.قصيدة: أوفتْ بنو عمرو بنِ عوفٍ نذرها
أوفتْ بنو عمرو بنِ عوفٍ نذرها ** وَتَلَوّثَتْ غَدْراً بَنو النّجّارِ
وتخاذلتْ يومَ الحفيظةِ إنهمْ ** لَيْسُوا هُنالِكُمُ منَ الأخْيَارِ
وَنَسُوٌ وَصَاةَ مُحَمّدٍ في صِهْرِهِ ** وتبدلوا بالعزّ دارَ بوارِ
أتركتموهُ مفرداً بمضيعةٍ ** تنتابهُ الغوغاءُ في الأمصارِ
لَهْفَانَ يَدْعُو غَائِباً أنْصَارَهُ ** يا ويحكمْ يا معشرَ الأنصارِ
هَلاّ وَفَيْتُمْ عِنْدَها بِعهودِكُمْ ** وَفَدَيْتُمُ بالسّمْعِ والأبْصَارِ
جيرانهُ الأنونَ حولَ بيوتهِ ** غدروا، وربَّ البيتِ ذي الأستارِ
إنْ لمْ تروا مدداً لهُ وكتيبةً ** تهدي أوائلَ جحفلٍ جرارِ
فعدمتُ ما ولدَ ابنُ عمروٍ منذرٌ ** حتّى يُنِيخَ جُموعُهُمْ بِصِرَارِ
واللهِ لا يوفونَ بعدَ إمامهمْ ** أبداً ولو أمنوا بحلسِ حمارِ
أبلغْ بني بكرٍ، إذا ما جئتهمْ ** ذماً، فبئسَ مواضعُ الأصهارِ
غدروا بأبيضَ كالهلالِ مبرّإٍ ** خَلَصَتْ مَضَارِبُهُ بِزَندٍ وَارِ
من خيرِ خندفَ كلها، بعد الذي ** نَصَرَ الإلَهُ بِهِ على الكُفّارِ
طاوَعْتُمُ فِيهِ العَدُوَّ، وكُنْتُمُ ** لو شئتمُ، في معزلٍ وقرارِ
لا يحسبنّ المرجفونَ بأنهمْ ** لَنْ يُطْلَبُوا بِدِمَاء أهْلِ الدّارِ
حاشا بني عمرو بنِ عوفٍ إنهمْ ** كُتِبَتْ مَضَاجِعُهُمْ معَ الأبْرَارِ
.قصيدة: وأفلتَ يومَ الروعِ أوسُ بنُ خالدٍ
وأفلتَ يومَ الروعِ أوسُ بنُ خالدٍ ** يمجُّ دماً كالرعفِ مختضبَ النحرِ
.قصيدة: تسائلُ عن قرمٍ هجانٍ سميذعٍ
تسائلُ عن قرمٍ هجانٍ سميذعٍ ** لدى البأسِ، مغوارِ الصباحِ، جسورِ
أخي ثقةٍ يهتزُّ للعرفِ والندى ** بَعِيدِ المَدَى، في النّائِباتِ صَبُورِ
فَقُلْتُ لَها إنّ الشّهادَةَ رَاحةٌ ** ورضوانُ ربٍّ، يأمامَ، غفورِ
فإنّ أباكِ الخَيْرَ حمْزَةَ، فاعْلمي ** وَزِيرُ رَسُولِ اللَّهِ خَيْرُ وَزِيرِ
دَعاهُ إلهُ الخلْقِ ذو العَرش دعوَةً ** إلى جنّةٍ يَرْضَى بها وَسُرُورِ
فذلكَ ما كنا نرجي ونرتجي ** لحمزةَ يومَ الحشرِ، خيرَ مصيرِ
فواللهِ لا أنساكَ ما هبتِ الصبا ** ولأبْكِيَنْ في مَحْضَرِي ومَسِيرِي
عَلى أسَدَ الله الّذي كان مِدْرَهاً ** يذودُ عنِ الإسلامِ كلَّ كفورِ
ألا ليتَ شلوي، يوم ذاكَ، وأعظمي ** إلى أضبعٍ ينتبنني ونسورِ
أقُولُ، وَقَدْ أعلَى النَّعِيُّ بهُلكِهِ: ** جَزَى اللَّهُ خَيْراً منْ أخٍ وَنَصِيرِ
.قصيدة: ألا ليتَ شعري هل أتى أهلَ مكةٍ
ألا ليتَ شعري هل أتى أهلَ مكةٍ ** إبَارَتُنَا الكُفّارَ في سَاعَةِ العُسْرِ
قتلنا سراةَ القومِ، عندَ رحالهمْ ** فلمْ يَرْجِعُوا إلاّ بِقاصِمةِ الظَهْرِ
قَتَلنا أبا جَهْلٍ وعُتْبَةَ قَبْلَهُ ** وشيبةَ يكبو لليدينِ وللنحرِ
وكمْ قَدْ قَتَلْنَا مِنْ كريمٍ مُرَزّإ ** لَهُ حَسَبٌ في قَوْمِهِ نَابِه الذّكْرِ
تَرَكْنَاهُمُ للخامعات تَنُوبُهُمْ ** ويصلونَ ناراً بعدُ حاميةَ القعرِ
بكفرهمِ باللهِ، والدينُ قائمٌ ** وما طلبوا فينا بطائلةِ الوترِ
لَعَمْرُكَ ما خَامَتْ فَوَارِسُ مالِكٍ ** وَأشْيَاعُهُمْ يوْمَ التَقَيْنا على بَدْرِ
.قصيدة: على قتلى معونةَ، فاستهلي
على قتلى معونةَ، فاستهلي ** بِدَمْعِ العَيْنِ سَحّاً غيرَ نَزْرِ
عَلى خَيْلِ الرّسولِ، غَداةَ لاقَوْا ** مناياهمْ، ولاقتهمْ بقدرِ
أصَابَهُمُ الفَنَاءُ، بحَبْلِ قَوْمٍ ** تخونَ عقدُ حبلهمِ بغدرِ
فيا لهفي لمنذرٍ إذْ تولى ** وَأعْنَقَ في مَنِيّتِهِ بِصَبْرِ
فكائنْ قدْ أُصِيبَ غَدَاةَ ذاكُمْ ** من أبْيَضَ ماجِدٍ مِنْ سِرّ عَمرِو
.قصيدة: أمْسَى الفَتى بنُ وُدٍّ ثَاوِياً
أمْسَى الفَتى بنُ وُدٍّ ثَاوِياً ** بجنوبِ سلعٍ، ثارهُ لمْ ينظرِ
ولقدْ وجدتَ سيوفنا مشهورةً ** ولقدْ وجدتَ جيادنا لمْ تقصرِ
وَلَقَدْ لَقِيتَ غَداةَ بَدْرٍ عُصْبَةً ** ضَرَبوكَ ضَرْباً غيرَ ضَرْبِ الحُسَّرِ
أصبحتَ لا تدعى ليومِ عظيمةٍ ** يا عَمْرُو، أوْ لجسِيمِ أمْرٍ مُنْكَرِ
.قصيدة: لستَ إلى عمروٍ، ولا المرءِ منذرٍ
لستَ إلى عمروٍ، ولا المرءِ منذرٍ ** إذا ما مطايا القومِ أصبحنَ ضمرا
فلولا أبُو وَهْبٍ لمَرّتْ قَصَائِدٌ ** على شرفِ البرقاءِ، يهوينَ حسرا
فإنا ومنْ يهدي القصائدَ نحونا ** كمستبضعٍ تمراً إلى أهلِ خيبرا
فلا تكن كالوسنان يحلمُ أنه ** بقرية كِسْرى، أو بقرية قيصر
ولا تكُ كالشاةِ التي كانَ حتفها ** بحفرِ ذراعيها، فلمْ ترضَ محفرا
ولا تكُ كالعاوي، فأقبلَ نحرهُ ** ولمْ يخشَهُ، سَهْماً من النَّبلِ مُضْمَرَا
أتَفْخَرُ بالكَتّانِ لمّا لَبِسْتَهُ ** وقَدْ يَلْبَسُ الأنْبَاطُ رَيْطاً مُقَصَّرا
.قصيدة: لعنَ اللهُ منزلاً بطنَ كوثى
لعنَ اللهُ منزلاً بطنَ كوثى ** ورماهُ بالفقرِ والإمعارِ
لستُ أعني كوثى العراقِ ولكنْ ** شرةَ الدورِ، دارَ عبدِ الدارِ
حَوَتِ اللّؤمَ والسَّفاهَ جمِيعاً ** فاحتَوَتْ ذَاكَ كلَّهُ في قَرَارِ
وإذا ما سمتْ قريشٌ لمجدٍ ** خلفتها في دارها بصغارِ
.قصيدة: سألتَ قريشاً فلمْ يكذبوا
سألتَ قريشاً فلمْ يكذبوا ** فَسَلْ وَحْوَحاً، وَأبَا عَامِرِ
مَا أصْلُ حَسّانَ في قَوْمِهِ ** وليسَ المسائلُ كالحابرِ
فَلَوْ يَصْدُقونَ لأنْبَوْكُمُ ** بِأنّا ذَوُو الحَسَبِ القَاهِرِ
وأنا مساعيرُ، عندَ الوغى ** نَرُدُّ شَبَا الأبْلَخِ الفاجِرِ
ورثتُ الفعالَ، وبذلَ التِّلا ** دِ، والمَجْدَ عنْ كابِرٍ كابِرِ
وَحَمْلَ الدِّيَاتِ، وَفَكَّ العُنَا ** ةِ، والعِزَّ في الحَسَبِ الفاخِرِ
بكُلّ مَتِينٍ أصَمِّ الكُعُوبِ ** وأبْيَضَ ذي رَوْنَقٍ بَاتِرِ
وَبَيْضاءَ كالنّهْرِ فَضْفاضَةٍ ** تَثَنَّى بِطُولٍ على النّاشِرِ
بها نَخْتَلي مُهَجَ الدّارعينَ ** إذا نَوَّرَ الصُّبْحُ للنّاظِرِ
إذا استبقَ الناسُ غاياتهمْ ** وَجَدْتُ الزِّبَعْرَى معَ الآخِرِ
وَمَا يَجْعَلُ العَيَّ وَسْطَ النّدِيّ ** كالمحربِ المصقعِ الشاعرِ
وكيف يناصبني مفحمٌ ** يُنَصُّ إلى مُلْصَقٍ بَائِرِ
.قصيدة: زادتْ همومٌ، فماءُ العينِ ينحدرُ
زادتْ همومٌ، فماءُ العينِ ينحدرُ ** سحاً إذا أغرقتهُ عبرةٌ دررُ
وَجْداً بِشَعْثاءَ، إذ شَعْثَاءُ بَهْكَنَةٌ ** هَيْفاءُ، لا دَنَسٌ فِيها وَلا خَوَرُ
دَعْ عنْكَ شَعثاءَ، إذ كانتْ موَدّتُها ** نَزْراً، وشرُّ وِصَالِ الوَاصِلِ النَّزَرُ
وأتِ الرسولَ فقلْ يا خيرَ مؤتمنٍ ** لمؤمنينَ، إذا ما عدلَ البشرُ
علامَ تدعى سليمٌ، وهي نازحةٌ ** أمامَ قوْمٍ هُمُ آوَوْا، وهُمْ نَصَرُوا
سماهمُ اللهُ أنصاراً لنصرهمِ ** دِينَ الهُدى، وَعَوَانُ الحرْبِ تَستعِرُ
وجاهدوا في سبيلِ اللهِ، واعترفوا ** للنائباتِ فما خاموا ولا ضجروا
والناسُ ألبٌ علينا، ثمَ ليسَ لنا ** إلا السيوفَ وأطرافَ القنا، وزرُ
ولا يهرُّ جنابَ الحربِ مجلسنا ** ونحنُ حِينَ تَلظّى نارُها سُعُرُ
وَكَمْ رَدَدْنا بِبَدْرٍ، دونَ ما طَلَبُوا ** أهلَ النفاقِ، وفينا أنزلَ الظفرُ
وَنحنُ جُندُكَ يوْمَ النَّعْفِ من أُحُدٍ ** إذ حزبتْ بطراً أشياعها مضرُ
فما وَنَيْنَا، وما خِمْنا، وما خَبَرُوا ** منا عثاراً، وجلُّ القومِ قد عثروا
.قصيدة: على حِينَ أنْ قالَتْا لأيمَنَ أُمُّهُ
على حِينَ أنْ قالَتْا لأيمَنَ أُمُّهُ: ** جَبُنْتَ وَلمْ تَشْهَدْ فَوَارِسَ خَيْبَرِ
وَأيْمَنُ لم يَجْبُنْ، ولكِنّ مُهْرَهُ ** أضرّ بهِ شربُ المديدِ المخمرٍ
فَلَوْلا الذي قد كان من شَأنِ مُهْرِهِ ** لَقَاتَلَ فِيها فارِساً، غيرَ أعْسَرِ
ولكنهُ قدْ صدهُ فعلُ مهرهِ ** وما كان منه عندَه غيرُ أيْسَرِ
.قصيدة: كانتْ قريشٌ بيضةً، فتفلقتْ
كانتْ قريشٌ بيضةً، فتفلقتْ ** فالمحُّ خالصهُ لعبدِ الدارِ
ومناةُ ربي خصهمْ بكرامةٍ ** حجابُ بيتِ اللهِ ذي الأستارِ
أهلُ المكارمِ والعلاءِ وندوةُ الـ ** ـنادي وأهلُ لطيمةِ الجبارِ
وَلِوَا قُرَيْشٍ في المَشاهِدِ كلِّها ** وبنجدةٍ عندَ القنا الخطارِ
.قصيدة: إني لأعجبُ منْ قولٍ غررتَ بهِ
إني لأعجبُ منْ قولٍ غررتَ بهِ ** حُلْوٍ، يُمَدُّ إليْهِ السّمْعُ وَالبَصَرُ
لوْ تَسْمَعُ العُصْمُ، من صُمّ الجبالِ، بِهِ ** ظلتْ منَ الراسياتِ العصمُ تنحدرُ
كالخمرِ والشهدِ يجري فوْقَ ظاهِرِهِ ** وما لباطنهِ طعمٌ ولا خبرُ
وكالسّرَابِ شَبيهاً بالغَديرِ، وإنْ ** تَبْغِ السّرابَ، فَلا عَيْنٌ وَلا أثْرُ
لا ينبتُ العُشْبُ عن بَرْقٍ وَرَاعِدَةٍ ** غَرّاءَ، ليسَ لها سَيْلٌ وَلا مَطَرُ
.قصيدة: لقَد غضِبَتْ جَهْلاً سُلَيْمٌ سَفاهَةً
لقَد غضِبَتْ جَهْلاً سُلَيْمٌ سَفاهَةً ** وطاشتْ بأحلامٍ كثيرٍ عثورها
لِئامٌ مساعيها، كَذوبٌ حَديثُها ** قَليلٌ غَناها حينَ يُنعَى صُقُورُها
لها عَقْلُ نِسوَانٍ، وشَرُّ شَرِيعَةٍ ** نزورٌ نداها حينَ تبغى بحورها
إذا ضِفتَهمُ ألفَيْتَ حَوْلَ بيوتِهمْ ** كلاباً لها في الدارِ، عالٍ هريرها
.قصيدة: أجْمَعَتْ عَمْرَةُ صَرْماً فابْتَكِرْ
أجْمَعَتْ عَمْرَةُ صَرْماً فابْتَكِرْ ** إنما يدهنُ للقلبِ الحصرْ
لا يكنْ حبكِ حباً ظاهراً ** لَيْسَ هذا مِنكِ يا عَمْرَ بِسِرّ
سألتْ حسانَ منْ أخوالهُ؟ ** إنما يسألُ بالشيء الغمرْ
قُلْتُ أخْوَالي بَنُو كَعْبٍ، إذَا ** أسلمَ الأبطالُ عوراتِ الدبرْ
ربّ خالٍ لي لوْ أبصرتهِ ** سبطِ الكفينِ في اليومِ الخصرْ
عِنْدَ هذا البابِ، إذْ ساكِنُهُ ** كلُّ وجهٍ حسنِ النقبةِ حرّ
يُوقِدُ النّارَ، إذا ما أُطْفِئَتْ ** يُعْمِلُ القِدْرَ بأثْبَاجِ الجُزُرْ
منْ يغرُّ الدهرُ، أوْ يأمنهُ ** من قبيلٍ بعد عمروٍ وحجرْ
ملكا منْ جبلِ الثلجِ إلى ** جانِبَيْ أيْلَةَ، مِن عَبْدٍ وَحُرّ
ثمّ كانا خَيْرَ مَنْ نَالَ النّدَى ** سبقا الناسَ بإقساطٍ وبرّ
فارسيْ خيلٍ، إذا ما أمسكتْ ** رَبّةُ الخِدْرِ بأطْرَافِ السِّتَرْ
أتيا فارسَ في دارهمِ ** فتناهوا بعدَ إعصامٍ بقرّ
ثمّ صَاحَا: يالَ غَسّانَ اصْبِرُوا ** إنّهُ يوْمُ مَصَالِيتَ صُبُرْ
اجْعَلُوا مَعْقِلَهَا أيْمَانَكُمْ ** بالصّفِيحِ المُصْطَفَى، غيرِ الفُطُرْ
بضرابٍ تأذنُ الجنُّ لهُ ** وطعانٍ مثلِ أفواهِ الفقرْ
وَلَقَدْ يَعْلَمْ مَنْ حَارَبَنَا ** أننا ننفعُ قدماً ونضرّ
صُبُرٌ لِلْموْتِ، إنْ حَلّ بِنا، م ** صَادِقُو البأسِ، غَطارِيفُ فُخُرْ
وَأقَامَ العِزُّ فِينَا والغِنى ** فلنا منهُ على الناسِ الكبرْ
منهمُ أصلي، فمنْ يفخرْ بهِ ** يَعْرِفِ النّاسُ بِفَخْرِ المُفْتَخِرْ
نحنُ أهلُ العزّ والمجدِ معاً ** غيرُ أنكاسٍ، ولا ميلٍ عسرْ
فَسَلُوا عَنّا، وَعَنْ أفْعَالِنَا ** كلُّ قومٍ عندهمْ علمُ الخبرْ
.قصيدة: قد أصبحَ القلبُ عنها كادَ يصرفهُ
قد أصبحَ القلبُ عنها كادَ يصرفهُ ** عَنها تَتَرُّعُ قَولٍ غَيَّرَ الشُّعَرَا
يا زيدُ، يا سيدَ النجارِ، إنّ لما ** أحدَثَ قَومُكَ في عُثمانَ لي خَبَرَا
وإنّ لي حاجَةً، يا زَيدُ، أذكُرُها ** لم أقضِ منها إلى ما قَومِنا وَطَرَا
إني أرى لهمُ زياً سيهلكهمْ ** وفتيةً لمْ يصيبوا فيهمِ البصرا
يا زيدُ! هل لكَ فيهمْ قبلَ موبقةٍ ** تُسَعِّرُ النّارَ في أفنائِهمْ سَعَرَا
يا زيدُ! أهدِ لهمْ رأياً يعاشُ بهِ؛ ** يا زيدُ زيدَ بني النجارِ، مقتصرا
يا زيدُ! أخرجْ بني النجارِ إذ عميتْ ** وارفضْ طَوائِفَ غَسّانَ لها الأخُرَا
.قصيدة: رَمَيْتُ بِها أهلَ المَضِيقِ، فلمْ تَكَدْ
رَمَيْتُ بِها أهلَ المَضِيقِ، فلمْ تَكَدْ ** تَخَلَّصُ مِنْ حَمّارَةٍ وَأبَاعِرِ
ومرتْ على الأنصارِ وسطَ رحالهمْ ** فقُلْتُ لهُمْ مَن صادِرٌ مَعَ صَادِرِ
وَطَوَّفْتُ بالبَيْتِ العَتِيقِ، وسامحَتْ ** طَريقَ كَدَاءٍ في لُحُوبٍ سَوَائِرِ
ذَكَرْتُ بها التّعريسَ لمّا بَدا لَنا ** خيامٌ بها منْ بينِ بادٍ وحاضرِ
وأعرضَ ذو دورانَ، تحسبُ أنهُ ** منَ الجدبِ أعناقُ النساء الحواسرِ
فَعَجّتْ وألْقَتْ للجَبَانِ رَجيلَةً ** لأنظرَ ما زادُ الكريمِ المسافرِ
إذا فضلةٌ منْ بطنِ زقٍّ ونطفةٌ ** وقعبٌ صغيرٌ فوقَ عوجاءَ ضامرِ
فقمتُ بكأسٍ قهوةٍ، فشننتها ** يدي رونقٍ منْ ماء زمزمَ فاترِ
فلما هبطنا بطنَ مرٍّ تخزعتْ ** خُزاعَةُ عَنّا في حُلولٍ كَراكِرِ