فصل: باب ما جاء في حسن الاختيار في المجالس، وأن تعطى حقها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مكارم الأخلاق للخرائطي



.باب ما يستحب للمرء أن يحسن الاختيار في مجالسة من يجالس ويحاذر:

691- حدثنا عباس بن محمد بن حاتم الدوري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا مبارك بن حسان، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قيل: يا رسول الله، أي جلسائنا خير؟ قال: «من ذكركم بالآخرة عمله».
692- حدثنا نصر بن داود، حدثنا محمد بن جامع العطار، حدثنا محمد بن مالك، عن سلمة بن كهيل، عن أبي جحيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جالسوا الكبراء، وسائلوا العلماء، وخاطبوا الأمراء».
693- حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا معن بن عيسى، عن عمر بن سلام، أن عبد الملك بن مروان دفع ولده إلى الشعبي يؤدبهم، فقال: علمهم الشعر ينجدوا أو يمجدوا، وأطعمهم اللحم تشتد قلوبهم، وجز شعورهم تغلظ رقابهم، وجالس بهم علية الرجال يناطقوهم الكلام.
694- حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا النضر بن إسماعيل، عن محمد بن أبان، عن محمد بن كعب القرظي، قال: أوصى عمر بن عبد العزيز، فقال له: يا عمر بن عبد العزيز، أوصيك بأمة محمد خيرا، من كان منهم دونك فاجعله بمنزلة ابنك، ومن كان منهم فوقك فاجعله بمنزلة أبيك، ومن كان منهم سنك فاجعله بمنزلة أخيك، فبر أباك، وصل أخاك، وتعاهد ولدك فقال عمر: جزاك الله يا محمد بن كعب خيرا.
695- حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: «كان داود عليه السلام يقول: تعوذ بالله من صاحب، إن أنت ذكرت الله لم يعنك، وإن أنت نسيت لم يذكرك».
696- حدثنا علي بن زيد الفرائضي، حدثنا موسى بن داود، حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل».
سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول: بلغني أنه لما خرج خلف بن خليفة إلى الكوفة لقيه أعرابي، فقال له الأعرابي: ما تصنع هاهنا؟ قال: أما سمعت قول ابن الخطيم:
يا أيها السائل عما مضى ** من ريب هذا الزمن الذاهب

إن كنت تبغي العلم أو غيره ** أو شاهدا يخبر عن غائب

فاعتبر الأرض بأسمائها ** واعتبر الصاحب بالصاحب

697- حدثنا محمد بن يوسف أبو بكر بن الطباع، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن، قال: تنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وأحبوا هونا، وأبغضوا هونا؛ فقد أفرط أقوام في حب أقوام؛ فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام؛ فهلكوا، إن رأيت دون أخيك سترا فلا تكشفه.
698- حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، حدثنا منهال بن بحر السراج، عن سليمان العجلي، عن بديل بن ورقاء، قال: قال عمر بن الخطاب: عليك بإخوان الصدق فكس في اكتسابهم؛ فإنهم زين في الرخاء، وعدة عند البلاء.
699- حدثنا علي بن زيد الفرائضي، حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن مالك بن دينار، أنه قال لختنه: يا مغيرة، انظر كل أخ لك، وصاحب لك، وصديق لك لا تستفيد في دينك منه خيرا؛ فانبذ عنك صحبته؛ فإنما ذلك لك عدو، يا مغيرة: الناس أشكال، الحمام مع الحمام، والغراب مع الغراب، والصعو مع الصعو، وكل مع شكله.
700- حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: قال عمر بن الخطاب: إذا رزقك الله ود امرئ مسلم؛ فتمسك به.

.باب ما جاء في حسن الاختيار في المجالس، وأن تعطى حقها:

701- حدثنا أبو إسماعيل، حدثنا سليمان بن أيوب الطلحي، حدثني أبي، عن جدي، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: إن من فضل الرجل وسؤدده، وقلة العتب عليه، جلوسه في فناء بابه وربما قال: في فناء داره.
702- حدثنا نصر بن داود، حدثنا أبو مسعود هانئ بن يحيى المفلوج، حدثنا شعبة، أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن طلحة بن عبيد الله، وكان من حكماء قريش قال: إن أقل عيب الرجل جلوسه في بيته.
703- حدثنا عمر بن شبة، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا ثور بن يزيد، عن سليم بن عامر، قال: قال أبو الدرداء: نعم صومعة الرجل المسلم بيته؛ يكف نفسه وبصره وفرجه، وإياكم والأسواق؛ فإنها تلهي وتلغي.
704- حدثنا نصر بن داود، حدثنا أبو الربيع الزهراني، أنبأنا أبو شهاب، عن حمزة بن أبي حمزة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكرم المجالس ما استقبل بها القبلة».
705- حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، حدثنا عارم بن الفضل، حدثنا تمام بن بزيع السعدي، حدثنا محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، ورفعه، إن شاء الله قال: «إن لكل مجلس شرفا، وإن أشرف المجالس ما استقبل بها القبلة».
706- حدثنا عمران بن موسى المؤدب، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني أبي، حدثنا محمد بن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجلسوا في المجالس، فإن كنتم لابد فاعلين، فردوا السلام، وغضوا الأبصار، واهدوا السبيل، وأعينوا على الحمولة».
707- حدثنا أحمد بن سيل، حدثنا عمرو بن أبي عمرو التنيسي، حدثنا أبو عمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس في الطرقات قالوا: يا رسول الله، ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».

.باب الوحدة خير من جليس السوء:

708- حدثنا أبو محمد سعدان بن يزيد البزار، حدثنا الهيثم بن جميل، حدثنا شريك، عن أبي المحجل، عن معفس بن عمران بن حطان، عن ابن الشنية، قال: رأيت أبا ذر وحده قاعدا في المسجد، محتبيا بكساء صوف، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، والسكوت خير من إملاء الشر، وإملاء الخير خير من السكوت».
709- حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، حدثنا روح بن صلاح ابن سيابة الحارثي، حدثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: سيأتي على الناس زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاث: أخ تستأنس به، أو درهم حلال، أو سنة يعمل بها.
710- حدثنا عمارة بن وثيمة، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا معاذ بن معاذ، قال: قال سليمان التيمي: إني من جليسي لمن شره: إما أن يغتاب عندي صديقا، وإما أن يحمل عني شيئا لم أتكلم به.

.باب ما يستحب للمرء إذا بلغه عن رجل شيء أن يعرض له ولا يواجهه به:

711- حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا أبو يحيى الحماني، حدثنا الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن قوم شيء قال: «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا».
712- حدثنا نصر بن داود، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن سلم العلوي، عن أنس بن مالك، أن رجلا جاء فقعد في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعليه أثر صفرة، فلما قام قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أمرتم هذا أن يدع هذه الصفرة». وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحدا في وجهه بشيء.
713- حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن طلحة بن غالب بن مقلاص، عن عثمان بن عبد الله، مولى بني تميم، عن موسى بن طلحة، أخبرني عثمان الثقفي، ولم أر ثقفيا خيرا منه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما بال رجال ينفرون عن هذا الدين يمسون بصلاة العشاء الآخرة».

.باب ما جاء في الشح على الإخوان وأداء النصيحة لهم:

714- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سالم، أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله».
715- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا سفيان، عن صالح بن نبهان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم الله تعالى».
716- حدثنا حماد بن الحسن الوراق، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا الصعق بن حزن، حدثنا عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن سويد بن غفلة، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي عرى الإيمان أوثق؟» قلت: الله ورسوله أعلم قال: «الولاية في الله، الحب فيه، والبغض فيه».
717- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا عبيدة بن حميد، حدثني الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولكن كونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم الله عز وجل».
718- حدثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحب عبد عبدا لله، إلا أكرمه الله به».
719- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، أن عبد الرحمن بن عوف هاجر إلى المدينة، فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له سعد: يا عبد الرحمن، إني من أكثر الأنصار مالا، فأنا مقاسمك، وعندي امرأتان، فأنا مطلق إحداهما، فإذا انقضت عدتها فتزوجها فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك.
سمعت أبا العباس المبرد، ينشد:
أخو ثقة يسر بحسن حالي ** وإن لم تدنه مني قرابه

أحب إلي من ألفي قريب ** بنات صدورهم لي مسترابه

720- حدثنا عمر بن شبة بن عبيدة، حدثنا جعفر بن عون، أنبأنا مسعر، عن زياد بن علاقة (ح) حدثنا علي بن حرب، حدثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت جرير بن عبد الله، يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه، فاشترط علي النصح لكل مسلم، وإني لكم لناصح.
721- حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثني زياد بن علاقة، قال: سمعت جريرا، يقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم قال سفيان: وزادني مسعر، عن زياد بن علاقة، عن جرير أنه قال: «وإني لكم لناصح».
722- حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، حدثنا الحميدي، حدثنا ابن عيينة، حدثنا داود بن أبي هند، ومجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن جرير، قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
723- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن سهيل، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الدين النصيحة». قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المؤمنين، وعامتهم».
724- سمعت 75172 إبراهيم بن الجنيد، يقول: قال بعض الحكماء: الإخوان من أنفس الذخائر؛ فينبغي للعاقل أن يتأنى لاكتسابهم، ويصيد بعضهم ببعض، كما تصاد الطير بعضها ببعض.
725- حدثنا عمارة بن وثيمة، حدثنا أحمد بن علي، حدثنا أسد بن سعيد، حدثني أبي قال: «لما دخل يوسف عليه السلام السجن كتب على باب السجن: قبور الأحياء، وشماتة الأعداء، ومعرفة الأصدقاء».