الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النكت والعيون المشهور بـ «تفسير الماوردي»
.تفسير الآيات (127- 130): قوله عز وجل: {وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ} فيه وجهان: أحدهما: بأن جعل الجزاء يوم القيامة، قاله ابن قتيبة. الثاني: بتأخيرهم إلى يوم بدر. {لَكَاَن لِزَاماً} فيه وجهان: أحدهما: لكان عذاباً لازماً. الثاني: لكان قضاء، قاله الأخفش. {وَأَجَلٌ مُسَمّىً} فيه وجهان: أحدهما: يوم بدر. والثاني: يوم القيامة، قاله قتادة. وقال في الكلام تقديم وتأخير، وتقديره: ولولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاماً. قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} يعني من الإِيذاء والافتراء. {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} قبل طلوع الشمس صلاة الفجر، وقبل غروبها صلاة العصر. {وَمِنْ ءَانآءِ اللَّيْلِ} ساعاته، وأحدها إنىً، وفيه وجهان: أحدهما: هي صلاة الليل كله، قاله ابن عباس. الثاني: هي صلاة المغرب والعشاء والآخرة. {أَطْرَافِ النَّهَارِ} فيه وجهان: أحدهما: صلاة الفجر لأنها آخر النصف الأول، وأول النصف الثاني: قاله قتادة. الثاني: أنها صلاة التطوع، قاله الحسن. {لَعَلّكَ تَرْضَى} أي تعطى، وقرأ عاصم والكسائي {تُرضى} بضم التاء يعني لعل الله يرضيك بكرامته، وقيل بالشفاعة. .تفسير الآيات (131- 132): قوله عز وجل: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} فيه وجهان: أحدهما: أنه أراد بمد العين النظر. الثاني: أراد به الأسف. {أَزْوَاجاً} أي أشكالاً، مأخوذ من المزاوجة. {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قال قتادة: زينة الحياة الدنيا. {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} يعني فيما متعاناهم به من هذه الزهرة، وفيه وجهان: أحدهما: لنفتنهم أي لنعذبهم به، قاله ابن بحر. الثاني: لنميلهم عن مصالحهم وهو محتمل. {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} فيه وجهان: أحدهما: أنه القناعة بما يملكه والزهد فيما لا يملكه. الثاني: وثواب ربك في الآخرة خير وأبقى مما متعنا به هؤلاء في الدنيا. ويحتمل ثالثاً: أن يكون الحلال المُبْقِي خيراً من الكثير المُطْغِي. وسبب نزولها ما رواه أبو رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم استلف من يهودي طعاماً فأبى أن يسلفه إلا برهن، فحزن وقال: «إني لأمين في السماء وأمين في الأرض، أحمل درعي إليه» فنزلت هذه الآية. وروى أنه لما نزلت هذه الآية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديه فنادى: من لم يتأدب بأدب الله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات. قوله عز وجل: {وَأْمُرْ أَهْلََكَ بِالصَّلاَةِ} فيه وجهان: أحدهما: أنه أراد أهله المناسبين له. والثاني: أنه أراد جميع من اتبعه وآمن به، لأنهم يحلون بالطاعة له محل أهله. {وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا} أي اصبر على فعلها وعلى أمرهم بها. {وَلاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ} هذا وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به جميع الخلق أنه تعالى يرزقهم ولا يسترزقهم، وينفعهم ولا ينتفع بهم، فكان ذلك أبلغ في الامتنان عليهم. {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} أي وحسن العاقبة لأهل التقوى. .تفسير الآيات (133- 135): {قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ} أي منتظر، ويحتمل وجهين: أحدهما: منتظر النصر على صاحبه. الثاني: ظهور الحق في عمله. {فَتَرَبَّصُواْ} وهذا تهديد. {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى} يحتمل وجهين: أحدهما: فستعلمون بالنصر من أهدى إلى دين الحق. الثاني: فستعلمون يوم القيامة من أهدى إلى طريق الجنة، والله أعلم.. .سورة الأنبياء: .تفسير الآيات (1- 6): قوله عز وجل: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} أي اقترب منهم، وفيه قولان: أحدهما: قرب وقت عذابهم، يعني أهل مكة، لأنهم استبطؤواْ ما وُعِدواْ به من العذاب تكذيباً، فكان قتلهم يوم بدر، قاله الضحاك. الثاني: قرب وقت حسابهم وهو قيام الساعة. وفي قربه وجهان: أحدهما: لابد آت، وكل آت قريب. الثاني: لأن الزمان لكثرة ما مضى وقلة ما بقي قريب. {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ} يحتمل وجهين: أحدهما: في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة. الثاني: في غفلة بالضلال، معرضون عن الهدى. قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} التنزيل مبتدأ التلاوة لنزوله سورة بعد سورة. وآية بعد آية، كما كان ينزله الله عليه في وقت بعد وقت. {إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ} أي استمعوا تنزيله فتركوا قبوله. {وَهُمْ يَلْعَبُونَ} فيه وجهان: أحدهما: أي يلهون. الثاني: يشتغلون. فإن حمل تأويله على اللهو احتمل ما يلهون به وجهين: أحدهما: بلذاتهم. الثاني: بسماع ما يتلى عليهم. وإن حمل تأويله على الشغل احتمل ما يشتغلون به وجهين: أحدهما: بالدنيا، لأنها لعب كما قال تعالى: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ} [الحديد: 20]. الثاني: يتشاغلون بالقَدْحِ فيه والاعتراض عليه. قال الحسن: كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل. قوله عز وجل: {لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ} فيه وجهان: أحدهما: يعني غافله باللهو عن الذكر، قاله قتادة. الثاني: مشغلة بالباطل عن الحق، قاله ابن شجرة، ومنه قول امرئ القيس: أي شغلتها عن ولدها. ولبعض أصحاب الخواطر وجه ثالث: أنها غافلة عما يراد بها ومنها. {وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ} فيه وجهان: أحدهما: ذكره ابن كامل أنهم أخفوا كلامهم الذي يتناجون به، قاله الكلبي. الثاني: يعني أنهم أظهروه وأعلنوه، وأسروا من الأضداد المستعملة وإن كان الأظهر في حقيقتها أن تستعمل في الإِخفاء دون الإِظهار إلا بدليل. {هَلْ هَذَآ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} إنكاراً منهم لتميزه عنهم بالنبوة. {أَفَتأتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} ويحتمل وجهين: أحدهما: أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر. الثاني: أفتعدلون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق. قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أهاويل أحلام رآها في المنام، قاله مجاهد. الثاني: تخاليط أحلام رآها في المنام، قاله قتادة، ومنه قول الشاعر: وفي الأحلام تأويلان: أحدهما: ما لم يكن له تأويل ولا تفسير، قاله الأخفش. الثاني: إنها الرؤيا الكاذبة، قاله ابن قتيبة، ومنه قول الشاعر: .تفسير الآيات (7- 9): قوله عز وجل: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ} الآية. فيهم ثلاثة أوجه: أحدها: أهل التوراة والإِنجيل، قاله الحسن، وقتادة. الثاني: أنهم علماء المسلمين، قاله علي رضي الله عنه. الثالث: مؤمنو أهل الكتاب، قاله ابن شجرة. قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً} الآية. فيه وجهان: أحدهما: معناه وما جعلنا الأنبياء قبلك أجساداً لا يأكلون الطعام ولا يموتون فنجعلك كذلك، وذلك لقولهم: {مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} [المؤمنون: 24] قاله ابن قتيبة. الثاني: إنما جعلناهم جسداً يأكلون الطعام وما كانواْ خالدين، فلذلك جعلناك جسداً مثلهم، قاله قتادة. قال الكلبي: أو الجسد هو الجسد الذي فيه الروح ويأكل ويشرب، فعلى مقتضى هذا القول يكون ما لا يأكل ولا يشرب جسماً. وقال مجاهد: الجسد ما لا يأكل ولا يشرب، فعلى مقتضى هذا القول يكون ما يأكل ويشرب نفساً. .تفسير الآيات (10- 15): قوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلنا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ} الآية. فيه خمسة تأويلات: أحدها: فيه حديثكم، قاله مجاهد. الثاني: مكارم أخلاقكم ومحاسن أعمالكم، قاله سفيان. الثالث: شرفكم إن تمسكتم به وعملتم بما فيه، قاله ابن عيسى. الرابع: ذكر ما تحتاجون إليه من أمر دينكم. الخامس: العمل بما فيه حياتكم، قاله سهل بن عبدالله. قوله تعالى: {فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنآ} أي عيانواْ عذابنا. {إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ} فيه وجهان: أحدهما: من القرية. الثاني: من العذاب، والركض: الإِسراع. قوله تعالى: {لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُواْ إِلى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ} أي نعمكم، والمترف المنعم. {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لعلكم تسألون عن دنياكم شيئاً، استهزاء بهم، قاله قتادة. الثاني: لعلكم تقنعون بالمسألة، قاله مجاهد. الثالث: لتسألوا عما كنتم تعملون، قاله ابن بحر. قوله تعالى: {فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ} يعني ما تقدم ذكره من قولهم {يا ويلنا إنا كنا ظالمين}. {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ} فيه قولان: أحدهما: بالعذاب، قاله الحسن. الثاني: بالسيف، قال مجاهد: حتى قتلهم بختنصر. والحصيد قطع الاستئصال كحصاد الزرع. والخمود: الهمود كخمود النار إذا أطفئت، فشبه خمود الحياة بخمود النار، كما يقال لمن مات قد طفئ تشبيهاً بانطفاء النار.
|