فصل: باب العفو والصفح وما في ذلك من الفضل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مكارم الأخلاق للخرائطي



.باب فضيلة إنصاف الرجل من نفسه:

335- حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، حدثنا محمد بن عرعرة، حدثني سكين أبو سراج، قال: سمعت الحسن، يحدث عن عمار بن ياسر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستكمل العبد الإيمان حتى تكون فيه ثلاث خصال». قلت: وما هن؟ قال: «الإنفاق من الإقتار، والإنصاف من نفسه، وبذل السلام».
336- حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله القرشي، عن عبد الله بن عكيم، قال: قال عمر بن الخطاب: من ينصف الناس من نفسه يعط الظفر في أمره، والذل في الطاعة أقرب إلى البر من التعزز في المعصية.
337- حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: كان داود يقول: «انظر ما تكره أن يذكر منك في نادي القوم فلا تفعله إذا خلوت».
338- حدثنا أحمد بن بديل، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، حدثنا ابن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، قال: «بلغنا أن موسى، عليه السلام سأل ربه، فقال: أي رب، أي عبادك أعدل؟ قال: من أنصف من نفسه».
339- حدثنا أبو موسى عمران بن موسى قال: قال بعض الحكماء: «أحق الناس بالإحسان من الله إليه، وأولاهم بالإنصاف من بسطت بالمقدرة يداه، فاستدم ما أوتيت من النعمة بتأدية ما عليك من الحق».
340- حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة، «أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن، فقال: ما هذا يا أبا عبد الله؟ قال: بعثنا الخادم في عمل، فكرهنا أن نجمع عليه عملين».

.باب الإنصاف:

341- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الحجاج، قال: سمعت طلحة بن نافع أبا سفيان، يقول: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: كنت في ظل داري، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ادن»، فدنوت، فأخذ بيدي حتى أتى بي بعض حجر أزواجه أم سلمة أو زينب فدخل، ثم أذن لي، فدخلت، وعليها الحجاب، فقال: «أعندكم غداء؟» قالوا: نعم فأتي بثلاثة أقرصة، فوضعت بين يديه على نبي، فقال: «أما عندكم من أدم؟» قالوا: شيء من خل قال: «هاتوه». قال: فأتي به، فأخذ قرصا، فوضعه بين يدي، وقرصا بين يديه، وكسر القرص الآخر، فوضع نصفه بين يديه، ونصفه بين يدي.
342- سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول: بلغني أن سفيان الثوري، سئل عن المروءة ما هي؟ قال: الإنصاف من نفسك، والتفضل لله تعالى: إن الله يأمر بالعدل، وهو الإنصاف، والإحسان، وهو التفضل، ولا يتم الأمر إلا بهما، ألا تراه لو أعطى جميع ما يملك، ولم ينصف من نفسه لم تكن له مروءة؛ لأنه لا يريد أن يعطي شيئا إلا أن يأخذ من صاحبه مثله، وليس مع هذا مروءة.

.باب العفو والصفح وما في ذلك من الفضل:

343- حدثنا علي بن حرب الطائي، حدثنا محمد بن عمار القرشي، حدثنا سفيان، عن منصور، عن يونس، عن أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا، فاعفوا يعزكم الله تعالى».
344- حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، عن دراج أبي السمح، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سأل موسى ربه قال: رب، أي عبادك أتقى؟ قال: الذي يذكر الله تعالى فلا ينسى قال: فأي عبادك أعز؟ قال: الذي إذا قدر عفا».
345- حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثنا مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة». قال عبد الله بن الدورقي: كان الفروي يحدث بهذا عن سمي، ثم رجع عنه، وكتبناه من كتابه الأصل، عن سهيل.
346- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: قال يوسف بن يعقوب لإخوته الأسباط لما حضرته الوفاة: يا إخوتاه، إني لم أنتصف لنفسي من مظلمة ظلمتها في الدنيا، وإني كنت أظهر الحسنة وأدفن السيئة، فذلك زادي من الدنيا، يا إخوتي إني شاركت آبائي في صالح أعمالهم، فأشركوني في قبورهم.
347- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا حفص بن عمر العدني، حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، قال: «قال الله تعالى ليوسف: يا يوسف، بعفوك عن إخوتك رفعت ذكرك في الذاكرين».
348- سمعت إبراهيم بن الجنيد، يقول: سمعت سعيد بن سليمان، يقول: سمعت جعفرا الأحمر، يقول: كفى بالمؤمن نصرة أن يرى عدوه يعصي الله عز وجل.
349- حدثنا الحسن بن يزيد الجصاص، حدثنا إسماعيل بن يحيى، حدثنا مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسنوا إذا وليتم، واعفوا عما ملكتم».
350- حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا ابن أبي الرجال، أخبرني ابن أبي ذيب، أخبرني عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، أنه ضرب مولى له سلام البربري حتى جرحه، فاستعدى على المولى ابن حزم وهو عامل المدينة فقال ابن حزم: سمعت خالتي عمرة تحدث عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم وأنت ذو هيئة، وقد أقلتك».
351- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هانئ، عن عباس الحجري، عن ابن عمر، أن رجلا قال: يا رسول الله، إن خادمي يسيء ويظلم، أفأضربه؟ قال: «لا، تعفو عنه كل يوم سبعين مرة».
352- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن، مولى بني هاشم أن ابن عباس حلف ليضربن غلاما له، فلما جيء به تركه، فقيل له، فقال: تلك بتلك، العفو بالحلف.
353- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: قلت لأبي يوما: إن فضلا الأنماطي جاء إليه رجل، فقال: اجعلني في حل قال: لا جعلت أحدا في حل أبدا، قال: فتبسم، فلما مضت أيام قال: يا بني، مررت بهذه الآية: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله}، فنظرت في تفسيرها، فإذا هو: إذا كان يوم القيامة قام مناد، فنادى: لا يقوم إلا من كان أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا، فجعلت الميت في حل من ضربه إياي ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب الله بسببه أحدا.
354- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثني هاشم بن القاسم، حدثنا المبارك بن فضالة، حدثني من سمع الحسن، يقول: إذا جثت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة نودوا: ليقم من أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا.
355- حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية الضرير، ومحمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أيما مؤمن سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها زكاة ورحمة».
قال الأحدب: زكاة وأجرا.
356- حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، قال: يروى عن إسماعيل بن مسلم، قال: قالت لي أعرابية بمكة: أراك تطلب الأدب، فهل لك في بيت وجد في صخرة فزبر، فإذا هو: وما ساد من لم يعف عن ذنب صاحب وإن كان في إجرامه يتعمد.
357- حدثنا نصر بن داود، حدثنا أبو بكر محمد بن سنان العوقي، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن هياج بن عمران البرجمي، أن غلاما أبق، فجعل لله عليه إن قدر عليه ليقطعن يده، فلما قدر عليه بعثني إلى عمران بن حصين، فسألته، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة، مر أباك فليتجاوز عن غلامه، وليكفر عن يمينه وبعثني إلى سمرة بن جندب، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة، فقل له، فليتجاوز عن غلامه، وليكفر عن يمينه.
358- سمعت أبا العباس المبرد ينشد لتوبة بن الحمير:
إن يمكن الدهر فسوف أنتقم ** أو لا فإن العفو أولى للكرم

359- وسمعت المبرد، يقول: عاتب رجل الفضل بن يحيى بن خالد، فقال له الفضل: أعتبك، وأصير إلى محبتك وأنشد:
إنها محنة الكرام من النا ** س إذا استعتبوا من الذنب تابوا

واستقاموا على المحبة للإخـ ** ـوان فيما ينوبهم وأنابوا

.باب ما يستحب من الإصلاح بين الناس وما في ذلك من جزيل الثواب:

360- حدثنا علي بن حرب الطائي، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى قال: «صلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة».
361- حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، حدثنا عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود، حدثني جدي، حميد بن الأسود، عن أسامة بن زيد، عن صالح بن كيسان، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة، وكانت امرأة عبد الرحمن بن عوف، وكانت أخت عثمان بن عفان لأمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس بكذاب من أصلح بين اثنين، فقال خيرا ونمى خيرا».
362- حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا موسى بن عبيدة الربذي، عن عباد بن عمرو بن عبادة، قال: قال أبو أيوب: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا أيوب، ألا أدلك على صدقة يحبها الله ورسوله؟ تصلح بين الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا.
363- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، حدثنا داود بن مهران، حدثنا داود بن عبد الرحمن، عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، أن رسول الله خطب الناس، فقال: «كل الكذب على الناس لا يحل إلا ثلاث خصال: رجل كذب امرأته ليرضيها، ورجل كذب بين رجلين ليصلح بينهما، ورجل كذب في خديعة حرب».
364- حدثنا أحمد بن سهل العسكري، حدثنا أحمد بن محمد بن رشدين، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن الأعمش، عن أبي صالح طهمان مولى العباس بن عبد المطلب قال: أرسلني العباس إلى عثمان أدعوه، فأتيته في دار القضاء، فقلت: إن العباس يدعوك، فقال: نعم، أفرغ من شأني، ثم آتيه قال: فأتاه، فلما دخل عليه قال: أفلح الوجه أبا الفضل قال: ووجهك قال: إن رسولك أتاني وأنا في دار القضاء، ففرغت من شأني، ثم أتيتك، فحاجتك؟ قال: لا والله، إلا أنه بلغني أنك أردت أن تقوم بعلي وأصحابه، فتشكوهم إلى الناس، وعلي ابن عمك، وأخوك في دينك، وصاحبك مع نبيك قال: أجل، فوالله لو أن عليا شاء أن يكون أدنى الناس لكان، ثم أرسلني إلى علي، فأتيته، فقال: إن أبا الفضل يدعوك، فلما جاءه قال: إنه بلغني أن عثمان أراد أن يقوم بك وأصحابك، وعثمان ابن عمك، وأخوك في دينك، وصاحبك مع نبيك صلى الله عليه وسلم، فقال علي: والله لو أن عثمان أمرني أن أخرج من داري لفعلت.