الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(جيأ) الجيم والياء والهمزة كلمتان من غير قياس بينهما. يقال جاء يجيء مجيئاً. ويقال جاءاني فجِئْتُه، أي غالبني بكثْرة المجيء [فغلبته]. والجَيْئَة: مصدر جاء. والجِئَةُ: مجتمع الماء حَوَالي الحِصْنِ وغيره. ويقال هي جيئة بالكسر والتثقيل. (جيب) الجيم والياء والباء أصلٌ يجوز أن يكون من باب الإبدال. فالجَيْبُ جَيب القميص. يقال جِبْتُ القميص قوّرت جَيْبه، وجَيَّبْتُه جعلت له جَيباً. وهذا يدلُّ أنّ أصله واو، وهو بمعنى خَرقْت. وقد مضى ذكره. (جيد) الجيم والياء والدال أصلٌ واحد، وهو العُنُق. يقال جِيدٌ وأجْيادٌ. والجَيَد: طولُ الجِيد. والجَيْداء: الطَّويلة الجِيد. وأما قول الأعشى: * رجالَ إيادٍ بأجْيَادِها * فيقال إنّها معربة وإنه أراد الأكسية. (جير) الجيم والياء والراء كلمةٌ واحدة. جَيْرِ بمعنى حَقّاً. قال: وقالت قد أَسِيتَ فقلتُ جَيْرٍ *** أَسِيٌّ إنَّه من ذاكِ إنَّه فأمّا الجَيّار، وهو الصَّاروج، فكلمة مُعرَّبة. قال الأعشى: * بطين وجَيّارٍ وكِلْسٍ وقَرْمَدِ * وأما الجائر فَمَا يجدُه الإنسانُ في صدره من حرارةِ غيظٍ أو حزن؛ فهو من باب الواو، وقد مضى ذكره. (جيز) الجيم والياء والزاء أصل يائه واو، وقد مضى ذِكرُه. (جيس) الجيم والياء والسين أصل يائه واو، وقد مضى ذكرُه. (جيش) الجيم والياء والشين أصلٌ واحد، وهو الثَّوَران والغَلَيان. يقال جاشت القِدْرُ تجيش جَيْشاً وجَيَشاناً. قال: وجاشَتْ بهم يوماً إلى الليل قِدْرُنا *** تصكُّ حَرَابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ ومنه قولهم: جاشَتْ نَفْسُه، كأنّها غلَتْ. والجيش معروفٌ، وهو من الباب، لأنها جماعةٌ تَجِيش. (جيض) الجيم والياء والضاد كلامٌ قليلٌ يدلُّ على جنسٍ من المشي. يقال مشى مِشيةً جِيَضّاً، وهي مِشْيةٌ فيها اختيال. وجاضَ يَجِيض، إذا مَرَّ مرورَ الفارِّ. (جيل) الجيم والياء واللام يدلُّ على التجمّع. فالجِيل الجماعة. والجيل هذه الأُمَّة، وهم إخوان الدَّيْلَم، ويقال إيَّاهم أراد امرؤ القيس في قوله: أطافَتْ به جِيلاَنُ عند جِدَادِه *** ورُدّد فيه الماءُ حَتّى تَحَيَّرا وأما الجَيألُ، وهي الضَّبُع، فليست من الباب.
(جأب) الجيم والهمزة والباء حرفان: أحدهما يدلُّ على الكَسْب، يقال جَأبْتُ جَأباً، أي كَسَبْتُ وعَمِلت. قال: * فاللهُ راء عَمَلي وجَأْبِي * والآخر من غير هذا، وهو الحمار من حُمُرِ الوحش الصُّلبُ الشّديد. المَغْرَةُ، يُهْمَزُ ولا يُهمز. (جأث) الجيم والهمزة والثاء كلمةٌ واحدة تدلُّ على الفَزَع. يقال جُئِثَ يُجْأَثُ، إذا أُفْزِعَ. وفي الحديث: "فجُئِثْتُ منه فَرَقاً". (جأز) الجيم والهمزة والزاء جنسٌ من الأدواء. قالو: الجَأْز كهيئة الغَصصِ الذي يأخذ في الصَّدر* عِنْد الغيظ. يقال جَئِزَ الرَّجُل. (جأف) الجيم والهمزة والفاء كلمةٌ واحدةٌ تدلّ على الفَزَع. وكأنَّ الفاء [بَدَلٌ] من الثَّاء، يقال جُئِف الرّجُل مثل جُئِث.
(جبت) الجيم والباء والتاء كلمةٌ واحدة. الجِبْت: السّاحر، ويقال الكاهن. (جبذ) الجيم والباء والذال ليس أصلاً؛ لأنه كلمةٌ واحدةٌ مقلوبة، يقال جَبَذْت الشّيء بمعنى جَذَبْتُه. (جبر) الجيم والباء والراء أصلٌ واحد، وهو جِنْسٌ من العظَمة والعُلوّ والاستقامة. فالجَبَّار: الذي طَال وفاتَ اليد، يقال فرسٌ جَبَّارٌ، ونخلة جَبَّارَةٌ. وذو الجَُبُّورة وذو الجُبَُرُوت: الله جلّ ثناؤه. وقال: فإنّكَ إن أغضَبْتَني غَضِبَ الحَصَى *** عَليكَ وذُو الجَُـبُّورَةِ المتُغَطْرِفُ ويقال فيه جبريّة وجَبَرُوَّةٌ وجَُبَُروتٌ وجَُبُّورة. وجَبَرْت العظْم فجَبَر. قال: * قد جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فَجَبَرْ * ويقال للخَشَب الذي يُضَمُّ به العَظْمُ الكسيرُ جِبارة، والجمع جبائِر. وشُبِّه السِّوارُ فقيل له جِبارة. وقال: وأرَتْكَ كَفّاً في الخِضا *** ب ومِعْصماً مِلْءَ الجِبَارَه ومما شذَّ عن الباب الجُبَار وهو الهَدَر. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "البِئْرُ جُبَارٌ، والمَعْدِنُ جُبار". فأمَّا البئر فهي العادِيّةُ القديمة لا يُعلم لها حافرٌ ولامالك، يقع فيها الإنسانُ أو غيره، فذلك هدر. والمعدنُ جُبارٌ، قومٌ يحفرونه بِكِراءٍ فينهارُ عليهم، فذلك جُبارٌ، لأنّهم يعملون بِكِراء. ويقال أجبرتُ فلاناً على الأمر، ولا يكون ذلك إلاّ بالقَهْر وجنسٍ من التعظم عليه. (جبز) الجيم والباء والزاء ليس عندي أصلاً، وإن كانوا يقولون: الجَبيزُ الخُبز اليابس. وفيه نظر. وقال قوم: الجِبْزُ اللَّئيم. فإن كان صحيحاً فالزاء مبدلة من سِين. (جبس) الجيم والباء والسين كلمةٌ واحدة: الجِبْس، وهو اللئيم، ويقال الجَبَان. (جبع) الجيم والباء والعين، يقال إنّ فيه كلمتين: إحداهما الجُبَّاع من السِّهام: الذي ليس له ريشٌ وليس له نَصْل. ويقال الجُبَّاعة المرأة القصيرة. (جبل) الجيم والباء واللام أصلٌ يطَّرد ويُقاس، وهو تجمُّع الشيء في ارتفاعٍ. فالجبل معروف، والجَبَل: الجماعة العظيمة الكثيرة. قال: أما قريش فإنْ تلقاهُمُ أبداً *** إلاّ وهمْ خيرُ مَنْ يَحْفى وينتعِلُ إلاَّ وهمْ جَبَلُ الله الذي قَصُرَتْ *** عنه الجبالُ فَمَا سَاوَى به جَبَلُ ويقال للناقة العظيمة السنام جَبَلَةٌ. وقال قوم: السّنَام نَفْسُه جَبْلةٌ وامرأةٌ جَبْلةٌ: عظيمة الخَلْق. وقال في الناقة: وطَالَ السّنامُ على جَبْلَةٍ *** كخَلْقاءَ مِن هَضَباتِ [الصَّجَنْ] والجِبِلَّة: الخَلِيقة. والجِبِلُّ: الجماعة الكثيرة. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً} [يس 62]، و{جُبُلاًّ} أيضاً. ويقال حَفَر القومُ فأجْبَلُوا، إذا بلغوا مكاناً صُلْباً. (جبن) الجيم والباء والنون ثلاث كلماتٍ لا يقاس بعضُها ببعض. فالجُبْن: الذي يُؤكل، وربما ثقّلت نونُه مع ضم الباء. والجُبْن: صفة الجبان. والجَبينان: ما عن يمين الجبهةِ وشِمالها، كلُّ واحدٍ منهما جَبين. (جبه) الجيم والباء والهاء كلمةٌ واحدة، ثمَّ يشبَّه بها. فالجبهة: الخيلُ. والجَبْهَة من الناس: الجماعةُ. والجَبهة: كوكبٌ، يقال هو جَبْهَة الأسد.ومن الباب قولهم جَبَهْنا الماء إذا وَرَدْناه وليست عليه قامةٌ ولا أداة. وهذا من الباب؛ لأنّهم قابَلُوه وليس بينهم ما يستعينون به على السَّقي. والعرب تقول: "لكل جَابِهٍ جَوْزَةٌ، ثم يُؤَذَّن". فالجابِهُ ما ذكرناه. والجَوْزة: قدر ما يَشْرَب ثَمَّ ويجوز. (جبي) الجيم والباء وما بعده من المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدل على جَمْع الشيء والتجمُّع. يقال جَبَيْتُ* المالَ أجْبِيه جِبايةً، وجَبَيْتُ الماءَ في الحوض. والحوضُ نَفْسُه جابيةٌ. قال الأعشى: تَروحُ على آلِ المُحَلَّق جَفْنَةٌ *** كجابية الشَّيخ العراقيِّ تَفْهَقُ والجَبَا، مقصورٌ: ما حولَ البئر. والجِبَا بكسر الجيم: ما جُمِع من الماء في الحوض أو غيره. ويقال له جِبْوَة وجِبَاوة. قال الكسائيّ: جَبَيْت الماءَ في الحوض جَِبىً. وجَبَّى يُجَبّي، إذا سَجَدَ؛ وهو تَجَمُّعٌ. (جبأ) الجيم والباء والهمزة أصلان: أحدهما التنحِّي عن الشيء. يقال جبأت عن الشيء، إذا كعَِعْتَ. والجُبَّأُ، مقصور مهموز: الجبان. قال: فما أنَا مِن رَيبِ المَنُونِ بجُبَّأٍ *** وما أنا مِن سَيب الإله بيائسِ ويقال جَبَأَتْ عَيني عن الشيء، إذا نَبَتْ. وربما قالوا هذه بضدِّه فقالوا: جَبَأتُ على القوم، إذا أشرَفْتَ عليهم. ومما شذَّ عن هذا الأصل الجَبْءُ: الكمأةُ، وثلاثة أجْبُؤٍ. وأجْبأَتِ الأرض، إذا كثُرَتْ كمأتُها. ومما شذَّ أيضاً قولهم: أجْبَأْتُ، إذا اشتريتَ زَرعاً قبل بُدُوِّ صَلاحه. وبعضُهم يقولـه بلا همزٍ. وروي في الحديث: "مَنْ أجْبَى فقد أرْبَى". وممكنٌ أن يكون الهمزُ ترك لَمَّا قُرِنَ بأربَى.
(جثر) الجيم والثاء والراء كلمة فيها نظر. قال ابن دُريد: مكان جَثْرٌ: ترابٌ يَخلِطُه سَبَخٌ. (جثل) الجيم والثاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على لِين الشيء. يقال شعر جَثْلٌ: كثيرٌ ليِّن. واجْثأَلَّ النبتُ: طال. واجْثَأَلَّ الطائر: نَفَشَ رِيشَه. ومما شذَّ عن الأصل: "ثكِلَتْه الجَثَل" وهي أمُّه. ويقال الجَثْلَة: النَّملة السَّوْدَاء. (جثم) الجيم والثاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على تجمُّع الشيء. فالجُثْمان: شخص الإنسان. وجَثَم، إذا لَطِئ بالأرض. وجَثَم الطّائر يَجْثُِمُ. وفي الحديث: "نهى عن المُجَثَّمة"، وهي المصبورة على الموت.
وذلك على أضرب: فمنه ما نُحِت من كلمتين صحيحتي المعنى، مطّردتَيِ القياس. ومنه ما أصله كلمةٌ واحدة وقد أُلحِق بالرُّباعي والخماسي بزيادةٍ تدخله. ومنه ما يوضع كذا وَضْعا. وسنفسر ذلك إن شاء الله تعالى. فمن المنحوت قولهم للباقي من أصل السَّعَفة إذا قُطِعت (جُذمُور). قال: باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أولـه جيم بَنَانَتَيْنِ وجُذْمُوراً أُقِيمُ بها *** صَدْرَ القناةِ إذا ما آنَسُوا فَزَعا وذلك من كلمتين: إحداهما الجِذْم وهو الأصل، والأخرى الجِذْر وهو الأصل. وقد مرّ تفسيرهما. وهذه الكلمة من أدَلّ الدليل على صحّة مذهبنا في هذا الباب. وبالله التوفيق. ومن ذلك قولهم للرجل إذا سَتَر بيديه طعامَه كي لا يُتَناوَل (جَرْدَبَ) من كلمتين: من جَدَب لأنه يمنع طعامه، فهو كالجَدْب المانع خَيْرَه، ومن الجيم والراء والباء، كأنه جعل يديه جراباً يَعِي الشيءَ ويَحويه. قال: إذا ما كُنْتَ في قومٍ شَهَاوَى *** فلا تَجْعَلْ شِمالَكَ جَُرْدُبَانا ومن ذلك [قولهم] للرَّملة المشرفة على ما حولها (جُمْهُور). وهذا من كلمتين من جَمَرَ؛ وقد قلنا إنّ ذلك يدلُّ على الاجتماع، ووصفنا الجَمَرات من العرب بما مضى ذِكره. والكلمة الأخرى جَهَر؛ وقد قلنا إنّ ذلك من العلوّ. فالجمهور شيءٌ متجمِّعٌ عالٍ. ومن ذلك قولهم لقرية النّمل (جُرثُومة). فهذا من كلمتين: من جَرَم وجَثَم، كأنه اقتَطَعَ من الأرض قطعةً فجثم فيها. والكلمتان قد مضتا بتفسيرهما. ومن ذلك قولهم للرجل إذا صُرع (جُعْفِلَ). وذلك من كلمتين: من جُعِف *إذا صُرع، وقد مرّ تفسيره. وفي الحديث: "حتى يَكون انجعافُها مرة". ومن كلمة أخرى وهي جَفَل، وذلك إذا تجمَّع فذَهَب. فهذا كأنه جُمِع وذُهِب به. ومن ذلك قولهم للحَجَر وللإبل الكثيرة (جَلْمَدٌ). قال الشاعر في الحجارة: جَلامِيدُ أملاءُ الأكُفِّ كأنها *** رُؤوسُ رِجالٍ حُلِّقت في المواسِمِ وقال آخر في الإبل الجَلْمَد: أو مائةٍ تُجْعَلُ أولادُها *** لَغْواً وعُرْضَ المائَةِ الجَلْمَدِ وهذا من كلمتين: من الجَلَد، وهي الأرض الصُّلبة، ومن [الجَُمَُد]، وهي الأرض اليابسة، وقد مرَّ تفسيرهما. ومن ذلك قولهم للجمل العظيم (جُرَاهِمٌ جُرْهُم). وهذا من كلمتين من الجِرْم وهو الجَسَد، ومن الجَره وهو الارتفاع في تجمُّع. يقال سمِعْتُ جَرَاهِيَة القوم، وهو عالي كلامِهم دون السِّرّ. ومن ذلك قولهم للأرض الغليظة (جَمْعَرَة). فهذا من الجمْع ومن الجمْر. وقد مضى ذكره. ومن ذلك قولهم للطويل (جَسْرَبٌ). فهذا من الجَسْر وقد ذكرناه، ومن سَرَب إذا امتدَّ. ومن ذلك قولهم للضخم الهامة المستدير الوجه (جَهْضَمٌ). فهذا من الجَهْم ومن الهَضَم. والهَضَم: انضمامٌ في الشيء. ويكون أيضاً من أهضام الوادي، وهي أعاليه. وهذا أقْيَسُ من الذي ذكرناه في الهَضَم الذي معناه الانضمام.ومن ذلك قولهم للذاهب على وَجْهِه (مُجْرَهِدٌ). فهذا من كلمتين: من جَرَد أي انجرَدَ فمَرَّ، ومن جَهَد نَفْسَه في مُرُوره. ومن ذلك قولهم للرّجُل الجافي المُتَنَفِّج بما ليس عنده (جِعْظَارٌ). وهذا من كلمتين من الجَظِّ والجَعْظ، كلاهما الجافي، وقد فُسِّرَ فيما مضى. ومنه (الجِـنْعَاظ) وهو من الذي ذكرناه آنفاً والنون زائدة. قال الخليل: يقال إنه سيئ الخُلق، الذي يتسخَّط عند الطَّعام. وأنشد: * جِنْعَاظَةٌ بأهلِهِ قد بَرَّحَا * ومن ذلك قولهم للوحشيِّ إذا تَقَبَّض في وجاره (تَجَرْجَمَ)، والجيم الأولى زائدةٌ، وإنما هو من قولنا للحجارة المجتمعة رُجْمَةٌ. وأوضحُ من هذا قولهم للقَبْر الرَّجَم، فكأنَّ الوحشيَّ لمّا صار في وِجاره صار في قبرٍ. ومنها قولهم للأرض ذات الحجارة (جَمْعَرة). وهذا من الجمرات، وقد قلنا إنّ أصلها تجمُّع الحجارة، ومن المَعِر وهو الأرض لا نبات به. ومنها قولهم للنهر (جَعْفر). ووجهه ظاهر أنه من كلمتين: من جَعَف إذا صَرَع؛ لأنه يصرع ما يلقاه من نباتٍ وما أشبهه، ومن الجَفْر والجُفْرَة والجِفار والأجْفَر وهي كالجُفَر. ومن ذلك قولهم في صفة الأسد (جِرْفاسٌ) فهو من جَرَف ومن جرَس، كأنّه إذا أكل شيئاً وجَرَسه جَرَفَه.وأما قولهم للداهية (ذات الجنادِع) فمعلوم في الأصل الذي أصَّلناه أنّ النون زائدة، وأنه من الجَدْع، وقد مضى. وقد يقال إنّ جَنادع كلِّ شيءٍ أوائلُه، وجاءت جنادع الشرِّ.ومن ذلك قولهم للصُّلب الشديد (جَلْعَدٌ) فالعين زائدة، وهو من الجَلَد. وممكنٌ أنْ يكون منحوتاً من الجَلَعِ أيضاً، وهو البُروز؛ لأنه إذا كان مَكاناً صُلْباً فهو بارزٌ؛ لقلّةِ النبات به.ومن ذلك قولهم للحادِرِ السمين (جَحْدَلٌ) فممكن أن يقال إن الدال زائدةٌ، وهو من السِّقاء الجَحْل، وهو العظيم، ومن قولهم مَجدُول الخَلْق، وقد مضى. ومن ذلك قولهم ( تَجَرْمَزَ اللَّيلُ) ذهَبَ. فالزاء زائدة، وهو من تجرّم. والميم زائدةٌ في وجهٍ آخر، وهو من الجَرْز وهو القَطْع، كأنه شيءٌ قُطِعَ قَطْعاً؛ ومن رَمَزَ إذا تحرّكَ واضطرب. يقال للماء المجتمع المضطرب رَامُوزٌ. ويقال الرّاموز اسمٌ من أسماء البحر. ومن ذلك (تَجَحْفَلَ القوم): اجتمعوا، وقولهم للجيش العظيم (جَحفَلٌ) ، و(جَحْفَلة الفَرَس). وقياس هؤلاء الكلماتِ واحدٌ، وهو من كلمتين: من الحَفْل وهو الجَمْع، ومن الجَفْل، وهو تَجَمُّع الشيء في ذهابٍ. ويكون لـه وجه آخر: أن يكون من الجَفْل ومن الجَحْف، فإنهم يَجْحَفُون الشيءَ جحفاً. *وهذا عندي أصوبُ القولين.
ومن ذلك قولهم للبعير المنتفخ الجنبين (جَحْشَمٌ) فهذا من الجَشِمِ، وهو الجسيم العظيم، يقال: "ألقى عليَّ جُشَمَه"، ومن الجَحْش وقد مضى ذكره، كأنّه شُبّه في بعض قوّته بالجَحْش. ومن ذلك قولهم للخفيف (جَحْشَلٌ) فهذا مِمّا زيدت فيه اللام، وإنّما هو من الجَحْشِ، والجحشُ خفيف. ومن ذلك قولهم للانقباض (تَجَعْثُم). والأصل فيه عندي أنّ العين فيه زائدة، وإنما هو من التجثم، ومن الجُثمان. وقد مضى ذكره. ومن ذلك قولهم للجافي (جَرْعَب) فيكون الراء زائدة. والجَعَب: التَقَبُّض والجَرَع: التِواءٌ في قُوَى الحبل. فهذا قياسٌ مطرد. ومن ذلك قولهم للقصير (جَعْبَر)، وامرأةٌ جَعْبَرة: قصيرة. قال: * لا جَعْبَرِيَّاتٍ ولا طَهَامِلاَ * فيكون من الذي قبله، ويكون الراء زائدة. ومن ذلك قولهم للِثَّقيل الوَخِم (جَلَنْدَحٌ). فهذا من الجَلْح والجَدْع، والنون زائدة. وقد مضى تفسير الكلمتين. ومن ذلك قولهم للعجوز المُسِنّة (جَلْفَزِيزٌ). فهذا من جَلَزَ وجلف. أمّا جلز فمن قولنا مجلوز، أي مطويٌّ، كأنّ جسمَها طُوِي من ضُمْرها وهُزالها. وأمّا جَلَفَ فكأنّ لحمها جُلِفَ جَلْفاً أي ذُهِب به. ومن ذلك قولهم للقاعد (مُجْذَئِرٌّ) فهذا مِنْ جَذَا: إذا قَعَد على أطراف قدمَيه. قال: * وصَنّاجةٌ تَجْذُو على حَدِّ مَنْسِمِ * ومن الذَّئر وهو الغَضْبان النّاشز. فالكلمة منحوتة من كلمتين. ومن ذلك قولهم للعُسِّ الضَّخْم (جُنْبُل) فهذا ممّا زيدت فيه النون كأنّه جَبَل، والجَبَل كلمة وجْهها التجمُّع. وقد ذكرناها. ومن ذلك قولهم للجافي (جُنادِفٌ) فالنون فيه زائدة، والأصل الجَدْفُ وهو احتقار الشَّيء؛ يقال جَدَف بكذا أي احتقر، فكأن الجُنادِفَ المحتقر للأشياء، من جفائه. ومن ذلك قولهم للأكول (جُِرْضُِم). فهذا ممّا زيدت فيه الميم، فيقال [من] جَرَض إذا جَرَشَ وجَرَسَ. ومن رضَم أيضاً فتكون الجيم زائدة. ومعنى الرّضم أن يَرضِمَ ما يأكله بَعضَه على بعضٍ. ومن ذلك قولهم للجمل العظيم (جُخْدَُب)، فالجيم زائدة. وأصله من الخَدَب؛ يقال للعظيم خِدَبٌّ. وتكون الدال زائدةً؛ فإنّ العظيم جِخَبٌّ أيضاً. فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين. ومن ذلك قولهم للعظيم الصدر (جُرْشُعٌ) فهذا من الجَرْش، والجَرْش. صدر الشيء. يقال جَرْشٌ من اللَّيل، مثل جَرْس. ومن الجَشَع، وهو الحرص الشديد. فالكلمة أيضاً منحوتة من كلمتين. ومن ذلك قولهم للجرادة (جُنْدَُبٌ). فهذا نونه زائدةٌ، و[هو] من الجَدْب؛ وذلك أنّ الجراد يَجْرُد فيأتي بالجدْب، وربما كَنَوا في الغَشْم والظُّلم بأمِّ جُنْدَُب، وقياسُه قياسُ الأصل. ومن ذلك قولهم للشيخ الهِمِّ (جِلْحابَة). فهذا من قولهم جَنَحَ ولَحَبَ. أمَّا الجَلَح فذَهابُ شَعَْر مقدَّم الرأس. وأمّا لحب فمن قولهم لُحِبَ لحمُهُ يُلْحَبُ، كأنه ذُهِبَ به. وطَرِيقٌ لَحْبٌ من هذا. ومن ذلك قولهم للحجر (جَنْدَل). فممكنٌ أن يكون نونه زائدة، ويكون من الجَدْل وهو صلابةٌ في الشّيء وطَيٌّ وتداخُل، يقولون خَلْقٌ مَجْدُول. ويجوز أن يكون منحوتاً من هذا ومن الجَنَد، وهي أرضٌ صُلْبة. فهذا ما جاء على المقاييس الصحيحة. ومما وُضِع وضْعاً ولم أعرِف له اشتقاقاً: (المُجْلَنْظِي): الذي يستلقي على ظهره ويرفع رِجْلَيْهِ.و(المجلَعِبُّ) : المضطجع. وسيلٌ مُجْلَعِبٌّ: كثير القَمْشِ.و(المجْلَخِدّ) : المستلقِي.(وجَحْمظْت) الغلامَ، إذا شددتَ يديه إلى رجليه وطرحته.و(الجُخْدَُب): دُوَيْبّة، ويقال له جُخَادِبٌ، والجمع جَخَادِبُ. و(الجُعْشُم) الصغير البَدَن القليلُ اللَّحْم.و(الجَلَنْفَعُ): الغليظ من الإبل [و(الجُخْدَُبُ): الجَمَل الضَّخْم] قال:* شَدّاخَةً ضَخْمَ الضُّلوعِ جَخْدَبا *ويقال (اجْلَخَمَّ) القومُ، إذا استكبَرُوا. قال:* نَضْرِبُ جَمْعَيْهِمْ إذا اجْلَخَمُّوا *و(الجِعْثَنُ): أصول* الصِّلِّيان. و(الجَلْسَد): اسمُ صَنَم. قال: .... كما *** بَيْقَرَ مَنْ يَمْشِي إلى الجَلْسَدِ و(الجِرْسَام) السَُِّم الزُّعاف.(تم كتاب الجيم).
|