‏.‏ وهي قوله تعالى‏:‏‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباب من دون الله‏}‏‏.‏ الآية، وقد سبق ذلك‏.‏

الثالثة‏:‏ التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي‏.‏ لأن العبادة هي التعبد لهم بالطاعة، والتذلل لهم بالركوع والسجود والنذر وما أشبه، ولكن بين ـ صلى الله عليه وسلم ـ المراد من عبادتهم بأنها طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال‏.‏

الرابعة‏:‏ تمثيل ابن عمر عباس بأبي بكر وعمر، وتمثيل أحمد بسفيان‏.‏ أي‏:‏ إذا كان أبو بكر وعمر لا يمكن أن يعارض قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقولهما، فما بالك بمن عارض قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقول من دونهما‏؟‏ فهو اشد وأقبح، وكذلك مثل الإمام احمد بسفيان الثوري وأنكر على من أخذ برأيه وترك ما صح به الإسناد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستدل بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏فليحذر الذين يخالفون عن أمره‏)‏‏.‏ الآية‏.‏

الخامسة‏:‏ تحول الأحوال إلى هذه الغاية حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏

يقول المؤلف رحمه الله تعالى‏:‏ تغيرت الأحوال إلى هذه الغاية حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال‏.‏‏.‏‏.‏ وهذا لاشك أنه أشد من معرضة قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقول أبي بكر وعمر‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏(1)‏، أي / يركع ويسجد له، ويعظم تعظيم الرب، ويوصف بما لا يستحق، وهذا يوجد عند كثير من الشعراء الذين يمدحون الملوك والوزراء وهم لا يستحقون أن يكونوا بمنزلة أبي بكر وعمر‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏(‏وعبد بالمعنى الثاني‏)‏‏:‏ وهو الطاعة والاتباع من هو من الجاهلين، فأطيع الجاهل في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، كما يوجد في بعض النظم والقوانين المخالفة للشريعة الإسلامية، فإن واضعيها جهال لا يعرفون من الشريعة ولا الأديان شيئا، فصاروا يعبدون بهذا المعنى، فيطاعون في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله‏.‏

وهذا في زمان المؤلف، فكيف بزماننا‏؟‏ وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه البخاري عن أنس بن مالك رضى الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏لا يأتي زمان على الناس إلا وما بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم ‏[‏البخاري‏:‏ كتاب الفتن / باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه‏.‏‏]‏، وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للصحابة‏:‏ ‏(‏ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ‏[‏تقدم تخريجه ‏(‏ص733‏)‏‏.‏

‏]‏ ، وعصر الصحابة أقرب إلى الهدى من عصر من بعدهم‏.‏

والناس لا يحسون بالتغير، لأن الأمور تأتي رويدا رويدا، ولو غاب أحد مدة طويلة ثم جاء، لوجد التغير الكثير المزعج - نسأل الله السلامة - فعلينا الحذر، وأن نعلم أن شرع الله يجب أن يحمي وأن يصان، ولا يطاع أحد في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله أبدا مهما كانت منزلته، وأن الواجب أن نكون عبادا لله - عز وجل - تذللا وتعبدا وطاعة‏.‏

هذا الباب له صلة قوية بما قبله، لأن ما قبله فيه حكم من أطاع العلماء والأمراء في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله، وهذا فيه الإنكار على من أراد التحاكم إلى غير الله ورسوله، وقد ذكر الشيءخ رحمه الله فيه أربع آيات‏:‏